نسيجٌ شعري .. وَسْوَسَة

 


 

 

هُنالكَ نداءٌ في كلِّ هذا [ثَمَةُ زهرةٍ مَنْسِيَّةٍ في كلِّ هذا*]. ربّما كان خفيفاً – ذاكَ النّداءُ- كحفيفِ وُرَيْقَةِ شجرةِ ليمُونٍ تنتصِبُ في ظهيرةِ شمسٍ سافَنَّاها دموعُ الهواءِ المُشَاغِبِ جِنَّاً، رئاتٍ تُنَفِّثُ صُوَرَاً تُوَرِّدُ خَدَّ الهواءِ صهيلاً، حنيناً وجَسَدَاً تَصَلْصَلَ لَحْمَاً رَعِيْشَاً، لَهِيْفَاً، وليلاً من الصَّهْدِ، الطّمْيِ والطِّيْنِ والْحَمْحَمةْ...

ربّما، لكنَّمَا، هو قائمٌ وحيٌّ، إلهٌ، يدٌ خفيفةٌ لرُوحٍ، لغيبٍ غِرُوبِيٍّ ينثالُ نَدَاهُ في الأُفُقِ اللا مَطَرَ فيهِ سوى مَطَرِ صَفْوِهِ (هذا الذي يُسَمَّى نسيمٌ!)... هل هو تَمَثُّلُ النّفْسِ، في هُنَيْهَةِ انسِحابٍ إليها لا صفةَ لها سوى تبدِّيْهَا حنينَاً، تَمْتَمَاتِ أغانٍ منسيّةٍ، لما يُجَاوِزُهَا (يُجَاوِرُهَا) في الزّمانِ (ولا يُجَاوِرُهَا) من هَمْهَمَاتِ مسبَحَةِ الخَلْقِ، دَوَالِيَ الصّفاتِ، قشعريرةِ حُرَقِ التَّعرُّفِ، لُطْفِ التَّعَرُّفِ، على رُوحِ ائْتِلافٍ-صديقة وشميمِ اغْتِرَابٍ حريقُهُ قريباً من الفَمِ، قريباً من الرّوحِ، مُشْكِلاً بالبُعْدِ والطَّيْفَنَةْ، العِصْمَةِ والشَّرْقَنَةْ، كأنَّ الهَوَاءَ امْتِلاءٌ من الجِّنْسِ والْهَنْهَنَةْ؛ كأنَّ الهواءَ اخْتِرَاقٌ من لُمَعِ سِيُوفِ اليَمَانِ، كوبُ بَهَارٍ سَقِيٌّ من الدَّمْعِ، انْهِمَارُ غَوَارِزِ إِبَرِ التَّلَهُّفِ، في الرُّوحِ هل هو اشْتِعَالُ عُرُوقِ الْهَمْهَمَةْ؟

أبريل، 1998م.
لندن (فَورِسْتْ قَيْتْ).

* من ذاكِرَةِ خطابٍ قديمٍ من الصّديق الشّاعر عثمان محمّد عثمان منسي "عثمان جَوْنِي".

 

khalifa618@yahoo.co.uk
//////////////////////////

 

آراء