من المخلوع الي الانقلابي مع التحية !!

 


 

 

أطياف -
يرى البعض أن قرار الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانقلابي القاضي بمصادرة كافة الأراضي والعقارات والمنقولات المسجلة باسم حزب المؤتمر الوطني المحلول، داخل وخارج البلاد، لصالح حكومة السودان ، يروا أنه قرار جيد يصب في مصلحة الوطن ويعد بداية لخطوات صحيحة يتخذها البرهان لتصحيح مساره المتقدم الي الوراء .
فبالرغم من مخاطبة أمين عام المجلس الإنقلابي للجهات المختصة بتنفيذ القرار والحديث عن تلك الجهات بالبدء في عملية التنفيذ الا انني لا أجد نفسي ضمن المصفقين لهذا القرار وذلك لعدة أسباب
اولها انعدام الثقة في كل القرارات التي يتخذها الفريق البرهان ليس لأن تنفيذها لا يكون أمرا واقعا وحسب ، لكن لأن البرهان دائما قرارته (تأكل بعضها) ، فغدا ربما يصدر قرارا آخرا يعيد به هذه الممتلكات لحزب المؤتمر الوطني.
ثانيا ، الفريق عبد الفتاح البرهان ليس لديه مانع في عودة المؤتمر الوطني واطلاق سراح قياداته والسماح لأكبر الاسماء الفاسدة بالعودة الى ارض الوطن عبر مطار الخرطوم على عينك يا حكومة ، ورغم انف القضاء واعادة ممتلكاتهم لهم وسبق ان إزالة التمكين وتفكيك نظام المخلوع كشفت أن السلطات الانقلابية فكت تجميد حسابات عدد من قادة النظام البائد متورطين في قضايا فساد، بناء على أوامر من المحكمة العليا فاذا كان الافراد وقيادات واعضاء الحزب عادت لهم ممتلكاتهم وحساباتهم فماذا تعني مصادرة املاك الحزب !!
ثالثا ، الناظر والمتابع لجميع قرارات البرهان يجد انها تقع على طاولة الملعب السياسي كورقة يريد بها البرهان (مكاوشة) ما على الطاولة من اوراق اخرى أي ان الرجل يصدر قرارا للكسب الذاتي فقط، فهو يجيد البحث عن الربح في ميادين الخسارة .
رابعا ، وان أخذنا القرار على محمل الجد فالممتلكات والعقارات والمنقولات التي ينزعها الفريق البرهان من الحزب المحلول ليمنحها حكومة السودان ، من هي حكومة السودان ، هي السلطة الإنقلابية التي يقودها العسكر ، أي ان الاموال والعقارات والممتلكات تؤخذ من حزب المخلوع الي النظام الانقلابي هذا مع التحية .
إذن ماذا يستفيد الشعب السوداني من هذا القرار، وما الفرق بين حكومة الانقاذ وحكومة البرهان !! فهذا القرار كان سيكون له وقعه الخاص إن جاء في ظل حكومة مدنية تعمل على ايلولة هذه الممتلكات والعقارات الي حكومة السودان حقا، لا الي نظام فاسد وباطش وفاشل يسيطر فيه اربعة اشخاص على الحكم بقوة السلاح.
لهذا فإن مثل هذه القرارات تعد خطوة صحيحة لكنها تأتي في الزمن الخطأ ، فهذا القرار لا اثر ايجابي له في ظل سيطرة أنصار النظام البائد على كل مفاصل الدولة ، حتى السلطة القضائية والعدلية يتم استغلال الأحكام القضائية فيها لإعادة تمكينهم واملاكهم ، فسخرية القيادات الاسلامية من القرار ، ربما يعود الى أنها من تملك القرار .
طيف أخير:
أوقات تشعر أنك آسف لوطنك من كل قلبك!!
الجريدة
///////////////////////

 

آراء