مناوي لم يطمئن قلبه!!

 


 

 

أطياف -
ألقى القيادي بقوى الحرية والتغيير الكتلة الديمقراطية مني أركو مناوي الضوء على عملية الانقسام بين أطراف سلام جوبا في ما يتعلق بعملية التسوية المنتظر إعلانها بين المكون المدني والمجلس العسكري الانقلابي، وقال مناوي بعض اطراف سلام جوبا يرتمون في أحضان من يقفون ضد السلام ويصرون على إلغاء الاتفاق تحت غطاء المراجعة وأضاف مناوي في تغريدة “وفي نفس الوقت يرجفون ويجهرون من ضياع مواقعهم كيف يستقيم ذلك
هذه التغريدة كشفت ان البعض من حركات الكفاح المسلح وافق على التسوية دون مساومة والآخر مارس ابتزازه ومن ثم وافق عليها ، فالحركات لا تنظر الي اي اتفاق إلا بمنظارها الخاص الذي يضمن لها حصتها من المناصب والوزارات فالذين يقصدهم مناوي هم من وافقوا على الاتفاق السياسي لعودة الحكومة المدنية وبالتالي لا ينطبق عليهم وصف مناوي انهم يخشون ضياع مناصبهم ، لكن هذا الارتجاف هو ما يعاني منه مناوي نفسه يشاطره الخوف جبريل ابراهيم وزير المالية اكثر المتضررين من التسوية السياسية، فمناوي هنا لا يلوم الذين وافقوا على الإتفاق السياسي، مناوي يحرضهم ويحذرهم من ضياع المناصب حال اكتمال التسوية ضياع (الكراسي النضالية)!!
فالاتفاق السياسي ان ضمن لأردول وجبريل ومناوي مناصبهم او منحهم مناصب جديدة، لضرب قادة الكفاح خيام الاعراس السياسية من جديد في قاعة الصداقة ودعموا التسوية السياسية ، ولذابت كل ( الكُتل) والترهلات الناتجة عن ميلاد الاجسام الوهمية ، لا يخشى فيهم احد على اتفاقية السلام ولا هم له بقضية الاقليم.
والغريب ان مناوي مازال يتحدث بلسان الضحية يسمي كل القوى السياسية والوطنية التي تبحث عن حلول سياسية يسميها (الذين يقفون ضد سلام جوبا) فكل القضية الوطنية المتفق او المختلف عليها اختصرها مناوي في ( مع وضد ).
فمناوي بالرغم من انه كان اول المعلنين لترحيبه برؤية الحرية والتغيير التي طرحتها للتسوية مع قادة الجيش وقال انه جهد يستحق الاحترام، ونحتاج لتوفيق المواقف بأعجل ما يمكن لتكوين الحكومة، لكن رغم ذلك عندما تحفظ على بعض النقاط، كان تحفظه على (توزيع حصص السُّلطة والحقوق الواردة في الرؤية) شفتو كيف!!
فالرجل الذي تحول في مواقفه بين ليلة وضحاها حيث كان يرفض أي تقارب بين قادة الجيش والحرية والتغيير دعم التسوية بعد ما تحسس وجودهم فيها، فالمشاورات والتفاهمات التي اجرتها الحرية والتغيير معهم يبدو انها قدمت لهم ما يرضيهم في الحكومة القادمة ، لكن مناوي ( لم يطمئن قلبه ) فأحيانا تشعر ان سوءات التسوية وعيوبها لا تكمن في قضية الحصانة وترحيل العدالة وتفكيك نظام المخلوع ، سوءة التسوية ، تكمن في أن مناوي يصفها بكل فخر أنها ( جهد يستحق الإحترام )!!
طيف أخير:
مكانة الأشخاص لا تُهدم إلا بأيديهم.
الجريدة

 

آراء