من مصر (6)

 


 

مكي المغربي
27 February, 2015

 


.............
أجرت معي جريدة الأهرام المسائي حوارا حول قضايا الإعلام العربي وحول مبادرة ميثاق الشرف الإعلامي المصري السوداني التي دشنتها المنظمة السودانية للحريات الصحفية. أنا سعيد جدا بهذه الفرصة والشكر موصول للزميل صلاح زلط الذي زار الخرطوم عقب المبادرة، وبالإهتمام الراقي الذي التقيته من المجتمع الإعلامي المصري، والحوار موجود في موقع الإهرام المسائي ولكنني أود تسليط الضوء على بعض ما فيه لا سيما وأننا نتهيأ لجلسة حوار في منزل السفير السوداني بالقاهرة السيد عبد المحمود عبد الحليم مع نخبة من المهتمين بالشأن السوداني وسيدور بالتأكيد حوار أكبر حول هذه القضايا.
مبادرة ميثاق الشرف الإعلامي المصري السوداني تستهدف بالأساس أن يرتقى الصحافيون المصريون والسودانيون إلى مستوى العلاقة الراقية بين البلدين، أو فلنقل بين شعب وادى النيل الواحد المنقسم إلى دولتين، ومن ثم يجب أن يكون مستوى التعامل الإعلامى معها بالمستوى نفسه والدور الأكبر بالتأكيد هو لنقابة الصحفيين فى مصر واتحاد الصحفيين فى السودان، لأن مواثيق الشرف هى مهمة الأجسام النقابية وقد أدار الورشة المخصصة للميثاق في السودان السادة نقيب الصحافيين السودانيين الأستاذ الصادق الرزيقي و السفير العبيد مروح أمين مجلس الصحافة و كانت الجلسة برئاسة الأستاذ الرقم فضل الله محمد.
في تقديري هنالك ما يمكن أن نبني عليه. ويمكننا أن ننظر إلى ما يكمل به بعضنا والمرحلة المقبلة ستشهد شاء الناس أم أبوا حريات أوفر وأوسع لكن التعطش للحريات ربما يقود إلى ضربها فى مقتل، ولذلك فإن الممارسة الرشيدة للحريات هى صمام الأمان للحرية نفسها، والمشكلة اننا كعرب ومسلمين لم نعد اكتشاف أنفسنا وثقافتنا جيدا، حتى نوائم بينها وحقوق الإنسان، فبعضنا منسلخ واستسلامى وانهزامى للتجربة الغربية، وبعضنا الاخر منكفئ على ذاته، ومشغول بهواجس المؤامرة.
الصحفيون السودانيون يتميزون بالوعى السياسى والجرأة والاستقلالية وعشق الرأى، وربما يرجع ذلك إلى "التربية السودانية السياسية الحرة"، فقد عاش السودان ثلاث فترات ديمقراطية كاملة، قبل الربيع العربى بعقود من الزمان. لم يكن فيها حدود للحريات السياسية ولا الإعلامية، والصحفيون المصريون يتميزون بالتجويد والتخصص واحترام المؤسسية، وهم يقفون ومن خلفهم على إرث محترم، ولقد قام الإعلام الخليجي مثلا علي أكتاف صحفيين سوادنيين ومصريين، وتقلد بعضهم مواقع متقدمة جدا، وهذا يعني أن الكادر البشري مؤهل للغاية، ورسالتي بكل وضوح ألا يستمعوا للأصوات المتطرفة من البلدين، خاصة أن هنالك أقلاما والسنة برعت في تشكيل الهواجس وإثارة المخاوف، حتي صار هذا الأمر تخصصا وحرفة و بكل وضوح "أكل عيش".
على مستوى المهنية والصناعة في الإعلام العربي عموما توجد درجة من درجات التجويد ومطابقة المعايير الدولية فى عدد من وسائط الإعلام فى الوطن العربى، ولكن على مستوى المضمون والرسالة، لا يوجد إعلام عربى موحد، فهو حتى اليوم منقسم علي نفسه ومستقطب من خارج العالم العربى، البرامج السياسية المستمرة والحوارات الموجهة أو نموذج الـ  "توك شو" ستظل مستقطبة وموجهة، ومن العسير إيجاد حل لأن الأطراف المالكة أو الممولة تفعل ما تريد، ولكن من الممكن أن تكون البرامج الوثائقية والمعلوماتية حرما آمنا، لا يتم مسخها وطمس مهنيتها، يمكننا أن ندشن فيها جوائز عربية ويمكننا اعتماد معايير موحدة لها، وعندما تهدأ الصراعات يوما ما، يمكن أن نستلف من التجربة الراشدة لمصلحة التجربة المشوهة عندما تتعافى. 
و في الباب .. أفكار و مقترحات أخرى.

.....................
makkimag@gmail.com
//////////

 

آراء