مقتل مواطن امريكي اسود ازهقت روحة علي الهواء مباشرة
ليس بعيدا عن السياسة ولكن من قلبها
شهدت مدينة مينيابولس بولاية مينيسوتا الامريكية ماساة انسانية ومقتل رجل اسود علي يد الشرطة في حادثة درامية اصبحت حديث العالم كله خلال ساعات معدودة بسبب بشاعة المشهد والطريقة الهمجية التي تم التعامل بها مع الرجل المكتوف الايدي والعاجز عن القيام باي رد فعل علي الشرطة في ظل سيطرتهم التامة عليه .
هل يكون كل ماحدث مجرد مخالفة وانتهاك للحقوق المدنية عندما يتم تجاهل شخص يتوسل للشرطة لكي تمنحه مجرد فرصة للتنفس بينما شهود العيان في مسرح الحادثة يشاركون الضحية ويتوسلون بدورهم للشرطة لكي تمنح الرجل فرصة للتنفس وينبهون الشرطة في حديثهم المسجل الذي تحول الي وثيقة دامغة الي ان انفاس الرجل اصبحت تتوقف تدريجيا و انه لم يعد يمثل خطر محتمل وانه لايستطيع الحركة و المقاومة ولكن تم تجاهلهم حتي خمدت انفاس الضحية امام انظار العالم كله بعد ان قام احد الشهود بتوثيق العملية لحظة بلحظة في شريط فيديو و مشاهد حية تستدعي بدورها كل الفظائع التي ارتكبت خلال تاريخ الرق و العبودية والتفرقة العنصرية المظلم الطويل.
ماحدث للمواطن الامريكي الاسود ليست مجرد حادثة فردية لكنه تصرف نابع من ثقافة الاستعلاء والعقلية العنصرية والشعوبية السائدة في بلد يفترض انها راعية للحريات وحقوق الانسان ومدافعة عن الكرامة للانسانية.
يختلف الامر كثيرا عندما يحدث ذلك في بلد مثل الولايات المتحدة الامريكية ظلت تقدم نفسها للعالم كبلد راعية لحرية وحقوق الانسان والديمقراطية والحقوق المدنية في عالمنا المعاصر بينما الملايين في كل انحاء العالم شاهدوا من قبل الفظائع الغير مسبوقة التي ارتكبت في سجن ابوغريب العراقي وكيف تم التفنن في الانتقام والاستمتاع واظهار الفرحة والسعادة بتعذيب البشر والتنكيل بهم واذدراء الكرامة الانسانية في مواجهة بعض المدنيين العزل المجردين من الحول والقوة.
واليوم يشاهد العالم كله انسان مكتوف الايدي وهو يتوسل للشرطي الامريكي الذي من المفترض انه مدرب علي التعامل بمهنية مع الشخص المجرم اي مجرم عندما يكون تحت قبضته خاصة عندما يكون رجل الشرطة مسلح بكل الوسائل الوقائية و القانونية التي تتيح له السيطرة علي الشخص المطلوب اعتقالة وكيفية الدفاع عن النفس لوقف التعدي وردود فعل الشخص المطلوب القبض عليه ولكن ماجري في العلن لهذا الموطن " الاسود الهوية " امر مختلف وتفاصيلة متاحة لكل الناس في العالم واهل الاختصاص في الشرطة ورجال القانون والصحافة والاعلام وخبراء حقوق الانسان وهم يستمعون لشهود العيان وهم يتوسلون بدورهم لرجل الشرطة لكي يزيح ركبتة عن رقبة المواطن الاسود لكي يتمكن من التنفس ويشرب جرعة ماء ولكن تم تجاهل استغاثة الضحية وصيحات شهود العيان وهم يتوسلون للشرطة حتي لفظ الرجل انفاسة الاخيرة واصبح جثة هامدة.
ياتري كيف كانت ستكون ردود الفعل الامريكية الرسمية اذا وقعت مثل هذه الحادثة في اي بلد اخر من بلاد العالم والمعمورة .