ميشو .. نموذج للمدربين غير التقليديين!!

 


 

ياسر قاسم
23 July, 2011

 

رأي صريح

ygasim@yahoo.com

*تمنينا الكتابة في الأيام الماضية عن مسألة فنية مهمة فيها من الفوائد ما يصعب حصره في هذه المساحة، ولكن التنبيه ببعضها أفضل من السكوت والمرور عليها مرور الكرام، فمشاركة لاعب مثل جمعة جينارو لأول مرة في مرحلة متقدمة من بطولة قارية مثل دوري أبطال افريقيا وفي خانة حساسة مثل حراسة المرمي ليس بالأمر السهل أو القرار العادي الذي يقدم عليه أي مدرب.
*وقبل الحديث عن جمعة جينارو وتألقه غير المتوقع وكسره حاجز خوف حداثة التجربة، يجدر بنا الاشادة بالمدرب ميشو الذي قدم نموذجا رائعا في تغليب مصلحة فريق علي مصلحته الآنية، ميشو لم يقدم حججه المسبقة قبل المباراة للجماهير تحسبا من حدوث خسارة تطيح به من منصبه وهو يرفض الخوض مع الخائفين من تأثير غياب الحارس الأساسي المعز محجوب وعدم ظهور الحارس الاحتياطي الثاني عبد الرحمن الدعيع بالمستوي المطمئن في مباراة نيل الحصاحيصا قبل أيام قليلة من السفر لنيجيريا، لم يضغط ميشو علي مجلس الادارة لاستعجال عودة المعز كما كان سائدا طوال السنوات الماضية، بل أقدم بكل جرأة علي اشراك لاعب يعلم الجميع انه الحارس الثالث في الفريق، وقبل ذلك ظل يكيل المدح له ويزرع فيه الثقة ليعده نفسيا ومعنويا للمباراة.
*مهما اختلفنا حول كفاءة هذا المدرب ومهما كان رأي الفنيين في تفاصيل تدريبه للهلال، تبقي طريقة اختياره للاعبين وتعامله معهم قبل كل مباراة درسا مجانيا للمدربين التقليديين، ومثل هذا التعامل هو الذي يفرق بين المدربين بغض النظر عن فوارق كفاءتهم، والتدريب ليس فلسفة ونظريات وعبارات رنانة، والمدرب الشاطر من يدفع لاعبيه لتقديم أقصي ما عندهم، ولا يتحقق ذلك الا عند احساسهم بالمعاملة بالمثل ( لا فرق بين لاعب ولاعب الا بما يبذله في الملعب )، وفي كرة القدم بالذات يمكن تعويض فوارق الامكانيات والمهارات بالروح القتالية والدافع المعنوي وحين يحس اللاعب بأن مواظبته والتزامه وجهده في التمارين تجد التقدير من مدربه يستطيع التغلب علي أي فوارق فنية بالجاهزية المعنوية والذهنية.
*لا نريد المقارنة هنا بين ما فعله ميشو وهو يضع حدا لمغامرة اعتماد الهلال علي حارسه المعز محجوب في البطولات الافريقية وبين ما فعله المدرب حسام البدري وهو يصر علي ارجاع الحارس الثالث ياسين من معسكر كينيا ويصر علي اشراك عصام الحضري في دورة ظل يردد انها استعداد للدورة الثانية للدوري المحلي، ولكننا نتحدث عن واقع ظل يعاني منه الهلال قبل المريخ، فلاعب مثل المعز محجوب ما كان سيقدم علي الابتعاد في الأوقات الحرجة والمهمة لفريقه ان شعر بوجود من يملأ خانته، وقرار ميشو الأخير باشراك واكتشاف الحارس جمعة جينارو ضرب عدد من العصافير بحجر واحد، وكلها تصب في مصلحة الهلال وتصلح لتكون درسا لمن يختارون التشكيلة بعيدا من الملعب.
أراء في كلمات
*حملة تستند للمزاج الشخصي يقودها البعض للضغط علي قناة النيل الأزرق لايقاف عرض برنامج أغاني وأغاني في شهر رمضان الكريم.
*ما هو العيب وأين الحرمة في بث هذا البرنامج بعد الافطار ؟
*أشفقنا كثيرا علي الجنرال حسن فضل المولي وهو يضطر ليقول أمس في صحيفة الرأي العام ان قناة النيل الأزرق أعدت 10 برامج دينية تعرض يوميا خلال الشهر الكريم.
*المسألة لم تكن تحتاج كل ذلك فاعتدال قناة النيل الأزرق لا يختلف عليه اثنان، النيل الأزرق لا تغفل دورها تجاه المجتمع ومثلما يجد الترفيه والترويح عن النفس مساحته فالحال كذلك في التركيز علي البرامج الدينية في شهر رمضان وغير رمضان.
*حصول برنامج أغاني وأغاني علي نسبة مشاهدة عالية ليس جرما حتي تتم المطالبة بايقاف بثه .
*خيارات القنوات أصبحت بالمئآت ان لم تكن بالآلآف وفي استطاعة من لا تروق له مشاهدة البرنامج التحول للقناة التي تناسبه بكبسة زر .
*قناة النيل الأزرق نجحت في احداث التوازن في خارطة برامجها وليس من الحكمة فرض ذوق فئة من الناس علي كل الشعب السوداني.
*بمناسبة الفضائيات لابد من الاشادة والاعجاب بالقناة الوليدة ( أم درمان ) التي كشفت عن تميزها في الساعات الأولي لبثها التجريبي.
*لم نستغرب الاعداد الأروع لشكل برامج قناة ( أم درمان ) طالما يقود دفتها الأستاذ حسين خوجلي.
*نجاح القناة بدأ من اختيار اسمها فأم درمان التي انطلق منها بدأ منها أول بث عبر الأثير قبل أكثر من 70 عاماً تستحق أن تكون له فضائيها تحمل اسمها المميز.
*لا مجال لفرض الاملاءات في تحديد ما يبث وما لا يبث، فالمشاهد لا يجبر علي مشاهدة قناة طالما بيده ( الريموت كنترول ).
*بهذا الفهم وضع حسن فضل المولي قناة النيل الأزرق في المقدمة، وأي محاولة لفرض الوصايا عليه ستجعل القناة خارج الشبكة.

 

آراء