موت الشباب” – لك الرحمة يا ريم حسين جمعان

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تعود الوطن السودان خلال هذه السنوات الأخيرة على موت الشباب الواعد بطلقة رصاصة أو دهس متعمد بسيارة أو تعذيب. بعضهم رقاق ضعاف كزغب العصافير أطفالا، او طلاباً لم يتخرجون بعد والآخر إما فى سنة دراسته الأخيرة وآخر تخرج لتوه وبدأ فى بحث طريق مشوار حياة كان يرجو فيها الخير ليس لنفسه وأهله فحسب بل الخير والبركة لكل الوطن. اما موت الفجاءة خاصة بسكتة قلبية لم يعرفه السودان من قبل. كان ذلك شيمة أصحاب البدانة المفرطة والذين يكتنزون الأموال لا فرق حلال أم حراماً قد اكتسبوها لكنهم ورؤسهم كالنعام مدفونة فى الأرض يشراهة غير طبيعية أو صحية ينعمون بفتات الدنيا الزائل. دنيا مصيرها بيت هو شبر مظلم تحت الأرض.
بالأمس نقل لي البريد الخبر المحزن ، وفاة الشابة الرقيقة الخلوقة إبنة صديقنا الراحل التشكيلي بروفيسور حسين جمعان " ريم". هكذا كان الإسم الجميل قد جاء على مسمى ، خيار والدين تشكيليين ، وكانت هي نعم الإبنة الرقيقة العطوفة بوالديها وضيوفهما بارة بالكل رغم رقة عودها وصغر سنها. فقدت والدتها وهي طفلة ثم والدها الذي مات فجأة قبل ثلاثة سنوات وبعدها لم تتخرج. والآن كوالدها يداهمها موت الفجاءة وهي فى ريعان شبابها لم تبلع الثلاثين ، فرحلت كما يرحل نسيم صباح الشتاء السوداني قصير الأجل. ما يحدث الآن من ضغوط إقتصادية وفشل أمني وسياسي ووطن بدون حكومة لأكثر من سنة لكفيل أن يموت شبابه فجأة نتيجة الغبن والإحباطات بل الجوع وفقر الجيوب وعدم الشعور بالأمان وكلهم يهيم على وجهه فى نفق شديد الظلام.
الدرس الصعب المستفاد من رحيل ريم هو " الحياة جداً لقصيرة" يا أولي الألباب ويا كل أصحاب البدانة المفرطة واكتناز المال فى وطن يجوع أحراره وخيرة شبابه وأطفاله "فمصيرهم الموت" ، وإن لم ننتبه لهذا الخطر لتفاديه فيا وطن عليك السلام.
يا ناسين موت الفجاءة ، علامة آخر الزمان أفيقوا، توبوا إلى ربكم ، إعتذروا للوطن ولشبابه أنفقوا تلك الأموال قصيرة العمر فالوطن هو حقيقة نفسه على حافة الموت إن لم نسارع بإنقاذه بالعلاج الصحي الصحيح الناجع.

إلى أسرة الاستاذ الراحل حسين جمعان وبناته سارة وهدي حسين جمعان وإلى زميلات وأصدقاء الراحة عزائي :

بسم الله الرحمن الرحيم

الإبنة العزيزة سارة
لك وشقيقتك السيدة هدي وكل الاسرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري من آين أبدأ وكيف أبدأ والصدمة والحزن من فيض المصيبة يحتوياني. لا أنسي أبداً ذلك اللقاء الجميل الفريد فى تلك الأمسية التي جمعتني وشقيقي إسماعيل بكما فى الخرطوم وفي حضرة والدكما صديقنا وأخونا وحبيبنا حسين فنعم الأب قد كان ونعم الصديق الصادق الصدوق للآخرين قد كان. كتبت ساعتها لكم بوستاً قصيراً معبراً عن شعوري وفرحتي بعد انتهاء تلك الزيارة التي بالقهوة والشاي قد أكرمتنا فيها ريم "غزال الخلاء الأليفة"و الرقيقة كانت فى قوامها كرقة عواطف والدها وكم كانت هي بنت أبيها كما يقولون فى المثل وهكذا مثل أبيها قد فارقت الدنيا هكذا على عجل " لمحة من نور شق الظلام فغاب" لتلحق بوالديها ويارب "نعم اللقاء سيكون" اسألك بجاهك وكرمك ورحمتك أن تكرمها باللقاء معهما سكنة الخلود والتباهي الهنيئة فى أعلى درجات الفردوس مع الشهداء والنبيين والصديقين. يا رب أغفر لها وارحمها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة. اللهم لا تفتنا بعدها ولا تحرمنا أجرها. أسأل الله أن يصبرك وشقيقتك هدى وزوجها وكل أفراد الاسرة الموقرة. تقبلوا عزاء أسرتي وشقيقي إسماعيل الذي حزيناً أبلغنا بالنبأ المحزن .

أسال الله لي ولكم حسن الخاتمة. حفظكم الله وصبركم وجمع شملكم على خير وأن يربط على قلوبكم. فالموت حق ولا نقول إلا ما يرضي الله " إنا لله وإنا اليه راجعون "

عمكم دكتور عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
المملكة المتحدة

drabdelmoneim@gmail.com
////////////////////////////

 

آراء