نقابة الصحفيين في دائرة الحدث
زين العابدين صالح عبد الرحمن
14 February, 2023
14 February, 2023
أن الصراع الدائر الآن في السودان بين القوى السياسية بعد ثلاثين عاما من حكم الحزب الواحد متوقع حدوثها، و كل ما يعتقد البعض أن الأزمة قد تم أختراقها، و سوف تنعم البلاد بالاستقرار، ترجع الأزمة مرة أخرى أكثر تعقيدا، لكن في كل مرحلة تقطعها الأزمة سوف تكشف زيف الشعارات المرفوعة من قبل بعض القوى السياسية، و تبين مدى ضعف الإيمان بها. و معلوم أن كثرة الشعارات تبين ضعف استخدام الفكر كأهم أداة في التغيير، و الصراع الدائر بين الأحزاب السودانية يسارها و يمينها قد فقد العقول التي تشتغل بالفكر. الأمر الذي جعل المبادرات المقدمة للحل تأتي من خارج الأحزاب، و أيضا من وراء الحدود، مما يكشف أن العقل السياسي السوداني يعاني أزمة جعلته لا يستطيع أن بفكر لوحده لذلك يستعين بأخرين.
كأنت النخبة السياسية و حيرانها من الكتاب يعتقدون أن حضور المبعوثين الدوليين سوف ينهي الأزمة، و يحدد القوى التي يقع عليها عبء تشكيل الحكومة، لكنهم لم يفعلوا ذلك بل أكدوا على تأييد فكرتهم التي كانوا قد ساقوها داخل مباني السفارات للقيادات السياسية و العسكرية، و طالبوا بتوسيع دائرة المشاركة فيها. باعتبار أن الفكرة الغرض منها تعبيد طريق الديمقراطية. فالقيادات السياسية لم تستوعب ذلك بالصورة المطلوبة، حتى تساعد في عملية الحل. بل تخندقت في مكانها دون أن تقدم خطوة واحدة إلي الأمام. و يريد البعض منهم أن تجري المفاوضات في سرية كاملة بعيدا عن أعين الصحافة و الإعلام، كما جاء في بيان الحرية المركزي " أنها سوف لن تدلي بأي تصريحات حول تفاصيل مباحثات الاتفاق الإطاري، و قالت إنها سوف تملك الرأي العام و أجهزة الإعلام المعلومات و التفاصيل و الحقائق كاملة غير منقوصة في الوقت المناسب" البيان يؤكد ضعف الثقافة الديمقراطية عند هؤلاء، و كما ذكرت مررا أن تراكم الثقافة الشمولية في البلاد عبر عقود حكمت فيها النظم السياسية ذات القناعة بحكم الحزب الواحد، إلي جانب علو صوت القوى المؤدلجة، يجعل البعض لا يفرق بين الثقافتين. كيف لقوى تدعي أنها تناضل من أجل الديمقراطية تقول أنها سوف تحجب المعلومات عن الصحافة و الإعلام، ثم تدلي بها في الوقت الذي هي تختاره. هنا يتضح الفارق بين ثقافة الشعارات السائدة وسط النخبة السياسية و بين ثقافة الفكر السياسي الديمقراطي.
أن إدانة نقابة الصحفيين السودانيين لبيان الحرية المركزي بعدم الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام بشأن ما يدور في مفاوضات " الإعلان السياسي" بين الحرية المركزي و العسكر و الحرية الديمقراطي، يؤكد أن قيادة النقابة واعية لرسالتها و دورها الاجتماعي و السياسي و التثقيفي و التوعوي، و أنها قادرة على حمل الرسالة بمسئولية، و أن انحيازها فقط للمهنة و لقضية الديمقراطية بعيدا عن المحاور، و أن قيادتها بعيدة أن شباك الاستقطاب، و هو الدور المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد. أن بيان نقابة الصحفيين السودانيين بمثابة رسالة لكل الصحفيين في السودان أن طريق الديمقراطية يحتاج لعناصر قادرة على حمل رسالتها، و وضوح الرؤية عندها، خاصة أن البلاد رغم الرغبة الشعبية في الديمقراطية، لكنها تصارع أمواج الثقافة الشمولية بقوة، و تحاول أن تنتج ثقافة ديمقراطية تنداح على الثقافة الشمولية، و هذه لا تتأتى إلا بالممارسة، و عدم التأثر بالانتماءات السياسية الضيقة. و هي رسالة للعديد من الصحفيين الذين وقعوا في شباك الاستقطاب، و لم يفرقوا بين الرسالة المهنية و القناعات الخاصة الملتزمة بحق الانتماء. و الشخص لا يجد غير رفع القبعة لقيادة نقابة الصحفيين لمبدئيتها في الممارسة المهنية.
أن معركة الديمقراطية مع القوى المضادة لها أسهل من المعركة مع القوى المتلونة التي ترفع شعارات و تمارس سلوكا مغايرا لها، إذا كان النظام الشمولي قد سقط أن ثقافته ماتزال باقية و محمولة في الذهنيات التي يصعب انسراب الضوء لها، لأنها عقليات تدور وفقا لمصالحها الذاتية و ليس للمصلحة الوطنية. و كما قال نيلسون ماندلا أن طريق الديمقراطية و الحرية طريقا طويلا، ليس محفوفا بالمخاطر و لكن بالرغبات و المصالح الضيقة. و في طريق النضال من أجل الديمقراطية كل يوم تتكشف زيف الشعارات و زيف الايمان بها، و هي معركة تحتاج للعقول المفكرة و المؤمنة بالديمقراطية مبدأ و سلوكا، و ختاما تحية إكبار لنقابة الصحفيين التي أكدت أن الحرية و الديمقراطية منهجا ورسالة. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
كأنت النخبة السياسية و حيرانها من الكتاب يعتقدون أن حضور المبعوثين الدوليين سوف ينهي الأزمة، و يحدد القوى التي يقع عليها عبء تشكيل الحكومة، لكنهم لم يفعلوا ذلك بل أكدوا على تأييد فكرتهم التي كانوا قد ساقوها داخل مباني السفارات للقيادات السياسية و العسكرية، و طالبوا بتوسيع دائرة المشاركة فيها. باعتبار أن الفكرة الغرض منها تعبيد طريق الديمقراطية. فالقيادات السياسية لم تستوعب ذلك بالصورة المطلوبة، حتى تساعد في عملية الحل. بل تخندقت في مكانها دون أن تقدم خطوة واحدة إلي الأمام. و يريد البعض منهم أن تجري المفاوضات في سرية كاملة بعيدا عن أعين الصحافة و الإعلام، كما جاء في بيان الحرية المركزي " أنها سوف لن تدلي بأي تصريحات حول تفاصيل مباحثات الاتفاق الإطاري، و قالت إنها سوف تملك الرأي العام و أجهزة الإعلام المعلومات و التفاصيل و الحقائق كاملة غير منقوصة في الوقت المناسب" البيان يؤكد ضعف الثقافة الديمقراطية عند هؤلاء، و كما ذكرت مررا أن تراكم الثقافة الشمولية في البلاد عبر عقود حكمت فيها النظم السياسية ذات القناعة بحكم الحزب الواحد، إلي جانب علو صوت القوى المؤدلجة، يجعل البعض لا يفرق بين الثقافتين. كيف لقوى تدعي أنها تناضل من أجل الديمقراطية تقول أنها سوف تحجب المعلومات عن الصحافة و الإعلام، ثم تدلي بها في الوقت الذي هي تختاره. هنا يتضح الفارق بين ثقافة الشعارات السائدة وسط النخبة السياسية و بين ثقافة الفكر السياسي الديمقراطي.
أن إدانة نقابة الصحفيين السودانيين لبيان الحرية المركزي بعدم الإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام بشأن ما يدور في مفاوضات " الإعلان السياسي" بين الحرية المركزي و العسكر و الحرية الديمقراطي، يؤكد أن قيادة النقابة واعية لرسالتها و دورها الاجتماعي و السياسي و التثقيفي و التوعوي، و أنها قادرة على حمل الرسالة بمسئولية، و أن انحيازها فقط للمهنة و لقضية الديمقراطية بعيدا عن المحاور، و أن قيادتها بعيدة أن شباك الاستقطاب، و هو الدور المطلوب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد. أن بيان نقابة الصحفيين السودانيين بمثابة رسالة لكل الصحفيين في السودان أن طريق الديمقراطية يحتاج لعناصر قادرة على حمل رسالتها، و وضوح الرؤية عندها، خاصة أن البلاد رغم الرغبة الشعبية في الديمقراطية، لكنها تصارع أمواج الثقافة الشمولية بقوة، و تحاول أن تنتج ثقافة ديمقراطية تنداح على الثقافة الشمولية، و هذه لا تتأتى إلا بالممارسة، و عدم التأثر بالانتماءات السياسية الضيقة. و هي رسالة للعديد من الصحفيين الذين وقعوا في شباك الاستقطاب، و لم يفرقوا بين الرسالة المهنية و القناعات الخاصة الملتزمة بحق الانتماء. و الشخص لا يجد غير رفع القبعة لقيادة نقابة الصحفيين لمبدئيتها في الممارسة المهنية.
أن معركة الديمقراطية مع القوى المضادة لها أسهل من المعركة مع القوى المتلونة التي ترفع شعارات و تمارس سلوكا مغايرا لها، إذا كان النظام الشمولي قد سقط أن ثقافته ماتزال باقية و محمولة في الذهنيات التي يصعب انسراب الضوء لها، لأنها عقليات تدور وفقا لمصالحها الذاتية و ليس للمصلحة الوطنية. و كما قال نيلسون ماندلا أن طريق الديمقراطية و الحرية طريقا طويلا، ليس محفوفا بالمخاطر و لكن بالرغبات و المصالح الضيقة. و في طريق النضال من أجل الديمقراطية كل يوم تتكشف زيف الشعارات و زيف الايمان بها، و هي معركة تحتاج للعقول المفكرة و المؤمنة بالديمقراطية مبدأ و سلوكا، و ختاما تحية إكبار لنقابة الصحفيين التي أكدت أن الحرية و الديمقراطية منهجا ورسالة. نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com