معليش ماعندنا جيش (١)
صفاء الفحل
22 December, 2023
22 December, 2023
عصب الشارع -
الجميع ينتظر ويترقب نتيجة التحقيق الذي قالت مجموعة اللجنة الأمنية في بورتسودان أنها تجريه عن أسباب السقوط المخزي لولاية الجزيرة وحاضرتها ود مدني على وجه التحديد، ولكنا نبشر الشعب السوداني الصابر بأن نتيجة هذا التحقيق لن ترى النور أو أنها ستخرج (ملفقة) مبهمة كالعادة ولن تتجاوز الصاق التهم ب (الحيطة القصيرة) الحرية والتغيير وشباب الثورة والمندسين والطابور الخامس كالعادة أو ماتم الإعلان عنه عبر أبواقهم الإعلامية (اللايفاتيه) حتى قبل أن يفيق الناس من الصدمة..
ولكن وبما أننا في زمن الحقيقة المفتوحة والشفافية التي لايمكن إخفاءها علينا أن نربط الأحداث وأن نضع الحروف على الكلمات بالصورة الصحيحة بلا خجل او مواراة من أجل ما تبقى من مستقبل هذا الوطن وأن نقولها بالصوت العالي أو كما ظل يرددها الشباب الواعي المستنير أمام القيادة العامة ومات من أجلها المئات منهم :
(معليش ماعندنا جيش)
وأن نسأل دون أن ندفن رؤوسنا في الرمل : لكن لماذا ماعندنا جيش ..؟
وقد كان هذا السؤال سببا رئيساً في إنقلاب اللجنة الأمنية على ثورة ديسمبر ومن أجله تم إدخال البلاد في هذا المأزق التأريخي حيث أن الخلاف بدأ خلال ورش (إعادة هيكلة القوات المسلحة) وماتربت عليه القيادات العليا بأنهم هم الحاكم الناهي وأن الجيش هو (التجارة) والسلطة والقوة التي تحميها هي بالإستيلاء على السلطة، وكما قال الراحل جعفر النميري بان كل من يدخل الكلية الحربية ينصب تفكيره في أمر واحد هو كيفية قيامه بإنقلاب عسكري لينال تلك القوة والسلطة وبالتالي العز والثراء، ولم يكن أحد منهم يفكر في الوطن والدليل ان المدافعين عن بقاء العسكر بالسلطة اليوم هم من (أثرياء) الوطن بينما المشردين هم الغلابة..
اعادة هيكلة الجيش هو الأولوية التي يجب أن نبني عليها صناعة السودان الجديد بعد إنتهاء هذه الحرب العبثية فإستقرار البلاد السياسي يرتكز أبداً على وجود جيش واحد قوي ذو عقيدة وطنية بعيداً عن السياسة ودون ذلك فاننا سنظل ندور في دائرة عسكر وأحزاب كسيحة ولن ننعم أبداً بديمقراطية حقيقية وهو أساس الصراع الدائر الآن، وعلينا في سبيل ذلك أن نعترف اولاً (معليش ماعندنا جيش) ولكن ليس ذلك نهاية المطاف فبمقدورنا إن خلصت النوايا أن نصنع ذلك الجيش الذي نحلم به ولتكن نكبة هذه الحرب هي بداية هذا الإصلاح الذي لابد منه وغداً نواصل لنقول كيف سقطت الجزيرة بكل شفافية..!!
والثورة تظل مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والمجد والخلود للشهداء
الجريدة
الجميع ينتظر ويترقب نتيجة التحقيق الذي قالت مجموعة اللجنة الأمنية في بورتسودان أنها تجريه عن أسباب السقوط المخزي لولاية الجزيرة وحاضرتها ود مدني على وجه التحديد، ولكنا نبشر الشعب السوداني الصابر بأن نتيجة هذا التحقيق لن ترى النور أو أنها ستخرج (ملفقة) مبهمة كالعادة ولن تتجاوز الصاق التهم ب (الحيطة القصيرة) الحرية والتغيير وشباب الثورة والمندسين والطابور الخامس كالعادة أو ماتم الإعلان عنه عبر أبواقهم الإعلامية (اللايفاتيه) حتى قبل أن يفيق الناس من الصدمة..
ولكن وبما أننا في زمن الحقيقة المفتوحة والشفافية التي لايمكن إخفاءها علينا أن نربط الأحداث وأن نضع الحروف على الكلمات بالصورة الصحيحة بلا خجل او مواراة من أجل ما تبقى من مستقبل هذا الوطن وأن نقولها بالصوت العالي أو كما ظل يرددها الشباب الواعي المستنير أمام القيادة العامة ومات من أجلها المئات منهم :
(معليش ماعندنا جيش)
وأن نسأل دون أن ندفن رؤوسنا في الرمل : لكن لماذا ماعندنا جيش ..؟
وقد كان هذا السؤال سببا رئيساً في إنقلاب اللجنة الأمنية على ثورة ديسمبر ومن أجله تم إدخال البلاد في هذا المأزق التأريخي حيث أن الخلاف بدأ خلال ورش (إعادة هيكلة القوات المسلحة) وماتربت عليه القيادات العليا بأنهم هم الحاكم الناهي وأن الجيش هو (التجارة) والسلطة والقوة التي تحميها هي بالإستيلاء على السلطة، وكما قال الراحل جعفر النميري بان كل من يدخل الكلية الحربية ينصب تفكيره في أمر واحد هو كيفية قيامه بإنقلاب عسكري لينال تلك القوة والسلطة وبالتالي العز والثراء، ولم يكن أحد منهم يفكر في الوطن والدليل ان المدافعين عن بقاء العسكر بالسلطة اليوم هم من (أثرياء) الوطن بينما المشردين هم الغلابة..
اعادة هيكلة الجيش هو الأولوية التي يجب أن نبني عليها صناعة السودان الجديد بعد إنتهاء هذه الحرب العبثية فإستقرار البلاد السياسي يرتكز أبداً على وجود جيش واحد قوي ذو عقيدة وطنية بعيداً عن السياسة ودون ذلك فاننا سنظل ندور في دائرة عسكر وأحزاب كسيحة ولن ننعم أبداً بديمقراطية حقيقية وهو أساس الصراع الدائر الآن، وعلينا في سبيل ذلك أن نعترف اولاً (معليش ماعندنا جيش) ولكن ليس ذلك نهاية المطاف فبمقدورنا إن خلصت النوايا أن نصنع ذلك الجيش الذي نحلم به ولتكن نكبة هذه الحرب هي بداية هذا الإصلاح الذي لابد منه وغداً نواصل لنقول كيف سقطت الجزيرة بكل شفافية..!!
والثورة تظل مستمرة
والقصاص يظل أمر حتمي
والمجد والخلود للشهداء
الجريدة