*كنت أعرفه قبل أن ألتقي به عرفته من خلال كتاباته منذ أن كان يكتب "من قلب الشارع"، كما قرأت كتابه "سوداني في الصين الشعبية" قبل أن أزور الصين مع مجموعة من الصحفيين والإعلاميين الذين كانوا يمثلون مؤسسات الصحافة وأجهزة الإعلام في السودان الكبير أنذاك.
*لم أعمل معه مباشرة لكنني عملت مع صديقه الحميم ميرغني حسن علي فقد كانا يشكلان ثنائياً صحفياً رغم حالات التشاكس التي كانت تظهر بينهما في بعض اللقاءات التي كانت تجمعنا بمنزل الصديق المشترك فضل الله محمد.
*كنا مجموعة مغلقة من الأصدقاء نلتقي دائماً في منزل فضل الله محمد بالخرطوم بحري، أذكرهم هنا بلا ترتيب بروتوكولي: يوسف طه وعبد الله عبيد وميرغني حسن علي وود العطا ومانجل والسنوسي وشخصي، بمختلف ألوان طيفنا المهني.
*لا أريد أن أتحدث عن تاريخه المهني ولا عن مواقفه السياسية المعروفة بكل ما فيها من تقلبات سياسية لم تسلم منها الأحزاب السياسية ذاتها، دعكم من الأشخاص الذين هم أيضاً عرضة للمتغيرات والتقلبات العامة التي تؤثر على مواقفهم الذاتية.
*ما يهمني هنا تأكيد أننا - جميعاً - بدون فرز لا تجمعنا مهنة واحدة ولا انتماء حزبي معين ولا جهة واحدة، كنا مجموعة محدودة من الأصدقاء نادراً ما يلحق بنا آخر أو أخرون عدا فنان مدني الراحل محمد مسكين الذي لم يكن يمكث كثيراً في الخرطوم.
*فرقتنا ظروف الحياة الضاغطة التي أضعفت علاقات الصداقة واللقاءات الاجتماعية حتى وسط الأهل والأقارب، لكن ظل الود قائماً بيننا، وظل الاحترام المتبادل يميز علاقتنا التي أصبحت متقطعة.
*إننا "من قلب الشارع" نعزي أنفسنا وأسرته الممتدة ورفاق دربه في الحياة العامة والوسط الصحفي خاصة في فقيد الصحافة والسودان عبد الله عبيد الذي أدى رسالته بحب وإخلاص تجاه أسرته ومهنته ووطنه، وترك عمله الطيب ليخبر عنه في الدنيا، سائلين الله عز وجل أن يثقل به ميزان حسناته يوم الحساب الأكبر.