مصطفى البطل كادراً سرياً بالحزب الشيوعي السوداني!!

 


 

حسن الجزولي
25 October, 2013

 

تعليق خاص على ما قيل

تعقيباً على مقاله بخصوص الملياردير "مو" إبراهيم


أبادر – كمبتدأ وخبر – إلى توضيح أن هذا المقال لا علاقة له البتة، لا من قريب أو من بعيد برد "الجميل" لما خطه قلم صديقنا العزيز مصطفى البطل حول كتابنا المعنون "نور الشقايق"، وتلك الاضاءات القيمة التي أضفاها على العمل، فقد بدأت كتابة مقالي هذا مباشرة بعد إطلاعي على مقاله بعنوان " هرطقات الملياردير مو إبراهيم  "  المنشور قبل نحو أسبوعين من مقاله بخصوص كتابنا المشار إليه. كما أبادر في مفتتح هذا المقال للاشارة إلى أني ومن مواقع المحبة الدائمة  لهذا الكاتب المتميز، فإني لم أستسغ حديثه  في مقالته هذه – وهو الأمر النادر الحدوث -  دونأً عن بقية مقالاته الجميلة والتي أستمتع بها وتطربني في أحايين كثيرة غاية الطرب.
وتجدر الاشارة هنا إلى أن القراء السودانيين وهم يستقبلون كتابات البطل ضمن كتابات آخرين، أحسب أن ذاكرتهم قد تعود لكيفية استقبالهم لأقلأم كتاب نثروا أيضاً حبرهم ً فجأة  في وسائط السودانيين المعرفية، فتبوأوا أمكنة بارزة في شغف القراء بما يكتبون، بينهم كمثال د. حيدر إبراهيم علي إلى جانب البطل!. وعليه أستميح الأستاذ مصطفى عذراً بتناول أجزاء من أهم النقاط التي أبرزها في مقاله، على أمل أن أتناول بقيتها لاحقاً إن أجزل الله علينا بطول البقاء!:-
1) يشير البطل في مفتتح مقاله المنشور بصحيفة الخرطوم والمعنون " هرطقات الملياردير مو إبراهيم" بتاريخ 24 أغسطس 2013 إلى تصريحات  صحفية  أدلى بها الملياردير السيد محمد  فتحي إبراهيم الملقب بـ (مو) بحكم جنسيته المزدوجة  كسوداني – بريطاني ، والتي تناول فيها وجهة نظره حول أعمار الرؤساء الأفارقة والتي رغم إمتدادها إلا أنهم يصرون على التشبث بكرسي الرئاسة وبالتالي احتكار السلطة، داعياً إلى إفساح المجال لقطاعات الشباب التي يرى أنهم يشكلون نصف سكان القارة الأفريقية، داعياً هؤلاء "العواجيز" من القادة الأفارقة إلى " أن يغادروا المسارح الحيوية في القيادة والسياسة والادارة ويبحثوا لأنفسهم عن شواغل اخري، مثل صيد السمك، وقراءة القرآن والأناجيل، والخلود الى الراحة، ريثما يأتيهم أمر الله وتخبطهم المنايا"!.
والخبر وكما ورد في وسائط الميديا، يشير إلى أن انتقاد الملياردير السوداني محمد إبراهيم، للقادة الأفارقة المسنين الذين يحتكرون السلطة على حساب الشبان. حيث قال خلال كلمة مرحباً فيها بالرئيس نيلسون مانديلا "إن متوسط عمر الرؤساء الأفارقة هو 60 عاماً في قارة يشكل من هم دون التاسعة عشر من عمرهم نصف سكانها، ثم قارن أفريقيا بالولايات المتحدة الأمريكية.
وقال إن الرئيس الأميركي باراك "أوباما أصبح رئيساً في السابعة والأربعين من عمره وبيل كلينتون في السادسة والأربعين". وأضاف أن "هؤلاء الأشخاص المنتخبين في عقدهم الرابع يقودون بلداً لا يعتبر أكبر قوة في العالم فحسب، بل لديه ناتج داخلي يبلغ 1000 مليار دولار في السنة أي ما يفوق 15 مرة الإنتاج الاقتصادي لإفريقيا بأكملها". وتابع مو إبراهيم "لدينا رئيس في بلد مجاور يستعد في التسعين من عمره للترشح لولاية جديدة. ما هو الخطأ لدينا؟" وكان يلمح إلى رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي أعيد انتخابه في يوليو في التاسعة والثمانين من عمره لولاية من 5 سنوات بعد 33 عاماً في السلطة. وقد أنشأ مو إبراهيم جائزة سنوية في 2006 تحمل اسمه لمكافأة المسؤولين الأفارقة الذين انتخبوا ديموقراطياً واثبتوا جدارة في الحكم من أجل المصلحة العامة. وتمنح هذه الجائزة للفائز بها مكافأة أولى قيمتها 5 ملايين دولار و200 ألف دولار طوال 10 سنوات. وحصل عليها 3 رؤساء سابقين هم جواكيم شيسانو من موزامبيق في 2007 وفستوس موغاي من بوتسوانا في 2008 وبيدرو بيرس من الرأس الاخضر في 2011. علماً بأن الملياردير استطاع  جمع ثروته من قطاع الاتصالات".
قصدنا إبراز الخبر المطول  لنوضح أن البطل لم يشر للأسف  - وهو يبني مقاله علي تصريحات مو - إلى الدور الذي يلعبه هذا "الملياردير الاستثنائي"، وسط الحكام الأفارقة، بل أنه – للغرابة -  لم يشر مطلقاً في مكتوبه لجائزة مو تشجيعاً لنزاهة أولئك الرؤساء، وبالتالي لم يعرف قارئه تعريفاً  شاملاً بمن يتحدث عنه في مقاله! "هذا من حيث الشكل".
"وأما من حيث الموضوع" فأولاً لا أدري كيف بالبطل يستنكر حديثاً يعد  - أو ينبغي أن يكون – من صميم مهام الرجل، طالما أن "مو" يرعى قضية أسس من أجلها منظمة تعتبر ضمن منظمات المجتمع المدني، عندما أعلن عن لتلك الجائزة، وبذل من أجلها ومن حر ماله ومجاهداته " النفس والنفيس والغالي والرخيص" تمويلاً ورعاية وإدارة، إذن فمن حق هذا الملياردير "النادر" وهو يغذ السير في دروب نساء ورجال البر والاحسان، أن يحسن ويجود بين فترة وأخرى  شروطه ويقوم بترقيعها هنا وهناك، وهو أمر من حقه تماماً).
2) من جانب آخر، لا أعلم كيف جاز لبطلنا - وهو الحصيف في سبك مقالاته الصحفية - لأن يناقض أراءه في هذا الخصوص برأي مغاير تماماً عندما أشار في مقال لاحق له بعنوان " مرشد الحبايب إلى فهم أشعار النائب" لحديث سيادة النائب الأول لرئيس الجمهورية، والذي "خاض" فيه بشأن "الأعمار" – وهي بيد الله- أمام قطاع من "شبابهم" حسب ما نقلته صحيفة الخرطوم في عددها الصادر الثلاثاء 17 أغسطس 2013 قائلاً لهم " ستأخذون مواقعكم حيث نحن الآن، وتتمكنون من احداث النهضة. ونؤکد أنها ليست مناورة ولكنها قناعة" ،، وعندها ضحك البطل  " بتهكم" قال أنه تعود اللجوء إليه، عندما يقرأ أو يسمع "مثل هذه الأحاديث التي تزايدت وتيرتها مؤخراً عند شيوخ الانقاذ" ،، فسائل نفسه "الأمارة بالظنون" قائلاً:- " اذا كنا نعرف يقيناً ان النهضة ستحدث على يد الشباب، فلماذا لا نجعلهم يأخذون هذه المواقع في التو واللحظة؟ لماذا الانتظار؟ فماذا نريد لبلادنا في هذه الدنيا اكثر من النهضة؟!" ، وعليه، فإذا كان البطل يعرف "يقيناً" مثل هذا التوجه ويقر بأهميته، إذن فيمً "الدوشة" بخصوص آراء الملياردير "مو" ؟!. خاصة وهو قد أشار إلى أنه لا يجد، من حيث المبدأ، " بأساً في الدعوة الى تمكين الشباب"!. وعليه، فإلى أي مدى يا ترى يعد حديث الأستاذ طه مجانباً للصواب؟!.
3) النقطة الأخرى، هي أني فغرت فاهي دهشة من منزلق الأستاذ مصطفى عبد العزيز البطل عندما ترك لمداده  الاندلاق هكذا – وكأن مقدمة  قلمه  تمشي على بساط  من " قشور موز " – وهو يخوض في أسرار العوائل والأسر الكريمة، وهاكم إقرأوا ما قاله مصطفى في شأن يتعلق بخاصة أسرة السيد محمد إبراهيم مو، عندما يحكي:-  " عجبت للملياردير يقول ان متوسط عمر الرؤساء في افريقيا ستون عاما، ويستكثر ذلك. هل بلغك، رعاك الله، أن مو طلق مؤخراً زوجته السودانية، شريكة حياته لما يقرب من أربعين عاماً، ثم تزوج من سكرتيرته الانجليزية التي هي في سن اولاده؟ "..." وقبل أشهر قلائل أنجبت له السكرتيرة الانجليزية طفلاً. ألف مبروك". وبدورنا نسأل مصطفانا، ألا يعد هذا تدخلاً فظاً في شأن خاص، أو بمثابة نبش وخوض متجني في قضية أسرية لا تخص الناس من قريب أو بعيد في شأن قضاياهم الملحة، حتى يشير إليها البطل في صدر مقالته، وهو الكاتب ذرب اللسان وعفيف الكلام ؟!.
أقول قولي هذا ولا أشك مطلقاً  أن صديقنا البطل  سيوقن عند قراءته لما أبرزناه من مقاله، أن الأمر لا يحسب بالفعل إلا ضمن تدخل غير لائق به وبمكانة قلمه في شأن خاص و"نبيشة" سودانية أخرى ضمن ما يطلق عليه في علم "قطيعة السودانيين" بـ " الشمار والطعمية الحارة" أجاركم الله!. لأن أي قارئ حصيف، سيرصد التحشير الواضح للمعلومة التي لا لزوم لايرادها مطلقاً في صدر مقال كهذا، وكأنه أنشأه خصيصاً ليبث معلومة الطلاق في نهاية القول، ولا أخال أن لصديقنا البطل أي ضغينة مع  السيد مو، بل ينبغي ألا تكون بحكم الانتماء والمصير المشترك  لكليهما، فقد عمدت إنتمائهما عمودية حلفا دغيم قلب النوبة  وذروة سنامها!.
4) ثم تراه  ينتقد فعل الرجل، عندما يشير إلى عمره "الداقي" في بديات السبعين، رغم أنه قد كرم زوجته الشابة بغلام وديع، فلا نعلم ما إن كان هذا يدرج ضمن بوابات النعمة أم نفاجات النقمة، حتى "يعير" بها "الزوج" !.  وفي هذا المقام فقد استعجبت رصد البطل لعمر مو ، بحيث أن الهيئة العامة للأخير من حيث الشباب والحيوية ودعة الصحة، لا تخطئها أي عين فاحصة، دعك عن أخرى راصدة من قبل زوجة إنجليزية شابة والتي بلا شك، وضمن رصدها وفحصها لحيوته،  قدرت رصيداً أخراً للرجل، وهو أمر يعد طبيعياً لآي أمراة في الوجود!.
5) حتى نصل معه إلى ما هو أغرب في كتاباته، عندما تسائل :- " ما هو الذي قدمه مو ابراهيم، الذي يحاضرنا اليوم عن ضرورة تقليد الحكم لمن هم في حلل الأربعين، مثل اوباما وكلينتون. ما الذي قدمه لأفريقيا وللسودان عندما كان هو نفسه تحت الخمسين والاربعين، وبعدما تجاوزها؟".
ولا ندري ما الذي يطالب به السيد مو أكثر من ما قدمه؟! ،، أولا يكفي ما قدمة لأفريقيا بجائزته التي خصص لها مؤسسة تعد أحد أبرز وأغنى مؤسسات المجتمع المدني في مجال نزاهة الرؤساء الأفارقة؟! ،، وأما بالنسبة للسودان، فهل تابع العزيز مصطفى البطل محاولات رجل الأعمال مو في إقامة مشاريع إقتصادية تعود بالفائدة لانسان السودان، ولم يجد من المسؤولين والقابضين على مجريات الأمور في "بلاد الانقاذ" سوى "الصد والخض" ؟!، وعلى أي حال هذا موضوع آخر!. 
6) ثم مضى معدداً مناقب الدكتورة هنية مرسي فضل، طليقة رجل الأعمال محمد إبراهيم مو في فضائلها على السودان وأهله حيث " أنشأت من حر مالها مركز الخرطوم للعناية بالثدي، لحماية نساء السودان من أورام الثدي، بتكلفة مقدارها خمسة عشر مليون دولار، ثم انشأت منظمة خيرية لدعم المحتاجين". وهي إنجازات عظيمة من أمرأة عظيمة، نحسب أن الأستاذ مصطفى البطل  سيفيد ويستفيد لو أنه خصص لاحقاً مقالاً للتعريف بهذه المرأة السودانية الصميمة وتقديمها للقراء بما يملك من معلومات عنها.
7) وليس آخراً يطالب " جميع قيادات الحزب الشيوعي التي تتراوح اعمارهم بين الستين والتسعين"، أن يثوروا لكرامتهم، وأن يعلنوا بكل شجاعة " رفضهم وتخليهم عن معونة مو ابراهيم السنوية، احتجاجاً على تصريحاته الاستفزازية غير المسئولة". ثم تراه يحض أولي الأمر بالدولة السودانية قائلاً لهم " أتوجه اليكم، أحبابي في العصبة المنقذة، راجيا تفضلكم بتوجيه وزارة المالية بالالتزام بتغطية وتعويض مبلغ المعونة، التي كان يدفعها الملياردير للحزب الشيوعي، من الخزينة العامة".
وعلى كل حال لست – بحسب عمري -  ضمن هؤلاء المعنيين الذين تتراوح أعمارهم بين الستين والتسعين من الذين حرضهم البطل لأن يثوروا ، ولكن حتى إن كنت ضمنهم،  فلماذا أرفس نعمة أعطنيها السيد مو بكل أريحية – إن كان بالفعل قد أعطى -  لمجرد أنه قال ما قال بخصوص الأعمار  وهي بيد الله ؟!. وهل يعلم صديقنا البطل بواقعة رفض الحزب لمعونة المبلغ الذي قررت "العصبة المنقذة" الجود به لصالح تمويل مؤتمره الخامس قبل أربعة أعوام؟! ومن جانب آخر، فإن كانت وزارة المالية ستمول الحزب بالفعل -  وهو أمر حميد كنا نرجوه من الوزارة بخصوص كافة الأحزاب السياسية الوطنية في ظروف ومناخات سياسية طبيعية – فسوف لن نفهم ذلك وحكومة هذه الوزارة تحرض الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة، بألا تنشر إعلاناتها بصحيفة الحزب الشيوعي، في توجه بغيض للنظام والحزب الحاكم لتجفيف مصادر تمويل الحزب الشيوعي، نعم فقد حدث ذلك عندما قدمت إحدى شركات الاتصال الشهيرة، معروفاً مقدراً ومشكوراً، لصحيفة الميدان الناطقة بلسان الحزب الشيوعي السوداني، عندما نشرت على مدى يومين وفي صفحة كاملة وبالألوان الطبيعية إعلاناً لها، فاتصل  أحد أبرز قياديي الانقاذ وحزب المؤتمر الوطني بمسؤوليها تلفونياً قائلاً لهم :- (الحكاية شنو يا جماعة؟ ،، ما زودتوها حبتين)!، وهي مناسبة لكي أصحح معلومة بهذا الخصوص كنت قد أوردتها ضمن تعقيبي  على الزميل الصحفي الأستاذ ضياء الدين بلال بهذا الخصوص ، مشيراً عن طريق الخطأ إلى أن شركة الاتصالات المعنية هي "زين" ولم تكن كذلك!. وأن المسؤول هو السيد كمال عبيد ولم يكن كذلك أيضاً!.
8) حتى يختتم بما هو أفظع، حينما يقارن البطل بين الملياردير مو وزوجته السابقة، فيقول أن السودان لم ير " فلساً واحداً من مليارات الملياردير، باستثناء الاعانة السنوية التي يقدمها للحزب الشيوعي السوداني، بحكم عضويته (هو وشقيقه الدكتور أحمد فتحي ابراهيم) في ذلك الحزب". وهنا لم نفهم دواعي هذا "البوح" ، ولا نتوقع بالطبع من صديقنا العزيز مقاصد الوقيعة بين الحزب والسلطة الحاكمة وزعزعة أوضاع الملياردير في "أحراش أفريقيا"، ولكن سؤالاً ملحاً يبرز من بين ثنايا إشارات البطل، فإن كنا نحن كأعضاء في الحزب الشيوعي والأقرب لدوائر الحال والأحوال في أروقته، لا نعلم شيئاً عن المعلومة المتعلقة بتمويل الملياردير للحزب، فمن أين استمد يا ترى صديقنا مصطفى البطل معلوماته هذه؟!، وكيف تواتت له القدرة للالمام بكل هذه التفاصيل المتعلقة بأخبار وأوضاع الحزب المالية؟.
آخيراً فإن قناعة نحس بأنها قد تكشفت وتعززت لدينا سطراً بعد سطر، خلال هذه القراءة لمقال البطل العزيز، لنشير بها إلى أمر واحد فقط نفترضه - ولا ثاني أو ثالث له -  مفاده أن صديقنا مصطفى عبد العزيز البطل، إبن الأم الرؤوم فاطنة بت عباس ود إبراهيم، والكاتب المعروف، المولود بوادي حلفا ومترعرع بمدينة عطبرة، والموظف السابق  برئاسة مجلس الوزراء كمدير للشؤون السياسية، والمحال للصالح العام منذ بداية تسعينات القرن الماضي، والذي يعيش حالياً بأمريكا، مدينة بيرنزفيل - ولاية منيسوتا، إن هو في حقيقة الأمر ليس سوى كادر سري للحزب الشيوعي السوداني وعضو نشط في مكتب المالية المركزي التابع له!.

hassan elgizuli [elgizuli@hotmail.com]

 

آراء