ندوة الجبهة الثورية وبروز رأس جبل الجليد !!
نقاط بعد البث
تناقلت الأنباء الحادث المؤسف الذي وقع الجمعة الماضية في الندوة الجماهيرية التي أقامتها حركة وجيش تحرير السودان ـ المجلس الانتقالي بقيادة د. الهادي إدريس بمنطقة الحاج يوسف، حيث أدى هجوم مسلح بالذخيرة الحية والسواطير والملتوف، نفذه مهاجمان إلى وقوع إصابات بالغة في صفوف قيادات الحركة إلى جانب أكثر من 30 مصاباً. وصرح مصدر مسؤول في الحركة بأن منفذي الهجوم ينتميان لحركة عبد الواحد محمد نور، بينما تناقلت الأنباء نفي حركة نور أن يكون من نفذوا الهجوم يتبعون لها. وتوعد المصدر برد على هذا الاعتداء. فهل بهذا بدأ قتال المدن بين الفصائل المسلحة؟!
مع أمنياتنا بالشفاء العاجل للجرحى والمصابين، ولكنا نقول أنه وأياً كان منفذو الهجوم يتبعون لهذا الفصيل أو ذاك، إلا أن الحادث يشير إلى حالات تفلت ومواجهات عسكرية داخل العاصمة، خاصة أن مصدراً من الفصيل الذي وقع الاعتداء عليه صرح "وكشف عن خطوات مفاجئة حيال ما يحدث لحركتهم، وأكد بأنهم سيلقنون المعتدين درساً في القريب لم يحدد كيفيته، لكنه أكد بأنهم لن يسكتوا أمام هذه الممارسات"!. وهو ما سبق وأن حذرنا منه مراراً وتكراراً ونحن نرى مظاهر مقلقة لعسكرة العاصمة بعدد من فيالق وفصائل ومليشيا عسكرية مدججة بالسلاح والعتاد الحربي من التي أصبحت تجول "وتمشط" العاصمة، دونما رقيب أو حسيب، بل شهدت العاصمة وقوع عدد من الاشتباكات والمشاحنات التي استخدم فيها بعض جنود يتبعون لهذه المليشيا أسلحتهم ضد مواطنين أبرياء!.
وهكذا أصبح المواطنون داخل عاصمة البلاد مهددين في حياتهم وممتلكاتهم بمثل هذا الكم الهائل من هذه المليشيات والحركات المسلحة، وإذا أضفنا إلى ذلك تكدس "فصيل الدعم السريع" وتواجد ثكنات الجيش ومقارهم التي زحفت حتى صارت تجاور أبنية ومساكن المدنيين، تكون المخاطر أوسع وأشمل، وكنا قد طالبنا مراراً بضرورة نقل هذه الثكنات العسكرية خارج العاصمة حيث لا ضرورة لوجودها وهي جاثمة "في صدر ونفس" الجماهير ومعيشتهم!.
نقول أنه وبغض النظر عن النتائج التي أفضت إليها المباحثات حول السلام، لكنا لا نفهم المغزي من وجود هذه المليشيات وأفراد الحركات المسلحة داخل العاصمة، ولا نفهم بالتالي مخاطباتهم لجماهير العاصمة خلال ندوات جماهيرية، بينما أن المعنيين بالمخاطبة وبقضايا المفاوضات التي أفضت لاتفاق بين الحركات المسلحة و"الحكومة الانتقالية" هم الذين توجد غالبيتهم في معسكرات النزوح ومناطق الصراع، وهم الذين يجب أن تتوجه إليهم المخاطبات الجماهيرية والتنوير ببنود الاتفاق وما سيجلبه لهم من سلام وطمأنينة وعيش مشترك بأمن وأمان!، عليه فمن الأفضل والأفيد أن تتواجد كل الفصائل المسلحة بين أهلها، أولئك المواطنون الذين يتطلعون لتوفر لقمة في متناول اليد وجرعة ماء نظيفة في الفم ودواء وعلاج للأبدان التي أنهكتها الأمراض، لتعليم يفيد ورعاية للكبير وحنان للصغير!. وهم الذين حملت الفصائل السلاح من أجلهم وقاتلت باستماتة وشرف ووطنية لانتزاع حقوقهم!. عليه ما هي ضرورة التواجد والتكدس داخل عاصمة بعيدة عن مناطق عيش هؤلاء الأهل وأبناء العمومة؟!.
نرى إن سار الوضع على ما هو عليه فإننا سنشهد تكراراً لمثل ما وقع في ندوة الحاج يوسف وستتسع دوائر المشاحنات والمواجهات العسكرية.
عليه نكرر التحذير وننبه لخطورة مثل هذا الوضع في بنية اجتماعية وأمنية من "الهشاشة" بمكان!، وأن القادم سيضحى أسوأ مع رأس جبل الجليد الذي أطل في ندوة الفصيل المسلح بمنطقة الحاج يوسف!. اللهم هل بلغت ،، اللهم فاشهد.
hassanelgizuli@yahoo.com