مع غارزيتو ضد البرير (1)

 


 

حسن فاروق
17 April, 2013

 


أصل الحكاية

أول سؤال تبادر إلي ذهني بعد سماعي قرار مجلس إدارة نادي الهلال بإعفاء المدرب الفرنسي الشاطر غارزيتو ، هل قرار الإقالة فني أم مالي؟ خاصة وأن  الأيام الماضية شهدت تمهيدا لقرار إقالة غارزيتو بتصريحات من بعض الإداريين بالنادي منهم الأمين العام محمد أحمد بحر وعضو المجلس هاشم ملاح عن تكوين لجنة لتقييم مصير المدرب بعد الخروج المفاجيء من البطولة الأفريقية أمام فريق سيوي سبورت العاجي ، وهي الصدمة التي لم يستوعبها مجلس الإدارة وحدث ماحدث من قرارات إنفعالية وصلت مرحلة الإستقالة من رئيس مجلس إدارة النادي الأمين البرير وأمين المال محمد المأمون .
هذا التمهيد يبدو أنه كان ينتظر اللحظة المناسبة لأي إخفاق في الدوري الممتاز من المدرب الفرنسي غارزيتو حتي تتم إقالته ، ولأن اللحظة لن تأت إن كان البرير ومجلسه ينتظرونها بخسارة ، فإختاروا التعادل الذي خرج به الهلال أمس الأول أمام هلال كادوقلي لإصدار القرار ، الذي أرجح أن السبب الرئيسي فيه يتعلق بالمبلغ المالي الضخم الذي يتقاضاه غارزيتو ، وتورط فيه المجلس كما هو معلوم بعد قدوم العضو (المعين) العسقلاني الذي فشل في تنفيذ وعوده بتوفير المبلغ ، عموما سأعود لهذه الجزئية بالتفصيل .
قبل ذلك دعونا نتوقف عند توقيت قرار الإقالة ووضع الفريق في المنافسة والنتائح التي حصل عليها بما فيها التعادل الأخير ، لأانا إذا سألنا البرير الذي لم يوضح وجهة نظر المجلس حتي ( أمس) ، عن وضع الفريق في المنافسة في روليت المنافسة؟ فإن الإجابة ستأتي أن الفريق يتصدر الدوري بفارق نقطتين إلي ماقبل مباراة أمس بين المريخ وفريق الخرطوم الوطني ، الذين يتساويا في النقاط ويتفوق المريخ علي الخرطوم بالإهداف ، وبالتالي هي مباراة للتنافس علي المركز الأول والفائز منهما سيتقدم علي الهلال بفارق نقطة ، وإن إنتهت بالتعادل سيبقي الوضع علي ماهو عليه ويتصدر الهلال ، مؤقتا لأن لأهلي شندي مباراة مؤجلة وهو أيضا ينافس علي الصدارة ، من خلال هذه الصورة إذا أفترضنا الأسواء وهو خسارة الهلال للصدارة في الأسبوع الثامن ( يعني مازال الدوري في بدايته) ، فإن الهلال سيحل ثانيا ، ليس ثالثا ولارابعا ولاخامسا ولاسادسا ، فلماذا تمت إقالة غارزيتو؟ وماذا كان يتوقع البرير أن ألا يخسر الهلال نقاط؟ حتي لو تراجع للمركز الثاني ، هذا بإفتراض أن قرار الإقالة فني ، مع قناعتي الكاملة أن القرار مالي في المقام الأول وإرتبط بآمال وأحلام البطولة الأفريقية التي لم تتحق ، وبالتالي حسب تقدير المجلس لايمكن أن يتقاضي مدرب مبلغ بهذه الضخامة من أجل الدوري الممتاز ، الذي يمكن أن يحققه فريق الهلال بمدرب (عافية) مثلا .
وهي نقطة مهمة سأتوقف عندها كما ذكرت ، ولكن دعونا نواصل في الجانب الفني فالهلال الفريق الوحيد الذي لم يخسر محليا (الدوري الممتاز) حتي الآن ، بل لم يخسر أي مباراة منذ الموسم الماضي بمافيها مباراة نهائي كأس السودان التي لم تحسم داخل الملعب وحسمتها ضربات الترجيح ، مؤكد أن هذا الرقم القياسي لمدرب أقيل ولم يخسر في البطولة الأولي ليس صدفة ، وإذا ركزنا في الأداء واللاعبين أري أن فريق الهلال هو الأفضل والأكثر ثباتا بين فرق الدوري الممتاز من ناحية الأداء الجماعي ، فلم الفريق أشهد منذ مواسم وهو ينقل الكرة بهذه السرعة عن طريق العمق والأطراف ، لم أشهد الهلال منذ سنوات وجميع اللاعبين في حركة لاتهدا طوال زمن المباراة ، لم أشهد منذ سنوات لاعبو الهلال يستخلصون الكرات سريعا بعد فقدها ، وفي المباراة الأخيرة تحديدا أمام هلال كادوقلي لعب الفريق أجمل مبارياته وإمتلك الملعب طولا وعرضا، كان الأفضل في كل شيء حتي في إهدار الفرص المضمونة ، وفي المقابل لم يكن هناك فريق إسمه هلال كادوقلي ، كان هناك مجموعة من المتفرجين داخل الملعب ، وجدوا فرصة فأحرزوا هدف .
ماذا يفعل غارزيتو أو مورينهو (لمساوي) الذي كرر هدف فريق النسور بالكربون أمام كادوقلي مع الفارق ( المرة دي سيف مساوي عمل التسلل من النص) .
أواصل


hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]

 

آراء