مع عزازيل في السجن!! (3)

 


 

عادل الباز
30 March, 2009

 

قلت في الحلقة الأولى من هذه المقالات إنني أطلت التأمل فيما ما أغوى اتحاد الصحفيين، فسولت له نفسه الأمارة بالسوء ألا يعير (المجدوعين) من عضويته في السجن أدنى اهتمام، لا بالزيارة وتفقد الاحوال  ولا حتى ببذل قيمة مكالمة هاتفية، وهو واجب تفرضه الزمالة الحقة قبل مسؤولية الاتحاد الأخلاقية عن أحوال عضويته. الحقيقة أن عزازيل(الشيطان الذي رافقني في السجن) نفسه احتار حيرة كبرى من اتحاد بينه وبين مقر محبسنا ثلاثة دقائق فقط.!!.
لايدل ذلك على احتقار الإتحاد لعضويته فحسب، بل يدل على عدم احترامه لنفسة او المكانة المهنية الرفيعة التي أولاها له الصحفيون وتك هي المأساة.
الذي كان مطلوبا من الاتحاد ليس بالقطع هو الدفاع عن عضويته فتلك  لا طاقة له بها، ولا التكرم بالمساهمة المالية فاحواله معلومة، هاهو اتحادنا يثبت أنه  فعلا مشلول وأخرس. كان يمكن أن يتدثر الاتحاد بفضيلة الصمت إذا عجز أن يقول أو يفعل خيرا، ولكن حتى هذه سقط فيها!!
فى يوم الجمعة ونحن على بلاط صاحبة الجلالة كان السيد رئيس الاتحاد محي الدين تيتاوي -لافض فوه- يدلي بتصريحات هامة لراديو مرايا التابع للأمم المتحدة (الباز ووراق  لم يتم سجنهم في قضية رأي  بل  قضية جنائية, بعد أن رفضوا دفع الغرامة واختاروا السجن, والاتحاد لايستطيع فعل شيء في هذه القضية، لأنهم اختاروا السجن على أن يدفعوا،  ولو كانت قضية سياسية لكان الأمر مختلفا.) وعندما سألته الاذاعة ( لماذا لم يتحرك الاتحاد ليحاول الوصول الى حل لهذه المشكلة خاصة وأن وراق والباز هم أعضاء الاتحاد)، قال إنه لم يتلق مبادرة من أحد حتى الآن ليتحرك, وبالتالي فهو لن يستطيع التدخل حاليا..!!.
هب اننا سجنا فعلا في قضة جنائية فأي جنائية تلك قتل أم سرقة؟ أم أن القضية المعنية تتعلق بقضية نشر صحفي فحسب!!. اذا تعثرت أو أخطات عضوية الاتحاد فأوجب واجباته هو إقالة عثرتها  بالتضامن معها بما هو متاح ولو بكلمة طيبة.
انظر لقول رئيس الاتحاد تم سجنهم بعد أن رفضوا دفع الغرامة!! من أين لرئيس الاتحاد أننا رفضنا دفع الغرامة؟ هذا كذب صراح. الذين خططوا لاذلالنا فى السجن، قدروا أن يأتوا لتنفيذ الأمر الصادر يوم الأربعاء يوم الخميس آخر اليوم، حيث لايمكن أن نتصرف في مبلغ سبعة وعشرين مليون جنيه بالقديم في ظرف ساعات. وياليت كان ذلك باستطاعتنا!! بل إنى أزعم أن تجارا كبارا في السوق سيعجزون هذه الايام عن الحصول على هذا المبلغ فى ساعة او ساعتين ناهيك عن صحفيين وناشرين “معلمين الله!!”. فالسجن لم يكن اختيارا بل كان غدرا، ولكن رئيس الاتحاد الذي هو على بعد خطوتين من السجن لم يكلف نفسه بالتأكد بما يهذي به!!.
 من أدهى وأطرف ما سمعت قول رئيس الاتحاد عن سبب عجزه الوصول لحل لهذه القضية قال(إنه لم يتلق مبادرة من أحد حتى الآن ليتحرك, وبالتالي فهو لن يستطيع التدخل حاليا..!!.) يا إلهي متى تأتي القيامة!!  من ينتظر رئيس الإتحاد ليأتيه بالمبادرة؟ انظرو للرئيس ينتظر أحدا ليبادر ويحل مشاكل عضويته. يا ناطور باب الترك مغزوا تقول غزوت!!. عزازيل الذي بين دفتي الكتاب رفع حاجيبه مندهشا لتصريح رئيس الاتحاد ولم يفق من اندهاشته تلك الا (حين رأى بطرس يسحب هيباتيا من شعرها وسط الشارع  منتزعا خصلة من شعرها الطويل  وجند الرب حوله يهللون وهو يجر ذبيحته).
أما أنا فلم أفق من اندهاشتي من فعل الإتحاد وقوله حتى يوم الناس هذا. 

 

آراء