ميزان من كفة واحدة
صفاء الفحل
19 July, 2023
19 July, 2023
عصب الشارع -
الإحتفاء الذي وجده تقرير اللجنة الأمريكية السعودية المشتركة من الفلول واللجنة الأمنية بوسائل التواصل الإجتماعي ومحاولة الإيحاء بأنه إنتصار لهم مجافي للواقع تماما، فقد أخذ الكيزان وفلول الجيش مايلي جرائم قوات جنجويد الدعم السريع ومزقوا الجزء الذي يليهم معتقدين كالعادة جهل الشعب السوداني الذي إرتفعت درجة الوعي لديه إلى إدراكه بكافة الخبث الذي تتعامل به تلك الفئة التي صارت هي الجاهلة في محاولتها تجهيل الشعب
وعموماً لا أحد يعفي جنود مرتزقي جنجويد الدعم السريع من إرتكاب الإنتهاكات والجرائم، ليس اليوم بل منذ مايقارب العشرين عاما، اي منذ تاسيس ودعم وتسليح هذه المليشيات علي يد الكيزان وهم قد سرقوا وقتلوا وإغتصبوا وكانوا أكثر فظاعة في دارفور، ومن حق المجتمع الدولي إلصاق كافة التهم عليهم حتي ولو لم يرتكبها طالما انها قد وقعت في أماكن سيطرته ولا يمكن لتقرير اللجنة الأمريكية السعودية الذي صدر أن يقول غير ذلك والا كان مجافياً للحقيقة، فالجميع يعلم ذلك ويمكننا أن نضيف عليه أنهم قد شاركوا في مجزرة إعتصام القيادة العامة وقمع التظاهرات السلمية بالإضافة طبعاً الي مباركتهم للانقلاب الكيزاني الذي كان تراجعهم عنه سببا في قيام هذه الحرب المدمرة
ولكن يجب علينا أن نكمل ونقول كل ماجاء في ذلك التقرير وإلا نتحدث عن نصفه ونخفي النصف الآخر، فلا يوجد ميزان عادل على الكرة الأرضية من كفة واحدة وأن نتابع التقرير الذي وثق ايضاً قيام اللجنة الأمنية التي تقود القتال باسم الجيش السوداني بإرتكاب العديد من الجرائم ضد الانسانية خلال هذه الحرب وضربت المدنيين بالطائرات والمدافع وأن جنودها والكتائب التي إستعانت بها وجنود بعض الحركات المتمردة المتحالفة معها قد إرتكبوا أيضاً العديد من الجرائم، فقد قتلوا واغتصبوا وسرقوا أيضاً. وبالتالي فإن العقوبات المتوقعة ستطال الطرفين.
أما حكاية الجيش القومي وضرورة الإلتفاف حوله فهذه لافتات يضعها الفلول الذين يختبؤون خلفه للوقوف معهم خلال حربهم للقضاء على مليشيا الدعم السريع وهو أمر مردود عليهم إذا كانت القناعة بضرورة إزاحة الطرفين من المشهد فإذا إفترضنا نجاح الجنجويد في هذه الحرب فإنهم يظلون جنجويد ولن يستطيعوا إستلام مقاليد الحكم أما في حال نجاح الفلول في كسب الحرب بإسم القوات المسلحة فلا يستطيع إزاحتهم مرة أخرى، حيث يستعملون القبضة الحديدية وبإسم الجيش أيضاً، وقد بدأت هذه الخطوة فعلاً في التخلص من الناشطين المؤثرين تمهيداً لتلك العودة
وعندما رفع شباب ثورة ديسمبر العظيمة شعار : "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل" كان قد رفعه عن إدراك تام بأن الجانبان هما العقبة الحقيقية أمام تقدم ورفاهية الوطن وقد سبقوا في ذلك اللجنة المشتركة الأمريكية السعودية إعلانا بأن الطرفان سيكونان سببا في دمار الوطن وهذا ماكان فعلا ولم تفعل تلك اللجنة سوى إعادة ذلك الشعار الخالد ولكن بشكل مختلف هذه المرة وبعد أن حدث ما حذر الثوار منه
يظل وعي الثورة المتقدم هو النبراس الذي يضيء خارطة طريق السودان الجديد وتظل كل الطرق تقود الي نار الثورة التي مازالت مشتعلة .. وإلى أن الشباب هم المستقبل وأن كل مايدور ماهو الا مخاض لصناعة السودان الجديد
وتظل الثورة مستمرة
ويظل القصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء...
الجريدة
الإحتفاء الذي وجده تقرير اللجنة الأمريكية السعودية المشتركة من الفلول واللجنة الأمنية بوسائل التواصل الإجتماعي ومحاولة الإيحاء بأنه إنتصار لهم مجافي للواقع تماما، فقد أخذ الكيزان وفلول الجيش مايلي جرائم قوات جنجويد الدعم السريع ومزقوا الجزء الذي يليهم معتقدين كالعادة جهل الشعب السوداني الذي إرتفعت درجة الوعي لديه إلى إدراكه بكافة الخبث الذي تتعامل به تلك الفئة التي صارت هي الجاهلة في محاولتها تجهيل الشعب
وعموماً لا أحد يعفي جنود مرتزقي جنجويد الدعم السريع من إرتكاب الإنتهاكات والجرائم، ليس اليوم بل منذ مايقارب العشرين عاما، اي منذ تاسيس ودعم وتسليح هذه المليشيات علي يد الكيزان وهم قد سرقوا وقتلوا وإغتصبوا وكانوا أكثر فظاعة في دارفور، ومن حق المجتمع الدولي إلصاق كافة التهم عليهم حتي ولو لم يرتكبها طالما انها قد وقعت في أماكن سيطرته ولا يمكن لتقرير اللجنة الأمريكية السعودية الذي صدر أن يقول غير ذلك والا كان مجافياً للحقيقة، فالجميع يعلم ذلك ويمكننا أن نضيف عليه أنهم قد شاركوا في مجزرة إعتصام القيادة العامة وقمع التظاهرات السلمية بالإضافة طبعاً الي مباركتهم للانقلاب الكيزاني الذي كان تراجعهم عنه سببا في قيام هذه الحرب المدمرة
ولكن يجب علينا أن نكمل ونقول كل ماجاء في ذلك التقرير وإلا نتحدث عن نصفه ونخفي النصف الآخر، فلا يوجد ميزان عادل على الكرة الأرضية من كفة واحدة وأن نتابع التقرير الذي وثق ايضاً قيام اللجنة الأمنية التي تقود القتال باسم الجيش السوداني بإرتكاب العديد من الجرائم ضد الانسانية خلال هذه الحرب وضربت المدنيين بالطائرات والمدافع وأن جنودها والكتائب التي إستعانت بها وجنود بعض الحركات المتمردة المتحالفة معها قد إرتكبوا أيضاً العديد من الجرائم، فقد قتلوا واغتصبوا وسرقوا أيضاً. وبالتالي فإن العقوبات المتوقعة ستطال الطرفين.
أما حكاية الجيش القومي وضرورة الإلتفاف حوله فهذه لافتات يضعها الفلول الذين يختبؤون خلفه للوقوف معهم خلال حربهم للقضاء على مليشيا الدعم السريع وهو أمر مردود عليهم إذا كانت القناعة بضرورة إزاحة الطرفين من المشهد فإذا إفترضنا نجاح الجنجويد في هذه الحرب فإنهم يظلون جنجويد ولن يستطيعوا إستلام مقاليد الحكم أما في حال نجاح الفلول في كسب الحرب بإسم القوات المسلحة فلا يستطيع إزاحتهم مرة أخرى، حيث يستعملون القبضة الحديدية وبإسم الجيش أيضاً، وقد بدأت هذه الخطوة فعلاً في التخلص من الناشطين المؤثرين تمهيداً لتلك العودة
وعندما رفع شباب ثورة ديسمبر العظيمة شعار : "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل" كان قد رفعه عن إدراك تام بأن الجانبان هما العقبة الحقيقية أمام تقدم ورفاهية الوطن وقد سبقوا في ذلك اللجنة المشتركة الأمريكية السعودية إعلانا بأن الطرفان سيكونان سببا في دمار الوطن وهذا ماكان فعلا ولم تفعل تلك اللجنة سوى إعادة ذلك الشعار الخالد ولكن بشكل مختلف هذه المرة وبعد أن حدث ما حذر الثوار منه
يظل وعي الثورة المتقدم هو النبراس الذي يضيء خارطة طريق السودان الجديد وتظل كل الطرق تقود الي نار الثورة التي مازالت مشتعلة .. وإلى أن الشباب هم المستقبل وأن كل مايدور ماهو الا مخاض لصناعة السودان الجديد
وتظل الثورة مستمرة
ويظل القصاص أمر حتمي
والرحمة والخلود للشهداء...
الجريدة