القوات الأممية على الحدود تفاديا لاحتكاكات الجيشين الشريكان رغم خلافاتهما يستطيعان حلحلة قضاياهما الحركة لن تُقدِّم تنازلات لإجراء الاستفتاء من يتجرأ بكلمة جارحة ضد الشماليين بالجنوب سيواجه عقابا صارما
ستظل قضية الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوبيين في التاسع من يناير 2011م "هاجساً" و "كابوساً" يؤرق الوحدويين ولكنها ستظل "حلماً" يراود الانفصاليين في الشمال والجنوب.. لكن صحيفة "الأحداث" بوصفها مؤسسة مستقلة؛ ستفتح ملف الوحدة والانفصال بكل "مهنية وحيادية".. وستبذل قصارى جهدها لاستنطاق معظم "المُتاحين" من السياسيين والخُبراء والمُهتمين، لتشريح تلك القضية "المفصلية"، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.. وفي هذه السانحة جلست "الصحيفة" إلى رئيس الهيئة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية توماس واني ليُشرِّح لنا قضية "الاستفتاء" بكل تفاصيلها وتعقيداتها.. وستوالي "الصحيفة" في الأيام المُقبلة ــ بإذن الله ــ "استنطاق" بقية العقد الفريد من الكُتاب والمحللين السياسيين والعسكرييين والرموز الوطنية لتدلي بدلوها في تلك القضية الشائكة والمُعقدة. وفي هذه السانحة جلست "الصحيفة" إلى رئيس الهيئة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية بالمجلس الوطني "البرلمان" توماس واني ليُشرِّح لنا قضية "الاستفتاء" بكل تفاصيلها وتعقيداتها. حوار: بهرام عبد المنعم- تصوير أبو حريرة *ما هى رؤيتك كرئيس للكتلة البرلمانية لنواب الحركة الشعبية بالبرلمان حول إجراء الاستفتاء في التاسع من يناير 2011م؟ نحن رؤيتنا واضحة وتتمثل في إجراء الاستفتاء في مواعيده المضروبة، وأنا حضرت الاجتماع الأخير الذي دعت له مفوضية الاستفتاء بواسطة مفوضية التقييم والتقدير لتنفيذ اتفاقية السلام في شارع (1) بالعمارات، رئيس المفوضية طرح الصعوبات التي تواجه مفوضية الاستفتاء خاصة فيما يتعلق بالجانب المالي، وشكا من تأخير تشكيل اللجان في بعض الولايات في شمال السودان، لكن نائبه في جنوب السودان أكد اكتمال كافة التجهيزات، وتشكيل اللجان العليا على مستوى الولايات العشرة، واللجان الفرعية على مستوى الـ(97) مقاطعة بالجنوب، وكشف عن عزمهم إرسالهم للأتيام لتلك المُقاطعات لتحديد مراكز الاقتراع، طالما أن جنوب السودان بالذات هو الجهة المعنية بإجراء الاستفتاء، ورغم أن القانون كفل لكل الجنوبيين في الشمال التصويت في دول المهجر، لكن المقر الرئيسي في الجنوب مكتمل، ولا أرى أي مبررا للتلويح بتأجيل الاستفتاء، بل نحن نناشد رئيس مفوضية الاستفتاء للاستعجال في تشكيل لجان، وإزالة بعض المعوقات الموجودة لإجراء الاستفتاء في مواعيده المضروبة، نحن من جانبنا في الحركة الشعبية وحكومة الجنوب ومواطنيها هيأنا أنفسها ليوم التاسع من يناير 2011م بدون تأجيل. *هل أنتم مطمئنون بإجراء استفتاء حر ونزيه وسلس؟ نحن متأكدون وواثقون، نحن أصلا معنيين بالذات بإجراء استفتاء حر ونزيه وشفّاف، وخير دليل على ذلك هو الحوار "الجنوبي- الجنوبي" الذي جرى الأسبوع الماضي في الجنوب، ودعوة رئيس الحركة الشعبية الفريق أول سالفا كير ميارديت لكل قيادات الأحزاب الجنوبية بما فيها المليشيات وحضرت تلك القيادات بمثابة تأكيد على توجه الشعب الجنوبي واستعداده لإجراء استفتاء حُر ونزيه وشفّاف تحت المُراقبة الدولية وكل السودانيين. *هناك اعتقاد بأن الجنوب ليست لديه القُدرة على إجراء الاستفتاء بسبب التوترات الأمنية؟ الآن أؤكد لك بأن الأمن مُستتب، الذين يعتقدون بأن الجنوب غير مستعد لإجراء الاستفتاء بدرجة عالية من الحرية والنزاهة، هذا في رأيي يمثل "سوء نية" تأتي من أفراد لا يريدون أن يُعبِّر الشعب الجنوبي عن إرادته، وتحديد خياراته سواء بالتصويت للوحدة أم للانفصال، فأي شخص يُشكِّك في هذه الأيام بعدم إجراء استفتاء حُر ونزيه هذا شخص "نيته سئية" ويسعى لعدم إجراء الاستفتاء في مواعيده ، وإن أُجري في مواعيده سيرفض نتائجه، مثل هذا الشخص سيدِّعي بأن الاستفتاء ليس بحر أو نزيه، ونحن من جانبنا نرفض مثل هذه الإدعاءات، ونطلب من ذات الشخص أن يذهب إلى الجنوب أثناء التصويت ليشهد بعينه ليقتنع بأن الاستفتاء في التاسع من يناير 2011م سيكون شفافا وحرا ونزيها، ونطالب ذات الشخص بالحضور إلى الجنوب لحضور عملية الاستفتاء من ضربة البداية. *هناك من يدعي بأن الحركة الشعبية ستطبق "روشتة" الانتخابات الماضية في الاستفتاء؟ هذه إدعاءات ليست لها أساس من الصحة، وتُعتبر من المزايدات السياسية، الحركة الشعبية ليست المالكة للجنوب كله، "الجنوب للجنوبيين" وهناك عدد كبير من الأحزاب المُختلفة في جنوب السودان، وعدد كبير أيضا من منسوبي الأحزاب الأخرى غير الحركة الشعبية، الحركة الشعبية ناضلت من أجل الحُرية وأتت باتفاقية السلام الشامل في "صحن من ذهب"، والخيار الآن متروك لشعب جنوب السودان ليقرر ما يشاء، بالتالي أي أحاديث عن الحركة الشعبية بالسالب تعتبر "غوغائية" ليست لها أي أساس من الصحة ونعتبره كلام "ساكت". *هناك من يعتقد أيضا أن المواطن الجنوبي ليس مُطلق الحرية في الاستفتاء وأن صوته سيتأثر بالقرار السياسي للحركة الشعبية؟ أولا المواطن الجنوبي إلى الآن بالتصريحات الكبيرة هنا وهناك وعدم قيام المُصالحة الوطنية مُرتبك كثيرا ولديه عدم ثقة ، كنا نتوقع خلال الفترة الانتقالية فترة الخمس السنوات الماضية، خاصة أن المادة (21) من الدستور الانتقالي دعت الحكومة الوطنية للقيام ببرنامج للمُصالحة الوطنية لتضميد الجراح، لكن الحكومة فشلت في تطبيق ذلك البند على أرض الواقع ، إذاً المواطن الجنوبي يعيش مُنعزلا ولا يزال يشعر بأصوات "البنادق والمدافع والانتنوف"، كل تلك الأشياء موجودة في رؤوسهم ، الحركة الشعبية رغم كل ذلك لن تُحدِّد خيارات المواطنين في الجنوب بشأن التصويت للوحدة أو الانفصال، وشعب الجنوب لديه الخيار المُطلق ليختار كما يشاء. *هل هو حُر بكل ما تحمل الكلمة من معنى؟ هو حُر، أنا متأكد من هذا الحديث، إذا أردت السفر أي ريف من أرياف الجنوب سأساعدك على ذلك دون إبلاغ المواطنين وستكون زيارتك "مُفاجأة" وسأقول لأي مواطن جنوبي، الصحافي بهرام صديقنا حدثه عن رأيك في التصويت بشأن الاستفتاء في التاسع من يناير 2011م، وسيُبلغك رأيه دون أن أبدي أي إشارات أو تدخلات من جانبي. *هناك من يتوقع تأثير الجيش الشعبي على صناديق الاقتراع؟ أبدا.. الجيش الشعبي ستكون مهمته حماية الوطن من الناحية الأمنية، والشرطة هى المسؤولة عن صناديق الاقتراع، والآن توجد استعدادات كبيرة من الشرطة في جنوب السودان بإشراف الأمم المتحدة للقيام بمهام مراقبة وحماية صناديق الاقتراع، الجيش الشعبي ليس له أي دور في الاستفتاء، وليس له أي علاقة بصناديق الاقتراع في الاستفتاء. *لكن برزت اتهامات للحركة الشعبية بإقحام آلاف من جنود الجيش الشعبي في صفوف الشُرطة للتأثير على حُرية المواطنين؟ هذه اتهامات ليست لها مُبررات، الذي يتحدث عن إدخال أفراد من الجيش الشعبي في صفوف الشرطة لمراقبة الاستفتاء عليه إبراز الدليل الدامغ ، لكن أي حديث بدون أدلة نحن نُعتبره مُزايدات سياسية ليس لديها اعتبار لدينا. *ألن يؤثر جيش الرب على عملية الاستفتاء في الجنوب من الناحية الأمنية؟ جيش الرب الآن يتحرك وفقا لمعلوماتنا من غرب الاستوائية إلى دارفور، والجيش مرتكز في مناطقه، كما ورد في اتفاقية السلام الشامل، التي تنص وفقا للمادة (16/2) بأن الجيش الشعبي وقوات الشعب المسلحة والقوات المشتركة تُعتبر قوات قومية لحماية سيادة الوطن، إذاً الجيش الشعبي الآن قائم بمهام حماية الحدود الجنوبية من التدخلات، ومن ضمنها حماية المواقع في غرب الاستوائية ضد تحركات جيش الرب، نحن واثقون بأن جنوب السودان مؤمن تماما بوجود الجيش الشعبي. *هناك اتهامات الجيش الشعبي بتجاوز حدود 1/1/1956م؟ هذا حديث غير مؤسس، الذين يتحدثون عن تعدي الجيش الشعبي لحدود 1/1/1956م عليهم إبراز دليل دامغ يؤكد تلك الاتهامات، لكن خلافا لذلك نعتبره مُزايدات سياسية ، الجيش الشعبي ينتظر في مواقعه، والجيش السوداني أيضا ينتظر في مواقعه، كل هذه اتهامات باطلة ليس لها أساس من الصحة. *برزت مطالبات من داخل صفوف قيادات الحركة الشعبية بإعلان الاستقلال من داخل برلمان الجنوب حال ماطل المؤتمر الوطني في إجراء الاستفتاء؟ نحن في الحركة الشعبية نُطالب بحرية التعبير، فكل شخص لديه مطلق الحُرية ليُعبِّر عن آرائه، لا ننفي ولا نؤكد ما طالبوا به لأن ذلك من باب حرياتهم الشخصية ليعبروا كما يشاءوا، فإذا برزت أصوات تنادي بإعلان الاستقلال من داخل البرلمان فأنا أقول إن الحُرية مطلقة لكل شخص، والحركة الشعبية في أدبياتها تنادي بحرية التعبير لكل شخص في جميع أنحاء السودان وليس في الجنوب فقط. *هل تتوقع إعلان الاستقلال من داخل البرلمان؟ لن أسبق الحوادث إلى حين حلول ميعاد الاستفتاء، لكننا ساعون في تنفيذ اتفاقية السلام، وإجراء الاستفتاء في مواعيده المضروبة. *الخطوة إذا تمت هل هى قانونية؟ نحن أساسا لا نستبق الحوادث في الإعلام، وهذه خطوة لن نستبقها أيضا بالحديث عنها، لكن نقول نحن مستعدون لإجراء الاستفتاء في جنوب السودان بكل حُرية وشفافية ونزاهة، وعلى شعب جنوب السودان أن يُعبِّر عن آرائه في الخيار ما بين الوحدة على أسس جديدة مبنية على العدالة والمساواة أو الانفصال، على أن تكون الدولتين جارتين مُتعايشتين لوجود المصالح المُشتركة بينهما. *شريككم المؤتمر الوطني اشترط ترسيم الحدود قبل إجراء الاستفتاء؟ لماذا لم يشترط المؤتمر الوطني ترسيم الحدود عند إجراء الانتخابات الماضية؟ المؤتمر الوطني أصلا يسعى لانفصال الجنوب لأن تشددهم حول ترسيم الحدود هذا يعني أن المؤتمر الوطني حسم الأمر وأقرّ بأن بانفصال الجنوب ، لكن نحن الآن في عملية الإجراء، ولم نصل إلى خطوة التصويت لمعرفة رأي المواطن الجنوبي حول تصويته للوحدة أم للانفصال، ربط الحدود بإجراء الاستفتاء كأن الجنوب انفصل، حتى لو انفصل الجنوب هل سُيسمى جنوب أمريكا أم البرازيل، سُيسمى جنوب السودان، إذا كلمة سودان ستكون موجودة وستكون علاقتنا وطيدة، وأي ربط بإجراء الاستفتاء بترسيم الحدود، أنا في تقديري غير مؤسس، لأن الانتخابات أُجريت في أبريل الماضي دون رسم للحدود، بما أن عملية ترسيم الحدود مُهمة جدا في الانتخابات، لأن المُهمة تنحصر في توزيع الدوائر الجغرافية، لكن قامت الانتخابات في جنوب السودان دون ترسيم الحدود. *ماذا ستفعل الحركة الشعبية إذا أصر المؤتمر الوطني على ترسيم الحدود قبل إجراء الاستفتاء؟ المؤتمر الوطني شريكنا وعادة ما نتفق ونختلف، لكن سنجلس سويا لحسم القضايا محل الخلاف، نحن واثقون رغم التصعيد الإعلامي والسياسي أننا سنجلس لحسم القضايا الخلافية. *لماذا تصرون على إجراء الاستفتاء على رقعة مجهولة؟ هى غير مجهولة، إذا ذهبت إلى أرض الواقع، وسألت السكان القاطنين في تلك المناطق سيحددوا لك العلامات التي وضعها الاستعمار البريطاني في ذلك الوقت، لو ذهبنا على أرض الواقع لولا التصعيد السياسي لحددّنا الحدود بسهولة لأن السُكان على الحدود يعرفون بالضبط ما هى الحدود، الحدود ليست مجهولة. *هناك من يعتقد أن أزمة الحدود ستشعل الحرب من جديد بين الشمال والجنوب؟ أبدا نحن قُلنا مرارا وتكرارا على لسان الجنرال سالفا كير ميارديت وهو الرئيس لحكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية والقائد العام للجيش الشعبي بأن لا عودة للحرب، وقال في عدة منابر أن الحرب مُدمرة وفقدنا بسببها عدد كبير من شباب السودان سواء في الجنوب أو الشمال، نحن لا نريد جَرْ الشعب السوداني إلى الحرب مرة أخرى. *نعم سلفاكير أكد عدم العودة إلى الحرب لكنه طالب بنشر قوات دولية على الحدود؟ نعم طالبنا بنشر هذه القوات للأسباب الآتية: أولا: هناك عشرة آلاف جندي أممي موجودين في جنوب السودان، إذاً لا يُعقل أن تُرفض قوات أممية طالما أنها موجودة في الجنوب بما فيها منطقة الحدود، ثانيا: هناك اتهامات هناك وهناك، المؤتمر الوطني يتهم الحركة الشعبية بحشد الجيوش على الحدود، والحركة الشعبية تتهم أيضا شريكها المؤتمر الوطني بشحد الجيوش على الحدود، تفاديا لأي صدامات للجيشين نتيجة للاتهامات المتبادلة، نرى أن نشر القوات الأممية سيكون "عازلا" لتفادي الصدامات بين الجيشين، ثالثا: للتأكد من سيبدأ بالهجوم، لأن الاتهامات يمكن أن تكون دوافعها سياسية في أغلب المرات بغرض استدراج الطرف الآخر لبدء الهجوم، لكن نحن في الحركة الشعبية ليست لدينا دوافع لإشعال الحرب مرة أخرى كما قرر رئيسنا، بالتالي تفاديا لأي صدامات وجود الجيش الأممي على الحدود سُيجنب الجيشين الصدامات ، ليس هناك أي أجندة سوى تفادي الصدامات المُحتملة بين القوات المسلحة والجيش الشعبي. *ألا تعقتد أن طلب القوات الأممية مرده فقدانكم الثقة في الشمال؟ الذين يرفضون نشر القوات ما هو مبررهم؟ نحن مُبررنا أن القوات الأممية موجودة في جنوب السودان منذ 2005م قوامها عشرة آلاف جندي، هناك اتهامات متبادلة، المؤتمر الوطني يتهم الحركة الشعبية بحشد قواتها على الحدود، والحركة الشعبية أيضا تتهم المؤتمر الوطني بحشد قواته على الحدود، إذا تفاديا لحدوث الصدامات بين القوتين طلبنا نشر هذه القوات للحفاظ على سلامة البلد من الانزلاق في حرب جديدة هذا هو مبررنا، المؤتمر الوطني يرفض هذه القوات ما هى مبرراته؟ *المُبرر في رأيي أن العشرة آلاف جندي جاءت بموجب الاتفاقية لحفظ السلام؟ القوات الأممية ستأتي أيضا لحفظ السلام وليس لأي شئ آخر. *ألا تعتقد أن نشر قوات دولية يندرج تحت بند الوصاية الدولية؟ أبدا.. أبدا *ألا تتفق معي أن السودان ليس تحت الوصاية الدولية؟ قطعا ليس تحت الوصاية الدولية، لكن القوات الأممية التي طالبنا هى ذات القوات المُنتشرة في جنوب السودان. *رئيسكم في البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر طالبكم بطرد القوات الأممية من الجنوب حال الانفصال؟ هو قال على لسانه إن الجنوب حال انفصاله لو أراد أن تكون له سيادة وطنية عليه أن يطرد القوات الدولية، وعلى الطاهر أن لا يتنبأ بشئ غير مُلمين به، ونحن إلى الآن لا نعلم نتيجة الاستفتاء، هذا جانب، الجانب الآخر صحيح أن الفترة الانتقالية تنتهي في التاسع من يوليو 2011م، قطعا في تلك الفترة إن الوضع سيكون مُختلفا، ولا يقتضي وجود قوات أممية. *المُباحثات المُنتظر عقدها بأديس أبابا هل ستكون الجولة النهائية لحل أزمة أبيي؟ نتمنى أن تكون الأخيرة، وكما قلت فإن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية يختلفان لكن عندما يجلسان معا سيحسمان بعض القضايا العالقة، نحن واثقون بأن اجتماعات أديس أبابا المُرتقبة ستحسم قضايا كثيرة، لأننا في المرحلة النهائية من تنفيذ بنود اتفاقية السلام الشامل، وأبيي جزء من البرتوكولات المُفترض تنفيذها في التاسع من يناير 2011م، نحن متفائلون وواثقون عندما نجلس مع المؤتمر الوطني سنحل القضايا العالقة. *هل الحركة الشعبية مستعدة لتقديم تنازلات لضمان إجراء استفتاء حر ونزيه؟ الاستفتاء ليست لديه شروط، نحن قلنا إن الاستفتاء يجب أن يكون حُرا ونزيها، ليس هناك أي شروط سُتقدَّم مقابل إجراء الاستفتاء، النصوص في قانون الاستفتاء معروفة وواضحة وليست فيها تفاصيل للنقاش، واتفاقية السلام الشامل نفسها واضحة، وحدّدت في المادة (3/1) والمادة (2/5)، وفي الدستور الانتقالي المادة (222) وتفاصيلها في قانون الاستفتاء لجنوب السودان، إذا ليس هناك أي شروط تحتاج إلى تنازل، نحن مستعدون وشعب الجنوب أيضا جاهز لإجراء الاستفتاء في مواعيده المضروبة بكل حرية ونزاهة وشفافية. *ألا يوجد لديكم أمل لوحدة السودان؟ الشعب الجنوبي هو الذي يختار، وفي هذه اللحظة نحن لا يُمكننا الحديث عن يوم الجُمعة ونحن في يوم الأربعاء، دعنا نصل إلى يوم الجُمعة لنتعرف عن قرب على الحقائق. *لكن علامات الانفصال واضحة، وأن دولة الجنوب تنتظر إجراءات شكلية لإعلان الانفصال؟ إذا انفصل الجنوب فسيكون جنوب السودان، وبقية أجزاء السودان ستكون باقية، وكلنا سنعيش كسودانيين بمصالح مُشتركة ويربطنا النيل الأبيض وبقية المصالح المُشتركة الكثيرة، نحن كلنا أهل في نهاية الأمر. *ما هى وضعية الشماليين في الجنوب، والجنوبيين في الشمال حال وقوع الانفصال؟ أنا سأتحدث عن وضعية الشماليين في الجنوب، الشماليين في الجنوب وضعهم مُطمئن تماما، وأكده رئيس الحركة الشعبية مرارا، وخير دليل على ذلك توصيات مؤتمر الحوار "الجنوبي – الجنوبي" التي أكدت على ضرورة شعور المواطنين الشماليين في الجنوب بالأمان حتى وإن انفصل الجنوب، وضرورة مُمارسة نشاطاتهم التجارية كما يشاءون، ومن يتجرأ وإن بكلمة جارحة ضد الشماليين سيلقى العقاب الصارم، هذا دليل على أن وضعية الشماليين في الجنوب مُطمئنة، وهم شعبنا. *ألا تعتقد أن الجنوب حال انفصاله فإن العدوى ستنتقل إلى بقية أجزاء السودان الأخرى؟ دعني أرجع بك إلى التاريخ ماذا حدث سنة 1947م؟ الجنوبيين في ذلك الوقت غير متعلمين والإخوة الشماليين تقبلوا استقلال السودان، والشماليين أصلا طالبوا بوحدة السودان، مع أن الجنوبيين كان لديهم تحفظ، وهذا يدل على فقدان الثقة منذ العام 1947م، والجنوبيين في ذلك الوقت طالبوا بإتاحة الفرصة لهم إلى أن أصبحوا على نفس المستوى مع الشماليين، لكن السلاطين كانوا يتفاوضون مع المُثقفين الشماليين كالشنقيطي، والدكتور حبيب عبد الله وغيره من الناس المُثقفين، لكن استدرجوهم وأقنعوهم بالجلوس كأهل، وحتى استقلال السودان كان مرهون بموافقة الشماليين بقيام "الفيدرالية" في جنوب السودان، لكن ماذا حدث؟ بعد الاستقلال وافق الأعضاء الجنوبيين لكن الإخوة الشماليين نقضوا العهود، توجد تراكمات بين الشماليين والجنوبين مما أدّى إلى فقدان الثقة، فالشئ الذي يجري في عقول الجنوبيين الآن هو فقد الثقة تماما لإخواننا في الشمال، على الإخوة الشماليين إعادة هذه الثقة. *اجتماعات مجلس التحرير القومي هل ستكون حاسمة وتعمل على وحدة الحركة الشعبية؟ نحن أصلا موحدين إلى الآن، كل الأقاويل في الصحف تخص عناصر لم تتشبع بمبادئ الحركة الشعبية، لكن الحركة أصلا "موحدة" وليست مُنقسمة، ولو سألت أي شخص من الحركة الشعبية سيقول ذات الحديث.