نحنُ لم نسأم الموت كثمَنٍ لمبادئنا
اللواء شرطه م محمد عبد الله الصايغ
3 August, 2022
3 August, 2022
صَرّحَ مدير شرطة ولاية الخرطوم :
(لا علاقة لعربات الشرطة المنتشرة حول شوارع القصر والتي هي محاطه بالاسلاك الشائكة واي انتهاك يحدث الشرطة بريئة منه ولا علم لنا لمن تتبع).
الخبر أعلاه تَعِجُّ به وسائل التواصل الاجتماعي. ( إن ثبتت ) صحة نسبة هذا الحديث للسيد مدير شرطة ولاية الخرطوم فإن لذلك دلالات يجب الإشاره إليها والتحدّث عنها والتوقُّف عِندَها.
أول هذه الدلالات هو مُجَرّد صدور مثل هذا التصريح حيثُ أنّ ذلك يعني إنفِلات أحد الضباط القياديين لخارج حوش الإنقلاب ولِخارج السياسه العامّه التي ظلّت تَفرِضُ ستاراً كثيفاً على أهم جانب من سياسات الدوله والّذي له تأثيراً مباشراً على راهن الوضع في الوطن.
نحنُ نعيشُ في وضعٍ مأساويٍّ منذ ساعة الإنقلاب لم تُفارقُهُ رائحَة البارود والقنابِل والغاز ونعيشُ تغييباً كامِلاً عن مَن هي الجهات التي إصبَعُها على الزِناد فلا أحَدٌ من الذين نراهُم في مواجهة المواكب يُشبِهُ رجال الشرطه الذين عرفنا عبر تاريخِها ورأينا تسليحاً لا يَمِتُّ بِصِلَةٍ للشرطه ولا سلوكِها ولا تسليحِها الذي نصّ عليه القانون مِن مُدِي وسكاكين وسواطير وعكاكيز ومن جانبٍ آخر رشّاشات ثقيله محموله على عربات. ويعلم الجميع أن زي الشرطه لم تَعُد له كرامه بعد توزيعِهِ من مَخازِنِها لغيرِ أهلِها فانتَفَت الهَويّه ولم يعُد أحدٌ يأمَن من يرتدونَهُ على الطريقِ العام.
ثاني هذه الدلالات هو كسر دائرة الرّهبه والتحدث بالصوت العالي ويحمل ذلك أيضاً تجاوّباً محموداً مع نبض الشارع الذي سئمَ القتل واستمَرّ يطلُب الموت دون أن يَعرِف مَن هو قاتِلُه إذ أنّ في هذا التصريح درءاً مُبَكّراً لمسووليةٍ متوقَعٌ مواجَهَتها غابَت معرفتُها بسببِ صَمتٍ طالَ أمَدُهُ.
ثالثاً نحنُ نستشعرُ نفياً تحذيرياً مسؤولًا لمسؤولية الشرطه عن حدثٍ ، ولو أنّهُ لم يقع بعد ، في قالَبٍ مختَلِف عمّا اعتادت ان تُطالِعنا به في بياناتِها ومؤتمراتها.
هي خطوةٌ نُشجّعُها ونُشيدُ بها إلّا أننا نُسارِعُ إلى لَفت نَظر الشرطه إلى الخطوات القانونيه صَوبَ رُكنٍ هام في هَيكَل أوجب واجبات الشرطه وهو ( منع وقوع الجريمه ) فالشاهِدُ أنّهُ لا يُكتَفَى بالتحذير فقط وهُنالك جريمةٌ قد تُرتَكب إلّا اذا كان التحذير هو الوسيله الوحيده المُتاحَه ولا أعتقدُ أن ذلك ممكن واقِعاً. فنحنُ أمام أسلاكٍ شائكَه وسيّارات وآليّات عليها شعار الشُرطه وهي لا تتبعُ للشرطه وقطعاً هنالك قُوّه بشريه مسؤوله عن تشغيلِها وهي التي أتت بها إلى موقِعِها هذا. إذاً كُنّا سنكونُ أكثر إمتِناناً لو أنّ الشُرطه قامَت بمُداهَمة هذه الآليات وألقَت القبض على أطقُمِها وفتحت بلاغات في مواجهتِهِم وسَحَبَت الآليات إلى أقسامِها وتَحَرّت الأمر وخرجت تُعلِنُ عن ذلك ونتائجَهُ للشعب السوداني.
إذاً المشهد الذي اكتنَف التحذير يُحَدِّثُ عن تَنَصُّلٍ عن المسؤوليه مع إشادَتِنا بِهِ كأوّلِ تصريحٍ إيجابيٍّ لمسؤولٍ يأتي بعد ثلاثٍةٍ وثلاثينَ عاماً. اتمنى ان يكون التصريح صحيحاً ومقصودًا من قائلِهِ ومُتَوافقٌ عليهِ من القياده فنحنُ لَم نسأمَ المَوت كثمَنٍ لمبادئنا ولكن سئمنا نسبة القَتل لأهلنا قبيلة الشرطه وسئمنا اليد المُطلَقه بعلم الشرطه من مليشيا وكتائب وبكينا كثيراً على قِيَم ومبادىء و زي الشرطه.
للقياده أقول أنكم وصلتم أقصى رتبه في سُلّم المِهنَه وبَعدَهُ لا شيئ. هنالكَ طريقان لا ثالثَ لهُما أمّا ولوج التاريخ من أوسعِ أبوابِهِ او الذهاب الى مَزبَلَتِه. يقولُ المولى عزّ وجل ( إنّا هديناهُ السبيلَ إمّا شاكراً وأما كفورا ).
melsayigh@gmail.com
///////////////////////
(لا علاقة لعربات الشرطة المنتشرة حول شوارع القصر والتي هي محاطه بالاسلاك الشائكة واي انتهاك يحدث الشرطة بريئة منه ولا علم لنا لمن تتبع).
الخبر أعلاه تَعِجُّ به وسائل التواصل الاجتماعي. ( إن ثبتت ) صحة نسبة هذا الحديث للسيد مدير شرطة ولاية الخرطوم فإن لذلك دلالات يجب الإشاره إليها والتحدّث عنها والتوقُّف عِندَها.
أول هذه الدلالات هو مُجَرّد صدور مثل هذا التصريح حيثُ أنّ ذلك يعني إنفِلات أحد الضباط القياديين لخارج حوش الإنقلاب ولِخارج السياسه العامّه التي ظلّت تَفرِضُ ستاراً كثيفاً على أهم جانب من سياسات الدوله والّذي له تأثيراً مباشراً على راهن الوضع في الوطن.
نحنُ نعيشُ في وضعٍ مأساويٍّ منذ ساعة الإنقلاب لم تُفارقُهُ رائحَة البارود والقنابِل والغاز ونعيشُ تغييباً كامِلاً عن مَن هي الجهات التي إصبَعُها على الزِناد فلا أحَدٌ من الذين نراهُم في مواجهة المواكب يُشبِهُ رجال الشرطه الذين عرفنا عبر تاريخِها ورأينا تسليحاً لا يَمِتُّ بِصِلَةٍ للشرطه ولا سلوكِها ولا تسليحِها الذي نصّ عليه القانون مِن مُدِي وسكاكين وسواطير وعكاكيز ومن جانبٍ آخر رشّاشات ثقيله محموله على عربات. ويعلم الجميع أن زي الشرطه لم تَعُد له كرامه بعد توزيعِهِ من مَخازِنِها لغيرِ أهلِها فانتَفَت الهَويّه ولم يعُد أحدٌ يأمَن من يرتدونَهُ على الطريقِ العام.
ثاني هذه الدلالات هو كسر دائرة الرّهبه والتحدث بالصوت العالي ويحمل ذلك أيضاً تجاوّباً محموداً مع نبض الشارع الذي سئمَ القتل واستمَرّ يطلُب الموت دون أن يَعرِف مَن هو قاتِلُه إذ أنّ في هذا التصريح درءاً مُبَكّراً لمسووليةٍ متوقَعٌ مواجَهَتها غابَت معرفتُها بسببِ صَمتٍ طالَ أمَدُهُ.
ثالثاً نحنُ نستشعرُ نفياً تحذيرياً مسؤولًا لمسؤولية الشرطه عن حدثٍ ، ولو أنّهُ لم يقع بعد ، في قالَبٍ مختَلِف عمّا اعتادت ان تُطالِعنا به في بياناتِها ومؤتمراتها.
هي خطوةٌ نُشجّعُها ونُشيدُ بها إلّا أننا نُسارِعُ إلى لَفت نَظر الشرطه إلى الخطوات القانونيه صَوبَ رُكنٍ هام في هَيكَل أوجب واجبات الشرطه وهو ( منع وقوع الجريمه ) فالشاهِدُ أنّهُ لا يُكتَفَى بالتحذير فقط وهُنالك جريمةٌ قد تُرتَكب إلّا اذا كان التحذير هو الوسيله الوحيده المُتاحَه ولا أعتقدُ أن ذلك ممكن واقِعاً. فنحنُ أمام أسلاكٍ شائكَه وسيّارات وآليّات عليها شعار الشُرطه وهي لا تتبعُ للشرطه وقطعاً هنالك قُوّه بشريه مسؤوله عن تشغيلِها وهي التي أتت بها إلى موقِعِها هذا. إذاً كُنّا سنكونُ أكثر إمتِناناً لو أنّ الشُرطه قامَت بمُداهَمة هذه الآليات وألقَت القبض على أطقُمِها وفتحت بلاغات في مواجهتِهِم وسَحَبَت الآليات إلى أقسامِها وتَحَرّت الأمر وخرجت تُعلِنُ عن ذلك ونتائجَهُ للشعب السوداني.
إذاً المشهد الذي اكتنَف التحذير يُحَدِّثُ عن تَنَصُّلٍ عن المسؤوليه مع إشادَتِنا بِهِ كأوّلِ تصريحٍ إيجابيٍّ لمسؤولٍ يأتي بعد ثلاثٍةٍ وثلاثينَ عاماً. اتمنى ان يكون التصريح صحيحاً ومقصودًا من قائلِهِ ومُتَوافقٌ عليهِ من القياده فنحنُ لَم نسأمَ المَوت كثمَنٍ لمبادئنا ولكن سئمنا نسبة القَتل لأهلنا قبيلة الشرطه وسئمنا اليد المُطلَقه بعلم الشرطه من مليشيا وكتائب وبكينا كثيراً على قِيَم ومبادىء و زي الشرطه.
للقياده أقول أنكم وصلتم أقصى رتبه في سُلّم المِهنَه وبَعدَهُ لا شيئ. هنالكَ طريقان لا ثالثَ لهُما أمّا ولوج التاريخ من أوسعِ أبوابِهِ او الذهاب الى مَزبَلَتِه. يقولُ المولى عزّ وجل ( إنّا هديناهُ السبيلَ إمّا شاكراً وأما كفورا ).
melsayigh@gmail.com
///////////////////////