منبر عِيال المشير يمدد المفاوضات للمرة الثالثة!!

 


 

 

 

أعلنت وساطة دولة جنوب السودان عن تمديد المفاوضات بين الحكومة السودانية الانتقالية والجبهة الثورية وقالت الوساطة في بيان إنها رأت ضرورة تواصل جلسات التفاوض بين الطرفين لحين تكملة القضايا والموضوعات العالقة المتبقية محل الحوار والتفاوض والتوصل إلى سلام دائم وشامل، وللحاجة الماسة لضرورة التوصل إلى إتفاق سلام شامل ودائم في السودان.

وأضافت: جلسات التفاوض السابقة أظهرت جدية الطرفين للتوصل لسلام حقيقي والتزامهما في تمديد فترة التفاوض من وقت لآخر وآخرها التي مددت للتفاوض من التاسع من أبريل ٢٠٢٠م حتى التاسع من مايو ٢٠٢٠م، والتي قد انتهت.
في بداية بدء المفاوضات بين حكومة الأمر الواقع والحركات المسلحة في شهر أكتوبر 2019م بجوبا عاصمة جنوب السودان.. قالوا إن تحقيق السلام الشامل في السودان في متناول اليد ولا يحتاج إلآ لشهرين أو أقل لتحقيقه.. وبعد مرور شهرين، قالوا انهم يحتاجون لشهرين آخرين لانهاء المهمة.. وبعد مرور أربع اشهر، قالوا حققنا تقدما كبيرا وملحوظا في كل القضايا وسنوقع على الاتفاق الشامل في العاشر من أبريل 2020م.. وجاء الوقت المحدد وولى دون التوقيع على الاتفاق المزعوم، لتبدأ جولة أخرى من المفاوضات عبر خدمة (فيديو كونفرس)، وتم تحديد التاسع من مايو 2010م للتوقيع على الاتفاق السوداني النهائي.
جاء الموعد المضروب مرة أخرى وولى دون التوقيع على اتفاقهم الموعود، لتعلن الوساطة عن تمديد المفاوضات بين الحكومة السودانية الانتقالية والجبهة الثورية لأجل غير مسمى، لحين تكملة القضايا والموضوعات العالقة المتبقية محل الحوار والتفاوض والتوصل إلى سلام دائم وشامل.
لقد وصفنا المفاوضات الجارية بمدينة جوبا منذ البدء، بأنها عبثية وفوضوية ومدعاة للضحك والسخرية، ليس لأننا ضد المفاوضات -أي مفاوضات من حيث المبدأ، لكن المشكلة تكمن في الصفة التمثيلية للأطراف المفاوضة وفي موضوع المفاوضات وأهدافها وفي موازين القوى بين الأطراف المتفاوضة وأوراق القوة بيد كل طرف.
نعم نحن لسنا ضد المفاوضات من حيث المبدأ، لأن بالمفاوضات وحدها يمكن الوصول الى تسوية سلمية لأي أزمة أو مشكلة، فهي أي- المفاوضات بشكل عام ليست مؤشرا أو تعبيرا عن مواقف ضعف أو قوة، فالأقوياء المنتصرون يفاوضون كما يفاوض الضعفاء المنهزمون. لكن مشكلتنا في ما هي أهداف المفاوضات الجارية بجوبا، وفي الوساطة الجنوبية ذاتها التي قد تصبح في ظلها، هذه المفاوضات، خطرا حقيقيا، بل مؤامرة على حقوق الشعوب السودانية التي ثارت على ديكتاتورية حكمت البلاد ثلاثين عاما؟
* أهداف هذه المفاوضات غير واضحة على الإطلاق من جهة ان الحركات المسلحة الكبيرة والمؤثرة على أرض الواقع ما زالت خارج هذه المفاوضات؟
* ضعف الوساطة التي تقود هذه المفاوضات -متمثلة في عِيال المشير المخلوع.
* يتطلب نجاح أي وساطة في النزاعات كالنزاع السوداني مثلا، ذات التعقيدات والتشابكات العديدة، وجود منظومة دولية أو اقليمية ملائمة للدعم بما يلزم من موارد لوجستية ومالية لإجراء المحادثات. لكن في حالة منبر جوبا لا توجد مثل هذه المنظومة للدعم.
إذن وبناءا على ما تقدم، نستطيع القول، ان ما بدأ عبثيا لابد أن ينتهي عبثيا فوضويا، ولا يهُم ان يُمدد هذه المفاوضات مائة مرة أو حتى ألف مرة. فهذا المنبر كما قلت واكرر القول هنا، لم يستطع حل أزمة بحجم الأزمة السودانية المعقدة والشائكة.
ملحوظة:
أما المقصود بعِيال المشير المخلوع، فنقصد بهم:
1/توت قلواك رئيس لجنة الوساطة الجنوبية.
2/دكتور ضيو مطوك نائب رئيس لجنة الوساطة الجنوبية.
أما لماذا نسمي القائمين على أمر الوساطة الجنوبية بعِيال المشير المخلوع، فالإجابة متروكة للسيدات والسادة القُراء؟


bresh2@msn.com

 

آراء