معاناة أهلنا في غابات أثيوبيا

 


 

كمال الهدي
25 June, 2024

 

تأملات
كمال الهِدَي

أخواتنا وأهلنا يعانون الأمرين في معسكرات النزوح باثيوبيا، ولا أدري لماذا تتأخر كافة الأطراف في غوثهم..وأين علاقات د. حمدوك مع هذه الجارة تحديداً، وماذا عن المنظمات التي يتعامل معها جُل السياسيين السودانيين، وتقدم لهم التسهيلات، بل والرواتب الضخمة لعدد منهم، دون أن نعرف لهم دوراً فاعلاً في تخفيف معاناة أهلهم، فالمعاناة لا تُخفف بالخطب الرنانة ولا بالندوات والإجتماعات فقد شبع السودانيون لحد التخمة من النتظير الفارغ.
(أثيوبيا يا أخت بلادي) مش ده كان كلامكم!! ... شعب عجيب... عندما كنا ننتقد ود لبات العميل الكبير كُنا نُهاجم، وحين كتبنا أن العالم الخارجي لن يفعل شيئاً من أجل سواد عيوننا وأن علينا أن نحرس ثورتنا من الداخل ونحافظ على زخمها، ظللنا نسمع عبارات من شاكلة " حمدوك صاحب ثقل دولي والعالم يحترمه ويُفرش له السجاد الأحمر"، وحين كتبنا مراراً عن ضعف وتخاذل وزير الإعلام فيصل وكيف أن ملف الإعلام سيضيع هذه الثورة إن لم يُسند لرجل قوي ظل أقرب الأصدقاء يلوموننا ويقولون لنا " الرجل نزيه وثوري فأمنحوه الفرصة بدون نقد"، ووقت أن كنا نذكر الثوار بأن مهمتهم ليست حماية المخابز والدقيق وأن عليهم أن يركزوا على شغل السياسة حتى لا يتلاعب بثورتهم الأوغاد، كان الرد جاهزاً " الثورة دي محروسة يا أستاذ فلا تقلق والشباب فاهمين شغلهم"، وحين نبهنا لخطورة ما كان يُحاك في جوبا قيل لنا" السلام سمح ومافي عاقل برفضه" وها أنتم ترون إلى أين وصلنا... والأزمة في أننا لم نتغير أو نتعظ بعد كل هذه الأخطاء التي أنتجت الكوارث التي نعيشها اليوم.
كمال الهِدَي

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء