نفس الملامح والشبه
نور الدين مدني
7 November, 2021
7 November, 2021
كلام الناس
هذه الرواية التي ألفها الروائي المغربي الطاهر بنجلون باللغة الفرنسية وترجمها للغة العربية بسام حجار رواية واقعية مستلهمة من حكاية المعتقل عزيز بنبين في سجن "ترمامارت" ضمن 23 معتقلاً وزعوا في زنانزين بعددهم كل زنزانة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متر ونصف وسقفها وطئ جداً.
لن أسرد لكم تفاصل الأحداث المأساوية التي سردها الراوي على لسان بطلها وقدم فيها نماذج حية لحالات الحبس الانفرادي واثارها المدمرة على الصحة البدنية والعقلية وكيف أن حراس المعتقل كانوا يتفنون في تعذيبهم وترويعهم بمختلف أنواع التعذيب المعهودة في زنازين الحبس الانفرادي.
لم يكن مسموحاً لهم بالخروج من "الحفرة" الذي حشروا فيها إلا للمشاركة في دفن رفيق لهم في حفرة الموت بل كان الحراس يطلقون علىهم في بعض الأحيان العقارب، ومع ذلك لم يتسرب اليأس إلى روح بطل الرواية وانه ذات يوم سوف يمتلك حريته من هذه هذه الأجواء المعتمة.
بدأت بعض تحركات الناشطين في مجال حقووق الإنسان تفضح حقيقة مايجري في هذ المعتقل الكئيب "ترمامارت" وبدأت المساعي الحثيثة لاطلاق سراحهم كما بدأت الصحف تكتب عن أوضاعهم في المعتقل.
بعدها تم نقلهم إلى ما أطلق عليه بطل الرواية "السجن الذهبي" حيث تحسنت معاملة المعتقلين وتغير نوع الطعام الذي يقدم لهم .. وجاء ذات يوم من يخبر بطل الرواية بأنه خلال أيام سيطلق سراحهم بعد أن عفا الملك عنهم وأنه سيعود إلى أسرته، وقال له محذراً: لاتدلي بأي معلومات عن المعتقل ولا تجب على أسئلة أناس يتربصون بنا.
أكتفي بهذا السرد المخل عن رواية "تلك العتمة الباهرة" لأعود بكم إلى بعض ماقابلته في "بيت الأشباح" الذي كان بالقرب من مبنى سيتي بنك بالخرطوم بسسب سؤال وجهته لوزير الثقافة الإعلام انذاك عبدالباسط سبدرات في منبر الخارجية الصحفي : لماذا يصدر رئيس الجمهورية - في ذلك العهد الله لاأعاده قراراً بمصادرة صحيفة "السوداني" في تجاوز مخل للمؤسسية، وبدلاً من أن يحيب وزير الإعلام على سؤالي قدم انتقادات غير مبررة لما أكتبه في كلام الناس الأمر الذي حرض سدنة جهاز الأمن الذين كانوا حضوراً في المنبر الصحفي كي يلاحقوني ويدفعوا بي إلى بيت الأشباح.
حُبست في زنزانة انفرادية بذات حجم زنازين معتقل ترمامارت نفس العتمة ونفس التضييق لكني لم أمكث به طويلاً لأن الرأي العام العالمي كان أسرع فقد كان حاضراً في منبر الخارجية الصحفي ولم تقصر صحيفة "الخليج" الاماراتية التي كنت أعمل بمكتبها بالخرطوم، وعندما أطلقوا سراحي طلبوا مني أن لاأكتب ضد "نظامهم" ولم يرفعوا العصابة التي ربطوها على عيني إلا بعد وصولي إلى قرب المنزل الذي كنت أقيم فيه بالدناقلة شمال بالخرطوم بحري.
حتى تجربة "السجن الذهبي" مررت بها عندما تم حبسي والأستاذ محجوب عروة في قسم المحبوسين في قضايا شيكات حيث كانت المعاملة مختلفة و وجدنا أسرة ننام علها بدلاً من افتراش الأرض في بيت الأشباح وقد كتبت بعد إطلاق سراحي عن "السجن الفاخر" الأمر الذي أغضب إدارة سجن أمدرمان.
نفس النهاية التي حدثت لمعتقل "ترمامارت"حدثت ل"بيت الأشباح" الذي حُبسنا فيه بالخرطوم حيث تمت إزالة الزنانزين التي كانت محشودة به لاخفاء مايمكن ان يحسب علليهم من مماراسات قهرية لكن هذه المماريلت الكئيبة مازالت محفوظة في ذاكرة كل الذين عانوا من ويلاتهم وبدأ الرأي العام يسمع شهاداتهم الحية عبر تسجيلات موثقة ومبثوثة.
للأسف عادت من جديد العصابة التي تبنت هذه الممارسات الظالمة في محاولة يائسة و بائسة لإسكات صوت الشعب الصامد الذي أسقطهم من قبل ومازال يواصل صموده كي يسقط انقلابهم وكافة مخلفات نظامهم الإرهابي البغيض ويسترد السودان عافيته الديمقراطية و المجتمعية.
هذه الرواية التي ألفها الروائي المغربي الطاهر بنجلون باللغة الفرنسية وترجمها للغة العربية بسام حجار رواية واقعية مستلهمة من حكاية المعتقل عزيز بنبين في سجن "ترمامارت" ضمن 23 معتقلاً وزعوا في زنانزين بعددهم كل زنزانة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متر ونصف وسقفها وطئ جداً.
لن أسرد لكم تفاصل الأحداث المأساوية التي سردها الراوي على لسان بطلها وقدم فيها نماذج حية لحالات الحبس الانفرادي واثارها المدمرة على الصحة البدنية والعقلية وكيف أن حراس المعتقل كانوا يتفنون في تعذيبهم وترويعهم بمختلف أنواع التعذيب المعهودة في زنازين الحبس الانفرادي.
لم يكن مسموحاً لهم بالخروج من "الحفرة" الذي حشروا فيها إلا للمشاركة في دفن رفيق لهم في حفرة الموت بل كان الحراس يطلقون علىهم في بعض الأحيان العقارب، ومع ذلك لم يتسرب اليأس إلى روح بطل الرواية وانه ذات يوم سوف يمتلك حريته من هذه هذه الأجواء المعتمة.
بدأت بعض تحركات الناشطين في مجال حقووق الإنسان تفضح حقيقة مايجري في هذ المعتقل الكئيب "ترمامارت" وبدأت المساعي الحثيثة لاطلاق سراحهم كما بدأت الصحف تكتب عن أوضاعهم في المعتقل.
بعدها تم نقلهم إلى ما أطلق عليه بطل الرواية "السجن الذهبي" حيث تحسنت معاملة المعتقلين وتغير نوع الطعام الذي يقدم لهم .. وجاء ذات يوم من يخبر بطل الرواية بأنه خلال أيام سيطلق سراحهم بعد أن عفا الملك عنهم وأنه سيعود إلى أسرته، وقال له محذراً: لاتدلي بأي معلومات عن المعتقل ولا تجب على أسئلة أناس يتربصون بنا.
أكتفي بهذا السرد المخل عن رواية "تلك العتمة الباهرة" لأعود بكم إلى بعض ماقابلته في "بيت الأشباح" الذي كان بالقرب من مبنى سيتي بنك بالخرطوم بسسب سؤال وجهته لوزير الثقافة الإعلام انذاك عبدالباسط سبدرات في منبر الخارجية الصحفي : لماذا يصدر رئيس الجمهورية - في ذلك العهد الله لاأعاده قراراً بمصادرة صحيفة "السوداني" في تجاوز مخل للمؤسسية، وبدلاً من أن يحيب وزير الإعلام على سؤالي قدم انتقادات غير مبررة لما أكتبه في كلام الناس الأمر الذي حرض سدنة جهاز الأمن الذين كانوا حضوراً في المنبر الصحفي كي يلاحقوني ويدفعوا بي إلى بيت الأشباح.
حُبست في زنزانة انفرادية بذات حجم زنازين معتقل ترمامارت نفس العتمة ونفس التضييق لكني لم أمكث به طويلاً لأن الرأي العام العالمي كان أسرع فقد كان حاضراً في منبر الخارجية الصحفي ولم تقصر صحيفة "الخليج" الاماراتية التي كنت أعمل بمكتبها بالخرطوم، وعندما أطلقوا سراحي طلبوا مني أن لاأكتب ضد "نظامهم" ولم يرفعوا العصابة التي ربطوها على عيني إلا بعد وصولي إلى قرب المنزل الذي كنت أقيم فيه بالدناقلة شمال بالخرطوم بحري.
حتى تجربة "السجن الذهبي" مررت بها عندما تم حبسي والأستاذ محجوب عروة في قسم المحبوسين في قضايا شيكات حيث كانت المعاملة مختلفة و وجدنا أسرة ننام علها بدلاً من افتراش الأرض في بيت الأشباح وقد كتبت بعد إطلاق سراحي عن "السجن الفاخر" الأمر الذي أغضب إدارة سجن أمدرمان.
نفس النهاية التي حدثت لمعتقل "ترمامارت"حدثت ل"بيت الأشباح" الذي حُبسنا فيه بالخرطوم حيث تمت إزالة الزنانزين التي كانت محشودة به لاخفاء مايمكن ان يحسب علليهم من مماراسات قهرية لكن هذه المماريلت الكئيبة مازالت محفوظة في ذاكرة كل الذين عانوا من ويلاتهم وبدأ الرأي العام يسمع شهاداتهم الحية عبر تسجيلات موثقة ومبثوثة.
للأسف عادت من جديد العصابة التي تبنت هذه الممارسات الظالمة في محاولة يائسة و بائسة لإسكات صوت الشعب الصامد الذي أسقطهم من قبل ومازال يواصل صموده كي يسقط انقلابهم وكافة مخلفات نظامهم الإرهابي البغيض ويسترد السودان عافيته الديمقراطية و المجتمعية.