1/ طلب مني المركز القومي للإنتاج الإعلامي الحضور لندوة اليوم الثلاثاء مع الأساتذة الأجلاء ربيع حسن أحمد وبروف صفوت فانوس، للحديث حول إتفاقية السلام في جنوب السودان وأثرها على السودان والعلاقات بين البلدين، ووجدت نفسي ملزما بقراءة الإتفاقية (60 صفحة) سطرا سطرا وحرفا حرفا وعدم الكفاية بما رشح منها للإعلام ونقاط الإختلاف فيها، بل يجب أيضا قراءة ما غاب منها ... بالذات في تفاصيل وملاحق عمليات بناء السلام وهل ستكون بالطريقة التقليدية المكررة ... مؤتمرات مانحين ووعود معلقة بين السماء والأرض أم تختلف عن ذلك؟! إنني أجد صعوبة في الحديث عن الاتفاقية قبل الحديث عن مآزق الإتفاقيات السابقة في السودان وغيره ... ومن هنا أبدأ التعليق..!
2/ ناقشني الأستاذ محمد الأمين دياب في خطوط عريضة حول خبر إتحاد المصدرين الذي ينذر بزيادة في أسعار الماشية نظرا لتأخر الخريف (حسب التصريح!) ... وبالرغم من أن النقاش كان في آخر الحلقة ولم تخصص له سوى ثلاث إلى خمس دقائق إلا أنه شغل المشاهدين أكثر من كل المناقشات السياسية ... انتبهوا لحديث إتحاد المصدرين فإنه يرغب في تمهيد الرأي العام للزيادات بحجج غير منطقية ... من المعروف أن قلة المراعي لا تزيد الأسعار بل تؤدي إلى نقصانها وذلك لوفرة العرض بسبب تخلص الراعي من الماشية ... بالإضافة لذلك تحدث الخبر عن زيادة الصادر إلى مصر من ضمن أسباب الزيادة ... ولا يوجد صادر ضأن إلى مصر ... فالخبر يحتاج إلى فحص آلي في "جبرة" ..!
3/ السفير إدريس الجزائري المقرر الخاص للآثار المترتبة على العقوبات الآحادية (الأمريكية) يزور السودان في نوفمبر ... على كل من لديه "أثر" أن يوافيه به أثناء زيارته وجولته في السودان ... هذا إعلان مجاني دعما لحملة رفع العقوبات عن السودان ..!
4/ أقرأ حاليا في كتيب صغير بعنوان الديبلوماسية هل هي أخلاق أم مهنة؟! والكتيب يفرق بين الأخلاق الديبلوماسية والمهنية الديبلوماسية ... فالموضوع ليس ذوق وقيافة وأتكيك ... هنالك من يحوز ذلك ويمتلك الأدوات الأخلاقية والشكلية للديبلوماسية ولكنه يفتقد الادوات المهنية والمعرفة اللازمة ... القانون الدولي والأعراف والمعاهدات الأممية ... التاريخ المعاصر ... الأحداث الجارية والمرتبطة بتطورات سابقة ... المصالح الوطنية ... أساليب الدول المعادية والصديقة في تحقيق مصالحها ... أولويات الدول في العلاقات الدولية ... وأولويات المنظمات الدولية والإقليمية ... وأهم من ذلك كله تركيبة "النظام السياسي" للدولة التي تمثلها وما هي القرارات التي يمكن أن تصدر في العلاقات الخارجية وما هي التي لا يمكن أن تصدر ... وهو ما يسمى بهامش المناورة السياسية والمقترحات الديبلوماسية الممكنة لخدمتها ... والموضوع شيق وطويل ..!