من أدب الرسائل مع الأستاذ صلاح شعيب 

 


 

 

الأستاذ الصديق صلاح شعيب غني عن التعريف ككاتب مجيد وصحفي وناقد فني وأدبي وموثق للتراث السوداني. سعدت بالتواصل معه عبر مداخلات خاصة ومن ضمنها تعليقي على كتابته 2014عن الشاعر الأستاذ المعلم وضابط الشرطة والدبلوماسي لاحقاً أبوامنة حامد عليه رحمة الله ، وثانية عندما كتب عن رحيل مولانا الحسين الحسن شاعر رائعة كابلي "حبيبة عمري " عليهم جميعاً رحمة الله ومغفرته. . وأنا أقلب إرشيف المخزون من رسائل التواصل وجدت تلك المشاركات التي أحببت أن آشرككك بها عزيزي القارئ علها تكون لي ولك كقرص باراسيتامول يخفف من صداع إحباطات ما يدور على نطاق الوطن المأزوم والعالم العريض المهدد بحرب عالمية ربما تكون آخر ضرباتها نووية نتيجتها تكون نهاية الحياة على الأرض (حمانا الله، حوالينا ولا علينا، أشتاتا أشتاتا ، دعاء جدتي الصالحة آمنة بنت عبدالله رحمها الله) إذا تمادى بوتن في جنونه


أذكر ما كتبه أستاذ شعيب على منبر سودانايل عن الأستاذ أبوآمنة حامد ومن بعده الأستاذ الحسين الحسن وتاج السر الحسن ثم الجابري وآخرين كثر. كتبت له مرة مشاركاً عن ذكره أبو آمنة قائلاً :

السلام عليكم أستاذ صلاح. شدني هذا الصباح مقالكم الرائع عن الأستاذ ابوآمنة حامد الذي عاصرته في صغري عندما كانت مدينة بربر تعج بالمعلمين في صورهم المختلفة من جميع أنحاء السودان الجغرافية وكانوا ينزلون فيها يحلون أهلا وسهلا ويودعون بالقصائد والدموع. من ضمنهم الراحل أبو آمنة وشيخ الدين جبريل وكذلك محي الدين فارس وعثمان خالد والمؤرخ أستاذ التاريخ الكاتب فوزي جمال الدين وغيرهم الكثير الذين لا احصيهم بحكم عدم نضجي ذاك الزمان .

المقال توثيقي وفني رائع أعجبني يجدد في نواظرنا صورة ومسيرة شاعر سوداني كان فيلسوفا وساخراً وزاهداً في شكله ولبسه وطبعه وبحلقات عينيه الثاقبات وجمجمة رأس مميزة تنم عن عبقرية وذكاء أخاذ. اللهم اغفر له وأرحمه. لعل الأستاذ شبرين يتذكر تجربته مع ابوأمنة عندما كان منتدبا في وزارة الثقافة مع منصور خالد ويكتب عن تجربته معه وقد صحبه مرة في سفرة إلي بغداد . فآبوآمنة أيضاً قد عاش زمننا عندما كنا وقتها تلاميذاً بالمدرسة الإبتدائية وهو كان يدرس ببربر الأهلية الوسطي قبل التحاقه بالشرطة. كان شاعرا مميزاً "وسال من شعرها الذهب" من درر الشعر ولدت في لوحة تجريدية جميلة الألوان والتكوين فيها حياة وحركة يحس بها ويعيشها المتلقي، وقد علق عليها الشاعر السعودي الدبلوماسي الراحل القصيبي بأنها أجمل قصيدة علي الإطلاق. رحم الله الفنان صلاح بن البادية التي أضاف على ألقها نوراً فزادها سحرا


أما ذكر الحسين الحسن عندما رحل عن الفانية ونعاه الناعون وأكرموه بجميل الرثاء من ضمنهم الأستاذ شعيب، كان يثير في نفسي نوستالجيا إلي أماكن وشخوص عاصرناها داخل وخارج السودان. وبمناسبة الشاعر الحسين وشقيقه الشاعر تاج السر الحسن لديٌَ زميل دراسة صديقي مولانا "تاج السر أحمد سعد" الذي كتبت عنه وموآنسته بعد فراق طويل على سودانايل . أرتولي الجزيرة الخلابة المجاورة للباوقة هي الموطن الأول لأسرة مولانا الشاعر الحسين الحسن وشقيقه تاج السر لكن والدهما كان من أهل المنطقة الذين استهوتهم كردفان (الجلابة) بسحرها وكسبتهم بطيب معشر أهلها فصارت الأسرة منسوبة لمدينة النهود، أما مولانا السر سعد فهو من حي "الدكة" في الجزء الجنوبي من مدينة بربر.

رد علي الأستاذصلاح عندما شاركته العزاء أخيرا في رحيل شاعر آسيا وأفريقيا تاج السر الحسن ويبدو أنه ربط بين الإثنين وشاركني الحنين لزمن جميل مضي نتحسر عليه: سلام دكتور عبد المنعم

تحية طيبة

دائما حين اجد مقالات وزمني لا يسمح بقراءتها "ادكنها"" لليوم الأخضر..دكنت مقالاتك وعن مولانا تاج السر سعد

وكيف كانت النوستالجيا تسوقك لدروبها الوعرة والفانتا المتلجة شعبيا..أعجبني السرد ورأيت فيك روائيا

واقتدارا على الحكي..بلادنا لم يبق فيها إلا الحنين إلى الماضي، وماضي الغناء، والذكريات..وقد صرت أهرب إلى الماضي وغناء العاقب وبادي ومصطفى وكرومة، ويا ليل ابقالي شاهد، وأغاني مريم أمو الفوراوية صاحبة الفرنقبيا الرائعة..وأجد الله هناك، وأجد المستقبل..نعم تبدلت نظراتنا إلى الوراء فصار هو مستقبلنا وأهنئك على قيادة عجلة النوستالجيا بمهارة

ودعنا ننادي بتكوين "نادي النوستالجية" تحت قيادتك ..

والله أعلم

أخوك

صلاح

أختم بصحبة الراحل أبوداود مؤانستي مع الأستاذ صلاح العام2016:

رحم الله الحسين وتاج السر الحسن re:


الأخ الفاضل الأديب والكاتب الصحفي المرموق صلاح

سلام عليك وأجمل الأمنيات لك وأسرتك وكلنا ترقب قدوم الربيع الذي يجعل من الحياة ترويحة و إحتفالية عالمية بقدوم مهرجان ما تقدمه لنا الطبيعة المعطاءة بكل سخاء الخالق تجدد حياة بعد موت بزهور وخضرة وطيور مغردة تعود الي أوكارها بعد هجرتها الموسمية إلي الأصقاع البعيدة من بلادنا التي بدورنا هجرناها غصباً عنا وتظل النوستالجيا ذلك الحمل الثقيل الذي لا مفك منه. شكراً علي رسالتك الرقيقة التي جداً قد أدخلت علي السرور . وأنت ذو الذائقة الرفيعة ومهارة وخبرة تقييم ونقد النصوص الأدبية والفنية، أتابع دائماً ما تكتبه خاصة عن التراث والنقد الفني وتوثيقك الجميل عن المبدعين الذين رحلوا من عباقرة الفن الغنائي والتشكيلي وكذلك الشعر في وطننا الحبيب آخرهم الجابري. إقتراحك لتكوين بورد أو نادي النوستالجيا والله جميل لكن شباب اليوم سيقولون عنا أننا قوم من قديم الإرشيف "وخارج الشبكة" مع أن " رحيق الأمكنة والزمن الجميل" هو ذلك القبس الذي يلهم الكتاب والشعراء والفنانين ليبدعوا وكتابات الطيب صالح الرائعة والطير المهاجر لصلاح أحمد ابراهيم وأغنية الجريف لأحمد الجابري خير مثال. تجدني مثلك أعيش الماضي وذكرياته صوراً حية تتراوح أمام عيوني عندما أستمع الي أي فنان من رعيل الزمن الجميل الذين ذكرتهم سواء كان العزف بالعود أو الطنبور والدلوكة أو طارة أولاد حاج الماحي وغيرهم. فن اليوم للاسف ولد مشوها وأعطي صورة ممسوخة عن الفن السوداني الذي كان تراثاً أصيلاً لا يباري هو فخرنا التاريخي ، عَل شباب اليوم يعوا هذه الحقيقة وينبذوا التقليد الأعمي لدول الجوار ويتمسكوا بهويتهم الفنية المميزة وراقية


مولانا تاج السر أحمد سعد المستشار القانوني بدبي يرسل لي حكايات جميلة وإن كانت تيليغرافية ، ليته يسمح لي بالكتابة عن بعضها لأذكرها لما فيها من أنس جميل وأيضاً توثيق لأشخاص مهمين مثل الشاعر الأمي (دمعي اللشتت) والفنان عبدالعزيز محمد داؤد والدكتور عوض دكام وآخرين رحمهم الله، رحلوا خلسة ونسيهم الناس.

أرجو لك دوام الصحة والعافية والتوفيق في كل الأمور

المخلص

اخوك عبدالمنعم عبدالمحمود العربي


https://youtu.be/7ej48eUswZk

drabdelmoneim@gmail.com

 

آراء