مقترح دستور السودان الدائم – الحلقة الأولى .. إعداد: محمود عثمان رزق
محمود عثمان رزق
16 July, 2013
16 July, 2013
morizig@hotmail.com
مقدمة:
لقد قمت بإعداد هذا المقترح الدستوري وضمنته كتابي الذي أسميته "الدستور الدائم: مقترح ومفاهيم" والكتاب ينقسم لقسمين أحدهما يتناول المفاهيم والمبادئ التي تبنى عليها الدساتير عادة، والقسم الآخر تطبيق عملي لتلك المفاهيم وتحويلها لنصوص دستورية، وبتوفيق الله قد أدخلت بعض المفاهيم الجديدة التي لم يكن لها وجود من قبل في الدساتير عامة، والمقترح عبارة عن تصوريالخاص كمواطن سودانيله خلفية أكاديمية وتجارب في هذا الشأن ومهتم بالفكر عموما والشأن السياسي السودانيخاصة من غير انتماء لحزب أو جماعة كما أنه لميتولي أيّ منصب حكومي في عمره كله ولا يرغب في ذلك أيضا. والمقترح مقسم لأربعة عشر باباهيالآتي:
الديباجة
الباب الأول : ثوابت وأركان الدستور
الباب الثاني: طبيعة وتركيبة الدولة
الباب الثالث: الحريات والحرمات وحقوق وواجبات الإنسان
الباب الرابع : تكوين السلطة التنفيذية
الباب الخامس: تكوين السلطة التشريعية
الباب السادس : تكوين السلطة القضائية والنيابة العامة
الباب السابع : النظام الاتحادي اللامركزي
الباب الثامن : القوات النظامية
الباب التاسع : الخدمة المدنية والهيئات والدوواين العامة
الباب العاشر : المال والإقتصاد
الباب الحادي عشر : الإحصاء والإنتخابات والإستفتاء العام
الباب الثاني عشر : حالة الطوارئ وإعلان الحرب
الباب الثالث عشر : أحكام دستورية عامة
الباب الرابع عشر : تعديل الدستور
***********
ديباجة الدستور
نحن شعب السودان نؤمن بالله ربا وإلها واحدا له الأسماء الحسنى، عليه نتوكلوهو واهب الحياةوالحرية، وشارع الهدى للبشرية كلها وخالق كل شيء وخالق كل شعوب الأرض إخوانا في الإنسانية، وعلي هذا الهدى الرباني قد وضعنا لأنفسنا هذا الدستور عهدا بيننا لتنظيم حياتنا العامة في سوداننا الحبيب.
ونحن كمؤمنين نقرّ بأن السيادة و الحاكمية العامة والعليا والمطلقة هي لله الواحد الأحد الذي أمر وحثّ على التمسك بقيم العدل والحرية والمساواة والمحبة والسلام والإخاء والشورى. و نقرّ أيضا أن السيادة والحاكمية الصغرى هي للشعوب خاصة تمارسها إنزالا لقيم السماء العادلة على الأرض عبادة لله وشكرا له، كما تمارسها أيضا حملاً للأمانة وعمارة للأوطان ومواكبة للعلم وتطور الزمان ورقى وتطور الإنسان. وعلى ذلك نعلن للعالم أجمع أننا– شعب السودان- قد اعتمدنا عن رضا منا هذا الدستور قانوناًأعلى تُحكم به جمهورية السودان حكما دائما آمنا، وكما اعتمدناه ورضينا به نتعهد باحترامه وحمايته ومراجعته وتعديله حسب مقتضيات الظروف وتطور الزمان وفقا للنصوص والشروط والأحكام التي يتضمنها الدستور في بابه الرابع عشر الذي يحددكيفية التعديل.
ملا حظات حول الديباجة:
ديباجة أي دستور هي جزء منه وفي العادة تكون فقرة قصيرة مرنة الصياغة تكون بمثابة البوصلة التي تحدد الإتجاه الروحي والأخلاقي والمرجعي والمعرفي للأمة. وبما أننا أمة مؤمنة نتكون من غالبية إبراهيمية فلا عجب ولا وجل من أن نشير لإيماننا بخالقنا في ديباجة دستورناحتى نتذكر أن لنا حكم ومراقب أعلى على أفعالنا وأقوالنا فإن نجونا بمظالمنا من قوانين الدنيا ودساتيرها فلن ننجو من الله في اليوم الآخر، ولعلّ هذا التذكرة تتفق مع المعتقد الشعبي العام في مفهوم الجزاء الذي يشمل عالم الشهادة ويمتد لعالم الغيب. كما أن هذه الديباجة أشارت لعدة مفاهيم أخرى هي الآتي:
1- الإخاء الإنساني
2- العدل
3- المساواة
4- المحبة
5- السلام
6- الشورى و الديمقراطية
7- حاكمية الشعب
8- سيادة الشعب
9- إعمار الوطن
10- الأمن
11- مواكبة تطور العلم والزمان
12- مواكبة تطور الإنسان
13- رضا الشعب عن الدستور (عن طريق الإستفتاء طبع)
14- إمكانية تعديل الدستور (وفقا للدستور نفسه)
15- أن الشعب هو حارس الدستور الأساسي
وهكذا في فقرة قصيرة جمعنا معانٍ كثيرة جعلناها فى مقدمة الدستور لتسير باقي النصوص في ظلها وتفصل عليها.