نيرون وانقلاب 25 أكتوبر
أشرف عبدالعزيز
28 December, 2022
28 December, 2022
الصباح الجديد –
تصاعدت أزمة الرسوم الدراسية في عدة جامعات، من ضمنها جامعة الخرطوم التي يتضامن أولياء الأمور فيها مع الطلاب في رفضهم للرسوم الدراسية المقررة للطلاب الجدد، والزيادات على رسوم الطلاب القدامى.
وقالت جامعة السودان إنها قررت تعليق الدراسة ابتداء من، الثلاثاء 27 ديسمبر 2022 إلى أجل غير مسمى ، وكان طلاب الجامعة سيروا مظاهرات للتعبير عن رفضهم للرسوم (غير المنطقية)، حد توصيفهم، ضمن حملة لمقاطعة التسجيل، انتهت بتسليم مذكرة لعميد كلية الهندسة تحثه على مراجعة الزيادات والرد على مطالبهم في غضون 48 ساعة، وفقاً لما تناقلته منصات طلابية.
دافعت الجامعات عن قراراتها الخاصة بالرسوم، وأوضحت أنها أمام حالة “خيارات صفرية” إما أن تلتزم الدولة بتمويل كافة ومتطلبات العملية التعليمية وتطبيق شعار مجانية التعليم كاملة، أو فرض رسوم دراسية تدعم بصورة جزئية متطلبات التعليم العالي، إلا وستتوقف الدراسة اضطراراً وأشارت إلى أنه من باب الحرص على استمرار الدارسة، لجأت إلى وضع سياسات مالية عبر لجان مختصة.
وصلت رسوم الجامعات إلى قرابة الألف دولار، وما تزال رواتب كثير من السودانيين عند حدود 50 إلى 60 ألف جنيه (حوالي 100 دولار) ، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا ترفع الجامعات الرسوم 800% كما في حالة جامعة الخرطوم وهي تدرك كامل الادراك معاناة أولياء الأمور من تبعات الاقتصاد المتداعي، وتراجع العملة المحلية، وارتفاع تكاليف المعيشة؟
وبالرغم من الوعود التي قطعتها إدارات الجامعات بعدم تعرض الطلاب للحرمان من الامتحانات أو الدخول إلى حرم الجامعة حال عدم دفعهم للرسوم منع 3 طلاب من الدخول لجامعة الخرطوم لعدم سداد الرسوم وأحدهم من أبناء العاملين، وعندما ذهبوا لمكتب مدير الجامعة قال لهم مدير مكتبه إن المدير لا يقابل الطلاب، وأضاف أن الاستثناء الذي أصدرته الجامعة خاص بالطلاب المائة الأوائل أو حفظة القرآن الكريم.. لم يعد الطلاب يجرجرون أذيال الخيبة بل جلسوا مع أولياء أمور الطلاب وقرروا مقاطعة التسجيل إذا لم تتراجع إدارة الجامعة عن هذه الزيادات الكبيرة في الرسوم.
إن الأزمة أزمة دولة وليست أزمة وزارتي التعليم العالي والمالية ، فحكومة الانقلاب بالرغم من أنها مدركة لحجم الحصار والعزلة المفروضة على السودان نتيجة الرفض الدولي للإنقلاب والذي بموجبه رفضت معظم الدول استئناف الدعم الخاص بالفترة الانتقالية ، تجد وزارة ماليتها تصرف الأموال التي تتحصل عليها من المواطن على السلاح وحوافز القوات التي تقتل المتظاهرين السلميين في رابعة النهار بدم بارد ، ولو جهت هذه الميزانيات لدعم الجامعات لما احتاجت أن تلجأ لسد عجزها من الطلاب عن طريق زيادة الرسوم الدراسية أضعافاً مضاعفة.
ماذا فعل هؤلاء الشباب حتى يعذبون بهذه الطريقة ، ومن المؤكد أن أكثر الفئات خسارة هم أبناء الفقراء أما أبناء الاغنياء المقتدرين يبتعثون من قبل أسرهم لتكملة دراستهم خارج البلاد ..اليوم علقت جامعة السودان الدراسة وغداً ستلحق بها أخريات ..تباً للانقلابيين فقد أضاعوا (أرواح) الشباب بأسلحة فتاكة كـ(الخرطوش والأوبلن) وهاهم يضيعون مستقبلهم بفرض رسوم دراسية يعجزون عن سدادها..وما أشبه عهدهم بعهد كرومر الذي شبهه أمير الشعراء أحمد شوقي بنيرون روما الذي حرقها وجلس في اعلى مكان بالمدنية يستلذ بألسنة اللهب ودمار الحريق فقال شوقي:
نيرون لو أدركت عهد كرومر لعرفت كيف تنفذ الاحكام
الجريدة
تصاعدت أزمة الرسوم الدراسية في عدة جامعات، من ضمنها جامعة الخرطوم التي يتضامن أولياء الأمور فيها مع الطلاب في رفضهم للرسوم الدراسية المقررة للطلاب الجدد، والزيادات على رسوم الطلاب القدامى.
وقالت جامعة السودان إنها قررت تعليق الدراسة ابتداء من، الثلاثاء 27 ديسمبر 2022 إلى أجل غير مسمى ، وكان طلاب الجامعة سيروا مظاهرات للتعبير عن رفضهم للرسوم (غير المنطقية)، حد توصيفهم، ضمن حملة لمقاطعة التسجيل، انتهت بتسليم مذكرة لعميد كلية الهندسة تحثه على مراجعة الزيادات والرد على مطالبهم في غضون 48 ساعة، وفقاً لما تناقلته منصات طلابية.
دافعت الجامعات عن قراراتها الخاصة بالرسوم، وأوضحت أنها أمام حالة “خيارات صفرية” إما أن تلتزم الدولة بتمويل كافة ومتطلبات العملية التعليمية وتطبيق شعار مجانية التعليم كاملة، أو فرض رسوم دراسية تدعم بصورة جزئية متطلبات التعليم العالي، إلا وستتوقف الدراسة اضطراراً وأشارت إلى أنه من باب الحرص على استمرار الدارسة، لجأت إلى وضع سياسات مالية عبر لجان مختصة.
وصلت رسوم الجامعات إلى قرابة الألف دولار، وما تزال رواتب كثير من السودانيين عند حدود 50 إلى 60 ألف جنيه (حوالي 100 دولار) ، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا ترفع الجامعات الرسوم 800% كما في حالة جامعة الخرطوم وهي تدرك كامل الادراك معاناة أولياء الأمور من تبعات الاقتصاد المتداعي، وتراجع العملة المحلية، وارتفاع تكاليف المعيشة؟
وبالرغم من الوعود التي قطعتها إدارات الجامعات بعدم تعرض الطلاب للحرمان من الامتحانات أو الدخول إلى حرم الجامعة حال عدم دفعهم للرسوم منع 3 طلاب من الدخول لجامعة الخرطوم لعدم سداد الرسوم وأحدهم من أبناء العاملين، وعندما ذهبوا لمكتب مدير الجامعة قال لهم مدير مكتبه إن المدير لا يقابل الطلاب، وأضاف أن الاستثناء الذي أصدرته الجامعة خاص بالطلاب المائة الأوائل أو حفظة القرآن الكريم.. لم يعد الطلاب يجرجرون أذيال الخيبة بل جلسوا مع أولياء أمور الطلاب وقرروا مقاطعة التسجيل إذا لم تتراجع إدارة الجامعة عن هذه الزيادات الكبيرة في الرسوم.
إن الأزمة أزمة دولة وليست أزمة وزارتي التعليم العالي والمالية ، فحكومة الانقلاب بالرغم من أنها مدركة لحجم الحصار والعزلة المفروضة على السودان نتيجة الرفض الدولي للإنقلاب والذي بموجبه رفضت معظم الدول استئناف الدعم الخاص بالفترة الانتقالية ، تجد وزارة ماليتها تصرف الأموال التي تتحصل عليها من المواطن على السلاح وحوافز القوات التي تقتل المتظاهرين السلميين في رابعة النهار بدم بارد ، ولو جهت هذه الميزانيات لدعم الجامعات لما احتاجت أن تلجأ لسد عجزها من الطلاب عن طريق زيادة الرسوم الدراسية أضعافاً مضاعفة.
ماذا فعل هؤلاء الشباب حتى يعذبون بهذه الطريقة ، ومن المؤكد أن أكثر الفئات خسارة هم أبناء الفقراء أما أبناء الاغنياء المقتدرين يبتعثون من قبل أسرهم لتكملة دراستهم خارج البلاد ..اليوم علقت جامعة السودان الدراسة وغداً ستلحق بها أخريات ..تباً للانقلابيين فقد أضاعوا (أرواح) الشباب بأسلحة فتاكة كـ(الخرطوش والأوبلن) وهاهم يضيعون مستقبلهم بفرض رسوم دراسية يعجزون عن سدادها..وما أشبه عهدهم بعهد كرومر الذي شبهه أمير الشعراء أحمد شوقي بنيرون روما الذي حرقها وجلس في اعلى مكان بالمدنية يستلذ بألسنة اللهب ودمار الحريق فقال شوقي:
نيرون لو أدركت عهد كرومر لعرفت كيف تنفذ الاحكام
الجريدة