من المسؤول يا أمين جهاز المغتربين عن تأخر تسليم جوازات المغتربين؟
النور علي سعد
31 August, 2022
31 August, 2022
من المسؤول يا أمين جهاز المغتربين عن تأخر تسليم جوازات المغتربين لدى سفارات وقنصليات السودان بالخارج لأسباب واهية ومن يتحمل الضرر المترب على ذلك؟
بقلم/ النور علي سعد: السعودية
من المعروف أن معظم الدول المتحضرة حول العالم يكون لها نظام واضح ومحدد لتقديم وإنهاء أي خدمة مطلوبة لجمهور مواطنيها سواء داخل البلد أو خارجه، وعادة يُراعى في هذا النظام السرعة والدقة ومعقولية الرسوم والجودة العالية وحسن التعامل عند تقديم الخدمة وفقاً للمعايير المتعارف عليها دولياً، وكما يعلم الجميع تقوم السفارات والقنصليات بعدد من المهام والأعمال الجليلة والمقدرة للجاليات والمهاجرين والمغتربين من المواطنين خارج بلادهم، ومنها سفاراتنا وقنصلياتنا السودانية، فهي الملجأ الوحيد لتقديم كل الخدمات التي يحتاجها المغترب في بلد المهجر. وحديثي هنا عن قنصلية السودان بجدة، وقد ينطبق هذا على كثير من قنصلياتنا وسفاراتنا حول العالم.
وسأدلف مباشرة ودون مقدمات للموضوع، وأوجه رسالتي هنا إلى الأستاذ/ مكين حامد تيراب - الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج، والتي رأينا في عهده كمغتربين إنجازات مقدرة ليس المقام لذكرها هنا، وبعيداً عن السياسة وتفسيراتها، فقط أريد هنا أن أؤكد بأن المغترب هو مواطن يبحث عن حقه مثله مثل أي مواطن مقيم بالسودان وهو حق مشروع، وألخص فيما يلي - التقصير واللامبالاة التي يقوم بها بعض موظفينا وقنصلياتنا (ولا أعمم هنا) - في النقاط التالية وبواقعية ودون شطط:
• تقدمت بتاريخ 10 أغسطس 2022م لتجديد جوازات سفر وكانت الإجراءات معقولة وميسرة من قبل القنصلية، وعندما سألت متى تاريخ التسليم، تم إفادتي بأن أتابع عبر الموقع الإلكتروني لقنصلية السودان بجدة من خلال إدخال رقم الطلب.
• ظللت افتح كل يوم الموقع وادخل رقم الطلب والموقع لا يستجيب (صباحاً، ومنتصف النهار وبالليل وخلال أوقات الدوام وخارجها)، استمريت على هذا الحال لمدة أسبوعين دون جدوى، بعدها قررت الذهاب لقنصلية السودان بمدينة جدة بنفسي (رغم ظروف العمل والالتزامات)، وقابلت عدد من المسئولين من بينهم من تجاوب معي بشكل جيد (مشكورين)، حيث تم البحث في النظام الإلكتروني لديهم وأبلغوني بأن الجوزات مطبوعة منذ يوم 13/8/2022م ولكنها مازالت في السودان (أي أن حقيبة الجوزات لم تشحن بعد)، يعني الجوازات كانت جاهزة (خلال ثلاثة أيام).
• قلت لهم لماذا إذاً لم تشحن جوزاتنا وجدة على مرمى حجر من الخرطوم؟ والجواز السوداني مؤخراً أصبح- من حيث التكلفة –من أغلى الجوازات (يعنى تكلفة الشحن داخلة في الخدمة)، قالوا متابعة وصول الجوازات ليس من اختصاصهم. وقلت لهم من المسؤول عن المتابعة، فقالوا قسم وزارة الخارجية بالقنصلية،
• ذهبت لموظفي الخارجية بالقنصلية، فكان الرد مدهشاً ومضحكاً: أحدهم قال لي هذه ليست مسؤوليتنا مسؤولية وزارة الداخلية والخارجية في السودان (وليس نحن) ولازم الجوزات تتم عدد معين حتى يرسلوها لنا (طيب لا يوجد أحد يتابع من قبل القنصلية) والثاني قال لي أنصحك لو عندك شخص بتعرفه هناك تتصل عليه وهناك إمكانية لسحب بعض الجوزات من الحقيبة وترسل لك بالبريد السريع. تخيل هؤلاء هم من يعملون في سفاراتنا في دول المهجر (منتهى الاستهتار)، وهؤلاء ينسون أن هناك من المغتربين من ليست له علاقات أو نفوذ والسؤال متى ينتهي هذا التمييز والوساطات (حتى في أبسط الحقوق)؟
• من يتحمل الضرر المادي والمعنوي المترتب على تأخر هذه الوثيقة الهامة في حياة وحركة الإنسان؟ وما يستغرب له أن الجوازات مطبوعة (حسب إفادة القنصلية نفسها منذ ثلاثة أسابيع)؟ (فقط منتظر الشحن وهو قابع في دواليب الدوائر الحكومية بالسودان ينتظر من يشحنه إلى بلد تسافر له الطائرات "الخرطوم – جدة" عدة مرات ورحلات خلال اليوم الواحد)، يا للأسف مع من نتابع ومن يجيب علينا بمسئولية؟ وهذا يقذفك لذاك، هؤلاء ينسون أن هناك ابنة أو ابن قطع له والده تذاكر السفر (بالعافية) ليذهب ليحصل دراسته أو اختباراته أو مسافر لأمور عاجلة أخرى، سيضطر لإلغاء التذاكر أو تغير الحجز ودفع غرامات وليس هذا فحسب بل قد يفوت على الابن أو الابنة الدراسة أو القبول أو يضطر بأن يسافر بالجواز الذي تبقى له بضعة شهور ويرجع مرة أخرى، والسبب كله هي حالة اللامبالاة واللامسوؤلية لبعض مسؤولينا – سواء بتلك القنصليات أو الجهات الحكومية ذات العلاقة بالسودان - لعدم قيامهم بواجبهم على أكمل وجه، متناسين "من أخذ الأجرة حاسب الله بالعمل".
• في تقديري أن هذا التأخير جاء لأسباب غير موضوعية، وكلنا يعلم أهمية الجواز، لارتباط ذلك ببرامج السفر والالتزامات الفردية والأسرية وما يترتب على هذا التأخير من أضرار.
• إن هذا التقصير حدث لكثير من المغتربين، رغم ما يلي:
1/ جوزانا السوداني من أغلى الجوزات مقارنة بدول كثيرة في المنطقة وخارجها (المغترب يدفع 950 ريال سعودي أي ما يقارب 140 ألف جنيه سوداني في حين أن سعره للمواطن المقيم بالسودان كان قبل أسابيع قليلة بـ 10 آلاف جنيه وحاليا تم رفعه إلى 31 ألف جنيه (حسب ما نما لعلمي أي يعني حدود 200 ريال).
2/ معظم الدول جوازاتها أرخص من السودان ويتم تسليمهم الجوازات خلال مدة في حدود ثلاثة إلى خمسة عشرة يوماً، وتأتيهم تنبيهات على جوالاتهم للاستلام وبعض القنصليات والسفارات تقوم بتوصيل الجوزات لرعاياها أو إرسالها بالبريد السريع حسب عناوينهم، أين نحن من كل هذا التطور والتقدير والاحترام للمواطن ومتى تنتهي حالة اللامبالاة هذه؟
كسرة: ما يستغرب له -يا سعادة استاذنا وحامي حقوقنا/ مكين حامد تيراب - أن إيصال الاستلام مكتوب فيه الاستلام خلال 60 يوماً من تاريخ بدء المعاملة، قلت في نفسي لماذا المدة تمتد حتى 60 يوماً؟ هل هؤلاء يريدون أن يصنعوا لنا صاروخا أم طائرة من الوزن الثقيل؟، والله لو كنت مسؤولا لاستحييت من كتابة هذه العبارة، كيف تكتب "الاستلام خلال 60 يوما" لخدمة تقدم في السودان خلال أسبوع واحد فقط وبأقل الأثمان وفي بلدان أخرى أقل من أسبوع (بل بعضها الاستلام اليوم التالي)، لماذا هذا الظلم يمارس على المغتربين؟ هل هم مواطنون من الدرجة الثانية؟ وهم من يقدمون الغالي والنفيس لأسرهم الممتدة في السودان ولهذا الوطن الغالي وللقنصليات نفسها من خلال الرسوم والضرائب والزكاة التي يدفعونها وغيرها، في تقديري أن مشكلتنا في السودان "انعدام الضمير والمسئولية وضعف أدوات الرقابة والمحاسبة" وباختصار مشكلتنا إدارة واختيار القوي الأمين؟
النور علي سعد - السعودية
Easaad71@gmail.com
بقلم/ النور علي سعد: السعودية
من المعروف أن معظم الدول المتحضرة حول العالم يكون لها نظام واضح ومحدد لتقديم وإنهاء أي خدمة مطلوبة لجمهور مواطنيها سواء داخل البلد أو خارجه، وعادة يُراعى في هذا النظام السرعة والدقة ومعقولية الرسوم والجودة العالية وحسن التعامل عند تقديم الخدمة وفقاً للمعايير المتعارف عليها دولياً، وكما يعلم الجميع تقوم السفارات والقنصليات بعدد من المهام والأعمال الجليلة والمقدرة للجاليات والمهاجرين والمغتربين من المواطنين خارج بلادهم، ومنها سفاراتنا وقنصلياتنا السودانية، فهي الملجأ الوحيد لتقديم كل الخدمات التي يحتاجها المغترب في بلد المهجر. وحديثي هنا عن قنصلية السودان بجدة، وقد ينطبق هذا على كثير من قنصلياتنا وسفاراتنا حول العالم.
وسأدلف مباشرة ودون مقدمات للموضوع، وأوجه رسالتي هنا إلى الأستاذ/ مكين حامد تيراب - الأمين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج، والتي رأينا في عهده كمغتربين إنجازات مقدرة ليس المقام لذكرها هنا، وبعيداً عن السياسة وتفسيراتها، فقط أريد هنا أن أؤكد بأن المغترب هو مواطن يبحث عن حقه مثله مثل أي مواطن مقيم بالسودان وهو حق مشروع، وألخص فيما يلي - التقصير واللامبالاة التي يقوم بها بعض موظفينا وقنصلياتنا (ولا أعمم هنا) - في النقاط التالية وبواقعية ودون شطط:
• تقدمت بتاريخ 10 أغسطس 2022م لتجديد جوازات سفر وكانت الإجراءات معقولة وميسرة من قبل القنصلية، وعندما سألت متى تاريخ التسليم، تم إفادتي بأن أتابع عبر الموقع الإلكتروني لقنصلية السودان بجدة من خلال إدخال رقم الطلب.
• ظللت افتح كل يوم الموقع وادخل رقم الطلب والموقع لا يستجيب (صباحاً، ومنتصف النهار وبالليل وخلال أوقات الدوام وخارجها)، استمريت على هذا الحال لمدة أسبوعين دون جدوى، بعدها قررت الذهاب لقنصلية السودان بمدينة جدة بنفسي (رغم ظروف العمل والالتزامات)، وقابلت عدد من المسئولين من بينهم من تجاوب معي بشكل جيد (مشكورين)، حيث تم البحث في النظام الإلكتروني لديهم وأبلغوني بأن الجوزات مطبوعة منذ يوم 13/8/2022م ولكنها مازالت في السودان (أي أن حقيبة الجوزات لم تشحن بعد)، يعني الجوازات كانت جاهزة (خلال ثلاثة أيام).
• قلت لهم لماذا إذاً لم تشحن جوزاتنا وجدة على مرمى حجر من الخرطوم؟ والجواز السوداني مؤخراً أصبح- من حيث التكلفة –من أغلى الجوازات (يعنى تكلفة الشحن داخلة في الخدمة)، قالوا متابعة وصول الجوازات ليس من اختصاصهم. وقلت لهم من المسؤول عن المتابعة، فقالوا قسم وزارة الخارجية بالقنصلية،
• ذهبت لموظفي الخارجية بالقنصلية، فكان الرد مدهشاً ومضحكاً: أحدهم قال لي هذه ليست مسؤوليتنا مسؤولية وزارة الداخلية والخارجية في السودان (وليس نحن) ولازم الجوزات تتم عدد معين حتى يرسلوها لنا (طيب لا يوجد أحد يتابع من قبل القنصلية) والثاني قال لي أنصحك لو عندك شخص بتعرفه هناك تتصل عليه وهناك إمكانية لسحب بعض الجوزات من الحقيبة وترسل لك بالبريد السريع. تخيل هؤلاء هم من يعملون في سفاراتنا في دول المهجر (منتهى الاستهتار)، وهؤلاء ينسون أن هناك من المغتربين من ليست له علاقات أو نفوذ والسؤال متى ينتهي هذا التمييز والوساطات (حتى في أبسط الحقوق)؟
• من يتحمل الضرر المادي والمعنوي المترتب على تأخر هذه الوثيقة الهامة في حياة وحركة الإنسان؟ وما يستغرب له أن الجوازات مطبوعة (حسب إفادة القنصلية نفسها منذ ثلاثة أسابيع)؟ (فقط منتظر الشحن وهو قابع في دواليب الدوائر الحكومية بالسودان ينتظر من يشحنه إلى بلد تسافر له الطائرات "الخرطوم – جدة" عدة مرات ورحلات خلال اليوم الواحد)، يا للأسف مع من نتابع ومن يجيب علينا بمسئولية؟ وهذا يقذفك لذاك، هؤلاء ينسون أن هناك ابنة أو ابن قطع له والده تذاكر السفر (بالعافية) ليذهب ليحصل دراسته أو اختباراته أو مسافر لأمور عاجلة أخرى، سيضطر لإلغاء التذاكر أو تغير الحجز ودفع غرامات وليس هذا فحسب بل قد يفوت على الابن أو الابنة الدراسة أو القبول أو يضطر بأن يسافر بالجواز الذي تبقى له بضعة شهور ويرجع مرة أخرى، والسبب كله هي حالة اللامبالاة واللامسوؤلية لبعض مسؤولينا – سواء بتلك القنصليات أو الجهات الحكومية ذات العلاقة بالسودان - لعدم قيامهم بواجبهم على أكمل وجه، متناسين "من أخذ الأجرة حاسب الله بالعمل".
• في تقديري أن هذا التأخير جاء لأسباب غير موضوعية، وكلنا يعلم أهمية الجواز، لارتباط ذلك ببرامج السفر والالتزامات الفردية والأسرية وما يترتب على هذا التأخير من أضرار.
• إن هذا التقصير حدث لكثير من المغتربين، رغم ما يلي:
1/ جوزانا السوداني من أغلى الجوزات مقارنة بدول كثيرة في المنطقة وخارجها (المغترب يدفع 950 ريال سعودي أي ما يقارب 140 ألف جنيه سوداني في حين أن سعره للمواطن المقيم بالسودان كان قبل أسابيع قليلة بـ 10 آلاف جنيه وحاليا تم رفعه إلى 31 ألف جنيه (حسب ما نما لعلمي أي يعني حدود 200 ريال).
2/ معظم الدول جوازاتها أرخص من السودان ويتم تسليمهم الجوازات خلال مدة في حدود ثلاثة إلى خمسة عشرة يوماً، وتأتيهم تنبيهات على جوالاتهم للاستلام وبعض القنصليات والسفارات تقوم بتوصيل الجوزات لرعاياها أو إرسالها بالبريد السريع حسب عناوينهم، أين نحن من كل هذا التطور والتقدير والاحترام للمواطن ومتى تنتهي حالة اللامبالاة هذه؟
كسرة: ما يستغرب له -يا سعادة استاذنا وحامي حقوقنا/ مكين حامد تيراب - أن إيصال الاستلام مكتوب فيه الاستلام خلال 60 يوماً من تاريخ بدء المعاملة، قلت في نفسي لماذا المدة تمتد حتى 60 يوماً؟ هل هؤلاء يريدون أن يصنعوا لنا صاروخا أم طائرة من الوزن الثقيل؟، والله لو كنت مسؤولا لاستحييت من كتابة هذه العبارة، كيف تكتب "الاستلام خلال 60 يوما" لخدمة تقدم في السودان خلال أسبوع واحد فقط وبأقل الأثمان وفي بلدان أخرى أقل من أسبوع (بل بعضها الاستلام اليوم التالي)، لماذا هذا الظلم يمارس على المغتربين؟ هل هم مواطنون من الدرجة الثانية؟ وهم من يقدمون الغالي والنفيس لأسرهم الممتدة في السودان ولهذا الوطن الغالي وللقنصليات نفسها من خلال الرسوم والضرائب والزكاة التي يدفعونها وغيرها، في تقديري أن مشكلتنا في السودان "انعدام الضمير والمسئولية وضعف أدوات الرقابة والمحاسبة" وباختصار مشكلتنا إدارة واختيار القوي الأمين؟
النور علي سعد - السعودية
Easaad71@gmail.com