مع وزير السلام بحكومة الجنوب

 


 

 

ستظل قضية الاستفتاء على حق تقرير المصير للجنوبيين في التاسع من يناير 2011م "هاجساً" و"كابوساً" يؤرق الوحدويين ولكنها ستظل "حُلماً" يراود الانفصاليين في الشمال والجنوب.. لكن صحيفة "الأحداث" بوصفها مؤسسة مستقلة؛ ستفتح ملف الوحدة والانفصال بكل "مهنية وحيادية"... وستبذل قصارى جهدها لاستنطاق مُعظم السياسيين والخُبراء والمُهتمين، لتشريح تلك القضية "المفصلية"، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً. وفي هذه السانحة جلست "الصحيفة" إلى وزير السلام بحكومة الجنوب باقان أموم الذي قال إن الحركة الشعبية لم تنكفي جنوبا، الحركة موجودة في كل السودان، في شمال السودان، دارفور، شرق السودان، النيل الأزرق وفازت بمنصب الوالي فيها وتحكمها، وهي غير منكفئة في جنوب السودان. كما دافع باقان أموم بشدة لاستجابتهم لنزعة الشارع الجنوبي الانفصالية وقال إن القيادات يمكن أن تؤثر وتُشكل رأي الشعوب، لكنها تنحني وتقبل، لأن أصل السلطة عند الشعوب والقوة الحقيقية في صناعة التاريخ هي الشعوب وليس القيادات. وأقرّ باقان أموم بعدم انتمائه للسودان القديم وقال: "لم أنتمي أصلاً إلى السودان القديم، منذ أن وصلت إلى مرحلة الوعي لم أنتمي إلى السودان القديم ولا توجد طريقة للانتماء إليه، السودان القديم ألغى الجنوبيين وهمشهم وأخرجهم من ديارهم". وستوالي "الصحيفة" في الأيام المُقبلة ــ بإذن الله ــ "استنطاق" بقية العقد الفريد من الكُتاب والمحللين السياسيين والعسكرييين والرموز الوطنية لتدلي بدلوها في تلك القضية الشائكة والمُعقدة.


مع وزير السلام بحكومة الجنوب
جينات باقان أموم ليست "انفصالية"، لكنها "إنسانية" تسعى لكرامة الإنسان
أنا لا "انفصالي" لا "وحدودي"، لكنني أُساند وأدعم تحرر الجنوبيين
السودانيون الجُدد ليست لديهم مشكلة مع انفصال جنوب
الحركة الشعبية لم تنكفئ جنوبا، وموجودة في كل السودان
محاولات قوى السودان القديم لتأجيل الاستتفاء و"خيانته" موجودة


حاوره: بهرام عبد المنعم
*ما هي السيناريوهات المحتملة عند إجراء الاستفتاء؟
لا توجد سيناريوهات عديدة في رأينا، السيناريو الوحيد والأساسي الذي نعمل لتحقيقه هو أن يتم بعد التسجيل التصويت في مواعيده بداية من يوم التاسع من يناير، نتوقع أن يكون التصويت سلمي بحكم عدم وجود صراع في عملية الاستفتاء نفسها، إنما هي فرصة للناخب ليختار بين الوحدة أو الانفصال، يتوقع أن تخرج النتيجة معبرة عن إرادة شعب جنوب السودان، مع وجود الرقابة الدولية المكثفة من كل أنحاء العالم بتنسيق مع الفريق العالي برئاسة الرئيس السابق لتنزانيا بنجامين مكابا، سيقومون بإصدار تقييمهم حول إذا كانت النتيجة تعبر عن إرادة شعب جنوب السودان، وكانت عملية حرة ونزيهة. ملحوظة:" تمت المقابلة مع باقان أموم قبل انتهاء فترة التسجيل للناخبين في عملية استفتاء جنوب السودان" المُحرر.
*الاستفتاء حال إجرائه في مواعيده المضروبة هل سيتم بصورة سلسة أم تشوبه بعض الخشونة وفقا لتقديراتك؟
أتوقع أن تكون عملية سلمية وسلسة، كما هو في التسجيل، الآن التسجيل يتم رغم العراقيل التي وضعها المؤتمر الوطني، خاصة التهديدات المتصلة بتهديد الجنوبيين بالعقوبات حال تصويتهم للانفصال، غير ذلك لا توجد أي إشكالات، ولا أتوقعها.
*لماذا انكفأت الحركة الشعبية جنوبا وبددت أحلام المهمشين والمحرومين في كافة ربوع السودان؟
الحركة الشعبية لم تنكفئ جنوبا، الحركة موجودة في كل السودان، في شمال السودان، دارفور، شرق السودان، النيل الأزرق وفازت بمنصب الوالي فيها وتحكمها، وهي غير منكفئة في جنوب السودان.
*نظريا أم عمليا؟
عمليا، الحركة الشعبية حزب حاكم في جنوب النيل الأزرق الآن، والحركة كتنظيم سياسي موجودة في كافة ولايات السودان، في الشمال، وفي جنوب كردفان بكثافة كبيرة.
*لكن ليست كالقوة الموجودة في الجنوب؟
صحيح أن الحركة الشعبية في جنوب السودان هي الحزب الحاكم.
*لماذا انحنى باقان أموم "للعاصفة" وركب "موجة" الشارع الجنوبي الانفصالية؟
أي عاصفة؟
*عاصفة "الانفصال" في الشارع الجنوبي؟
اتفاقية السلام الشامل، وطرفي النزاع المؤتمر الوطني والحركة الشعبية توصلا إلى آلية وصيغة للاعتراف بحق تقرير المصير وذلك يعني الخضوع لإرادة شعب جنوب السودان، إذا وصفت هذه الإرادة "بالعاصفة" وكموج وتيار قوي هذا هو الاتفاق بيننا كطرفين لننحني لإرادة شعب جنوب السودان ونحترم هذه الإرادة، وليس باقان وحده، إنما هو واجب الجميع، ارتضينا بالاستفتاء كأكبر آلية ديموقراطية، وهي اللجوء لإرادة الشعوب واحترامها.
*لكن القيادات هي التي توجه وتُسير إرادة الشعوب وليس العكس؟
القيادات يمكن أن تؤثر وتشكل رأي الشعوب، لكنها تنحني وتقبل، لأن أصل السلطة عند الشعوب والقوة الحقيقية في صناعة التاريخ هي الشعوب وليس القيادات.
*إجابتك هذه هل تعني خوفكم كقيادات من "الانجراف" أمام العاصفة الانفصالية لشعب الجنوب أم نزول عند رغبته؟
فقط الطُغاة هم الذين يقاومون إرادة الشعوب، ويعاكسونها، المناضلين لا ينجرفون فقط في إتجاه إرادة الشعوب، بل يعملون لتحقيق تطلعاتها.
*هل نزلت قيادات الحركة الشعبية "الوحدوية" أمام رغبة المواطن الجنوبي "الانفصالية" خوفا من سحقها تحت الأقدام حال إصرارها على الوحدة؟
لا أظن ذلك، أولا الحديث عن قيادات وحدوية من دون تحديد جوهر هذه الوحدة تصنيف "تضليلي"، لم يكن في أي يوم من الأيام وحدويون للحفاظ على وحدة السودان القديم، جاءت الحركة الشعبية بطرح لتفادي انهيار السودان وهذا الطرح يكمن في تحقيق نقلة للسودان إلى مرحلة أخرى وجديدة، ونتيجة الصراع بين قوى السودان القديم والجديد تمخض عن مساومة تاريخية في شكل اتفاقية السلام الشامل، وهُدنة في إطار السودان القديم مع إعطاء شعب جنوب السودان حق تقرير المصير، والآن يمارس شعب جنوب السودان هذا الحق في إطار هذه الدولة ولم تحقق النقلة الكاملة للسودان إلى مرحلة جديدة، ونظام سياسي جديد، كان يمكن أن تكون فيه وحدة السودان على أسس جديدة.
*هل أنت مقتنع وواثق تماما بأن استفتاء التاسع من يناير 2011م سيجري في مواعيده المُحددة؟
نعم، مقتنع أن يجري الاستفتاء كنتيجة لنضال طويل، تأكيد إجراء الاستفتاء في مواعيده هي عملية نضالية مستمرة تخوضها الحركة الشعبية وخاصة المواطن الجنوبي للحفاظ على حقهم، محاولات المؤتمر الوطني وقوى السودان القديم لتأجيل الاستتفاء وإلغاء هذا الحق ومصادرته وخيانته موجودة، بالتالي إجراء الاستفتاء في مواعيده سيكون نتيجة لنضال مرير وأنت شاهد على هذه العملية النضالية لضمان أن يتم إجراء الاستفتاء وممارسة حق تقرير المصير.
*هل ستقبل الحركة الشعبية بتأجيل الاستفتاء لأي ظروف موضوعية؟
عن أي ظروف موضوعية تتحدث؟
*كالحدود، أبيي، قضايا ما بعد الاستفتاء، تقاسم المياه، الجنسية وغيرها؟
هذه قضايا ليست لها علاقة بمواعيد إجراء الاستفتاء، يمكن الوصول لاتفاق حول هذه القضايا قبل الاستفتاء أو بعده.
*إلى أين وصلت المفاوضات بينكم والمؤتمر الوطني بشأن تلك القضايا؟
توجد تفاهمات عامة حول كل هذه القضايا، ما عدا أبيي، التي اتخذها المؤتمر الوطني كـ"رهينة" وكرت ضغط وابتزاز لجنوب السودان والحركة الشعبية وبعض الجهات الخارجية.
*قيادات المؤتمر الوطني ترى وصفها "بالقرصنة" من شخصكم وحجز أبيي كرهينة "تهريج" سياسي ومنافي للحقائق على أرض الواقع ما هو تعليقكم؟
طبعا القراصنة عندما استلائهم على السفن في أعالي البحار والمحيطات ووصفتهم بالقرصنة سيعتبرون هذا الوصف تهريج سياسي، لأن عيون "القراصنة" تتركز حول "الفدية"، وهذا هو حال المؤتمر الوطني.
*لماذا رجعت "جينات" باقان أموم الانفصالية بصورة "صارخة" بعد أن آمن بوحدة السودان ردحا من الزمان؟
عن أي "جينات" انفصالية تتحدث؟
*كنت انفصاليا "شرسا" عندما تمردت في العام 1982م وخرجت من جامعة الخرطوم؟
نعم.. كنت انفصاليا وآمنت بمشروع السودان الجديد وما زلت.
*لكنك عُدت "انفصاليا" بصورة صارخة ومُناصر لميلاد دولة جديدة بالجنوب عن طريق "الاستقلال" من دولة "الجلابة"؟
هذا ليس باقان أموم، هذه هي اتفاقية السلام الشامل، وهذا هو الدستور الذي نص على أن لشعب جنوب السودان الحق في الاستفتاء حتى ليختار "الانفصال".
لكن باقان أموم الأعلى صوتا؟
أعلى صوتا من أي ناحية؟
من ناحية الترويج للدولة الجديدة، وأن الجنوبيين سيصوتون بنسبة أكثر من (90%)، وأن باقان أموم يتحدث صراحة عن "استقلال" وليس "استفتاء"؟
وليس استفتاء؟
نعم.
هذا غير صحيح أولا، كونني أثرت، أو قدّمت قراءة للرأي العام بجنوب السودان في أوساط الجنوبيين، وأشرت صراحة إلى أن غالبيتهم سيجنحوا للتصويت للانفصال في 2007م، وفي 2008م ناشدت القوى السياسية بضرورة ابتدار حوار وطني حول قضايا الوحدة والانفصال، والقوى لم تلبي تلك الدعوة إلا في وقت متأخر، وكوني قدّمت هذه القراءة الموضوعية، ويؤكدها الآن المؤتمر الوطني وكل الأحزاب السياسية هذا لا يعني أنني الأعلى "صوتا" في خيار الانفصال، إنما قدمت قراءة موضوعية، وهذه القراءة لا جدال فيها الآن.
*ما هي القناعات التي جعلت باقان يعود انفصاليا "شرسا" بعد أن كان "وحدويا" وتملكته الأشواق القديمة من جديد أيام كان يافعا والتحق بالتمرد؟
أولا هذا غير صحيح، أنا بصدق بكامل أقول لك إنني لا "انفصالي" لا "وحدودي" الآن، أنا مهتم ومهموم فقط بقضية الإنسان وحقوقه وبكرامته، أي نظام يقهر الإنسان ولا يوفر حقوقه، كثوري أعمل لتحطيمه، والعمل على بناء نظام آخر، أنا أؤمن إيمان قاطع بأن الحدود ليست هي التي تُحدّد المحتوى، لأن الحدود ما هي إلا أشكال، لكني أهدف إلى تغيير ما بداخل هذه الحدود، أنا أؤمن إيمان قاطع بوحدة كل البشرية، من هذا المنطلق أنا أؤمن بها، لا تهمني حدود الدول، لأنها مجرد نتائج "اعتباطية" لحركة التاريخ، مثل حدود دولة السودان الحالية، هي حدود جاءت نتيجة لترسيم وتقسيم القارة الإفريقية لمراكز نفوذ، الحدود الحالية للدولة السودانية وضعها "كتشنر"، بالتالي ليس لدي تجاهها أي "حُب" أو "التزام"، الدولة السودانية بعد خروج كتشنر والاستعمار فشلت الدولة السودانية في أن تكون إطارا يُحقق كرامة الإنسان وتوفير حياة أفضل له، وأصبحت الحدود في داخل السودان تشوبها الصراعات بين هذه الدولة والشعوب المقهورة فيها، لذا خروج الجنوبيين من هذه الدولة يعني التحرر، أنا أساند وأدعم تحرر الإنسان وتحرر الجنوبيين من هذه الدولة، لا يمكن أن تصف ذلك كنزعة انفصالية بسبب "جينات"، لا توجد "جينات" انفصالية في باقان أموم، "الجينات" الموجودة في كامل جسد باقان أموم هي "جينات" إنسانية تسعى لكرامة الإنسان.
*ما زال السؤال قائما، لماذا عُدت انفصاليا "شرسا" ولماذا؟ "أتمنى أن تجيبني بعيداً عن لغة الدبلوماسية"
نعم.. عندما خرجت على الدولة السودانية قبل قيام الحركة الشعبية، كنا تنظيم من الجنوبيين، وصلنا لقناعة بأن الدولة السودان خاصة بعد خيانة اتفاقية أديس أبابا، وتم تقسيم جنوب السودان وتمت مصادرة كل السلطات للاقليم الجنوبي، سلطات الحكم الذاتي في إطار السودان الموحد، وصلنا لقناعة بأن صيغة الحكم الذاتي لجنوب السودان في إطار السودان الموحد هي صيغة فاشلة، وخانتها الدولة السودانية نفسها ونظام نميري، واقتنعنا نتيجة لذلك، خاصة أن الحركة السياسية الجنوبية طالبت بقيام دولتين فدراليتين في بداية عهد الاستقلال في العام 1955م، تم رفض ذلك، رغم توصل القادة السياسيين الجنوبيين مع الساسة الشماليين للتصويت للاستقلال بعد اتخاذ القرار في البرلمان، أولا أن يتم الوضع في الاعتبار مطلب قيام نظام فيدرالي وولايتين في السودان وتم التراجع عن ذلك بعد الاستقلال، توصلنا أن لا خيار بعد رفض الفيدرالية وخيانة الحكم الذاتي في إطار السودان الموحد إلا "الانفصال" لجنوب السودان.
*ما هي الاحتمالات المتوقعة حال تكرار "سيناريو" اتفاق أديس أبابا؟
في أديس أبابا تم تطبيق نظام الحكم الذاتي، تم التراجع عنه ومصادرة سلطات الحكم الذاتي للاقليم الجنوبي، الآن في اتفاقية السلام الشامل النظام القائم هو نظام لا مركزي وشكل العلاقة بين السلطة المركزية وحكومة الجنوب هي علاقة فوق الفيدرالية، وجنوب السودان الآن دولة شبه مستقلة.
*أنا أتحدث عن "سيناريو" تقويض و"تمزيق" الاتفاقية؟
إذا تم تقويض وتمزيق الاتفاقية ولا أرى ذلك مُمكنا الآن ، تمزيق الاتفاقية يعني أن من يمزق الاتفاقية يقرر العودة إلى الحرب، لعدم إمكانية تمزيق الاتفاقية سلميا، وتمزيق الاتفاقية يتم بالتحرك العسكري.
*إذا كان مؤسس الحركة الشعبية د. جون قرنق موجودا الآن هل كان سيركب ظهر "موجة" الانفصاليين الجارفة؟
حقيقة د. جون قرنق والأستاذ علي عثمان محمد طه، وكل القيادات السياسية للحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وكل القوى السياسية السودانية قبلوا احترام خيار شعب جنوب السودان لاعترافهم بحق تقرير المصير، نعم إذا كان جون قرنق موجودا فكان سيحترم الانفصال إذا كان خيارا لشعب جنوب السودان ويقبل له.
*ألا تشعر بوخذ الضمير بشأن الشماليين الذين ناضلوا من أجل السودان الجديد؟
لا أبدا.
*لماذا؟
لأن نضالهم نضال مشترك، ساهمنا كلنا شماليين أو جنوبيين وغيرهم من أجل هذا المشروع ولم نحقق انتصارا لهذا المشروع، بل توصلنا لاتفاق في شكل هدنة تاريخية، تحققت أجزاء من هذا الحُلم في كل السودان، أكثر ما أنجزناه هو إتاحة درجة كبيرة من الحُريات في كل السودان، أنجزنا كذلك حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان، هذا إنجاز لكل السودانيين الذين ناضلوا من أجل الديموقراطية والسودان الجديد، وحقوق المُهمشين.
*لكن نضالكم المُشترك كان لرؤية وهدف واحد ألا وهو تحقيق سوادن جديد على أسس جديدة يسع كل السودانيين لكنكم فشلتم؟
هذا صحيح، لكن في إطار نضالنا سعينا في إحداث تغيير جذري في فهم الدولة السودانية، وبناء سودان جديد، وكذلك ناضلنا من أجل حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان ليمارس حقه حتى للتصويت لخيار الانفصال، السودانيون الجدد ليست لديهم مشكلة مع انفصال جنوب السودان حتى الشماليين وغيرهم، حقيقة لا يوجد أحد من القوى السياسية يُعارض حق تقرير المصير للجنوبيين.
*نعم لا يعارضون تقرير المصير للجنوبيين لكنهم يعارضون "انحسار" مشروع الحركة الشعبية القومي الذي رسمته لنفسها منذ العام 1983م؟
الحركة الشعبية لم تنحسر، الحركة موجودة في كل السودان، تمددت منذ العام 2005م إلى الآن في كل الشمال والجنوب.
*لكنها في التاسع من يناير ستكون في إطار ضيق؟
أنت مُخطئ، لترى الحركة الشعبية وكأنها قطاع الجنوب فقط، الحركة الشعبية في الشمال، إذا انفصل الجنوب ستجد الحركة الشعبية نفسها في دولتين، في الشمال والجنوب.
*هل تعتقد أن المؤتمر الوطني سيسمح لكم بوجود حركة شعبية في الشمال حال انفصال الجنوب؟
المؤتمر الوطني ليس من يُعطي الحقوق، من حق أي مواطن أو عدد من المواطنين الحق في تكوين حزب أو الانتماء لأي حزب، يوجد ما لايقل عن (5) مليون عضو في شمال السودان.
*لكن السودان سيصبح دولتين في الشمال والجنوب؟
الحركة الشعبية ستكون موجودة في الدولتين، يوجد حزب العمل في بريطانيا، وحزب العمل في النرويج.
*هل يمكنكم تكوين حزب في كينيا مثلا؟
كيف نُنشئ حزب في كينيا؟
*ملثما أردتم تشكيل حزب في الشمال الذي سيصبح دولة قائمة بذاتها أليس حديثي صحيحا؟
نعم الشمال سيصبح دولة قائمة بذاتها، لكن وجود حزب العمل في بريطانيا هل منع النرويجيين من تنظيم أنفسهم في حزب عمل في النرويج.
*هل يحق للجنوبيين إنشاء حزب في كينيا أو يوغندا مثلا؟
لا يحق لهم.
*لماذا يحق إذاً لهم إنشاء حزب في الشمال؟
هل أنت تتحدث عن الجنوبيين؟
*أنا لا أتحدث عن الجنوبيين وإنما أتحدث عن منسوبي الحركة الشعبية؟
الشماليين داخل الحركة الشعبية من حقهم تكوين حزب.
*هل الشماليين داخل الحركة لوحدهم دون إشراك أي من العناصر الأخرى؟
*ألا تتفق معي بأن قطاع الشمال يضم الشماليين؟
لا.. قطاع الشمال "خليط" من كل أبناء السودان وليس من الشمال فقط.
*"خليط من شنو؟"
*"خليط" من الشماليين والجنوبيين وغيرهم وهو قطاع "لحم رأس" وليس حصرا على الشماليين فقط أليس كذلك؟
ضحك.. وقال: "زي السودان". و"زي الشمال"، إذا اختار الجنوبيين الانفصال فإن الحركة الشعبية ستجد نفسها في دوليتن وستطبع أوضاعها لتكون حزب في دولتين، من الممكن أن يكون المنبر واحد وكذلك الأفكار مثل الحركة الإسلامية موجودة في أكثر من دولة.
 

 

آراء