مصر … زئير النعام وصراخ الوزغ

 


 

شوقي بدري
22 August, 2020

 

 

ذكر النعام يعرف بالظليم، ونحن في السودان نقول اضليم. يقوم الظليم بالعراك مع عديد من الذكور وفي النهاية اذا فاز يسيطر على مجموعة من الاناث تعرف الواحدة بربضاء . يضعن كل البيض في في شبه حفرة وبضع الظليم كل البيض تحته لحوالي الاربعين يوما . في هذه الفترة وقبلها لتأكيد سطوته ولابعاد الآخرين من ما جمع وسيطر عليه يصدر صوتا عاليا يشبه الى حد كبير زئير الاسد وما هو بأسد . ويخيف هذا الحيوانات والناس الذين لا يعرفون ان التحذير يأتي فقط من ،، نعامة ،، تقلد زئير الاسد. وهذا ما تقوم به مصر، ويخاف حكام السودان خاصة في هذه الايام. 

ما يهم حكام السودان اليوم هو مواصلة الجلوس على كراسي الحكم والاستمتاع بالسلطة الجاه والمال . الجيش الامن الذي من المفروض عليه حماية المواطن قد صار جيش احتلال ينهب مال الشعب بالمفتوح . والمصريون يفضلون دائما العسكر ويكرهون ديمقراطية السودان . يكفي ان عميلهم الاكبر بابكر عوض الله الذي نجح في استمالة الحزب الشيوعي والمشاركة في جريمة نظام مايو قد طرد من الحكم بعد ان ادى دوره كخائن لوطنه . طرد باوامر الدكتاتور ناصر من منصب رئيس الوزراء ثم همش بقية حياته ، لأن ناصر والمصريين لا يحبون التعامل مع المدنيين او الديمقراطيين في السودان . ديمقراطية السودان تصيب المصريين شعبا وحكومة بالجنون ..... حتى البرابرة عندهم ديمراقية !!
الوزغ هو جمع وزغة ونعرفه نحن في السودان بالضب . والضب الحقيقي هو من السحالى وقد يبلغ وزنه حوالى الكيلو جرام يعيش في شقوق الارض ، يأكله الناس في السعودية وبعض دول الصحراء . الضب السوداني يتواصل مع عشيرته بصوت عالى . احدى الاسر من خارج امدرمان استأجرت منزلا قديما في وسط امدرمان . وفي الليل احسوا بالرعب والخوف الحقيقي . تكدسوا مع بعضهم . فضل البعض عدم الذهاب الى الحمام في الليل ، او التواجد بالقرب من بعضهم عند الذهاب الى الحمام خوفا من ان تختطف الشياطين احدهم او تلحق بهم ضررا . وفي الصباح ذهبوا الى اصدقاءهم اصاحاب الدار واخطروهم بأنهم سيرحلون لان الشياطين تتآمر عليهم وتتحدث بصوت مسموع مع بعضها البعض، وان على اهل الدار الاستعانة ب ،،فكي ،، قوي وشيوخ لاقامة حلقات لقراءة القرآن واخراج الشياطين من المنزل . والغريبة انهم كانوا من اهل اليسار . ضحك اصحاب الدار وطمنوهم بأن الشياطين ما هى الا وزغ تناجي بعضها البعض في الليل . وعاشوا في امان بعد ان عرفوا ان المصيبة وزغ . متى سنعرف ان زئير مصر هو زئير نعام . واننا نخاف من صراخ الوزغ وقطر الصغيرة .
أن الزئير الذي تصدره مصر كلما تخاطب السودان ما هو الا زئير نعام . ولا وجود لشياطين القوة والبطش وهذا ما اكتشفته اثيوبيا . انها مناجاة وزغ . ومصر عندها ما يثقلها من مصائب . وعندما لم تظهر اثيوبيا اى من مظاهر الخوف بدأت مصر كعادتها في العويل بدلا عن الزئير . وتكلموا عن القانون الدولي والامم المتحدة العرف الاخلاق العلاقات الازلية مع اثيوبيا ونادوا بالوساطة والتحكيم الافريقي . ولاول مرة تتودد مصر للدول الافريقية وتذكر الافارقة بأفضال ارض الكنانة ومصر ام الدنيا التي حررت الدول الافريقية !! وقريبا ستنتزع الدول العربية السيطرة على جامعة الدول العربية من مصر . ففي الساحة دول جديدة . الامارات وقطر الصغيرة التي لا يزيد عدد سكانها عن عدد المسطحين على ظهر القطارات المصرية قد صاروا قوة لا يستهان بها ...... العزيزة مصر .... الدنيا تتغير .
هذا الخنوع والانكسار لمصر وحكومات مصر لا يأتي للسودان الا بالدمار .
مصر شعبا وحكومة تحترم القوة . التواضع الادب ليس ببضاعة غالية في مصر . اغلبية المصريين على اقتناع ان السودان هو الاندلس المفقوت ويجب ارجاعه الى بيت الطاعة المصري لكي ينتج اللحوم التي يحلم بها الشارع السوداني اليوم ،وان يستمر السودان في استيراد التقاوي المصرية الخضار والفاكهة المزروعة بماء المجاري . كما صاروا يشترون العجول والخراف السودانية باموال قد تكون مزورة ويتم تصدير هذه اللحوم الى اوربا وتصير جلودها احذية ومصنوعات جلدية تباع للسياح وتصدر . نفس الشئ بخصوص السمسم السوداني والفول السوداني الخ . والهمبول البرهان يقطع تعظيم للسيسي!!
الما بيضوق ايدك ما ببقا نديدك . مصر تحتاج للسودان اليوم اكثر من اى وقت مضى . لا يسعنا الا ان نبصق على وجه كل حكومة لا تطالب باسترداد حلايب وارض الفشقة . وبدلا من مواجهة مصر بقوة يصرح الهمبول البرهان بالتعاون مع مصر .... تصور . ولاول مرة نسمع بالقدع المدبولي ونعرف انه رئيس وزراء مصر الذي يصرح اثناء زيارته لساعات للسودان ..... مصر مستعدة لتقديم كل سبل الدعم للسودان . واول شئ فلنذهب للتحكيم العالمي بخصوص حلايب . حتى يصفوا الجو وتتوقف البلطجة المصرية على السودان .
هل يعقل يا نعاج الحكومة السودانية ان تسمحوا لمن هب ودب للتدخل في الشأن السوداني . المخابرات المصرية قد صرحت بأن عندهم رجل مخابرات في كل مئة متر في العاصمة السودانية . وهذه حقيقة . ورئيس المخابرات المصري يذهب الى جوبا ليتدخل في سير مفاوضات السلام . اليس هذا بشئ مقزز ؟
قال الرئيس يوسف بروس تيتو الذي كان له وضع حساس في يوغوسلافيا ، لانه بين التحاد السوفيتي والمبريالية الامريكية ، انه يرسل خيرة دبلوماسيه الى الفاتيكان لأنه للفاتيكان اقوي جهاز تجسس في العالم . فعندهم نصف مليون قس . واكثر من مليون راهبة يعرفون كل ما يحدث في العالم . لا يكلفون الفاتيكان مليما , بل يدخلون على الفاتيكان البلايين من النذور التبرعات والدعم حتى من افريقيا ولاتين امريكا الفقيرة .
قال الامريكان ان عند المصريين اكبر جهاز مخابرات لأن رجال المخابرات والمخبرين يتقاضون ملاليما على عكس الدول الكبيرة كما ينتشر المصريون في دول الشرق الوسط خاصة الخليج حيث يعملون كعمال موظفين في البنوك الشركات وكمدرسين الخ ويجبرون للتعامل للمخابرات المصرية . في السودام تعتبر البغثة التعليمية الري المصري والسفارة عش دبور المخابرات المصرية . واغلب المصريين الذي يعملون في السودان وخارج السودان هم اما رجال مخابرات او مرغمين للتصرف كجواسيس ومخبرين والا لن تجدد جوازاتهم وقد يتم مضايقة اهلهم .
ان عندنا رئيس وزراء يمكن ببساطة وصفه بالسجمان . هذا النوع من البشر كنا نبتعد عنه في المدارس وفي الحي وحتى بعد ان كبرنا وفي الغربة ده اسمه ..... زول ما بشد الحيل . انها ليست غلطته فامثاله عاشوا طيلة حياتهم منذ ايام الدراسة كجبناء يريدون ان يتركوا في حالهم . وهنالك فرق كبير بين الادارة والحكم . الغلطة هي غلطة من وضعول كل آمالهم في شخص جبان .ومصر فرحة بهذا الرجل الجبان . واخيرا يتفرعن حمدوك الموظف على مخدمه الشعب السوداني . وهو اول رئيس وزراء دفع الشعب انهارا من الدماء لوصوله لهذا المنصب .
حمدوك الجبان لا يخرج لمقابلة الثوار ويخرج افندي آخر ليخبر الثوار بأن حمدوك مشغول . يمكن بيلعب ،، منقله ،،! هل هنالك شئ اهم من الخطر الذي يحدق بالوطن ؟ مصر تصرح وتتحدث باسم السودان . من الذي يعطيها هذا الحق ؟ ان جبن الهمبول البرهان والافندي حمدوك ودفاع الكباشي عن ملكه الذي لم يكن يحلم به ، يجعلهم هذا يقبلون بكل شئ حتى اهانات مصر لكي يبقوا في السلطة . مصر اجتمعت احدى عشرة مرة باثيوبيا من خلف ظهر السودان ،، الشقيق ،، . حتى في مؤتمر باندونق في اندونيسيا لدول عدم الانحياز في 1955 وللسودان حكومة انتقالية بعد انتخابات نظمتها الامم المتحدة بقيادة الممثل المحائد للامم المتحدة الهندي سوكومارسون طالب ناصر بطرد الازهري ووفده من المؤتمر لأنه ومصر يمثلون الشعب السوداني !!!! ولا يزال في السودان حزب ناصري وحزب بعث وقوميين عرب . ويستغرب البعض لماذا نحن عبيد للطائفية ، العروبة الناصرية والبعث . يبدو اننا نستحق لقب العبيد الذي يطلقه علينا المصريون والعرب . اظن ان جزر القمر المرشح القادم للتحكم في مصير السودانيين العبيد فمرحبا بهم . لقد قال ابن المقفع ان السود او الزنوج انعام هاملة .
قبل اقل من شهر كنت في مهمة مساعدة اسرة سودانية رائعة في الرحول الى مسكن جديد في مدينة لند الجامعية. وكان من المفروض مقابلة مندوبة شركة السكن التي اتت بمترجم لتنوير الزبون بمحتويات العقد حقوق الساكن وواجباته شروط السكن ، التعامل مع بقية السكان الخ . وعندما وقع نظري على المترجم المصريي الذي بدأ بالكلام قبل المسؤولة واستعرض عضلاته ومعرفته ومقدرات ، حتى عرفت انه .... مش حيجيبها على البر ، كعادة الكثير من المصريين عند التعامل مع ،، البرابرة ،،. لأنهم مخدوعون بأنهم ... حاقة تانية .... خاصىة عندما يتعاملون مع السودانيين . والسودانيون بطيبة يعطونهم هذه الفرصة . وينطبق هذا اكثر على حكوماتنا .
مسؤولة السكن كانت تتكلم بلطف واحترافية . وفجأة تفلت المسؤولة الاوراق وتجثوا على ركبتيها لتربط رباط حذاء الطفل السوداني الذي اتي راكضا من خارج المسكن الارضي الفاخر خوفا عليه من السقوط . وكانت ابتسامة استخفاف على وجه المصري . وبدلا عن الاكتفاء بالترجمة فقط ، صارت الجملة تترجم بعشرة جمل من الاستعراض ،، التجدع ،، . لاطالة زمن الترجمة بسبب العداد وابداء المقدرات الفريدة . وفي نفس الوقت كنا نقوم بادخال العفش والاغراض . وعندما انتهينا من العملية . احضرت من السيارة خرطوش ،، الشطافة للحمام . ووضعته على المنضدة . قام المترجم المصري بهز الشطافة لكي تراها مسؤولة السكن وقال ... ده ممنوع دة مش مسموح بيه . فانتهرته لأن هذا ليس من اختصاصه . وانني اعرف المدينة الجامعية وقد كنت في فترة من اعلامها قبل نصف قرن .
واعرف قانون السكن الذي يقول يمكنك ان تجري بعض التغيرات ولكن عند الرحول فالمستأجر ملزم لاعادة المنزل لوضعه الاول . وهو ليس الا مترجم مهمته ترجمة كلام المسؤولة بالحرف بدون تدخل ، تغيير او اضافة . تراجع المصري كعادة اغلبهم عندما يواجهون بصلابة وقوة .وقال لي .... ده انتا من زمن محمود اسماعيل وارصد والبقية . قلت له هؤلاء اصدقائي من ايام براغ وقد حضرت قبلهم الى لوند بسنوات عديدة .
نصحت الدكتورة السودانية أن لا تلتحق بكورس اللغة السويدية الذي تنظمه مصلحة الاجانب . لأن الكثير من العرب ليسوا بجادين في التعلم . وهمهم هو التحصل على الدعم والفلوس . وتكون فصول الدراسة غير عملية لانهم يتكلمون باستمرار ويخرجون ويدخلون اثناء الدرس . ةقد يتشاجرون ويستخدمون الافظا لا يخدش الحياء فقط بل تقوم باعدامه . وشددت عليها في ان تلتحق بكورسات اللغة السويدية في الجامعة . لأن لهم كورسات متخصصة للطب الهندسة الخ . وهنالك انضباط وروح اكاديمة . والابنة الطبيبة السودانية على مستوي عالى من التحضر الانضباط والاكاديمة وقد قطعت شوطا كبيرا في تعلم اللغة السويدية عن طريق اطفالها واجتهادها وهذا بجانب انجليزيتها الجيدة .
عندما طرحت الطبيبة الأمر للمسؤولة . انتفض المترجم المصري ليقول لها .... انت مش من حقك تطالبي . انت تقبلي بالبقولوه ليك وبس . واعطاها محاضرة عن المفروض والحاصل . وكالعادة يركب المصري الفراش ماكينة مدير عندما يجد الفرصة او عندما يتعامل مع من يحسبهم اقل درجة منه . عندما اكدت المسؤولة انه من حق الدكتورة دراسة اللغة في الجامعة . تراجع المصري ..... بس في الحقيقة انا كنتش اعرف .
تواصل التدخل والاطالة لدرجة انه كما قالت الدكتورة .... شداني وضايقني وطريقة ترجمته كانت عبارة عن تطويل ، تسويف ولف ودوران ...... بديت اتكلم مع المسؤولة بالانجليزي وبقيت افهم بسهولة وبساطة . غضب المصري وصار يقول انه ليس من حقها مخاطبة المسؤولة مباشرة . وان عليها الاكتفاء بخاطبته هو فقط . اخبرته المسؤولة بما انه هنالك لغة تخاطب مشتركة بينها والدكتورة فلا داعي لوجدوده . غضب المصري واظهر غضبه وانتزع جاكتته وذهب غاضبا . وصارت المقالة رائعة بسيطة وحدث تواصل وتغفاهم بين السيدتين . وجميع السويديين يتكلمون ثلاثة لغات . وهذا الزامي للتخرج من الصف التاسع . وقد يتخرجون باربة لغات قد تصير خمسة لغات بعد الاعدادية .
في بداية التسعينات تعرض الاخ احمد مجذوب لعملية بتر ساقة الايمن بسبب اهماله الفظيع في التعامل مع مرض السكري . وتقرر له بعض التمارين الرياضية ، الدلك تقوية عضلات ذراعية وفخذيه استعدادا لتزويدة برجل صناعية . وهذه عملية قد تطول . واقترحوا عليه تزويده بمترجم ليرافقه في هذه الرحلة . قال لي احمد طيب الله ثراه .. انا طبعا ما محتاج لمترجم لكن نجيب واحد عربي يستفيد ويتقلني واريحك انت شوية علشان تشوف شغلك .
في اول مقابلة غسلنا المترجم المصري بنظرة باردة ولم يحيينا . وجلس وكانه مرغم على التواجد معنا . ومع بداية ترجمته بدأ الكلام باللغة العربية الفصحى ..... فليكن معلوما لديكم ان المشرفة تخبركم الخ قاطعته وقلت له ... نحنا سودانيين اتكلم طبيعي وحنفهمك . وانت حتكون مع احمد لفترة طويلة وحتطلعوا وتنزلوا مع بعض خليك مرتاح . واحمد ده درس الثانوية في مصر . الا ان المصري واصل ،، الاندلة ،، والقندفة . وعندما لاحظت الدكتورة ان الامر ليس طبيعيا سألت عن السبب . قال لها المصري . هؤلاء الناس يثيرون المشاكل دائما . لقد ترجمت لبعضهم كلام المسؤول ، وفيما بعد قالوا انهم لم يفهموا كلامي وان القرار السالب كان بسبب عدم فهمهم لترجمتي . والآن اتكلم معهم بالعربية الفصحى ، وها انت تشاهدين انهم يثيرون المشاكل . نظرت الى احمد وقلت له .... نحرقو ؟ احمد الذي عاش في كثير من الدول الاوربية منها المانيا في بداية الستينات قال لي ... احرق دينو .
قلت للدكتورة المشكلة هى ان احمد يستطيع ان يعلم هذا المترجم اللغة السويدية . بجانب ان احمد يتكلم الانجليزية بطلاقة بجانب الالمانية اليونانية الايطالية وفي اثناء سكنه الطويل في مامو يستطيع ان يتخاطب باليوغوسلافية . لا نفهم من اتى بهذا المترجم وما الغرض من اضاعة فلوس دافع الضرائب .وعندما سألت الطبيبة احمد مجذوب والذي له حنكة تجارب وموهبة في تعلم اللغات بسرعة عن مقدرته في التخاطب بالسويدية . رد عليها بلهجة جنوب السويد . وشرح لها انه كان يعمل في مطبخ المستشفي في السبعينات قبل التغييرات الضخمة التي حدث في المستشفى . كما حدد التغييرات واهمها موقف السيارات الضخم والاضافات في الجزء الغربي الخ . وطلبت الطبيبة من المترجم الانصرف لانه يبدو ان هنالك خطا في الامر . وفجأة تغيرت لهجة المصري .... بس يا قماعة ده حرام ليه بتعملوا في كدة ....



دة اكل عيش . قلت له ... فليكن معلوما لديك انك انسان منحط وتافه .
البروفسر العلامة عبد الله الطيب يعتبر فلتة في علمه . هلل له العرب وكان الملك الحسن ملك المغرب يأتي لمجلسة كطالب علم ويتأدب امامه . عاش في المغرب لعد سنوات . لم يجد ابدا الاشادة من المصريين . وكانوا يعتبرونه متطفلا على عالمهم . عبد الله الطيب تحصل على الدكتوراة من جامعة لندن قبل ان يبلغ الثلاثين . الف كتابه ... المرشد الى فهم اشعار العرب . قدمه الى طه حسين وزير المعارف المصىي الذي كان متزوجا من سيدة فرنسية ، كما كان كفيفا . عرفناه نحن في السودان عن طريق كتابة الايام الذي درسه كل الطلاب مع اغلب كتب الكتاب المصريين . هل يعرف المصريون عبد الله الطيب ام غيره من السودانيين ؟
اعجب طه حسين بالكتاب وجمع له مجموعة كبيرة من كتاب وادباء مصر ، كما اوردت جريزلدا زوجة عبد الله الطيب البريطانية ، ومنهم بنت الشاطئ سهير القلماوي ومحمود شاكر وقال لهم .... انظروا الى هذا الشاب السوداني قد قام بما فشلتم انتم جميعا في القيام به . وتم انضمام عبد الله الطيب الى مجمع اللغة العربية كأصغر عضو . واغضب هذا المصريين والكثير من العرب .
قال لي الدكتور كمال بدري الذي تحصل على الدكتوراة من جامعة لندن ، انه كان يتكلم مع عبد الله الطيب فالتفت اليهم بعض العرب مستغربين . وسألوهم اذا كانوا يتكلمون العربية . اكتفى عبد الله الطيب بأن رد عليهم ببرود .... أحسن منكم . عندما استخف المصريون بعبد الله الطيب في احدى مؤتمراتهم رد عليهم بخطبة بلغة عربية لم يفهموا منها كلمة . الى ان اوضح لهم من هو اقل جهلا انها لغة عربية بادت ولم تعد مستخدمة .
جريزلدا تتكلم عن السنين التي قضتها مع زوجها في نايجيريا وكيف عين مديرا للمعهد االذي صار جامعة . وكان هنالك مصري يعمل في المعهد وهو متزوج من فرنسية وكان ،، ممغوصا ،، من وضع عبد الله الطيب وكان يكثر الكلام من ان وظيفة المدير قد عرضت اليه الا انه رفضها . بشرفكم هل شاهدتم مصريا يرفض الفلوس ومنصب مدير لمعهد تعليمي عالى ؟ كان المصري يحرض النايجيريين المسلمين على الدكتور عبد الله الطيب لانه متزوج من مسيحية ، الا ان ان زوجته الفرنسية قد اسلمت . ولا يدخر المصريون جهدا في معاكسة السودانيين والتآمر عليهم في كل المجالات .
جريزلدا لم تدخل الاسلام الا بعد اقتناع وبرضاها فيما بعد . وكما في دول الخليج وفي كل مكان يموت اغلب المصريين غيظا عندما يكون رئيسهم سودانيا . ويرضون بكل الجنسيات الاخرى . ويقولون لك ... انتو حبايبنا نحنا اخوات . نحن ابناء النيل بنشرب من نفس المية . وكأن النيل لا يأتي من وسط افريقيا . لماذا لا تعتبرون اليوغنديين التانزازنيين الخ اخوتكم ؟ بلاش بكش واحتيال .
عندما كان اخي الدكتور كمال ابراهبيم بدري يحاضر في جامعة كانوا في نايجيريا . سمع مصريا يصرخ في المطار ..... ياعراااااب ياعرااااااب حصلوا شرفكم . فهرع اليه كمال ليجده مع اثنين من الجنود النايحيريين . وقال االمصري ان اثنين من نساء الشرطة قد اخذوا زوجته . عرف كمال ان المصري لا يعرف الانجليزية ويردد كل الوقت يس ي يس . وان احدا لم يأخذ زوجته الا انه في طريقه للسجن وانهم قد سألوه عدة مرات بالنسبة لتطابق الاسماء اذا هو المهرب والمجرم المطلوب للعدالة ؟ كان يجيب ب يس يس . قام كمال بتخليصه وهو من المفروض ان يكون محاضرا في اللغة العربية الا انه لا يعرف الانجليزية . تكفل كمال كعادة السودانيين بتعليمه الانجليزية في الفترة التي تسبق بداية الراسة ، حتى يستطيع ان يتخاطب من الناس .
كما اخبرني عبد الكريم كمال بدري ان المحاضر المصري كان يردد الدروس كالببغاء في منزلهم .... كات ...قطن قطن كاتن الخ

كم من المصريين سيحتضن سودانيا او حتى مصريا بطريقة كمال طيب الله ثراه ؟؟؟

استاذنا في الاحفاد والرجل الزاهد الفيلسوف عبد الله البشير اشترك في مؤتمر للشعر في مصر فتجاهلوه وقدموا من لا يسوى من شعراء الخليج السعودية الخ بالالقاب الرنانة . وعندما اتي دور تقديم النابغة عبد الله البشير قدموم بعبد الله البشير من السودان .
وعندما قرأ البيتين من بداية القصيدة صرخ احد الذواقة اسمعوا اسمعو ده بؤول ايه ؟ ده بيسن سيفه على الضوء..... يا سلام . وعندما انتهت القصيدة هرع وزير الثقافة المصري لمساعدة عبد الله البشير الذي قد صار كفيفا للنزول من المنصة وقال له ... انت مش اعمى انحنا العميانين . ولكن الى متى يستمر العمى المصري عند االتعامل مع السودان .
اقتباس من القصيدة التي كان من المفروض ان تكون احدى المعلقات .
على حد السنا أمهيت سيفي
فرفّت شفرتاه كما ابتغيت
وودَّعت القُرَى الاولَى وشيكاً
فما استصحبْت إلا ما انتويت
فهأنذا يعادي بي مِراحا
بشطِّ الغيب مِرِّيحٌ كُميت
رصائعُه مصابيحٌ سَهارى
لهُنَّ خواطِر الحُذّاقِ زيْت
فطاف بعبقرٍ ليلاً فهرّت
كلابُ الجنِّ: عِرفيطٌ وشيْتُ
يا لهذه اللغة الجزلة الراقية التي اختارها الشاعر مقدمة لقصيدته، جعل الضياء مبرداً يحدّ به شفرة سيفه الأسطوري حتى يطمئن إلى رفافته وهو يرافقه في هذه الرحلة الغريبة، رحلة فيها من إيحاءات ليلة الإسراء والمعراج ذات المعنى الديني المعلوم. ولكن رحلته لها مقصد آخر، يتجاوز الشاعر بفرسه البراقي الكميتي اللون حدود مكانه الأرضي بسرعة إلى مرقى النجوم السواهر والتي تنيرها أفكار الحذقة من الشعراء، فطار محلقاً وطائفاً بوادي عبقر، وادي الشعر والسحر، فما تركته كلاب الجن وهرّت عليه علها تخيفه وتبعده عن غايته لكن هيهات!
وَطار فصاهَل الشِّعرَى فماجت
عرائِشُ من بشَاِئِرِها جنيْت
ومَجَّ لسانُه ألقَ الثُّريَا
جُذًى مما تغوص له الكويت
وعاد السيف يَنبُوعاً فما لِي
سوى قوس الغمام إذا ادَّريت
وقد عرَضَت لي الأبراجُ شتَّي
عُراضاتٍ ولكنِّي أبيْت
ونُصّت لي معارجُ من دُخانٍ
منوِّهَةٌ ولكنِّي انتَحيت
نهاية اقتباس
بعض الاهل من يحملون اسم بدري عاشو في ابريطانيا لعشرات السنين كاكاديميين ، مهندسين مدرسين الخ . في ايام الانقاذ قرروا شراء فلل وشقق في مصر , اغلبهم من تقاعد يعد سنين عديدة من التدريس في جامعات . منهم من ولد او ترعرك في بريطانيا . اتت فكرة انشاء معهد لتعليم اللغة الانجليزية للسودانيين والمصريين والعرب في القاهرة. منهم من يعمل مدرس لللغة الانجليزية في الجامعة الامريكية . ويحمل الجواز البريطاني بالميلاد .
دلهم سائق تاكسي ،، ليموزين ،، لمحامي شاطر لكي يساعدهم في تسجيل المعهد الخ . وعندما ناقشوا من سيقوم بالتدريس قالت اختي ..... انحنا الحندرس . اصيب المحامي الذي مهمته محصورة في التسجيل الرخصة الخ بالصرعة وشاركه سائق اليموزين ..... بس مش معقول انتو تدرسوا مصرين ... لا ده كلام مش مقبول . ازاي تدرسوا مصريين دي مصر فيها احسم مدرسين الخ . المحامي كان يعتقد ان البرابرة المساكين حسيثتمروا فلوسهم ويسلموا كل حاجة للمصريين .
اول الآية كفر . اذا كان ده موقف سائق الليموزين والمحامي ، فما هو موقف الطالب واهل الطالب في فكرة انو البرابرة بيدرسوه انجليزي . ونفض الاهل ايديهم من الفكرة .

كركاسة
يحاول البعض ابعاد النحل بواسطة الطرق واصدار اصوات مزعجة . ويجتهدون في عملهم . المشكلة انه لا توجد آذان للنحل ولهذا لا يسمع . الكثير من السودانيين مثل النحل لا يسمعون .



shawgibadri@hotmail.com

 

آراء