مليت ثواني الانتظار

 


 

 

يوسف عيسى عبدالكريم

وجع الانتظار... ثم ماذا بعد
الكل ينتظر... ويراقب وقد أعياه الانتظار
النازحون ينتظرون
المغتربون ينتظرون
الطلاب ينتظرون
الأساتذة ينتظرون
المرضى ينتظرون
جميع السودانيين
يرجون ويتمنون ولسان حالهم يقول
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
فماذا عسى أن يكون حال غد
لقد فقدنا الرغبة في الكتابة
أصبحنا حين تداهمنا الرغبة في الكتابة نتساءل... لماذا نكتب ولمن... هل لممارسة الترف الفكري فقط إذا فنحن في غنى عن ذلك.
فيا من أخذتكم العزة بالإثم نسألكم بحرمة الدماء أوقفوا هذا القتال واسكتوا هذه الحرب... لقد سئم الجميع أصوات الرصاص ودوي القنابل وأزيز الطائرات.
ألا يستحق شهر رمضان منا أن نستقبله بقلوب صافية وأيد بيضاء ناصعة لا يلطخها الدم
ألا يستحق شهر رمضان أن يدخل علينا ويجدنا في سلام وحب و وئام.
تذكروا جيدا أن السلام لا يصنعه إلا الشجعان... وإن الحرب لا يختارها إلا المتعطشون الدماء...
يقولون إن ليل الثورة قصير ولكن مجدها يبقى إلى الأبد
وكذلك هي الحرب فإن توقيت اتخاذ قرارها قد يبدو للجنرالات قصيرا ولكن لعنتها تظل إلى الأبد.
في بلادي عندما يكبر الجنود الصغار يتحولون إلى جنرالات.
وعندما يضيق بهم الحال يصنعون حربا ضروسا تقضي على الأخضر واليابس ثم يعقدون اتفاقية سلام ويخلعون البزة العسكرية ويترشحون للانتخابات
وعندما يفوزون... يخرجون البزة العسكرية ويلبسونها مرة أخرى
يتحولون إلى دكتاتوريين يحكمون عقودا بالإرهاب ويحلمون بأن يورثوا الحكم لأبنائهم...
وفي غمرة حلمهم يفيقون على صوت الجماهير وهي تثور مطالبة برحيلهم... فيهربون... وتعود السلطة للشعب... ولكن سرعان ما تبدأ قصة جديدة في مكان ما.
فهل الحكمة تقتضي أن يتنحى البرهان وحميدتي عن المشهد و يفسحوا الطريق للأمل القادم

يوسف عيسى عبدالكريم

yousufeissa79@gmail.com
/////////////////

 

 

آراء