مسيرة حافله بالتشاكس.. من تشاكس شريكين الي تشاكس دولتين.!
خالد تارس
26 January, 2012
26 January, 2012
قال الفريق سلفاكير ميارديد رئيس دولة جنوب السودان الشقيقة.. ان حكومة الشمال سرقت نفط بلادة بقيمة قدرها(815 مليون دولار).. وافصح سلفاكير عن تلك الفضيحة بان الشمال يمد انبوب فرعي لنقل 120 الف برميل يومياً لمصافي الخرطوم دون علم وزارة النفط الجنوبية بمايعادل 75% من الاحتايجات اليومية للجنوب مما يعد الامر مجرد سرقة.! ويصوغ رئيس الجنوب تصريحاتة لمسيرة شعبية امام برلمان بلادة المطالب بدعم قرار الحكومة الخاص بايقاف انتاج البترول في الدولة الوليدة.. يبما يعزز فرص دعم القرار من نواب شعب الجنوب.!
خطوة ايقاف البترول جاءت عقب خلافات مريرة بين دولتي السودان حورها سوء التناغم الي صراع على رسوم عبور نفط الجنوب لأرضي الشمال تحت دعاوي لم يفلح فريق السيد الوساطة الافريقي (امبيكي) في بحثها على نطاق واسع بحيث تصبح قانون عادل للدولتين يحترم على مضض.. صحيح للشمال رسوم عبور مستحقة على نفط الجنوب يدور الإتهام حولها برغم عدم قناعة الجنوب بطريقة خصم الخرطوم مستحقاتها بشكل يعوق وصول بترولها الي الاسواق ، وجوبا تلاحظ عدم شفافية في النهج الذي تسلكة الخرطوم مقابل اخذ رسومها وبالتالي لم تقوم الاولى بمعرفة مايدور في العقدة الفنية لعبور نفطها ارضي الشمال حتى يخصم الشمال حصته قبيل عبور النفط لبورتسودان ليضع الشمال نفسة محل اتهام جوبا التى تحث الراي العام بان الشمال ظل يتصرف على نفطها بطريقة فوضوية وصفتها قيادات الجنوب بانها ضرباً من ضروب السرقة.. والخرطوم نفسها تتهم جوبا بالتباطؤ على دفع رسوم عبور نفطها ارضي الشمال الشئ الذي جعل الخرطوم تتطرف لأخذ حقها بالقوة.! الغريب ان هذة المصادمات دائماً ما تقع في مساحة خالية من الجماهير يعني صراع حكومات يدور في الميادين الرسمية بعيداً عن مصالح الشعبين في الشمال والجنوب.! لم يكن لابناء السودان شمالا وجنوباً طرف فيما يدور من مناوشات سطحية لاتمد لمكاسب البلدين بصلة.. والمدار الذي تدور على منوالة هذة المناوشات الإعلامية اضحى معروفاً لشعب السودان الكبير.. وبالتالي لايمثل الامر جديداً في خارطة تفاهمات الشريكين اللذين عكسا نهجاً فبيحاً في ادارة الدولة القديمة, والخوف ان تمارس هذة الانظمة ذات النهج في ادارة دولتين منفصلتين تماماً.. ويؤسفنا ان يظل هذا الأسلوب ثابتاً في عرف التسامي الي علاقة جيدة بين الشمال والجنوب حتى بعد ان صارتا دولتين كل على حدة .. وذلت الخلاف ظل يترسخ في التعاطي السياسي منذ ان كانت الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني يشتركان في حكم دولة مساحتها مليون ميل مربع.. ويشتد الخلاف الي ان عصف بالوحدة الوطنية وشطر السودان الي دولتين .. دولة شمالية يديرها الوطني ودولة جنوبية تديرها الشعبية.!
اتهام سلفاكير للخرطوم بسرقة نفط بلادة شئ طبيعي يعود لضعف ثقة الرجل في الشمال وقلة احترام الحزبين لبعضمها البعض لان كير وجهة اتهامة للحكومةوليس الشعب الشمالي .. فلا يعد طعناً في اخلاق العقلية السياسية التي تقود الشمال السوداني لو تناول كلام الاخ سلفا في ايطار الشرح الفني للإجراء المغلوط الذي انتهجته الخرطوم في التعامل مع بترول الجنوب كأنه مستخرج من اراضيها ، متناسية حكاية بقاء الجنوب دولة مستقلة يتم التعامل معها وفق قوانين واعراف دولية تحترم سيادتها.!
سمعنا بالهمباتة وعصابات المافية وقطاع الطرق .. لكننا لم نسمع بقطاع طرق البترول ياسلفا.. فكيف تسرق الدولة اذاً.؟ لو سرق الشمال بترول الجنوب بمفهوم الاخذ غير المشروع ياسيادة الرئيس فالامانة تقتضي ان يعاقب السارق حتى كان دولة .. فالعملية تبدو غير كريمة في حق دولة الجنوب حتى وان صمت رئيسها, وبالتالي تصبح سابقة خطيره يتثني للقانون فرصة تكييف عقوبتها بحيث يترك لشعب الجنوب حق العفوا .. واذا ثبت فعل السرقة من المدان من وجة نظر الجنوبيين يااخ كير.. الشعب السوداني ام الحكومة التي تعاطيتم معها لجعل السودان سودانيين الاول بترولي والثاني ناقل للبترول.! ولا يزال عقد التامر يتجلى لثبوت رئيس الجنوب في الامساك على صيرورة وصف الشمال بالسراق تعبيراً عن حالة غضب جعلت اعصاب فخامة الرئيس لايفرق بين دولة الشمال وحكومة الشمال إلا في توصية بعدم المساس بالشمالين في الجنوب ..فالذي يراقب ازمة سوء التفاهم بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يفهم انها ازمة بلغت من التعقيد ما عمق الخلاف داخل فريق نيفاشا الحكومي وقسم شعبي السودان الي شمال وجنوب .. حتى الانقسام لم يحل عقدة المغالطات بين الحركة والوطني .. اضحى الامر مستمر في التعقيد على حكومات الدولتين وتأزيم مواقفها مما افشل الدولتين في خلق علاقة طيبة تفيد ابناء السودان الكبير في الشمال والجنوب , واجهاض ثمار الوحدة الطبيعية بعود الامور كما لو كان السودان موحداً في مواردة وشعبة.!
حاول المتشاكسون ترحيل الخلافات السابقة داخل الدولة الواحدة الي خلافات دولتين الامر الذي جرجر (الدولتين).. الي ساحة مواجة تقضي على احلام البؤساء في الشمال والجنوب معاً.! كل الذي تبقى ان تحافظ حكومة الجنوب والشمال على الصلات الطيبة لابناء الشعب السوداني وتسخير حسن وشائج الدماء الي علاقة تخدم البلدين على نحوِ يرضي المراقبين في الإقليم المجاور .. الشر المستطير ان يجعل هذة المشاكسات تتحول الي هرجلة تمارسها الحركة في ادارة الجنوب وهرجلة يمارسها الوطني في ادارة الشمال .. بحيث تكون النتيجة تدني في الحياه الاقتصادية وافساد للحياه العامة واضطراب سياسي في الدولتين معاً.! هذة النتيجة بالطبع تقعد الشعبين على جحيم ليعش السودانيين حقبة اخرى مليئة بالتخلف و الفقر والمرض .. يكرة الشمالي اخوانة الجنوبين في جنوبهم ويكرة الجنوبي اخوانة الشماليين في شمالهم والسبب انظمة غير راشدة في الدولتين لاتسمح اخلاق حكامها بوضع شعب يتسامى الي غدٍ مشرق.!
ازمة توظيف البترول التي عمقت خلاف دولتي السودان حالياً يمكن تجاوزها لو وثق الجنوب في الشمال ووثق الشمال في الجنوب.. ولكن لن تكتمل محبة الطرفين الي بعضهم حتى يتفجاء الشعبين بقرارات تجبر الجنوب عن ايقاف انتاج نفطة بسبب دولة الشمال ورفع شكوى ضدها .. والجنوب بعد هذا القرار الصائب على راي بعض المسئولين في جوبا يمكن ان يستقني عن عائدات البترول الحالية لان الاحطياطي النقدي يكفي لتجاوز هذة الازمة حتى لو طال امدها.. والشمال كذلك يقول انة سيستمر في اخذ رسوم العبور عنوة اذا ما اخر الجنوب دفعها .. ومسئولين في الخرطوم يقولون ان النفط الجنوبي المتبقي في الأنابيب يكفي لسداد متاخرات كبيرة على جوبا .. ويحزر الجنوب اسوق النفط بعدم شراء الكمية المنهوبة من نفطة وفي راي كثيرين ان حكومة الجنوب لن تصبر لقرارها على اعتبار ان البترول هو المورد الوحيد الذي تعتمد علية دولة الجنوب في تسير اقتصادها وبدائل النفط معدومة بدرجة لاتسمح بالتفكير في انشاء خط ناقل عبر المواني الكينية كما صرح الدكتور ياك مشار نائب رئيس دولة الجنوب.!
khalid trarees [tarisssko@yahoo.com]