ملاحظات عن موت التسوية والتسونجية بالإختناق الثوري .. بقلم / عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
21 October, 2022

 

كبسولة: (1)
أحزاب قحت : فرضاً لو نجحتم في التسوية الثنائية المفضوحة التي كحلتوها فعميتموها بدعوة من طرفكم إلى مواكب 21-25 أكتوبر السلمية .
أحزاب قحت : فرضاً لو نجحتم في التسوية الثنائية المفضوحة هل سوف تنجحون في وقف حملات طرفكم الآخر العسكريتاري القمعية .
كبسولة : (2)
الشيخ أمين حسن عمر: يطالب بالتحقيق في سقوط دولته السُنية .
الولي الفقيه خامينئ: يطالب بالتحقيق غداَ في سقوط دولته الشيعية .
( الإجابة لأن الثورات تندلع ضد عقليتكم النازيوإسلاموية إرهابية ) .
***
الملاحظة الأولى : السؤال الذي يطرأ على الذهن بعد مؤتمر الحرية والتغيير الأخير ، أو بالتحديد مؤتمر الأحزاب الأربعة ، حزب الأمة ، المؤتمر السوداني ، حزب البعث ، الحركة الشعبية الجناح الديمقراطي الثوري (دون "طويلة " لأنها في حقيقتها هي أحزاب ، وليست الحرية ولا التغيير الأصل ، هو تحالف جاري البحث له عن مسمى مناسب ، وكفى الله المؤمنين شر القتال) ، لاحظنا قبل الإجتماع الذي أعقبه المؤتمر الصحفي الذي جاء شارحاً وموضحاً لتفاصيله ، حيث صدر تصريحين ، أحدهما من حزب البعث ، وثانيهما من الاستاذ / ياسر عرمان بوصفه الأمين العام للحركة ، يرفضان أية تسوية لا تشمل كل قوى الثورة ، وحددا بالاسم ، قوى لجان المقاومة وقوى الثورة الحية ، ولكنا فوجئنا ، بالتئام الجمع بكاملهم ، مباركين لنجاح الإجتماع ومؤيدين لكل بنوده ، رغم أنه ينقصه ، أهم مطاليب الثورة وهي: -
-الإعلان الصريح باسقاط الإنقلاب ، ومحاسبة فاعليه ومؤيديه وداعميه والهافة قلوبهم المريضة إلي نعمه وعطاياه .
-عدم الإفلات لأي كان من العقاب على الجرائم المرتكبة ، في حق الشهداء ، أينما وكيف ومن ومتى "قتلوا-استشهدوا" ، والتي لا تسقط بالتقادم ، واهمها ما قبل سقوط النظام البائد ، منذ طلته . فجر صبح مظلم ، بغير طبيعته وطبعه ، ومابعد سقوطه الداوي ، وحضور امتداده بعد إنقلاب 11/4م . وعلى راسها وفي مقدمتها ، جريمة فض الإعتصام ، وجرائم ما بعد إنقلاب اكتوبر 25م بمئات قتلاه وآلاف جرحاه ومفقوديه .
- تجنب ذكر مصير الدعم السريع ، أمواله وشركاته وذهبه وبالواضح الفاضح لم يرد سيرة للدمج أو التسريح أو الحل أو الطرد ، لمن هو ليس من أهل البلاد وساكنوها متى ثبت ذلك بالقانون .
- التهرب من التصريح وبصريح العبارة ، عن مصير اتفاقية سلام جوبا والمطلب المؤكد بالغائها لا تعديلها أو تحسينها ، لما تسببت فيه من حروب ، فاقت ما خاضوه في سابقتهم من كفاح مسلح تنكروا له .
- ما يمنع لجان المقاومة وقوى الثورة الحية من رفض هذه التسوية المفضوحة ، ونقلها إلى عداد المقبورين ، أنها ستضم الأحزاب التي وقعت على وثيقة اللجنة التسييرية للمحامين فاقدة الشرعية ، تلك الأحزاب التي شاركت النظام البائد حكمه حتى لحظة لفظه لأنفاسه الأخيرة .
- وغيرها وغيرها من المطالب التي سكتت عنها بنود التسوية الملفوظة .

الملاحظة الثانية : ما يثير التساؤل الآن ، والموجه للحزبين ، البعث وتيار الديمقراطية الثورية ، اللذين أعلنا أنهما لن يقبلا التسوية الجارية إلا بشرطهما الذي أعلناه في تصريحيهما ، وهو اشراك لجان المقاومة وقوى الثورة الحية ، في كل خطواتهم اللاحقة ، وإن كنا نتساءل من أعطاهما الحق لفرض قيادتهم أصلاً للثورة أربعتهم ، والأصل أن يتبعا هم خطى لجان المقاومة لا العكس . تواضعوا ياهؤلاء وأعطوا الخبز لخبازه ، ومن هنا حق لنا أن نعود ونسأل قيادات الحزبين بتصريحاتهم الحماسية ، ألم يلاحظا القصور فيما ذكرناه أعلاه من نواقص مطلوبات الثورة ، وبجانبها إبعاد أهم وأول شرطهما الأساسي للتوقيع على مخرجات بنود التسوية ، وهو إشراك لجان المقاومة وقوى الثورة الحية ، التي شاركت في الثورة .
تعالوا لنرى كيف تم إبعادهم ، لجان المقاومة وقوى الثورة الحية، وليس اشراكهم كما طالب الحزبين أصحاب التصريحين ، ففي كل بند من بنود التسوية التي تمت إجازتها حين ينتهي البند ، يضعون له العائق الأكبر لإبعاد لجان المقاومة وقوى الثورة الحية عن التوقيع ، حيث قيدوه بعبارة (من الموقعين عليه ) كما القوانين التى يسطرها أي دكتاتور حين يقيد المباح "بالقانون" خارج دستوره الإستبدادي المتاح ، وهم يعرفون مسبقاً ، أن لجان المقاومة وقوى الثورة الحية لن توقع عليه ، بكل نواقصه التي لا تلبي مطالب ثورة ديسمبر ، وشعارها الجامع والواسع والماتع للثائر أي ثائر ولكل ثائر ، في الداخل أو الخارج ، حرية سلام وعدالة ، مما يشير أن دعوتهم للمشاركة ، والتوقيع على التسوية ، دعوة مراكبية "ساكت" لاغير ، وفي أحسن الأحوال كما يقول أخواننا المصريين على طريقة "تنام عندنا واللا في اللوكاندة احسن" ، فما الذي جعل حزب البعث وياسر عرمان يوافقان على الذهاب في ركب التسوية المكشوفة ، هل هو الخوف من مغبة الإنشقاق ، أم حذراً من مضرته وأضراره عليهم ، وهم قاب قوسين أو أدنى من كراسي السلطة ، أم تاجيل رفض التسوية إلى محطة أخرى ، حين يحين اليوم الأسود ، كما تقول تلك النكتة الخارجة ، والخنجر المعلق على ضراع بطلها ، والمؤجل استخدامه حين يجئ اليوم الموعود والأخطر !! ( ونعتذر لمن لم تمر عليه النكتة مرور الكرام أعزكم الله) ، وهو أسوأها سوءاً ، كما الإغتصاب لصاحبه ، وللتسوية المفضوحة لأصحابها ، ولن يأتي يوم بعده أسوأ لها ، تلك الأحزاب الأربعة في تاريخها ، الآني الحاضر والقادم في المستقبل .

والملاحظة الثالثة ، هي التهديد للمكون المقابل ، العسكري وتوابعه ، وللضغط عليه لإكمال التسوية المنقوصة ، فهم على علم تام ، بقدرته على المراوغة والتلاعب بهم متى أراد ، وهم ليس بيدهم سلاح يهددونه به ، سوى قرارهم الأجوف بالتصعيد . المدهش والمحير ، أن التصعيد الذي يعنونه لا يملكونه ، فالتصعيد ، لمن يملكه ، وهو الشارع الذي تقوده لجان المقاومة وقوى الثورة الحية ، فهي كمن يعطي ما لا تملك ، لمن لا يستحق من العسكر . فمن يملكون حقيقة قد غادروها ، فارقوها يوم خانوها بل غدروها ، وأصبح لكل دربه ومساره ، بتسويتهم المرفوضة من جميع فئات الشعب الراغبة في التغيير الجذري لسودان جديد . سودان الحرية والسلام والعدالة ، وسيكون التصعيد الحق وحقيقي والسلمي ، بداية من 21 - 25 اكتوبر يتبعه الإضراب السياسي العام المجرب ، والعصيان المدني ، الشارفة طلائعه ، بروفة ناضجة ، داخل أزقة وجنبات المدن ، باضراباتها المهنية المطلبية ، وحتى اسواقها التجارية ، لحين الإضراب السباسي العام والشامل بعصيانه المدني المتمدد ، إلى يوم سقوط النظام . حتى لو امتد التصعيد سنين عددا ، فالثورات تسقط بالسلمية ، أما سقوطه بالسلاح ، نتيجته الوخيمة ، دائما ما يطل في فجرها ظالم ، ويأتي الشرير الأضل والأشر من سابقه ، فلا أحد يريد أو يدعوا لإسقاط النظام بالسلاح ، أليس كذلك يادعاة تثبيط الهمم ، أم فقط الغرض الضرب تحت الحزام ، والغرض مرض لتضخيم الذات ، لو تعلمون يا هؤلاء ثمنه غالي .

والثورة مستمرة والردة مستحيلة والشعب أقوى وأبقى والثورة منتصرة ، شاء من شاء وأبى من أبى ،

omeralhiwaig441@gmail.com

 

آراء