ملحمة شيكان

 


 

 

The Epic of Shaykan
ملحمة شيكان
نوفمبر شهر الثورات حيث انتصر الإمام المهدي على قوي الطغيان الأجنبي في شيكان في ٥ نوفمبر ١٨٨٣ في معركة يقال انها اقصر معركة في تاريخ البشرية حبث آباد السودانيون جيشا كاملا عدة وعتادا ورجالا في زمن وجيز. ونحن في نوفمبر ٢٠٢١ عزلا الا من سلاح الإيمان نواجه الطغاة من بني جلدتنا وقد سامونا العذاب... لكن سننتصر.
التحية للشرفاء في كل مكان والويل للبغاة الطغاة

ملحمة شيكان
شعر د. أحمد جمعة صديق

I
في الخامس من نوفمبر
الف مضى وثمان مائة من السنين
ثم ثمانون وثلاث جاءت بعد حين
خضنا أعظم حرب سطرها التاريخ
في قرن مضى من الزمان
هزمنا الغازي على يدي المهدي
رضي الله عنه وعن اصحابه الشجعان

II
تحت شجرة التبلدي، فارعة الاغصان
نصب المهدي خيمته على الميدان
وتوافدت قبائل العربان،
من بوادي وقري السودان
وبايعوا المهدي اسطورة الزمان
بوركت وصحبة الحيران

III
تحت الشجرة،
جلس المهدي محفوف باركان حربه
أبو قرجه عن شماله
وحمدان أبو عنجه عن يمينه
هو الذي حرم العدو النوم في مساره
طول الطريق من الدويم إلى شيكان
في ربوع كردفان
وكان هناك أيضًا يعقوب صاحب الراية الزرقاء
وود النجومي ذو الراية الحمراء
وهناك أيضًا سوار الدهب وإلياس أم برير
وهناك بشير عجب الدور،
كلهم كانوا في الحرب وكلهم مسرور
وفي الفريق كان هناك موسى ود حلو
ذو الراية الخضراء مع رجاله, كلهم قد وصلوا
وقدموا لقائدهم تحية الولاء
وتقدموا برجالهم نحو كتيبة الأعداء
ولعل الأمر قد يكون بعد ساعة
وكانوا مثل الأسود في افريقيا،
في قمة الشجاعة
سيخوضوا الحرب ويقدموا للقائد الميمون
فروض والولاء، فروض الطاعة

IV
كان الإمام محاطًا بكتيبة الفرسان
مئات من الرجال مسلحين
بعصي الابنوس و (الكرسان)
وبعض السيوف والرماح
هزموا جبروت الإمبراطورية
في معركة لم تشهدها جميع البشرية
دُفِنَ الهيكس ورجاله في الفلاة والبرية
حيث احتفت بهم الهوام والديدان
بقرب الشجرة،
في كثبان كردفان في شيكان

V
وتحت الشجرة،
وقف المهدي،قويًا مثل الشجرة
وقف المهدي مع آلاف الرجال
في هيئة الأسود
كانوا كقلب رجل وحيد
يواجهون زمرة الجنود
جاؤا بلادنا وعبروا الحدود
دون اسىئذان،
ليقاتلوننا في ارضنا السودان

VI
ثم صاح الإمام الأكبر:
الله أكبر،
الله أكبر،
الله أكبر،
وردد الأنصار معه النداء
الله اكبر طالت قبة السماء
ثم شرعوا في الصلاة
وقال امامهم آمين،
ثم صاحوا خلفه مرددين
امين امين يا رب العالمين
ثم دوت الصافرة
واعلن الامام الحرب على الوفود الكافرة
بصوت يشبه الهدير
ياتي بالنصر للسودان ويحقق المصير

VII
بتلك الصافرة أعلن الإمام الحرب
ونبه رجاله:أيها الرجال
'إذا فقط تأخرت لتلبس النعال
'ستفوتك أعظم العروض في القتال
'ولن تنال شرف قتالك الأعداء
'سنهلكهم الى الابد
'ولن نوفر منهمو أحد.

VIII
ثم في خمس عشرة دقيقة،
انتهت العروض
على كثبان كردفان في شيكان
ضد القوة المصرية وهكس باشا
وبعض الأوروبيين
و حفنة من المرتزقين من السودان
انتصر الإمام المهدي القائد الرباني

IX
جاءوا آلاف من الرجال
من جميع قبائل السودان
جاؤوا إلى شيكان
من الغرب جاؤوا
من الجنوب جاؤوا
من الشمال جاؤوا
من الشرق جاؤوا
جميعهم تنادوا لكردفان
إلى المهدي في شيكان

X
كان الإمام تحت الشجرة وهيئة الأركان
هبوا إلى العدو يتسابقون
افواج من الشجعان
تحملهم عقيدة الايمان
وحب يجري في الشريان
من اجل الوطن السودان

XI
وكانت الله أكبر تملأ البرية
في كل أنحاء البلاد تنادي الناس للحرية
عبر الجبال والبحار انطلقت الصرخة القوية
من شيكان إلى لندن،
من حلفا إلى أسوان
وحين اقبل الاوان
هبت فصائل الفرسان
بالعصي والسيوف والرماح وقوة الايمان
هزموا إمبراطورية الغرور والشرور
وكسروا المربع المشهور

XII
فقط بالسيوف والرماح
هاجموا،عيونهم مليئة بالدموع والافراح
هاجموا الغزاة في غير بطئ او توان
هزموا العدو وكسروا المربع البريطاني

XIII
ضربوا العدو من اليمين واليسار
نبتوا كالأشباح من باطن التراب
بدون صوت كأنهم سراب
ونزلوا من الأشجار كالمطر
انقضوا على هيكس ولم يتركوا اثر
في خمس عشرة دقيقة
وكانت هي الحيقة
كانوا قد فرغوا من عدوهم في شيكان
في ربوع كردفان

XIV
وكما روت جميع كتب التاريخ فصول هذه الرواية
في خمس عشرة دقيقة وكانت تلك هي الحقية
اختفى عشرة آلاف من الرجال بالسلاح مدججين
في معركة لم يشهدها التاريخ من سنين
بمدافعهم الثقيلة جاؤا وبالمشاة سادرين
لكنهم ذهبوا في عداد الغابرين
غير ماسوف عليهم
قبروا في كثبان الرمال في شيكان
في ربوع كردفان

XV
كان العدو ثمانية آلاف جندى مصري مدربين
وألف من الباشبزق بالذخيرة مدججين
ومائة جندي من القبائل،في معية المهاجمين
وألفي مرافق وخمسين يومًا من الطعام
وحمولة هائلة من الحقائب على الحمير والبغال
وقافلة من خمسة آلاف من الجمال
كان للجيش مدافع يرمي بها الجبال
وأربع مدافع كروب وست من الراجمات
ولكن في خمس عشرة دقيقة
وكانت هي الحقيقة
كلهم ذهبوا بعزيمة الشجعان
ودفنوا في كثبان كردفان في شيكان

XVI
فعلها الدروايش
بعرض قدمه الرجال
كان العدو نفسه، شاهدًا في الحال
أن رجالنا الشجعان حول المهدي
أرسلوا الباشا وجيشه المحتل والمحتال
إلى مذبلة التاريخ
في كثبان كردفان في شيكان

XVII
هيكس، رغم أنك كنت مدربا وضابطا شجاع
لكن رجالنا الشجعان كانوا كالاسود والضباع
مسلحين بالايمان والقرآن
فانتصروا على رفقة الشيطان
في شيكان في ربوع كردفان

XVIII
لم يكن ذنبك ان تكون في ذلك المكان
وفي ذلك الزمان
اذ لم يخبروك من ارسلوك الى السودان
عن فتية هم الاسود في القتال والبيان
فلا غرو ان هزموك في ربوع كردفان
في ربي شيكان
XIX
ما الذي رمي بك في هذه الفيافي
هل كنت قد دُعِيتَ إلى حفلة الزفاف؟
في كردفان
ام هو عهد قطعته لرفيقة الصبا في ليلة الزفاف؟
ان تكون الزفة في شيكان
جئت تحمل نفخة الساكسون وخيلاء الانجليز
لكن ما دريت كبرياء الدرويش وكم هو عزيز
قبضت الرشوة تحارب عن الباشوات
في ديار لم تكن لكم وعدتم بالفتات
لكنك تعلمت الدرس من قبائل السودان
من الشجعان في ربوع كردفان

XX
يا هيكس، كنت جنرالًا كثير الفخر!
ماذا كنت تقول لرجالك في الظهر وقبل الفجر
'أنك ستوقف السماء إذا سقطت بسنك البندقية
'وأن اهتزت الارض ثبتها بالبوت العسكرية
لكن في خمسة عشرة دقيقة
وكانت هي الحقيقة
تبخر الجيش وكأنه سراب
من تراب عاد الى تراب
بواسطة الشجعان
في شيكان في روع كردفان

XXI
نعترف أنك كنت في غاية الشجاعة والجسارة
ومدربًا وتملك الكثير من الشطارة والمهارة
في قيادة الجيوش من بلاد الهند الى بلاد الصين
ثم اتوا بك الى السودان
لكن رجالنا الشجعان بقوة الايمان والقرآن
قد قوضوا براعة الشيطان
في سهول كردفان
في شيكان

XXII
أيها الهكس،
قاتلت من أجل المجد والشهرة والطموح
وورجالنا قاتلوا من اجل اوطانهم بالروح
فالاوطان فداؤها الرجال والمال وفداؤها بالروح
فجادوا بها عزيزة و هو خير الجود
فداءا لوطن الاحفاد والجدود
فدفنوا الغزاة في شيكان
في رمال كردفان

XXIII
اتى الجيش المصري في السودان
كان يظنها نزهة في ربوع كردفان
جاءوا غزاة فباؤا بالهزيمة والخسران
ابادهم فرساننا على الكثبان في شيكان
ليمجد التاريخ هذا الجيل من الفرسان
بالعصى والرماح والسيف قد هزموا الطغيان
وعلموا الغزاة درسا على مدي الازمان
في شيكان في ربوع كردفان
علي يد المهدي وصحبه الكرام
عليه رضى الله وعليهم السلام




aahmedgumaa@yahoo.com

 

آراء