مواقف للتاريخ

 


 

صفاء الفحل
18 October, 2023

 

عصب الشارع -
بدلاً عن هذا اللف والدوران وهذه الاجراءات التعسفية وهذا التعامل غير اللائق البعيد عن تلك الاتفاقية والقرارات التي تصدرها الحكومة المصرية للتضييق على الفارين اليها من جحيم الحرب في السودان كان بامكان الحكومة المصرية (الإعلان) رسميا عن الغاء إتفاق الحريات الاربعة الموقع بين البلدين بصورة (مباشرة) ليعلم المتواجدين هناك بأنهم لايختلفون وربما أقل من كافة الأجانب المتواجدين على أراضيها ولكن ك(العادة) يحاول أولاد بمبة الإستفادة من كافة الخيوط الموجودة في أيديهم فهم من جانب الكرماء اللطفاء الذين فتحوا ذراعيهم لاخوتهم في جنوب الوادي بكل رحمة ومن جانب اخر يحاولون (تصفية) القادمين واستقبال من له المقدرة المالية أو من في إمكانه إدخال (العملات الصعبة) من خلال اجراءات غير مباشرة
وساشرح الامر ببساطة ف(ملوك الفهلوة) لايستطيعون بموجب تلك الاتفاقية منع أحد من الدخول ولكنهم يتعللون باشياء مختلفة كالسجل الامني والترتيبات وبالتالي يكثر الزحام ومن خلاله يتم منح التاشيرة للقادرين من خلال (السوق السوداء) والتي وصلت الي مبالغ خرافية كما يحدث بمنفذ وادي حلفا وبكل تاكيد من يستطيع الدفع هو من يملك المقدرة المالية (مستقبلا) رغم أن الظاهر للبسطاء بان الامر يتم عن طريق (سماسرة) دون علم القنصلية التي تتعامل مع الجميع بلا خيار أو فقوس كما تردد بصورة متكررة رغم ثقتنا بأن القنصلية تعلم الامر وهي التي تشجع عليه لتفرق بين (القادرين) من المتقدمين والعامة (المفلسين) والذين سيشكلون عبئاً على الحكومة المصرية عند دخولهم
هذا الأمر المقصود من الحكومة المصرية خلق واقع مرير ومأساوي في كافة المعابر الحدودية معها رغم القانون الدولي يفرض على الدول إستقبال الفارين إليها من الحروب حتي بدون أوراق ثبوتية والوضع الطبيعي أن تعمل مصر على فتح معسكرات لإيواء الفارين إليها ثم تقوم بعد ذلك بإستكمال الإجراءات الخاصة بهم كلاجئين كما تتعامل بعض دول الجوار الاخرى بدلاً من منع الدخول الى أراضيها إلا من خلال تأشيرة مسبقة وهو التعامل المعتاد خلال الاوضاع الطبيعية فمصر مازالت تتعامل مع القادمين إليها والفارين من حرب كانت هي جزء من أسبابها كسياح لا كلاجئين..
والغريب في الأمر أن مصر التي كانت أول من دعى لإجتماع دول الجوار لبحث كيفية إستقبال ومساعدة الفارين من الحرب في السودان كانت هي أول الدول التي رفضت استقبالهم كلاجئين بل سواح عاديين متجاهلة اتفاقية الحريات الاربعة التي تم توقيعها خصيصاً لمواجهة مثل هذا الموقف الذي يمر به الشعب السوداني اليوم ومتنكرة تماماً للبنود التي نص عليها
الايام دول والحرب لن تستمر الى ما لانهاية وعلى كل دول الجوار أن تعلم الشعب السوداني لن ينسى من كان صادقا في تعاونه ووقفته ومن تخاذل عن دعمه عندما كان في أمس الحاجة لذلك وهذه المحنة ستزول وسيعود السودان قوياً معافى ولكن التأريخ لن يمسح من سجلاته المواقف المخزية
والثورة مستمرة
والقصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء
الجريدة

 

آراء