مَن الذي أضاع الوطن
اللواء شرطه م محمد عبد الله الصايغ
27 April, 2024
27 April, 2024
لواء شرطه م محمد عبد الله الصايغ
أنا لا ألوم مَن لا أخلاقَ لَهُم حتى لو أدّت بِهِم أنانيّة الهروب من المُساءلَةِ والعِقاب لإشعال حربٍ وتدمير وطن على رؤوسِ مواطنيه.
فوجِئنا وفوجِئَ حماسُنا وفوجئَ الماردُ المُنطَلِقُ من دواخِلِنا بعدَ سجنٍ إنفرادي لأعوامٍ ثلاثين. بعد ثلاثين عاماً من الذُلّ والقهر إمتلأت الرئه بالهواء النظيف لاوّلِ مَرّه بسببِ هذا الشعب الجميل.
لم يكُن سبب المفاجأه حميدتي ولا البُرهان ولا مَن وراءهُما من حُشودٍ عسكريه فنحنُ لم نتعامَل مع أيّ سُلطه عسكريه حتى في زمن الإنتقال وحتى ، في حالةِ هذين الجنرالين غير الحَقيقِيَين ، fake generals , كان الترياقُ موجوداً متمثلاً في شارِعٍ مُوَحَّدٍ حينَها ، يغلي ولا يُمكن تجاوُّزُهُ.
كانت المُفاجأه من مَدَنيينا الذين سدّدوا سهاماً صدِئةً إلى كُلّ الثقةِ والفَرحَه وتاريخٍ ظلّ يبحث ويحفِرَ الصخر مُتَطَلّعاً لتلك اللحظه التي ما ظَنَّ ان تمتدَّ به الأيّام للقائها.
لقد ظلّت القوات المُسَلّحه السودانيه وحلفاؤها من دعمٍ سريع وحركات مسلحه وشرطه وجهاز أمن ، مُنذُ اكتشافِهِم المُذهِل لفعالية ( الحاويات ) في عَزل مدن العاصمه عن بعضِها واستحالة عبور المتظاهرين وبالتالي السيطره على كُلِّ مدينَه على حِدَه وبالتالي الفتك بِمُتظاهِريها. ، ظلّت هذه القوّات بعيدَةً عن أيّ ( خِيانه ) تسمح بعبور او تَسَلُّل أيّ مُتَظاهِر عَبر الحاويات وحافَظوا على ذلك ( الواجِب ) سِنينَ عددا وعَوّقوا واغتصبوا وقَتلوا وحالوا بين المصابين والمَشافي واقتحموا المشافي وأشبعوها بالغاز المُسيّل للدموع وهاجموا مُشَيّعي الشُهداء إلى المقابر.
ذاكَ كانَ دَيدَن تلك القوّات في التعامُلِ مَع المُتظاهرين السودانيين العُزَّل إلّا من إيمانِهِم بثورَتِهِم من أجل غَدٍ أفضل.
( هي نَفس القوّات التي طالبنا بإزالَتِها بموجب ثوره بحجم ديسمبر ).
الفظائع التي ارتكبها الجنجويد في غرب البلاد ثمّ في الخرطوم التي أُخْلِيَت تماماً في ظرفٍ وجيز بِكَثافَةِ النيران وثِقلِها وقُوَّتِها مُلقِيَةً بأغلَب ساكنيها على العاصمه الثانيه واد مَدني التي ضَمّت فيمن ضَمّت المرضى والمصابين.
زادَ من مُستوى الإستعداد بين القوات الحكوميه وتم تسليح بعض أبناء المنطقه عندما بدأ الجنجويد تَحَرُّشَهُم بمدينة واد مدني وَ سُدّ كبري حنتوب بالحاويات واسترخى أهلُ المدينه وضُيوفُهُم فالفِرقَه الأولى مُشاه وشرطة الولايه والأحهِزه الامنيّه الأُخرى في كامل الجاهزيه والأهم انهم كانوا قد ( وعدوا..! )
هذا السلوك ( الوَعد ) سلب كل من كان بالمدينه حقّهُ في مغادرتِها وحَقّهُ في الجاهزيه للدفاع عن نَفسِهِ وعِرضِهِ ومَالِهِ.
سمِعنا بقواتٍ تُقاتِلُ حتّى آخِرِ فَردٍ فيها وبالضروره يموتُ ضُبّاطها بينَ جنودِهم. سمعنا بقوّاتٍ تُقاتل ثم تنسحِب بتخطيطٍ لهجومٍ آخَر أو تنسَحِب بعد قتالٍ مُقنِع لأيّ أسبابٍ أخرى ولكن لم نسمع بقوات ( تهرُب ) قبل بدء المعركه تارِكَةً عَتادَها ويَهرُب مَعها كل المسؤولين المدنيين .. والأدهى والأمَر يقوموا بإزالة الحاويات عن الكبري قبل ذلك الهروب ( التأريخي ) فاتحين الطريق للعدو ليدخل المدينه ويستبيحها وينتهك أعراضها وأعراض كل الولايه منذ ذلك الهروب وحتى الان.
وَعَدَ قائد الجيش بإجراء تحقيق مع ان الأمر لا يحتاج لتحقيق بل إلى مُحاكمات ميدانيه ( تُرى ) وتشمل قيادات الجيش ومجلسه العسكري وحتّى ذلك التحقيق لم يَرَ النور ولن يراه.
عندما كان الشعب السوداني على قلب رجُلٍ واحد أيّام الثوره حَفِيَت أقدامَنا بينَ المسؤولين المدنيين ونحنُ نُحَدّثُهُم حديث الصِدق. حديثٌ منشؤهُ القلب بكل البيّنات التي خلَقَها اللهُ سُبحانَه أنّ القوّات النِظاميّه مُثقله بكوادر الإنقاذ ومُدَّخَره لليومِ الأسوَد.
حَدّثناهُم عن إجتِماعات جماعة الإنقاذ .. أين؟ .. في وزارة الداخليه ! صَدِّقوا.
كاذِبٌ مَن يَدَّعي أنّ البُرهان أو مَجلِسُهُ هُم المسؤولين .
كما ظللتُ أقول أنّ مَن لا أخلاقَ لَهُم وهُم يَسعونَ إلى ( مُخارَجَة ) أنفُسِهِم من المُحاكمات أو مُخارَجَة أموال السُحت التي سرقوها لا يجب أن يؤاخَذوا فالمُجرُم يتم التعامُل مَعَهُ في إطارِ إجرَامِهِ وانعِدامِ أخلاقِهِ واستعدادِه المجنون لارتكاب المزيد من الجرائم ( desperate men do desperate things ) . مَن الذي أضاعَ الإنتقال؟ من الذي رَفَضَ عودة عشرة الاف ضابط شرطه ومِثلَهُم من الجيش وخلفَ كُلٍ مُنهُم غَبينه ستجعل أداءهُ الصادِق من أجلِ الوطن سوفَ يَصِلُ إلى حَدّ الإبهار؟ مَن الذي غَيّر النص في الوثيقه الدستوريه بما يُفيد تسوية حقوقِهم فقط وإستحالة إعادَتِهِم و ( لماذا )؟من الذي إنتَظَرَ بكل ضباط وقوات الإنقاذ وحافظ عليهِم في مواقِعِهِم وتحت يديهِ أربعين مليون سوداني في الشارع وعلى قلبِ رجُلٍ واحد ، حينَها ، وهي نفس القوات التي تقتل و ( تذبَح ) المدنيين اليوم؟ ومن الذي سكت وحميدتي يتمَدّد؟ ومن الذي ترَك جوبا للعسكَر؟
مساكين مَن يقولون أنّهُم كانوا مضغوطين من العسكر .. الخ ذلك الكلام الممجوج. كان الشعب في الشارع .. وإذا عجز الشعب المارد فهنالك ( ثقافة الإستقاله ) .. وأخيراً مَن الذي أضاعَ السودان؟
melsayigh@gmail.com
////////////////////
أنا لا ألوم مَن لا أخلاقَ لَهُم حتى لو أدّت بِهِم أنانيّة الهروب من المُساءلَةِ والعِقاب لإشعال حربٍ وتدمير وطن على رؤوسِ مواطنيه.
فوجِئنا وفوجِئَ حماسُنا وفوجئَ الماردُ المُنطَلِقُ من دواخِلِنا بعدَ سجنٍ إنفرادي لأعوامٍ ثلاثين. بعد ثلاثين عاماً من الذُلّ والقهر إمتلأت الرئه بالهواء النظيف لاوّلِ مَرّه بسببِ هذا الشعب الجميل.
لم يكُن سبب المفاجأه حميدتي ولا البُرهان ولا مَن وراءهُما من حُشودٍ عسكريه فنحنُ لم نتعامَل مع أيّ سُلطه عسكريه حتى في زمن الإنتقال وحتى ، في حالةِ هذين الجنرالين غير الحَقيقِيَين ، fake generals , كان الترياقُ موجوداً متمثلاً في شارِعٍ مُوَحَّدٍ حينَها ، يغلي ولا يُمكن تجاوُّزُهُ.
كانت المُفاجأه من مَدَنيينا الذين سدّدوا سهاماً صدِئةً إلى كُلّ الثقةِ والفَرحَه وتاريخٍ ظلّ يبحث ويحفِرَ الصخر مُتَطَلّعاً لتلك اللحظه التي ما ظَنَّ ان تمتدَّ به الأيّام للقائها.
لقد ظلّت القوات المُسَلّحه السودانيه وحلفاؤها من دعمٍ سريع وحركات مسلحه وشرطه وجهاز أمن ، مُنذُ اكتشافِهِم المُذهِل لفعالية ( الحاويات ) في عَزل مدن العاصمه عن بعضِها واستحالة عبور المتظاهرين وبالتالي السيطره على كُلِّ مدينَه على حِدَه وبالتالي الفتك بِمُتظاهِريها. ، ظلّت هذه القوّات بعيدَةً عن أيّ ( خِيانه ) تسمح بعبور او تَسَلُّل أيّ مُتَظاهِر عَبر الحاويات وحافَظوا على ذلك ( الواجِب ) سِنينَ عددا وعَوّقوا واغتصبوا وقَتلوا وحالوا بين المصابين والمَشافي واقتحموا المشافي وأشبعوها بالغاز المُسيّل للدموع وهاجموا مُشَيّعي الشُهداء إلى المقابر.
ذاكَ كانَ دَيدَن تلك القوّات في التعامُلِ مَع المُتظاهرين السودانيين العُزَّل إلّا من إيمانِهِم بثورَتِهِم من أجل غَدٍ أفضل.
( هي نَفس القوّات التي طالبنا بإزالَتِها بموجب ثوره بحجم ديسمبر ).
الفظائع التي ارتكبها الجنجويد في غرب البلاد ثمّ في الخرطوم التي أُخْلِيَت تماماً في ظرفٍ وجيز بِكَثافَةِ النيران وثِقلِها وقُوَّتِها مُلقِيَةً بأغلَب ساكنيها على العاصمه الثانيه واد مَدني التي ضَمّت فيمن ضَمّت المرضى والمصابين.
زادَ من مُستوى الإستعداد بين القوات الحكوميه وتم تسليح بعض أبناء المنطقه عندما بدأ الجنجويد تَحَرُّشَهُم بمدينة واد مدني وَ سُدّ كبري حنتوب بالحاويات واسترخى أهلُ المدينه وضُيوفُهُم فالفِرقَه الأولى مُشاه وشرطة الولايه والأحهِزه الامنيّه الأُخرى في كامل الجاهزيه والأهم انهم كانوا قد ( وعدوا..! )
هذا السلوك ( الوَعد ) سلب كل من كان بالمدينه حقّهُ في مغادرتِها وحَقّهُ في الجاهزيه للدفاع عن نَفسِهِ وعِرضِهِ ومَالِهِ.
سمِعنا بقواتٍ تُقاتِلُ حتّى آخِرِ فَردٍ فيها وبالضروره يموتُ ضُبّاطها بينَ جنودِهم. سمعنا بقوّاتٍ تُقاتل ثم تنسحِب بتخطيطٍ لهجومٍ آخَر أو تنسَحِب بعد قتالٍ مُقنِع لأيّ أسبابٍ أخرى ولكن لم نسمع بقوات ( تهرُب ) قبل بدء المعركه تارِكَةً عَتادَها ويَهرُب مَعها كل المسؤولين المدنيين .. والأدهى والأمَر يقوموا بإزالة الحاويات عن الكبري قبل ذلك الهروب ( التأريخي ) فاتحين الطريق للعدو ليدخل المدينه ويستبيحها وينتهك أعراضها وأعراض كل الولايه منذ ذلك الهروب وحتى الان.
وَعَدَ قائد الجيش بإجراء تحقيق مع ان الأمر لا يحتاج لتحقيق بل إلى مُحاكمات ميدانيه ( تُرى ) وتشمل قيادات الجيش ومجلسه العسكري وحتّى ذلك التحقيق لم يَرَ النور ولن يراه.
عندما كان الشعب السوداني على قلب رجُلٍ واحد أيّام الثوره حَفِيَت أقدامَنا بينَ المسؤولين المدنيين ونحنُ نُحَدّثُهُم حديث الصِدق. حديثٌ منشؤهُ القلب بكل البيّنات التي خلَقَها اللهُ سُبحانَه أنّ القوّات النِظاميّه مُثقله بكوادر الإنقاذ ومُدَّخَره لليومِ الأسوَد.
حَدّثناهُم عن إجتِماعات جماعة الإنقاذ .. أين؟ .. في وزارة الداخليه ! صَدِّقوا.
كاذِبٌ مَن يَدَّعي أنّ البُرهان أو مَجلِسُهُ هُم المسؤولين .
كما ظللتُ أقول أنّ مَن لا أخلاقَ لَهُم وهُم يَسعونَ إلى ( مُخارَجَة ) أنفُسِهِم من المُحاكمات أو مُخارَجَة أموال السُحت التي سرقوها لا يجب أن يؤاخَذوا فالمُجرُم يتم التعامُل مَعَهُ في إطارِ إجرَامِهِ وانعِدامِ أخلاقِهِ واستعدادِه المجنون لارتكاب المزيد من الجرائم ( desperate men do desperate things ) . مَن الذي أضاعَ الإنتقال؟ من الذي رَفَضَ عودة عشرة الاف ضابط شرطه ومِثلَهُم من الجيش وخلفَ كُلٍ مُنهُم غَبينه ستجعل أداءهُ الصادِق من أجلِ الوطن سوفَ يَصِلُ إلى حَدّ الإبهار؟ مَن الذي غَيّر النص في الوثيقه الدستوريه بما يُفيد تسوية حقوقِهم فقط وإستحالة إعادَتِهِم و ( لماذا )؟من الذي إنتَظَرَ بكل ضباط وقوات الإنقاذ وحافظ عليهِم في مواقِعِهِم وتحت يديهِ أربعين مليون سوداني في الشارع وعلى قلبِ رجُلٍ واحد ، حينَها ، وهي نفس القوات التي تقتل و ( تذبَح ) المدنيين اليوم؟ ومن الذي سكت وحميدتي يتمَدّد؟ ومن الذي ترَك جوبا للعسكَر؟
مساكين مَن يقولون أنّهُم كانوا مضغوطين من العسكر .. الخ ذلك الكلام الممجوج. كان الشعب في الشارع .. وإذا عجز الشعب المارد فهنالك ( ثقافة الإستقاله ) .. وأخيراً مَن الذي أضاعَ السودان؟
melsayigh@gmail.com
////////////////////