معاناة أهل بلادنا بسبب الحرب العبثية!
أحمد الملك
3 January, 2025
3 January, 2025
المآسي التي تخلفها الحرب في بلادنا يوميا، لا تعد ولا تحصى، قصص تدمي القلوب عن موت أطفال بسبب الجوع وانعدام الرعاية الصحية والقصف العشوائي من طرفي القتال، وحتى النازحين الذين اختاروا الذهاب الى دول الجوار بحثا عن الأمان، تعرضوا لانتهاكات مروعة، فوجئوا بأنّ المعسكرات التي وضعوا فيها تقع في مناطق هي نفسها مسارح قتال بين جهات متناحرة، وتتعرض المعسكرات لهجمات العصابات المتفلتة، إضافة لشح الماء والمواد الغذائية والأدوية.
تحكي احدى النازحات الى اثيوبيا عن مأساتها حين تعرضت طفلتها لحريق وساءت حالتها، وبرغم ذلك رفضت السلطات السماح لها بالسفر للمدينة بحثا عن علاج لابنتها لأن الاعتقاد السائد لدى السلطات ان اللاجئ الذي يذهب الى المدينة لا يعود للمعسكر مرة أخرى! اضطرت للهرب من المعسكر وفي المدينة رفضوا علاج ابنتها بدون رسالة موافقة من إدارة المعسكر!
وحين تعرّض المعسكر للهجوم مات بسبب الهجوم رجل وزوجته تاركين أطفالا أصغرهم لا يعدو عمره ثمانية أشهر، وحين حاول الأطفال العودة للسودان توفي الطفل الرضيع في الطريق بسبب الإهمال وسوء التغذية. الاف الحوادث المروعة يعاني منها اهل هذه البلاد المنكوبة، أطفال يموتون بسبب المجاعة التي تصر حكومة بورتسودان على عدم إعلانها. في دارفور وغيرها من بقاع السودان، دارفور التي ومنذ أكثر من عقدين من الزمان تعاني ولا زال الناس يعانون في رحلة النزوح، ومن بقي في قراهم من القصف العشوائي والانتهاكات التي يرتكبها طرفا القتال، وحتى المعسكرات تتعرض للقصف ولهجمات المسلحين.
ويعاني النازحون داخل البلاد من الفقر واستغلال تجار الازمات، وتتعرض مواد الإغاثة للنهب، بل ان احدى المنظمات اكتشفت ان بعض الجهات النافذة تقوم باستبدال مواد الإغاثة التي تصل الى البلاد، بمواد غذائية منتهية الصلاحية توزعها للنازحين، بينما تأخذ مواد الإغاثة الجديدة طريقها للأسواق!
حتى من اختاروا المغادرة الى بلدان آمنة يعانون من شح الموارد بعد ان انقطعت الارزاق وضاعت الممتلكات، إضافة لتعقد إجراءات الإقامة وغلاء رسوم المعاملات، وقبل أشهر تعرضت احدى الاسر لمأساة حين شب حريق في بيتهم في القاهرة توفي على إثره عدد من أطفالهم، قالت الام بحسرة: هربنا بهم من الموت لنجد الموت هنا في انتظارنا!
مآسي لا تعد ولا تحصى، المشكلة انّ من ابتدروا هذه الحرب ويحرصون على استمرارها، لإغراق ثورة ديسمبر في وحل واقع جديد بجرائمه وانتهاكاته، وأملا في أن ينسى الناس جرائم عهدهم التي قادت للحرب الحالية.
المشكلة ان من يقفون خلف هذه الحرب لا تحرّك المآسي التي يتعرض لها المواطن في كل مكان من جراء هذه الحرب، لا تحرّك شعرة في رؤوسهم او ضمائرهم الميتة، فالانتهاكات تجاه المدنيين جزء من سياستهم خلال هذه الحرب (سياسة مراكمة الجرائم واستغلال ذلك لإحداث مزيد من الفتن والتباعد بين أبناء الوطن) نرى ذلك بوضوح في الانسحابات غير المبررة من بعض المدن تاركين أهلها دون حماية بعد احتفالهم مع المواطنين بنصر زائف، كأنهم يريدون توريط المواطنين مع المليشيا. بجانب القصف العشوائي الذي يودي بحياة العشرات يوميا. بل ان الانتهاكات تجاه المدنيين كانت ضمن الممارسات اليومية للنظام الانقاذي منذ انقلابه على الحكومة الديمقراطية في العام 1989.
لابد من توافق اهل بلادنا، لدفع المنظمات الاهلية لتقود مبادرات الحل السلمي. تنسيقية تقدم تقوم بعمل كبير، لكن لابد ان يقابله عمل مواز من داخل البلاد من أجل الضغط لإجبار الطرفين على وقف القتال. يمكن ان تبادر جهات مثل لجان المقاومة والإدارات الاهلية وغيرها من التنظيمات المدنية بالتواصل مع أطراف الحرب. ان القضية معقدة والجهات التي تقف وراء استمرار الحرب لن تتنازل قبل تحقق أهدافها. لكن الضغط الشعبي يمكن ان يشكل قوة دافعة لجهود وقف الحرب.
إنّ كل يوم يتواصل فيه الاقتتال يعني مزيدا من الضحايا الأبرياء، مزيدا من المعاناة للنازحين، يعني تفشي المجاعة والاوبئة. يعني مزيدا من الفتن التي تهدد وحدة هذه البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي.
#لا_للحرب
أحمد الملك
ortoot@gmail.com
تحكي احدى النازحات الى اثيوبيا عن مأساتها حين تعرضت طفلتها لحريق وساءت حالتها، وبرغم ذلك رفضت السلطات السماح لها بالسفر للمدينة بحثا عن علاج لابنتها لأن الاعتقاد السائد لدى السلطات ان اللاجئ الذي يذهب الى المدينة لا يعود للمعسكر مرة أخرى! اضطرت للهرب من المعسكر وفي المدينة رفضوا علاج ابنتها بدون رسالة موافقة من إدارة المعسكر!
وحين تعرّض المعسكر للهجوم مات بسبب الهجوم رجل وزوجته تاركين أطفالا أصغرهم لا يعدو عمره ثمانية أشهر، وحين حاول الأطفال العودة للسودان توفي الطفل الرضيع في الطريق بسبب الإهمال وسوء التغذية. الاف الحوادث المروعة يعاني منها اهل هذه البلاد المنكوبة، أطفال يموتون بسبب المجاعة التي تصر حكومة بورتسودان على عدم إعلانها. في دارفور وغيرها من بقاع السودان، دارفور التي ومنذ أكثر من عقدين من الزمان تعاني ولا زال الناس يعانون في رحلة النزوح، ومن بقي في قراهم من القصف العشوائي والانتهاكات التي يرتكبها طرفا القتال، وحتى المعسكرات تتعرض للقصف ولهجمات المسلحين.
ويعاني النازحون داخل البلاد من الفقر واستغلال تجار الازمات، وتتعرض مواد الإغاثة للنهب، بل ان احدى المنظمات اكتشفت ان بعض الجهات النافذة تقوم باستبدال مواد الإغاثة التي تصل الى البلاد، بمواد غذائية منتهية الصلاحية توزعها للنازحين، بينما تأخذ مواد الإغاثة الجديدة طريقها للأسواق!
حتى من اختاروا المغادرة الى بلدان آمنة يعانون من شح الموارد بعد ان انقطعت الارزاق وضاعت الممتلكات، إضافة لتعقد إجراءات الإقامة وغلاء رسوم المعاملات، وقبل أشهر تعرضت احدى الاسر لمأساة حين شب حريق في بيتهم في القاهرة توفي على إثره عدد من أطفالهم، قالت الام بحسرة: هربنا بهم من الموت لنجد الموت هنا في انتظارنا!
مآسي لا تعد ولا تحصى، المشكلة انّ من ابتدروا هذه الحرب ويحرصون على استمرارها، لإغراق ثورة ديسمبر في وحل واقع جديد بجرائمه وانتهاكاته، وأملا في أن ينسى الناس جرائم عهدهم التي قادت للحرب الحالية.
المشكلة ان من يقفون خلف هذه الحرب لا تحرّك المآسي التي يتعرض لها المواطن في كل مكان من جراء هذه الحرب، لا تحرّك شعرة في رؤوسهم او ضمائرهم الميتة، فالانتهاكات تجاه المدنيين جزء من سياستهم خلال هذه الحرب (سياسة مراكمة الجرائم واستغلال ذلك لإحداث مزيد من الفتن والتباعد بين أبناء الوطن) نرى ذلك بوضوح في الانسحابات غير المبررة من بعض المدن تاركين أهلها دون حماية بعد احتفالهم مع المواطنين بنصر زائف، كأنهم يريدون توريط المواطنين مع المليشيا. بجانب القصف العشوائي الذي يودي بحياة العشرات يوميا. بل ان الانتهاكات تجاه المدنيين كانت ضمن الممارسات اليومية للنظام الانقاذي منذ انقلابه على الحكومة الديمقراطية في العام 1989.
لابد من توافق اهل بلادنا، لدفع المنظمات الاهلية لتقود مبادرات الحل السلمي. تنسيقية تقدم تقوم بعمل كبير، لكن لابد ان يقابله عمل مواز من داخل البلاد من أجل الضغط لإجبار الطرفين على وقف القتال. يمكن ان تبادر جهات مثل لجان المقاومة والإدارات الاهلية وغيرها من التنظيمات المدنية بالتواصل مع أطراف الحرب. ان القضية معقدة والجهات التي تقف وراء استمرار الحرب لن تتنازل قبل تحقق أهدافها. لكن الضغط الشعبي يمكن ان يشكل قوة دافعة لجهود وقف الحرب.
إنّ كل يوم يتواصل فيه الاقتتال يعني مزيدا من الضحايا الأبرياء، مزيدا من المعاناة للنازحين، يعني تفشي المجاعة والاوبئة. يعني مزيدا من الفتن التي تهدد وحدة هذه البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي.
#لا_للحرب
أحمد الملك
ortoot@gmail.com