نادي الحكومة ونادي الشعب (2)
اصل الحكاية
إنتظرت توضيح من لجنة التعبئة المريخية للخبر الذي نشره الزميل العزيز هيثم محمد علي بصحيفة قوون قبل أيام ، والخبر المنشور جاءت تفاصيله علي النحو التالي : ( حرص سعادة الطيب حسن بدوي وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم علي مخاطبة القافلة التي قامت لجنة الدعم والتعبئة المريخية بتسييرها للمتضررين من السيول والامطار بمحلية أمبدة في حضور معتمد أمبدة عبداللطيف فضيلي وبحضور عدد من قيادات لجنة التعبئة المريخية بقيادة العميد مكي حاج موسي وعادل محمد نور وعبدالوكيل عثمان والذين طالبوا الوزير بمد لجنة التسيير المريخية الحالية والتي ينتهي عمرها في الأول من سبتمبر المقبل ، حيث إستجاب سعادة الوزير لمناشدة لجنة التعبئة المريخية وأعلن من خلال القافلة عن التمديد للجنة التسيير الحالية دون الإفصاح عن تفاصيل هذا القرار وأن يكون حتي نهاية الموسم الحالي أو قبل إنطلاقة الموسم الجديد) إنتهي .
إنتظرت توضيح من لجنة التعبئة المريخية لهذا الخبر أو نفي ، ولكن لم يحدث شيء من هذا القبيل مايؤكد صحة الخبر ، فالخبر في مجمله صادم ، فقد تم إستغلال إغاثة المتضررين من السيول والامطار أبشع إستغلال يمكن أن يخطر علي بال إنسان ، فالهدف في ظاهره إنساني ونبيل بالوقوف مع المنكوبين في لحظة فاصلة يحتاجون فيها لكل أنواع الدعم معنويا كان أم ماديا ، ولكن لجنة التعبئة قدمت نفسها بصورة إنتهازية مقززة بتحويل هدف سامي ونبيل ، إلي مطالبة رخيصة بالتمديد للجنة التسيير ( المعينة ) من الوزير ، وكشفت اللجنة بكل أسف عن وجه قبيح وهي تستغل معاناة الإنسان السوداني ، وتتاجر بالكارثة الإنسانية التي تدافع لها الناس من كل صوب وحدب لدعم ومساندة أبناء هذا الوطن المنكوبين لتقدم في عرض باهت نفسها للجنة التسيير بأنها نجحت في تمديد فترة التعيين التي شارفت علي الإنتهاء إلي فترة أخري ، ويتصدر الخبر المانشيتات الاولي للصحف ، ويضيع شرف المبادرة الانساني شمار في مرقة .
لنكتشف أننا كنا أمام مسرحية رسمت تفاصيلها وخطط لها بدقة يحسد عليها جماعة اللجنة ومن يقف وراءهم وهم يتاجرون بمحنة المنكوبين من أجل هذا المكسب الرخيص .
عموما لم أندهش من هذا الموقف المخجل ، وسبق أن تنبأت به في العمود الاخير الذي كتبته عن لجنة التعبئة تحت عنوان ( غول إسمه لجنة التعبئة المريخية) ، وإن كان هناك شيء من الحزن علي الحال الذي وصلنا إليه ، بالدرجة التي أصبح معها يمكن توقع أي شيء وفي أي مكان وزمان ، ولايفرق كثيرا ، كارثة ، محنة ، مأساة ، المهم إجادة إستغلال الفرصة .
ومع ذلك مازال السودان بألف خير ، فالشباب يتدافعون من كل صوب وحدب لدعم ومساندة المتضررين من كارثة السيول والأمطار ، شباب يسدون قرص الشمس ، لايعرفهم أحد ولايرغبون في أن يعرفهم أحد ، نجحوا في وقت وجيز في لفت الانتباه إلي حجم الكارثة ، فتنادوا وإنتشروا في معظم المواقع التي تضررت من السيول والامطار ، وقدموا ولازالوا يقدموا خدمات عظيمة بعيدا عن فلاش الكاميرا ( وصورني مع الحاجة دي وانا بديها الكرتونة) ، ومثل الشباب كثير السودانيين الذين هزتهم المحنة فسارعوا في صمت وقدموا مافي إستطاعتهم بسواعدهم وبأموالهم ، بعيدا عن الأضواء .
لجنة التعبئة المريخية أكدت بهذا السلوك ودور الكمبارس الذي لعبته في مسرحية ( التمديد للجنة التسيير) أنها تؤدي الادوار المرسومة لها بعناية يحسدها عليها عادل إمام . أما مساندة بدوي الوزير لنادي الحكومة فتحتاج إلي التوقف عندها ، ولكن غدا لو كان في العمر بقية .
hassan faroog [hassanfaroog@gmail.com]