لا حديث في السوق سوى ... الدولار طلع والدولار نزل .. في تقديري أن سبب الزيادة الأخيرة "فوق العشرة" هي موسم الحج ولذلك ما أن بدأ التفويج إلا ونزل بذات المقدار الذي قفز به أو أقل قليلا ... وربما يواصل النزول في الأضحى مع عودة المغتربين الذين سيصرفون تحويشة عمرهم وشقاء غربتهم كما عودونا دائما ... عرس الولد أوالبت ... وسبتك تانك للمنزل بدلا من المرحاض البلدي "الحفرة" وستاير وملايات وعلبة حلاوة ماكنتوش وغسالة وهلمجرا .... وكتر خيرهم وبارك الله فيهم ... بالتأكيد العرض يؤثر في السعر وغالبا لن يقرروا "فك" القروش في دار الهجرة وإستلامها سوداني لأنهم يرغبون هذه المرة في التحكم في الصرف ولسبب إجتماعي أحيانا "ما سمعتوا الخبر ... سد المال 20 ألف ريال" وكدا ..!
لكن هذا التذبذب في السعر لا يعفينا من الحديث عن السياسات المطلوبة ... لقد تحدثت كثيرا عن الحسابات البنكية للمغتربين وكيف تكون جاذبة ... ورددت كثيرا ... نحن دولة مستهدفة في مرحلة "التحويل" ولذلك يجب أن تكون الحكومة متساهلة جدا في مرحلة "الإيداع والسحب" ... ويستحسن أن تتعامل المصارف مع الحسابات الجارية بإعتبارها أمانات ليست للإستثمار أو الحركة ... أي مغترب يخت أي مبلغ زي ما عاوز ... والمبلغ يرجاهو بي صمّتو و"ربطتو " ... ويشيلو في الوقت العاوزو ... ويفكوا داخل السودان حتى يزيد العرض الداخلي ... الموضوع واضح وما داير أي نقاش ...!
ثانيا الأسواق الحرة يمكن أن تمتص الكثير والكثير من أموال القادمين عبر المطارات ... وفي هذا السياق لدينا نصيحة أخرى ... نحن دولة فرض عليها حصار جائر في صناعة الطيران ولذلك يجب أن نعوض هذا بتعزيز قدرات المطارات السودانية وبصناعة الترانزيت الجاذبة للملاحة الجوية لأننا غير محاصرين فيها ... مطار بورتسودان – مطار دنقلا – مطار مروي – مطار الفاشر – كل مطارات السودان وعلى راسها مطار الخرطوم القديم والجديد ... هنالك فرصة لإحتكار الخطوط للدول المجاور والتعاقد من خطوط دولية تصلها بسهولة عبر ناقل سوداني أو عبر الناقل الأجنبي بتوفير تسهيلات محلية في الأرضية والصيانة وأفرع الشركات ... وأيضا عنصر جاذب للركاب وهو صالات التسوق ذات الأسعار المعقولة وهذا حادث حاليا لانني اشتريت ذات مرة "لابتوب أمريكي تصنيع صيني" من دبي لأجده بسعر الصين في عمارة السلام السوق العربي ..!
دعكم من هذه الأفكار الطموحة في التسويق الدولي ... لو أحصينا فقط السلع الإستهلاكية التي يتفادى المغتربون شحنها بسبب "زيادة الوزن" ... أي سلع اعتاد الناس فيها على المستورد أكثر من المحلي ولو كانت أدوية غير متوفرة بالسودان ويشتريها من الخارج فقط ... ما المانع أن يكون هنالك ثلاثة أفرع لمجوهرات دولية ... الأفكار كثيرة وكلها تصب في أننا لم نوظف الموجود واكتفينا بتوقيف تجار الشنطة وجمركة الموبايلات والشاشات ... مع أننا يمكن أن نوقف تجارتهم بالكلية لو عرضنا موبايلات وأجهزة بالعملات الصعبة وبأسعار معقولة ... يشتريها المغترب ويهديها لأهله وأحبابه دون الخوف من التوقيف والجمارك والشجار اليومي في صالة الوصول ... والله العظيم .. والله العظيم ... كلها هدايا يا جنابو ..!