نكبة الجيش السوداني تحت احتلال الحركة الاسلامية 30 يونيو 1989 وحتي يومنا هذا
محمد فضل علي
1 November, 2022
1 November, 2022
شهد العام 1925 بدايات ميلاد الجيش والقوات المسلحة السودانية بتشكيل ما كانت تعرف بقوة دفاع السودان تحت الاحتلال الانجليزي للبلاد الذي كان بدوره في حوجة لاحكام السيطرة علي الجبهة الداخلية في السودان ومنع ظهور اي حركات للمقاومة السودانية خاصة بعد ذلك التاريخ في ظروف الحرب العالمية الثانية والحفاظ علي حدود السودان وفق خرائط العسكرية البريطانية انذاك ...
قام الانجليز بتدريب وتاهيل بدايات كتائب ووحدات الجيش السوداني ليس حبا في السودان واهله وانما لدعم اجندة الحلفاء في شمال افريقيا اثناء الحرب العالمية الثانية وذلك في مناخ من الرقابة الصارمة لكل تحركات العسكريين السودانيين خوفا من ظهور حركات مقاومة سودانية للاحتلال البريطاني ..
اتخذ الاحتلال البريطاني مجموعة من القرارات المشددة للتحكم في حركة القوات المسلحة السودانية في اعقاب مقتل الحاكم العام الانجليزي في احد شوارع العاصمة المصرية بواسطة مجموعة من المصريين المناهضين للاحتلال الانجليزي لمصر والسودان ..
وسارت الامور بعد ذلك في اجواء من عدم الثقة بين بريطانيا وضباط وجنود القوات المسلحة في مصر والسودان ويتضح من مجريات الامور ان الحركات السياسية الوطنية والقومية في مصر والسودان قد اصبحت علي صلة بالعسكريين في البلدين في ذلك الوقت حتي وصلت الامور الي محطة اعلان استقلال السودان بصورة حضارية رائعة ومهيبة عسكت وحدة وتلاحم الشعب والجيش والحركة الوطنية في البلاد في العام 1956.
شهد السودان انقلابات عسكرية في 17 نوفمبر 1958 بقيادة الفريق عبود وفي 25 مايو 1969 بقيادة جعفر نميري وبعض العسكريين في تحالف غير معلن مع الشيوعيين والقوميين العرب.
علي الرغم من اختلاف ملابسات الانقلابات المشار اليها وتجارب الحكم في ذلك الوقت خلال الستة اعوام من حكم الفريق ابراهيم عبود وال الستة عشر عاما من حكم نميري والثورات والانتفاضات الشعبية التي اطاحت تلك الانظمة فقد كانت مؤسسات الدولة السودانية الي جانب الاقتصاد والعملة الوطنية للبلاد قوية ومتماسكة الي حد كبير علي الرغم من الاختراق الاخواني الكبير لنظام نميري ونجاحهم في قيام دولة اخوانية لها مؤسسات اقتصادية وشبكات امنية وعسكرية سرية داخل دولة نميري ...
اطلقت بعض الشخصيات المقربة من الرئيس السوداني السابق جعفر نميري صيحات انذار مبكرة من خطر الطموحات الاخوانية علي الدولة السودانية وليس النظام المايوي فقط وقاد المغفور لهما المحامي ومستشار النميري الرشيد الطاهر بكر والاكاديمي ورجل الاعمال البروفسير مالك حسين حركة حقيقية لاقتلاع الاخوان ومحاكمتهم وحل التنظيم الاخواني واطلعوا عدد من القوي الاجتماعية والسياسية علي مذكرتهم للرئيس نميري في هذا الصدد في اجتماع استمر لاكثر من عشر ساعات بمنزل شخصية عامة بضاحية الجريف شرق اسمه الصادق حجازي علي ما اذكر وذلك قبل ساعات من بيان نميري في هذا الصدد واعتقال الاخوان وسفرة الي الولايات المتحدة الذي لم يعود بعده الي البلاد ولكن يتلاحظ ان من استبقوا الجميع في محاولة لاجتثاث الاخوان المرحوم الرشيد الطاهر والبروفسير مالك حسين قد كانوا اعضاء في حركة الاخوان المسلمين وكان المرحوم الرشيد الطاهر المحامي اخر مرشد للجماعة قبل الترابي .
لقد افلت الاخوان من مشانق النميري بمعجزة قدرية وبجهد تنظيمي حقيقي لجناحهم العسكري المدني وميليشياتهم المدنية التي كانت تشكيلاتها العسكرية تراقب المعتقلات التي وضع فيها الاسلاميين وحتي معتقل الترابي خارج العاصمة الخرطوم في انتظار ساعة الصفر لاقتحامها ووضع خطة لاغتيال نميري وضرب طائرته في الجو اذا عاد الي البلاد وذلك بالتنسيق مع تنظيمهم العسكري المتواضع جدا في الجيش .
وساعدت الاخوان في تنفيذ مخططهم للتعامل مع الواقع الجديد ظروف الانفعال العاطفي الذي ساد الشارع السوداني بعد الاعلان عن سقوط نميري وبيان سوار الذهب الذي لعب الاخوان دورا كبيرا في الوقوف خلفة بعد ان نجحوا في خلق حالة من الذعر في صفوف التنكوقراط العسكري في القيادة العامة للجيش السوداني من خطر البعثيين عليهم بطريقة مضخمة جدا وغير حقيقية ...
في وقت كان فيه تحالف من المجموعات القومية والاشتراكيين العرب والحركة الاتحادية السودانية داخل الجيش السوداني هو الاقرب الي السلطة وانقاذ البلاد وعودة الديمقراطية في كل الاوقات منذ اخريات ايام نميري وقبل احتلال الاسلاميين للبلاد في مايعرف بانقلاب الانقاذ الذي لم يكن انقلابا عسكريا ولم يكن له اي وجود ..
ومنذ فجر الثلاثين من يونيو 1989 تحولت ادارة وقيادة الجيش السوداني من العسكريين المهنيين واخر العنقود القومي في الجيش السوداني الراحل المقيم الفريق فتحي احمد علي ورفاقه الميامين في هيئة القيادة العامة للجيش الي عدد من مكاتب الحركة الاسلامية التي اصبحت تدير البلاد وكل مؤسسات الدولة السودانية وحتي هذه اللحظات العصيبة من تاريخ السودان والسودانيين التي تسجل فيها الاغلبية الشعبية ملاحم خالدة في البطولة والشجاعة الفائقة والتحضر والانضباط والنضال الطوعي والجود بالموجود وغير الموجود في مواجهة فلول الهمجية المسلحة وبقايا المتاسلمين المترنحة وتابعم البرهان والمجموعة العسكرية التي كانت تدير حروب الرئيس المعزول علي الشعب السوداني بضحاياها ومقابرها الجماعية ...
يجب رد اعتبار الجيش القومي للبلاد بتقدير التضحية المبكرة التي قدمها ضباطه الاحرار في حركة رمضان بعد الاحتلال الاخواني للبلاد في 1989 واعادة بناء مؤسسات الجيش السوداني بعيدا عن المعايير السياسية والحزبية والتوصيات والتدخلات الاجنبية التي حولت اجزاء واسعة من المنطقة العربية الي خراب ودمار ومقابر جماعية مثلما يجري في ليبيا اليوم التي تعترض بعض الدوائر الرسمية والمنظمات الامريكية مجهودات جيشها الوطني الوليد لانقاذ شعبه وبلاده ولاعجب فقد انتهت تداعيات الغزو والاحتلال الامريكي وانتهاك القوانين الدولية بالعراق الي اقبح نموذج للحكم في تاريخ العلاقات الدولية والعالم المعاصر ..
فساد وميلشيات اجرامية واغتيالات وتصفيات جسدية للمقاومين السلميين في شوارع بغداد وبقية المدن العراقية برعاية امريكية وغربية وشبه مباركة عربية لهذا المسخ الغريب المشابه في بعض تفاصيله وعناوينه الرئيسية لما يجري في الخرطوم وشوارع المدن السودانية والليبية للشعوب التي استبيحت وعز نصيرها بسبب اختفاء الجيوش والشرطة وقوات الامن القومية التي من المفترض ان تتولي حماية شعوبها وان لاتتركهم فريسة لجماعات ترتدي ازياء وشارات الجيوش السابقة التي قضت نحبها في ظروف مختلفة في ليبيا والسودان والعراق ...
قام الانجليز بتدريب وتاهيل بدايات كتائب ووحدات الجيش السوداني ليس حبا في السودان واهله وانما لدعم اجندة الحلفاء في شمال افريقيا اثناء الحرب العالمية الثانية وذلك في مناخ من الرقابة الصارمة لكل تحركات العسكريين السودانيين خوفا من ظهور حركات مقاومة سودانية للاحتلال البريطاني ..
اتخذ الاحتلال البريطاني مجموعة من القرارات المشددة للتحكم في حركة القوات المسلحة السودانية في اعقاب مقتل الحاكم العام الانجليزي في احد شوارع العاصمة المصرية بواسطة مجموعة من المصريين المناهضين للاحتلال الانجليزي لمصر والسودان ..
وسارت الامور بعد ذلك في اجواء من عدم الثقة بين بريطانيا وضباط وجنود القوات المسلحة في مصر والسودان ويتضح من مجريات الامور ان الحركات السياسية الوطنية والقومية في مصر والسودان قد اصبحت علي صلة بالعسكريين في البلدين في ذلك الوقت حتي وصلت الامور الي محطة اعلان استقلال السودان بصورة حضارية رائعة ومهيبة عسكت وحدة وتلاحم الشعب والجيش والحركة الوطنية في البلاد في العام 1956.
شهد السودان انقلابات عسكرية في 17 نوفمبر 1958 بقيادة الفريق عبود وفي 25 مايو 1969 بقيادة جعفر نميري وبعض العسكريين في تحالف غير معلن مع الشيوعيين والقوميين العرب.
علي الرغم من اختلاف ملابسات الانقلابات المشار اليها وتجارب الحكم في ذلك الوقت خلال الستة اعوام من حكم الفريق ابراهيم عبود وال الستة عشر عاما من حكم نميري والثورات والانتفاضات الشعبية التي اطاحت تلك الانظمة فقد كانت مؤسسات الدولة السودانية الي جانب الاقتصاد والعملة الوطنية للبلاد قوية ومتماسكة الي حد كبير علي الرغم من الاختراق الاخواني الكبير لنظام نميري ونجاحهم في قيام دولة اخوانية لها مؤسسات اقتصادية وشبكات امنية وعسكرية سرية داخل دولة نميري ...
اطلقت بعض الشخصيات المقربة من الرئيس السوداني السابق جعفر نميري صيحات انذار مبكرة من خطر الطموحات الاخوانية علي الدولة السودانية وليس النظام المايوي فقط وقاد المغفور لهما المحامي ومستشار النميري الرشيد الطاهر بكر والاكاديمي ورجل الاعمال البروفسير مالك حسين حركة حقيقية لاقتلاع الاخوان ومحاكمتهم وحل التنظيم الاخواني واطلعوا عدد من القوي الاجتماعية والسياسية علي مذكرتهم للرئيس نميري في هذا الصدد في اجتماع استمر لاكثر من عشر ساعات بمنزل شخصية عامة بضاحية الجريف شرق اسمه الصادق حجازي علي ما اذكر وذلك قبل ساعات من بيان نميري في هذا الصدد واعتقال الاخوان وسفرة الي الولايات المتحدة الذي لم يعود بعده الي البلاد ولكن يتلاحظ ان من استبقوا الجميع في محاولة لاجتثاث الاخوان المرحوم الرشيد الطاهر والبروفسير مالك حسين قد كانوا اعضاء في حركة الاخوان المسلمين وكان المرحوم الرشيد الطاهر المحامي اخر مرشد للجماعة قبل الترابي .
لقد افلت الاخوان من مشانق النميري بمعجزة قدرية وبجهد تنظيمي حقيقي لجناحهم العسكري المدني وميليشياتهم المدنية التي كانت تشكيلاتها العسكرية تراقب المعتقلات التي وضع فيها الاسلاميين وحتي معتقل الترابي خارج العاصمة الخرطوم في انتظار ساعة الصفر لاقتحامها ووضع خطة لاغتيال نميري وضرب طائرته في الجو اذا عاد الي البلاد وذلك بالتنسيق مع تنظيمهم العسكري المتواضع جدا في الجيش .
وساعدت الاخوان في تنفيذ مخططهم للتعامل مع الواقع الجديد ظروف الانفعال العاطفي الذي ساد الشارع السوداني بعد الاعلان عن سقوط نميري وبيان سوار الذهب الذي لعب الاخوان دورا كبيرا في الوقوف خلفة بعد ان نجحوا في خلق حالة من الذعر في صفوف التنكوقراط العسكري في القيادة العامة للجيش السوداني من خطر البعثيين عليهم بطريقة مضخمة جدا وغير حقيقية ...
في وقت كان فيه تحالف من المجموعات القومية والاشتراكيين العرب والحركة الاتحادية السودانية داخل الجيش السوداني هو الاقرب الي السلطة وانقاذ البلاد وعودة الديمقراطية في كل الاوقات منذ اخريات ايام نميري وقبل احتلال الاسلاميين للبلاد في مايعرف بانقلاب الانقاذ الذي لم يكن انقلابا عسكريا ولم يكن له اي وجود ..
ومنذ فجر الثلاثين من يونيو 1989 تحولت ادارة وقيادة الجيش السوداني من العسكريين المهنيين واخر العنقود القومي في الجيش السوداني الراحل المقيم الفريق فتحي احمد علي ورفاقه الميامين في هيئة القيادة العامة للجيش الي عدد من مكاتب الحركة الاسلامية التي اصبحت تدير البلاد وكل مؤسسات الدولة السودانية وحتي هذه اللحظات العصيبة من تاريخ السودان والسودانيين التي تسجل فيها الاغلبية الشعبية ملاحم خالدة في البطولة والشجاعة الفائقة والتحضر والانضباط والنضال الطوعي والجود بالموجود وغير الموجود في مواجهة فلول الهمجية المسلحة وبقايا المتاسلمين المترنحة وتابعم البرهان والمجموعة العسكرية التي كانت تدير حروب الرئيس المعزول علي الشعب السوداني بضحاياها ومقابرها الجماعية ...
يجب رد اعتبار الجيش القومي للبلاد بتقدير التضحية المبكرة التي قدمها ضباطه الاحرار في حركة رمضان بعد الاحتلال الاخواني للبلاد في 1989 واعادة بناء مؤسسات الجيش السوداني بعيدا عن المعايير السياسية والحزبية والتوصيات والتدخلات الاجنبية التي حولت اجزاء واسعة من المنطقة العربية الي خراب ودمار ومقابر جماعية مثلما يجري في ليبيا اليوم التي تعترض بعض الدوائر الرسمية والمنظمات الامريكية مجهودات جيشها الوطني الوليد لانقاذ شعبه وبلاده ولاعجب فقد انتهت تداعيات الغزو والاحتلال الامريكي وانتهاك القوانين الدولية بالعراق الي اقبح نموذج للحكم في تاريخ العلاقات الدولية والعالم المعاصر ..
فساد وميلشيات اجرامية واغتيالات وتصفيات جسدية للمقاومين السلميين في شوارع بغداد وبقية المدن العراقية برعاية امريكية وغربية وشبه مباركة عربية لهذا المسخ الغريب المشابه في بعض تفاصيله وعناوينه الرئيسية لما يجري في الخرطوم وشوارع المدن السودانية والليبية للشعوب التي استبيحت وعز نصيرها بسبب اختفاء الجيوش والشرطة وقوات الامن القومية التي من المفترض ان تتولي حماية شعوبها وان لاتتركهم فريسة لجماعات ترتدي ازياء وشارات الجيوش السابقة التي قضت نحبها في ظروف مختلفة في ليبيا والسودان والعراق ...