د. عمرو محمد عباس محجوب
عقدت الجلسة الثالثة للنقاش بعنوان عريض حول التساؤل عن اعتبار الحركة الإسلامية بكافة تياراتها جزءاً من القوى المدنية وكيف تتم،إذا تم قبولها، في سياقات معلومة للجميع وضمنها التنظيم الإسلامي الأكبر والأوسع تاثيراً من “الكيزان” وخلفهم ميراث ثقيل من الأخطاء والجرائم والنهب وتفكيك الدولة وغيرها.
كان هناك اتفاق اولي ان كافة القوى السياسية ارتكبت اخطاء متنوعة كماً وكيفاً أدت لما نحن عليه حاليا، فكل التيارات انشأت امتدادات تنظيمية داخل الجيش وكلها نظمت انقلابات شاركت فيها بفعالية، وحكمت البلاد بدون رؤية واستغلت السلطة لبناء الثروة لمؤيديها وغير ذلك مما كتب عنه المؤلفين السودانيين. ادى هذا الاتفاق ان الجميع رفضوا بشكل واضح اي إقصاء لأي تيار شعبي موجود في المجتمع السوداني باي دعاوي.
لكن دار نقاش كثيف ومركز حول تنظيم الاخوان(مع تعدد اسمائهم) خاصة المؤتمر الوطني وذلك لانه إقصائي ولايعترف بالآخرين ورغم وجود تيارات متشددة اكثر منه فهو اذى الناس والمجتمع بشكل كبير، وتمسك بالإقصاء، اى الحرية لهم وليس لسواهم. كما تم التطرق للإشكالات البنيوية في تنظيم الكيزان وأكثرها هماً على القلب محاولته بناء وطن على مقاسهم، والتوسل لذلك بالإفساد والسرقة والنهب والقمع والجرائم العديدة والمتعددة طوال فترة حكمهم.
كقراءة للوقائع الحالية فان الماثل أمامنا أننا كررنا اخطائنا جميعا كفضاء سياسي وما نلوم به الإسلاميين هو نفس اللوم على الآخرين، ربما اقل حدة لأنهم تسيدوا اطول. لا تستطيع إقصاء الإسلاميين من المشهد السياسي لكن نحتاج لحل وطني يتم فيه الاتفاق (مع ثبات المحاسبة لهم ولغيرهم من أعداء الوطن الذين اصطفوا مع الغزاة المجرمين في حربنا الحالية) . الاعتبار الأساسي انهم جميعهم سودانيون تتوفر لهم العدالة من المشاركة. والحوار هو الحل حول المشكلة وماذا نريد.
تباينت المواقف حول الاحقية بالحوار وضم الصفوف، إذ بعض الاراء ترى تقدم واخواتها احق وأكثر تجانسا مع المدنية من الحركة الاسلامية. ولم يحسم فيها النقاش لكن المناقشات توصلت ان الحركة الاسلامية تيار مجتمعي متجذر بينما المجموعات المدنية المصطفة مع الغزاة هم جناح محدود الفاعلية داخليا في الوطن، عالية الصوت دوليا.
احد أقوى النقاط التي طرحت، وستقود لمناقشات اشمل، هو طرح ان المجتمع السوداني لايملك مرجعية للعودة اليها، لذلك بدأ المهتمون في البحث عن لحظة تأسيسية ربما تستدعي العودة لمطالب الأمة السودانية واللواء الأبيض او مؤتمر الخريجين او ثورة ديسمبر وصار البعض يعمل لعودة مرجعية قحت كسبيل للعودة للحكم عبر كثير من المنحنيات. المهم أننا لم نتفق حول المرجعية كنقطة لقاء مشترك بين كل الأطراف.
هذه مناقشات حرة تدور بين مثقفين مستقلين ليس غرضها الوصول لخلاصات او استنتاجات نهائية لكن لفتح الحوار حوا الموضوعات المطروحة. في اللقاء القادم سوف نتناول لجان المقاومة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها.
سودانايل أول صحيفة سودانية رقمية تصدر من الخرطوم