نهاية الشهر …نهاية الرئيس …نهاية التاريخ الأوربى فى أفريقيا … بقلم: محمود عثمان رزق
18 March, 2009
morizig@hotmail.com
نهاية هذا الشهر هى بداية مؤتمر القمة العربى
و نهاية هذا الشهر قد تكون نهاية الرئيس السودانى عمر البشير
و نهاية هذا الشهر قد تكون بداية معركة حامية الوطيس بين الدول العظمى فى مجلس الأمن وخارجه
و نهاية هذا الشهر قد تكون بداية مواجهة خطيرة بين الدول والشعوب العربية وبين أوروبا وأمريكا
و نهاية هذا الشهر سوف يتم طرد عدد كبير من المنظمات الدولية من السودان
و نهاية هذا الشهر قد تكون نهاية نيفاشا وأبوجا والدوحة وقوات الأمم المتحدة
ونهاية هذا الشهر تكون المحكمة الجنائية أو لا تكون
ونهاية هذا الشهر تكون الإنقاذ أو لا تكون
ونهاية هذا الشهر هى بداية نهاية التاريخ الأوربى فى القارة السوداء.
نعم ياصديقى، إنّه مارس شهر الكوارث!!!!! ولا أدرى هل يتصرف هذا المارس فى كل بلاد الدنيا بنفس المزاج أم هو شئ خصّنا به نحن أهل السودان؟!
وعلى كل، فقد أصبح معلوما أن الرئيس السودانى قد تلقى دعوة رسمية من دولة قطر لحضور القمة العربية فى الدوحة، وكذلك تلقى دعوة رسمية من جامعة الدول العربية لحضور نفس المؤتمر. وفى المقابل تلقت جامعة الدول العربية خطابا رسميا من محكمة الجنايات الدولية تطلب فيه تعاون الجامعة والدول الأعضاء لمساعدتها فى إلقاء القبض على الرئيس البشير! ومن جهة أخرى قامت فرنسا بمحاولة صب الزيت على النار فصرح وزير خارجيتها بضرورة إعتراض طائرة الرئيس فى الجو.!! ومن ناحية الحكومة فقد إعتبرت سفر الرئيس مسألة أمنية وأعلنت أنها أعدت العدة لحمايته.
إذا، فإنّ الجو متوتر بصورة أكبر من تلك الأيام التى كان فيها الجميع ينتظر صدور القرار. وواضح جدا أنّ السودان سوف يخوض معركة شرسة إما أن يخرج منها منتصرا بإذن الله أو يهلك فى الهالكين وحينها سيدفع كل أهله ومعهم كل المنطقة الثمن غاليا.
فبالرغم من تلك النصائح والصيحات التى تقدم بها بعض الكتاب هنا وهناك وعلى رأسهم الأستاذ الهندى عز الدين يطالبون فيها الرئيس بعدم المشاركة فى المؤتمر وعدم السفر إلى الدوحة إلا أنّ من المؤكد أن الرئيس سوف يسافر وقد يعلن تاريخ سفره وزمن إقلاع طائرته فى تحد سافر للمحكمة الجنائية. وإذا فعل ذلك فقد وضع المحكمة فى موضع لا تحسد عليه! وضع يهدد وجودها وهيبتها ومصداقيتها فلذا هى فى ورطة كبيرة مثلها مثل السودان؟؟ فإذا أسقطت طائرة الرئيس فهى تكون قد إرتكبت عدة جرائم منها:
1- أنها قتلت متهما وليس مدانا. ومعلوم أنّ المتهم برئ حتى تثبت إدانته وإذا رفض المتهم المثول أمام المحكمة فلا يقتل ولكن يتربص به حتى يقبض وهو حي ثم يساق إلى المحكمة.
2- أنّها إرتكبت جريمة جنائية فى فضاء إحدى الدول العربية وإرتكاب جريمة فى فضاء أو أرض أو بحر دولة ما يلقى بالمسئولية عليها لملاحقة المجرمين وعاقبهم.. أمّا إذا كانت عملية الإسقاط أو الإختطاف فى المياه الدولية فى البحر الأحمر فهذا شئ آخر. ولكن هل سيستجيب كابتن الطائرة لطلب المختطفين؟؟.
3- إنّ الرئيس سوف يكون معه سياسيين وصحفيين ومدنيين وحرس وأكثر من كابتن ومضيفين ومضيفات فهل كل هؤلاء سوف تذهب أرواحهم هدرا لأنّ المحكمة الجنايئة تطالب بالرئيس؟؟
4- إنّ خطف طائرة فى أجواء ذات سيادة يعد خرق للقانون الدولى. فهل سوف يخرق القانون الدولى لتنفيذ قانون آخر؟!
وفوق كل ذلك فإنّ خطف الرئيس من وسط القادة العرب سيكون له ردة فعل كبيرة وسط العرب بالرغم من ضعفهم وقلة حيلتهم!! وبالتالى تأزم المسألة سيقود لمواجهة كبيرة وعنيفة بينهم وبين الدول الغربية جميعا. كما أنّ إختطاف رئيس من دولة قطر سيجعل دولة قطر فى مواجهة ولو فردية مع العالم الغربى وقد يدفعها ذلك للتقرب من إيران وروسيا لحماية أمنها القومى. كما أنّ دولة قطر لها أثر كبير فى مجلس دول الخليج ولن يخذلها هذا المجلس فى صراعها مع أى دولة غربية.
كما أنّ عملية إختطاف الرئيس من الجو أو من البر أو إسقاط طائرته سوف تفجر صراعا عنيفا جدا فى مجلس الأمن بين الصين وروسيا من جهة وفرنسا وإنجلترا وأمريكا من جهة أخرى. كما ستجعل كل المصالح الغربية فى المنطقة عرضة لضربات موجعة. ومما لا شك فيه أن كل المنظمات الدولية ومنظمات الإغاثة العاملة فى السودان سوف تطرد شر طردة!!
وفى الشأن الداخلى سوف تكون نهاية الرئيس هى نهاية نيفاشا وابوجا والدوحة ونهاية وجود القوات الأممية فى دارفور لتخلو الساحة من المراقبيين ويعود الصرع من جديد بصورة عنيفة لم تكن فى الحسبان قط.
أما فى الشأن الأفريقى فإنّ إغتيال رئيس أفريقى سيعنى نهاية التاريخ الاوربى فى هذه القارة السمراء، وسوف تشهد القارة ظهور حركات تحرير من نوع جديد فى القارة مناهضة للغرب بصورة سافرة.
والله أعلم وهو الحافظ الحفيظ.