مطلوبات تحقيق النهضة (1-2)
رئيس التحرير: طارق الجزولي
12 January, 2025
12 January, 2025
بقلم: د. محمد حمد مفرح
تمثل النهضة الشاملة لأي دولة أو شعب، وفقا للمفهوم المتعارف عليه في الأدبيات السياسية، أساس التحول الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي المبني على التطوير الفكري و الثقافي الهادف لتطور الوطن و رفاه الشعب. و استنادا الى هذا المعنى تحتاج النهضة الى الفكر الثاقب و الاستنارة Enlightenment و العقل سياسي المؤهل لتحقيقها، بجانب حاجتها للأهلية الأخلاقية للساسة و الكيانات السياسية، مع توافر الحس الوطني في هؤلاء الساسة. و نظرا لأن تحقيق النهضة لا يتم في فراغ بل في بيئة معينة، فهناك حاجة ماسة لخلق بيئة ملائمة تعين على تحقيق هذه النهضة. و تمثل النهضة التعليمية، بطبيعة الحال، حجر الزاوية Cornerstone في ترجمة النهضة الشاملة الى واقع. و ليس أدل على ذلك من قيام دول عديدة بايلاء التعليم الاهتمام اللازم، عبر تخصيص ميزانيات مقدرة له مما ادى الى انعكاس ذلك على الواقع النهضوي لشعوبها على أكثر من صعيد. و قد عمل هذا بدوره على تمكين هذه الدول من الترقي في طريق النهضة الشاملة.
و نظرا لأن بناء الأوطان و الرقي الشعوب و بلوغها افاق النهضة الحقيقية يحتاج لجهود ضخمة، فان تحقيق هذه النهضة ليس بالأمر السهل و ان الطريق إليه ليس مفروشا بالورود بل تعتوره المتاريس و الأشواك و الحفر. لذا فالنهضة تحتاج الى نضال فكري و ثقافي لتهيئة البيئة الخصبة لها. ذلك ان عملية التحول الاجتماعي Social transformation تحتاج لرؤية واضحة و أهداف محددة و خطط ذكية علاوة على استراتيجيات تعمل على مواجهة كل التحديات، باعتبار ان بناء الانسان و مواجهة واقع المجتمعات بكل تحدياته و تعقيداته يمثل حربا باردة Cold war في عدة جبهات، إذا جاز التعبير.
و بناء على هذه المعطيات المفتاحية لتحقيق النهضة فانها تمثل، في التحليل النهائي، تحديا تطويريا كبيرا، بحكم طبيعتها و سيرورتها الطويلة long process متعددة المراحل. لذا فان الدول المتقدمة التي تتصدر المشهد الحضاري الدولي الحالي لم تبلغ ما بلغته من شأو الا من خلال عقول متفردة و رجال مراحل مختلفة نوافرت لهم الوطنية و الاهلية الأخلاقية و الهمة و العزم على بناء اوطانهم عبر نظم سياسية منتجة. و قد تمظهر ذلك من خلال النهضة التي حفقتها عدد من دول العالم التي يشبه واقعها واقع بلادنا في بعض الجوانب، مثل ماليزيا و الهند و رواندا، على سبيل المثال لا الحصر.
و تبعا لذلك فقد ادركت الدول التي استشرفت واقعا نهضويا مقدرا ان تحقيق النهضة لا يستند الى التنظير الطوباوي Utopian theorization المجرد بقدر اعتماده اللازم و الضروري على استهداف التنظير لتحقيق النهضة الحقيقية ذات الاثار الايجابية على الأرض.
و تأسيسا على ما سبق فان من المنطقي ان تحتاج النهضة الى عقود بل و ربما قرون من الزمان تتراوح بين قرن الى قرنين، كما حدث في بعض الدول الأوروبية. و تمثل اوروبا، من خلال تاريخها الطويل في مواجهة واقعها الذي كان موسوما بالتخلف و غارقا في التيه و الظلام، تمثل الأنموذح الناصع لقهر التخلف و احداث اختراقات كبيرة في سبيل استشراف النهضة التي حققت التطور الحضاري المادي الذي تعيش في ظله البشرية حاليا، بعد اندياحه على كل أنحاء المعمورة. و قد أنتج هذا التطور ثورة الاتصال و التقنية الحديثة التي نقلت البشرية الى افاق التطور و النهضة غير المسبوقة.
mohammedhamad11960@gmail.com
تمثل النهضة الشاملة لأي دولة أو شعب، وفقا للمفهوم المتعارف عليه في الأدبيات السياسية، أساس التحول الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي المبني على التطوير الفكري و الثقافي الهادف لتطور الوطن و رفاه الشعب. و استنادا الى هذا المعنى تحتاج النهضة الى الفكر الثاقب و الاستنارة Enlightenment و العقل سياسي المؤهل لتحقيقها، بجانب حاجتها للأهلية الأخلاقية للساسة و الكيانات السياسية، مع توافر الحس الوطني في هؤلاء الساسة. و نظرا لأن تحقيق النهضة لا يتم في فراغ بل في بيئة معينة، فهناك حاجة ماسة لخلق بيئة ملائمة تعين على تحقيق هذه النهضة. و تمثل النهضة التعليمية، بطبيعة الحال، حجر الزاوية Cornerstone في ترجمة النهضة الشاملة الى واقع. و ليس أدل على ذلك من قيام دول عديدة بايلاء التعليم الاهتمام اللازم، عبر تخصيص ميزانيات مقدرة له مما ادى الى انعكاس ذلك على الواقع النهضوي لشعوبها على أكثر من صعيد. و قد عمل هذا بدوره على تمكين هذه الدول من الترقي في طريق النهضة الشاملة.
و نظرا لأن بناء الأوطان و الرقي الشعوب و بلوغها افاق النهضة الحقيقية يحتاج لجهود ضخمة، فان تحقيق هذه النهضة ليس بالأمر السهل و ان الطريق إليه ليس مفروشا بالورود بل تعتوره المتاريس و الأشواك و الحفر. لذا فالنهضة تحتاج الى نضال فكري و ثقافي لتهيئة البيئة الخصبة لها. ذلك ان عملية التحول الاجتماعي Social transformation تحتاج لرؤية واضحة و أهداف محددة و خطط ذكية علاوة على استراتيجيات تعمل على مواجهة كل التحديات، باعتبار ان بناء الانسان و مواجهة واقع المجتمعات بكل تحدياته و تعقيداته يمثل حربا باردة Cold war في عدة جبهات، إذا جاز التعبير.
و بناء على هذه المعطيات المفتاحية لتحقيق النهضة فانها تمثل، في التحليل النهائي، تحديا تطويريا كبيرا، بحكم طبيعتها و سيرورتها الطويلة long process متعددة المراحل. لذا فان الدول المتقدمة التي تتصدر المشهد الحضاري الدولي الحالي لم تبلغ ما بلغته من شأو الا من خلال عقول متفردة و رجال مراحل مختلفة نوافرت لهم الوطنية و الاهلية الأخلاقية و الهمة و العزم على بناء اوطانهم عبر نظم سياسية منتجة. و قد تمظهر ذلك من خلال النهضة التي حفقتها عدد من دول العالم التي يشبه واقعها واقع بلادنا في بعض الجوانب، مثل ماليزيا و الهند و رواندا، على سبيل المثال لا الحصر.
و تبعا لذلك فقد ادركت الدول التي استشرفت واقعا نهضويا مقدرا ان تحقيق النهضة لا يستند الى التنظير الطوباوي Utopian theorization المجرد بقدر اعتماده اللازم و الضروري على استهداف التنظير لتحقيق النهضة الحقيقية ذات الاثار الايجابية على الأرض.
و تأسيسا على ما سبق فان من المنطقي ان تحتاج النهضة الى عقود بل و ربما قرون من الزمان تتراوح بين قرن الى قرنين، كما حدث في بعض الدول الأوروبية. و تمثل اوروبا، من خلال تاريخها الطويل في مواجهة واقعها الذي كان موسوما بالتخلف و غارقا في التيه و الظلام، تمثل الأنموذح الناصع لقهر التخلف و احداث اختراقات كبيرة في سبيل استشراف النهضة التي حققت التطور الحضاري المادي الذي تعيش في ظله البشرية حاليا، بعد اندياحه على كل أنحاء المعمورة. و قد أنتج هذا التطور ثورة الاتصال و التقنية الحديثة التي نقلت البشرية الى افاق التطور و النهضة غير المسبوقة.
mohammedhamad11960@gmail.com