مناقشة الأستاذ السقا فيما قاله عن “ختان السنة” … بقلم : محمود عثمان رزق

 


 

 


morizig@hotmail.com
لقد سررت كثيرا لتناول الأستاذ سيد السقا موضوع ختان الإناث تناولا جريئا وجديدا، وذلك لأنّ هذا الموضوع هو أصل فى مشاكل إجتماعية كثيرة منها الطلاق، والفتور الجنسى المبكر بسبب اليأس من إصلاح الوضع بالمنزل، وبسبب الختان الفرعونى خاصة قد فقدنا عددا من الارواح و أصبحت كثير من البيوت فى السودان وغيره كما ذكر الشاعر الذى استشهد به السقا:
حَيَاةٌ لاَ حَيَاةَ بِهَا وَلَكِنْ        بَقِيَّةُ جَزْوَةٍ وَحطامُ عُمْرِ
فنحن كما ذكر الكاتب: " نستحيي كثيرًا من الكلام في هذه الأمور، مما يعود أحيانًا بالضرر الكبير، فلو أن رجلاً يعاني برودًا جنسيًّا عند زوجه، فهو لا يتكلم بذلك، ولا حتى معها هي، وهي لا تقبل ذلك أيضًا".
وعندما نتأمل نتيجة الإستفتاء الذى قامت به "سودانايل" بخصوص هذا الموضوع نجد أن النتيجة تحتم علينا الإستمرار فى مناقشة هذا الموضوع بلطف وأدب من أجل توعية الناس.  فقد أدلى ألف من المثقفين السودانيين بأصواتهم وجاءت أصواتهم كالآتى:
780 (بنسبة 78%) وقفوا ضد الختان إلا لضرورة طبية
140 (بنسبة 14%)  ينادون بختان البنات وفقا لما أسموه بختان السنة
80   (بنسبة 8%)  ينادون بالختان الفرعونى عديل كده!!
وإذا إفترضنا أن الذين صوتوا هم مليون مثقف وظلت النسبة أعلاه ثابتة لم تتغير فستكون النتيجة كالآتى:
780000  ضد الختان إلا لضرورة طبية
140000  مع ما يسمى بختان السنة
80000    مع الختان الفرعونى
وإذا بلغ عدد الأصوات 20 مليونا وظلت النسبة ثابتة فستكون النتيجة كالآتى:
15600000  ضد الختان إلا لضرورة طبية
2800000  مع ما يسمى بختان السنة
1600000  مع الختان الفرعونى
نعم أيها السادة ، مليون وستمائة ألف طفلة سوف يتعرضن للجريمة فى أبشع صورها نهارا جهارا عيانا بيانا بموافقة أهلهن!!!!!!!!!!!!!
و إثنين مليون وثمانمائة وثمانون ألفا سوف يتعرضن للأذى بصورة أخف وعلى مستويات مختلفة تحت ستار الدين نهارا جهارا عيانا بيانا بموافقة أهلهن!!!!!!!!!!!!
ولا شك عندى أن النسبة لن تكون ثابتة إذا تمت عملية تصويت شامل، بل سيأخذ ما يسمى بختان السنة كثيرا من الأصوات وكذلك سترتفع نسبة الداعين للختان الفرعونى.  إذا، الأعداد التى تنادى بالختان هى أكثر مما إفترضنا بكثير ، وهنا تظهر خطورة هذا الموضوع بوضوح وجلاء.
وعندما إستنكرت علىّ زوجتى الخوض فى مثل هذه المواضيع وبهذه الصراحة ، أطلعتها على نتيجة الإستفتاء فذهلت وتأثرت بل تيقنت أن الأمر يحتاج لتغيير وصبر على التغيير.
 والتغيير يأتى من الداخل وليس من الخارج لأنّ الله سبحانه وتعالى قد قطع على نفسه عهدا بأن لا يغير واقع قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وتغيير ما بالنفس يشمل الفهم الصحيح للعقيدة ، ويشمل الإستنباط الفقهى الصحيح، ويشمل الإستعداد النفسى للسيادة والريادة والتغيير، ويشمل ترك الأمر لأهله ممن يحسنون فنونه وعلمه، ويشمل العمل الجماعى ، ويشمل ويشمل....
وبالرغم من ألاستاذ السقا ، قد قارب وسدد وجاء بملاحظة لغوية مهمة، إلا أن المنهج الذى تبناه ليس منهجا علميا لا على المستوى العلمى البحت ولا على المستوى الفقهى ولكنّه مع ذلك كله قد جاء  بمواقف وملاحظات وإقتباسات فى غاية الأهمية . 
فهو قد حدد موقفه بوضوح من الختان الفرعونى وإستنكره قائلا: " فليكن واضحًا ما أعنيه بالختان في هذا البحث، هو الختان السني الشرعي بطريقته الصحيحة، وليس الجريمة النكراء التي تسمى بالختان الفرعوني" واستنكر أيضا التعريف الشائع لختان السنة قائلا: " أن الختان السني يُعرفه بعض شيوخنا المتأخرين - وخصوصًا من مصر – بأنه: أخذُ جزء من البظر، وهذا خطأ فادح، أرجو أن يراجعوه" وهذا التصحيح وتلك المفاصلة بين الختانين محمدة للكاتب وحصر للموضوع أيضا، وفى هذا الإطار حاول أن يأتى بفهم جديد عن طريق إعادة قراءة النص بتأمل وروية، وقد قاده هذا المنهج لملاحظة هامة يقول فيها: " فالحظ مقياس إلى أعلى وليس للأسفل، فكيف يعقل أن يكون في ((أحظى لإناثكن)) تعديل شهوتها إلى أقل، وفي "أحظى" للبعل أن تكون له الفائدة في الأكثر؟!". 
 وليس لدىّ أدنى شك أنّ الرجل قد أصاب وأجاد الفهم وذلك فضل الله يؤتيه من يشاءّ ! و كلمة "أحظى" قد جاءت على وزن "أفعل" وهى صيغة للمبالغة وتظهر فى كلمة "أكبر" و "كبير" و "أكثر" وكثير".  ولكن هذه الملاحظة الجيّدة لا تكفى لإقناع الناس وخاصة أهل الفقه بوجوب ما يسمى ب "ختان السنة"، وذلك لأنّ الوجوب فى الدين يحتاج لديل شرعى لا يتطرق إليه الشك، بينما نجد كل الأحاديث التى تكلمت عن ختان الإناث كلاما مباشرا أحاديثا ضعيفة! وحتى تلك التى ألحقها أخيرا الشيخ ناصر الدين الألبانى بالصحيح لا تكفى لتأسيس رأى ثابت وواضح وقوى فى المسألة.  وإذا سألت لماذا ذلك؟  نقول: لأنّ هذه الأحاديث لو نجت من الضعف لن تنجو من أنّها أحاديث "آحاد" ، وأحاديث الآحاد كما قرر أهل أصول الفقه تفيد العلم ولا تفيد العمل. وإن أفادت العمل فهى لا تفيده على مستوى "الوجوب" وإنما تفيده على مستوى "الإستحباب".   ورحم الله الشيخ محمد الغزالى الذى كان يقول فى ما معناه: جنبوا أحاديث الآحاد عقائد ودماء وأعراض وأموال الناس وأفعلوا بها ما شئتم من بعد ذلك.   ولا شك أن الختان داخل فى مسألة الدماء والأعراض وفقا لمنهج الشيخ الغزالى فى تعامله مع أحاديث الآحاد.  وفى الحقيقة لا يمكن أن تترك مسألة إلحاق أذى جسدى أو نفسى بطفلة مسلمة  للأهواء أو الأراء المبنية على أحاديث الأحاد، ولذلك قال الإمام الأكبر محمود شلتوت بوضوح: " والذى أراه أن حكم الشرع فى الختان لا يخضع لنص منقول ، وإنّما يخضع فى الذكر والأنثى لقاعدة شرعية عامة : وهى أنّ إيلام الحى لا يجوز شرعا إلا لمصالح تعود عليه، وتربو على الألم الذى يلحقه."
فهل يعود ختان الأنثى بفائدة أكبر للأنثى من ألم الختان الجسدى والنفسى؟ وهل هناك إجماع طبى على هذا الموضوع؟
ولو رجعنا لمنهج الأستاذ السقا اللغوى نجد أن صيغة "أحظى" تثبت أن الأنثى إذا كانت غير مختونة فهى محظوظة أيضا!!  والحديث بصيغته هذه وبفهم الأستاذ السقا له يفيد الإستحباب ولا يفيد الوجوب.  بمعنى أنّ من أرادت أن تزداد فى الحظ فعليها بالختان ولو بعد البلوغ والزواج وإلا يكفيها ما هى عليه الآن.  وكذلك إذا أراد الأهل لطفلتهم الصغيرة حياة جنسية أفضل فعليهم بختانها وتهيأتها لذلك وهى طفلة!. هذا إذا قبلنا جدلا بصحة الحديث.
 وطالما أنّ الأمر أمر دين فلا يمكن أن نقبل بنسبة حديث ضعيف لرسول الله (ص) ، ولا يمكن أن نجزم ونبصم على أنّ رسول الله (ص) قال قولا جاء عن طريق رواية الآحاد الصحيحة إلا إذا كان له شاهد من القرآن لا يحتاج لتأويل.  وفى الحقيقة، وجود الشاهد ينفى الحاجة للرواية وفى هذه الحالة تكون رواية الآحاد زيادة خير وبركة.  وبخصوص  ما قاله ابن القيم فى أن الدورانَ يكون مع الحديث حيث دار وأنّه المنهجَ المرتضى، فهو يقصد الأحاديث المتواترة والمشهورة فيما يخص مسائل الوجوب، أما مسائل الإستحباب و الكراهة و غيرها فيمكن أن تبنى على حديث الآحاد. ولذلك عندما ضعّف بعض شيوخنا المعاصرين ومنهم الشيخ الأكبر محمود شلتوت ،والدكتور الشيخ يوسف القرضاوى ، والعوا وغيرهم أحاديث الختان إنّما ضعفوها مرتكزين على علم شرعي قديم وحديث ولم يضعفوها بتأثير من الهالة الإعلامية في محاربة الختان كما ظن الأستاذ السقا.
ثانيا، يجب ألا ننسى أن السنة النبوية جاءت للتبيان لا للتشريع والأوامر التى تصدر من النبى فى إطار شرح وتوضيح التشريعات هى جزء من التشريعات فلذا يجب أن تأخذ مأخذ الوجوب،  فعندما يقول الرسول (ص): "الحج عرفة فمن فاته عرفة فقد فاته الحج" فهذا تبيان يعتبرجزءا من تشريع الحج الوارد فى القرآن الكريم فيجب ألا يكون مكان إجتهاد.
وهكذا جاءت كل التشريعات فى القرآن الكريم بنصوص صريحة  إلا أنها مجملة كما فى تشريع الصلاة الذى جاء صريحا ومجملا فى القرآن، فقامت السنة بتبيان كيفيتها وأوقاتها وأحكامها، وكذلك جاء تشريع الزكاة صريحا ومجملا فقامت السنة بتبيان مقاديرها ومواصفاتها، وجاء تشريع الجهاد أيضا صريحا ومجملا  فقامت السنة بتبيان كيفية الجهاد وحدود انضباط العسكر فى ميدان القتال، وهكذا بقية التشريعات.   وعليه، نسأل السقا ومن يوافقونه الرأى ونقول لهم:  هل وجدتم فى القرآن الكريم تشريعا صريحا مجملا يأمر بختان الإناث حتى تنظرون تبيانه فى السنة؟؟  فإذا قلتم: لا نجد  فى القرآن تشريعا بالختان فيجب أن تعلموا أنّ السنة لا تأتى بتشريع وذلك لأنّ التشريع ملزم لكل مسلم أين ما كان،  كما يجب أن تعلموا أنّ السنة لا تستبق القرآن فتأتى بتبيان شئ غير مذكور فيه .   وفى غياب النص التشريعى القرآنى يمكن أن تأتى السنة بتوجيهات غير ملزمة، فمن فعلها فقد أكثر من الثواب ومن لم يفعلها فلا تثريب عليه.  وها هو رسول الله (ص) قد حافظ على الشفع والوتر حتى توفاه الله تعالى، إلا إنّه لم يقل يوما من الأيام أن هذا تشريعا من الله عليكم، ولكنّه قال بصوت عال جدا : الصلوات الخمس تشريعا من الله عليكم فمن تركها عمدا فقد هدم الدين ، وقال ذلك لأنّ الصلاة المكتوبة لها أصل تشريعى فى القرآن وليس لصلاة الشفع والوتر نفس الأصل . 
وخلاصة الأمر طالما أنّ القرآن لم يأتى بتشريع صريح فى مسألة الختان للإناث والذكور فأن حكم الشرع فى الختان يستنبط وفقا لقاعدة أصول الفقه المشهورة  التى ذكرها الإمام شلتوت والتى تقول: "أنّ إيلام الحى لا يجوز شرعا إلا لمصالح تعود عليه، وتربو على الألم الذى يلحقه."
 السقا وأقوال الفقهاء فى كيفية ختان السنة:
لقد إستند الأستاذ السقا على أقوال عدد من الفقهاء فى كيفية ختان الإناث منهم إبن الصباغ ، وإبن القيم ، والماوردى، والشنقيطى وغيرهم ، وكلهم قد قرر بوضوح أنّ الأنثى إذا ختنت فلا يمس بظرها وإنما تقطع "القلفة" التى تغطى البظر فقط. ومن هذه الأقوال يتضح للجميع أن ختان السنة إذا ثبت هو " أخذ الجلدة التي فوق البظر" وليس أخذ جزء من البظر كما هو شائع بين الناس فى بلادنا.
وأقوال الفقهاء التى أوردها السقا تصلح أن تكون مستندا قويا ومرشدا  جيّدا للأطباء الذين يضطرون لختن بعض البنات لأسباب صحية.  فمن هذه الأقوال يكون الطبيب المسلم على يقين تام بأنّه يمكن أن يجرى عملية الختان فى حدود واضحة لا تجيز له شرعا أن يأخذ أى جزء من البظر إلا لسبب طبى يقره عليه عدد غير قليل من الأطباء ويخص الحالة التى بين يديه فقط ، وإن قام الطبيب بقطع جزء من البظر بلا سبب طبى يكون قد إرتكب جريمة يعاقبه عليها القانون الإسلامى فى الدنيا ثمّ يرد أمره إلى ربه فى الآخرة ليفعل به ما يشاء.  كما أن الطبيب المسلم يجب أن يعلم أنّه عندما يجرى عملية الختن إنّما يجريها من باب التطبيب لا من باب التدين.
السقا والتقارير العلمية:
لقد حاول الأستاذ السقا إعطاء موضوع ما يعرف بختان السنة بعدا علميا وراح يستدل بقول بعض الأطباء والتقارير العلمية فى أهمية إزالة الغطاء الذى فوق البظر من أجل حياة جنسية أفضل وكذلك من أجل نظافة المرأة وبالتالى المحافظة على صحتها. ولكن للأسف لم ينتهج الطريق العلمى فى ذلك فهو قد أورد أقوال الذين يقولون بإزالة هذا الغطاء ولم يذكر أقوال الذين يعارضون الإزالة بشدة.  وهو قد إفترض أن حجم هذا الغطاء فى كل النساء واحدا والحقائق العلمية تقول غير ذلك. ففى بعض النساء حجمه عادى جدا وأقل حركة من المرأة تزيحه إلى الخلف ، وفى بعض النساء متوسط، وفى بعض النساء شاذ جدا وعائق.  ونفس التقارير التى أخذ منها الأستاذ السقا تقول أن الغطاء الذى يحتاج لعملية هو الغطاء الشاذ فقط.  كما حثت نفس التقارير الرجل والمرأة على السواء تعلم فن الجماع. فمن النساء من تصل الذروة فى وضع معيّن وغيرها لا يصل لذلك فى هذا الوضع أبدا.  كما أنّ دور الرجل فى تجمله ، ونظافته ، وطهارة فمه وبدنه، وملاعبته لزوجته ، وحبه لها ، وتخير الوقت المناسب للجماع ، يلعب دورا أساسيا فى تهيئة المرأة للجماع. فقضية الجماع من الناحية العلمية السايكلوجية أكبر بكثير من موضوع إزالة الغطاء ليتعرض البظر للإحتكاك وإفتراض أن الإحتكاك هو العامل الوحيد لبلوغ المرأة الذروة كما يظن السقا فى قوله: " وجميع الدراسات في هذا الموضوع تؤكد حقيقة حاجة المرأة للختان، من أجل الوصول للذروة."
كما نسى السقا أن التقارير تكلمت عن إزالة الغطاء من نساء بالغات جئنّ بمحض إرادتهنّ لإجراء هذه العملية. أما نحن هنا نتكلم عن بنات صغيرات لا حول لهنّ ولا علم ولاقوة ولا تجربة.  ولا شك أن الإستعداد النفسى لتحمل الألم بين الفريقين كبير جدا. وها هو دكتور W.G. Rathmann الذى إستشهد به السقا يصف الحالات التى تحتاج لإزالة أو تقصير الغطاء بوصف ينطبق على البالغات فقط بقوله:
“ The two common problems that make the highly sensitive area of the clitoris unable to be stimulated are phimosis and redundancy.”
ويقول أيضا:
“A prepuce for the protection of the clitoris is normal and useful, but if it is excessive and extends past the eminence of clitoris it can prevent contact and is harmful”
ويقول أيضا:
In general, the greater the degree of phimosis or redundancy, the greater the probability of satisfactory result by its correction
" هناك شيئان يمنعان البظر من الإستجابة للإثارة الجنسية هما الغطاء "القلفة" و الطول الزائد لذلك الغطاء " "وفى الحقيقة إنّ وجود القلفة حول البظر لحمايته شئ طبيعى ومفيد. ولكن إذا زادت وغطت البظر وحجبته من الإحتكاك بذكر الرجل يكون الأمر ضار وغير طبيعى"
 " وكلما كانت الزيادة فى الغطاء كبيرة كلما كانت الحاجة لعملية إزالة الغطاء أو تقصيره كبيرة أيضا  "
ومن المسلم به أنّ الفتاة التى تمارس الجنس ينبغى أن تكون بالغة عاقلة وليست طفلة فى جميع القوانين والشرائع ولذلك يتكلم التقرير عن نساء بالغات ولا يتكلم عن الأطفال .  و بشهادة الدكتور "راثمان" نفسه أنّ مسألة الطول الزائد ليست مسألة طبيعية وعامة فى كل الإناث، وبالتالى لا يمكن أن يعمم الختان على كل الإناث وإنما الأمر يرجع للطبيب أولا وأخيرا وليس للعادات و الدين.
ويقول دكتور "راثمان " أيضا: 
 “In general terms, the main indications for circumcision are:
 (1) functional need - lack of ability to have a climax or          ability to have one only with considerable difficulty,  
 (2) an anatomic or mechanical factor that needs correction” 
إن هناك سببان لإجراء عملية الختن هما:
الحاجة العملية لذلك وهذه الحاجة تحددها التجربة العملية وعدم المقدرة فى بلوغ درجة الذروة أصلا أو بصعوبة شديدة .
 الحاجة التشريحية التى تتطلب تصحيح التركيبة البنيوية لذلك العضو فى الجسد.
ومن الكلام أعلاه تتضح حقيقة الختان الذى ينادى به أطباء الغرب من أمثال الدكتور "راثمان"، وتلك الحقيقة هى أنّ الختان لا يكون إلا بسبب طبى يحدد فى الطفولة أو الكبر أو حاجة ناتجة عن العملية الجنسية وهذه تحدد فى الكبر فقط وليس فى الطفولة.  ولذلك لا أحد يقف فى طريق أى إمرأة من نساء المسلمين البالغات إذا أرادت أن تزيل ذلك الغطاء لأى سبب من الأسباب بقرار شخصى منها قبل أو بعد الزواج.  ولكن لا نوافق على إزالة ذلك الغطاء فى مرحلة الطفولة إلا بأمر من الطبيب لسبب طبى واضح.
السقا والإحصائيات:
يقول السقا: "فما أثبتته الدراسات المختلفة في أمريكا: أن 75 % من النساء لا يتحصلن على الذروة؛ بسبب القلفة؛ أى: إن ثلاثًا من كل أربع نسوة في العالم يواجهن هذه المشكلة."
ونحن نقول: إنّ هذه  الإحصائيات لا يعتقد أحد فى صحتها لأنها إحصائيات تقديرية ومتحكم فيها لتعطى نتائج معينة والإحصائيات العلمية الموثوق بها لها شروط علمية صعبة يعلمها أهل الإحصاء العلمى جيدا ، وإلا فليقل لنا الأستاذ السقا هل شملت هذه الإحصائيات عينات من النساء فى الدامر، وكركوج ، وأم روابة، وزالنجى ، وهيا ، ونمولى؟ ومتى كان ذلك؟ فإذا لم يحصل ذلك فكيف أخذت هذه الإحصائيات صفة العالمية؟؟
ونسأل الأستاذ السقا أليس هناك إحصائيات تقول عكس ذلك؟؟؟؟؟
,ومن أعجب الإحصائيات التى جاء بها الأستاذ السقا قوله: "وما أراه من أضرار ترك الختان السني، أنه سبب كثير من حالات الطلاق التي نسمع بها في السعودية، والخليج عمومًا، وغيرها." !!!   فكيف عرف الرجل أن "كثير" - وهى كلمة تدل على إحصاء – من حالات الطلاق سببها عدم الختان؟!
وفى خلاصة الكلام ، نقول أن السقا لم يوفق فى مرافعته عن ما يسمى ب "ختان السنة" ولم يأتى بدليل علمى مجمع عليه ولا دليل شرعى مجمع عليه يثبت وجود هذا النوع من الختان فى دين الإسلام. إلا أننا لا ننكر أن الرجل قد إنتقل بفهم الذين يؤمنون بهذا النوع من الختان إلى درجة أعلى من الفهم ، وقد تساعدهم ملاحظات الرجل وإقتباساته من كبار الفقهاء لمراجعة الأمر مرة ثانية وثالثة من أجل التأكد من وجود الختان فى الدين أصلا.
وأخيرا نلتفت إلى الذين ينادون بالختان الفرعونى ويدافعون عنه لنقول لهم هاتو حججكم وأدلتكم  إذا ما جمعتنا بكم يا صحابى المجامع.


 

 

آراء