ها قد بعث الشعب الشامخ فيكم الروح من بعد ذُلّكم وهوانكم على الناس ليسَ حُباٍ فيكم لكنّهُ خوفٌ من الاَتي
اللواء شرطه م محمد عبد الله الصايغ
23 October, 2021
23 October, 2021
لحظات الترقّب والانتظار تتقاطر كأ نّها دهور ثمّ تمضي متثاقله رُبما نحو تاريخ المنشأ بحثاً عن فشلٍ أكتوبريٍّ أضاعَهُ ساسةُ الأمس كما يفعَلُ بنا أحفادهُم الان وقع الحافر.
مضت سنتا الإنتقال ثانيةً وراء الأخرى من فشلٍ إلى اخر وساستنا ليس لهم سوى التنافر واللّهث خلف تحقيق مطالبهم الشخصيه التي لا تهمّ الشعب إلّا في إضاعة وقتٍ ثمين كان في أمَس الحوجه له.
لم يبخل الشعب فبعد كلّ " هلموا " وبعد كلّ تنَمّر على الحكم المدني كان الشعب ملبياً لكن يبقى السؤال ما الذي أدّى لما نحنُ فيه من وجع؟ لم يَشكِ أحدٌ من معيشةٍ أصبحت مستحيله لأسبابٍ إقتصاديه سردب لها كل الشعب واحتمل الأهوال وفي الأثناء هوَ يشاهد التراخي ويشاهد المحاصصات والوزراء الفشَله وألوان التعيينات الجديده التي تحوي أسماءً من معسكرالفلول غزت حتى الأجهزه الأمنيه الحساسه كيف لا وكوادرهم لم تُقتلع اساساً من الجسم الحكومي المعتل أصلاً فكيف ننتظر الإصلاح؟ مَن الذي سيُصلِح؟ كيف سننتظر من جهاز أمن عقائدي أن يعمل على نظامٍ قضى على نظامٍ تربّى هو في كنَفِهِ ؟ عندما رصدت مصادرنا الفلول وهي تجتمع في وزارة الداخليه بكلّ زخمها القديم وبإطمئنانٍ يُحسدوا عليه كتبنا عن ذلك في حينه كنّا كأننا نتحدث عن وزارة داخليه في قارةٍ أخرى فماذا ننتظر والحال يسير على مِنوالِهِ هذا؟ إنّ ما يحدث الان هو النتيجةُ الحتميه لمعطيات الضعف البائن والتخبّط والعمل بلا برنامج واضح للعيان. هو نتيجه حتميه بالمخالفة للقاعده الكريمه " وليجدوا فيكم غِلظه " وهكذا كانت النتائج فكلما " هجمَ النمِر " تلفّت الحاكمون بحثاً عن الشعب بعد أن يستيقظوا من أحلامهم الورديه. لم يكفِهِم أن هذا الشعب صبر عليهم وصبر على صمتهم وصبر على تحاصُصِهم وصبر على ادائهم الصبياني الطفيلي وصبر على الناتج من سنتين مرّتا بلا أدنى إنجاز غير إنجازهم في تعقيد المشهد وإضافة مناوي وجبريل ، رغم تحذيراتنا وفي وقتها ، أنهما من فلول الإنقاذ وهذا مبدأٌ لا حياد عنه كما اعتقدنا. وبعدها تمّ التغاضي عن تصريحات جبريل لقومِهِ أنهُ هنا لأخذ حقوقهم بعد زيارته عياناً بياناً لمنزل مُنتماه. وظللنا نسمع تصريحات أركو وهي تأتي كل يومٍ بالجديد في " روضة الأطفال " التي رمانا القدَر فيها وسوء المُنقلب وها هو يُهدّد بأن لديهِ من الطبنجه حتّى الراجمات وصبرنا حتى تمرّد القوم وتنمروا وطالبوا بحل الحكومه واحتلوا أمام القصر السيادي وأصبحوا " يتبولون " ، عفواً ، على حوائطه.
الان هل مطلوبٌ مِنّا أن نُصدّق أن لا شيئ بيد هذه الحكومه لتفعلهُ حيال ما يجري أمامنا من مسرحٍ عبثي؟ هل تهريب مواردنا الجاري الان بيد " السُلطه" لعامين هو أمرٌ يجب السكوت عليه؟ هل نصمت وقوات حميدتي يجد أفرادها من موارد الدوله أضعافاً مضاعفه مما يجده أفرادنا في الشرطه والجيش مما مثّل معسكراً جاذباً أدّى لإفراغ اجهزتنا من خيرة منسوبيها تأهيلاً وتدريباً وأداءً. هل أخْذ العسكر لوزارة الداخليه والأجهزه الأمنيه من السلطه التنفيذيه ليس أمامنا تجاهه إلّا السكوت؟ هل نستمرفي لطم خدودنا ونحنُ في صمتنا المستمر لعامين ونُعلّق فشلنا على الوثيقه ولا نملك غير هذا؟ هل وُجِّه أي إتهام لمن تسببوا في تزوير الوثيقه؟ المرحوم علي محمود حسنين إذا توفي قبل إيداع عريضة تقويض الدستور هل كنا سنُحاكمهم؟ لماذ انتظرنا لعامين وسط كل هذا الفشل المُزري ووزراء يأتون ويذهبون ونحن لم نطلُب أن يكون الأخ رئيس الوزراء صاحب عضلات مفتوله بل طلبنا مراراً أن يخرج السيد رئيس الوزراء الى الشعب ويشير فقط إلى ما يعترض طريقهُ وعندها سوف يجد الطوفان البشري الذي سوف يقتلع الأسباب من جذورها ويرمي بها وبمُسببيها إلى البحر. شتان بين أن يفعل ذلك قبل سنتين فتسير كل الأشياء في طريقها الصحيح ونكون قد كسبنا وقتاً ثميناً أضعناه في الّا شيئ وبين أن يهُب الشعب وهو يرى أحلامه قد وُئدَت وتبخّرت في الريح فيهُب رغم جوعِهِ وألمه ليسند ضعف السُلطه المُهيّأه أبداً للجلوسِ على رأسِه وبدلاً عن تواري بعضهم خجلاً نجدهم ينتظمون في المواكب رغم الهتافات الرافضه لهم ولوجودهم وهم يبتسمون ولكنهُ ضحكٌ كالبُكاء. ما أصدق وما أقسى أن يخرج هذا الشعب النبيل ليدافع عن أشخاصٍ لم يقدّموا لهُ سوى الأذى وساقوا البلاد نحو الهاويه حتى وقفوا بها على شفيرِها ليس حُباً فيهم أو في عطائهم ولكن إتقاءً لكارثةٍ أكبر ولو كنت أنا مكانهم لذهبتُ من نفسي بعد أن أوَلّي من هو أقدَر.
لقد هبّ الشعب وأدّى دورَهُ وحسَم الأمر ونقل الكُرةَ الى ملعب الحكومه وربما تكون هي الفرصة الأخيره. الشعب مؤمنٌ أن الأوجه على الساحه لا تُبشّر بخير فمن زوّروا ومَن باعوا ومن صمتوا لعامين لا يُرجى منهُم. السياسه وطول البال والبرود والدبلوماسيه لها مواضعها ففي بعض الحالات " يجب أن تُقاتل " وأن يستبين الاخرون أن لك أنياباً ومخالب وأن يخافوا ويرتعبوا ويتواروا ولن يحدث ذلك بغير الغلظه التي أدواتُها وعناصرها الشرطه الفاعله والنيابه المتابِعه والقضاء المُهاب . نحن قد تركنا وراءنا كلّ أسبابَ الغلظه فارتفعت أصواتٌ كانت ترتجف فرَقَاً وذهب بها الأمر الى الإعتصام والمطالبه بإسقاط الحكومه وسط صمت الحكومه نفسها ودعم اللجنه الأمنيه و " النائب الأول " لمجلس السياده وبعض وزراء الفلول.
بالأمس وقفنا جميعاً شعب السودان سيداته ورجاله ولم يكن في بالنا ، كما دائماً ، إلّا السودان. تناسينا أو بالأحرى تغافلنا ودعمنا الحكومه رغم ألمِنا وماخذنا وحافظنا على اللُّحمة الوطنيه المدنيه وبعثناهم إلى الحياه من بعد ضعفهم وهوانهم على الناس. لن نؤاخذهم إلّا بما ستجنيهِ أيديهم إن استمرّ أداءهم الباهت الخائف المرتجف فهل يا تُرى سيُعالجون هوانهم على أنفسهم. نتمنى أن يذهب الذين خانوا والذين زوروا والذين قصّروا والذين أقصوا ولينزووا وليسألوا الله أن يغفر لهم ويدَعون الأمر لأصحاب هذه الثوره من الشباب الذين قاموا بها.
melsayigh@gmail.com
مضت سنتا الإنتقال ثانيةً وراء الأخرى من فشلٍ إلى اخر وساستنا ليس لهم سوى التنافر واللّهث خلف تحقيق مطالبهم الشخصيه التي لا تهمّ الشعب إلّا في إضاعة وقتٍ ثمين كان في أمَس الحوجه له.
لم يبخل الشعب فبعد كلّ " هلموا " وبعد كلّ تنَمّر على الحكم المدني كان الشعب ملبياً لكن يبقى السؤال ما الذي أدّى لما نحنُ فيه من وجع؟ لم يَشكِ أحدٌ من معيشةٍ أصبحت مستحيله لأسبابٍ إقتصاديه سردب لها كل الشعب واحتمل الأهوال وفي الأثناء هوَ يشاهد التراخي ويشاهد المحاصصات والوزراء الفشَله وألوان التعيينات الجديده التي تحوي أسماءً من معسكرالفلول غزت حتى الأجهزه الأمنيه الحساسه كيف لا وكوادرهم لم تُقتلع اساساً من الجسم الحكومي المعتل أصلاً فكيف ننتظر الإصلاح؟ مَن الذي سيُصلِح؟ كيف سننتظر من جهاز أمن عقائدي أن يعمل على نظامٍ قضى على نظامٍ تربّى هو في كنَفِهِ ؟ عندما رصدت مصادرنا الفلول وهي تجتمع في وزارة الداخليه بكلّ زخمها القديم وبإطمئنانٍ يُحسدوا عليه كتبنا عن ذلك في حينه كنّا كأننا نتحدث عن وزارة داخليه في قارةٍ أخرى فماذا ننتظر والحال يسير على مِنوالِهِ هذا؟ إنّ ما يحدث الان هو النتيجةُ الحتميه لمعطيات الضعف البائن والتخبّط والعمل بلا برنامج واضح للعيان. هو نتيجه حتميه بالمخالفة للقاعده الكريمه " وليجدوا فيكم غِلظه " وهكذا كانت النتائج فكلما " هجمَ النمِر " تلفّت الحاكمون بحثاً عن الشعب بعد أن يستيقظوا من أحلامهم الورديه. لم يكفِهِم أن هذا الشعب صبر عليهم وصبر على صمتهم وصبر على تحاصُصِهم وصبر على ادائهم الصبياني الطفيلي وصبر على الناتج من سنتين مرّتا بلا أدنى إنجاز غير إنجازهم في تعقيد المشهد وإضافة مناوي وجبريل ، رغم تحذيراتنا وفي وقتها ، أنهما من فلول الإنقاذ وهذا مبدأٌ لا حياد عنه كما اعتقدنا. وبعدها تمّ التغاضي عن تصريحات جبريل لقومِهِ أنهُ هنا لأخذ حقوقهم بعد زيارته عياناً بياناً لمنزل مُنتماه. وظللنا نسمع تصريحات أركو وهي تأتي كل يومٍ بالجديد في " روضة الأطفال " التي رمانا القدَر فيها وسوء المُنقلب وها هو يُهدّد بأن لديهِ من الطبنجه حتّى الراجمات وصبرنا حتى تمرّد القوم وتنمروا وطالبوا بحل الحكومه واحتلوا أمام القصر السيادي وأصبحوا " يتبولون " ، عفواً ، على حوائطه.
الان هل مطلوبٌ مِنّا أن نُصدّق أن لا شيئ بيد هذه الحكومه لتفعلهُ حيال ما يجري أمامنا من مسرحٍ عبثي؟ هل تهريب مواردنا الجاري الان بيد " السُلطه" لعامين هو أمرٌ يجب السكوت عليه؟ هل نصمت وقوات حميدتي يجد أفرادها من موارد الدوله أضعافاً مضاعفه مما يجده أفرادنا في الشرطه والجيش مما مثّل معسكراً جاذباً أدّى لإفراغ اجهزتنا من خيرة منسوبيها تأهيلاً وتدريباً وأداءً. هل أخْذ العسكر لوزارة الداخليه والأجهزه الأمنيه من السلطه التنفيذيه ليس أمامنا تجاهه إلّا السكوت؟ هل نستمرفي لطم خدودنا ونحنُ في صمتنا المستمر لعامين ونُعلّق فشلنا على الوثيقه ولا نملك غير هذا؟ هل وُجِّه أي إتهام لمن تسببوا في تزوير الوثيقه؟ المرحوم علي محمود حسنين إذا توفي قبل إيداع عريضة تقويض الدستور هل كنا سنُحاكمهم؟ لماذ انتظرنا لعامين وسط كل هذا الفشل المُزري ووزراء يأتون ويذهبون ونحن لم نطلُب أن يكون الأخ رئيس الوزراء صاحب عضلات مفتوله بل طلبنا مراراً أن يخرج السيد رئيس الوزراء الى الشعب ويشير فقط إلى ما يعترض طريقهُ وعندها سوف يجد الطوفان البشري الذي سوف يقتلع الأسباب من جذورها ويرمي بها وبمُسببيها إلى البحر. شتان بين أن يفعل ذلك قبل سنتين فتسير كل الأشياء في طريقها الصحيح ونكون قد كسبنا وقتاً ثميناً أضعناه في الّا شيئ وبين أن يهُب الشعب وهو يرى أحلامه قد وُئدَت وتبخّرت في الريح فيهُب رغم جوعِهِ وألمه ليسند ضعف السُلطه المُهيّأه أبداً للجلوسِ على رأسِه وبدلاً عن تواري بعضهم خجلاً نجدهم ينتظمون في المواكب رغم الهتافات الرافضه لهم ولوجودهم وهم يبتسمون ولكنهُ ضحكٌ كالبُكاء. ما أصدق وما أقسى أن يخرج هذا الشعب النبيل ليدافع عن أشخاصٍ لم يقدّموا لهُ سوى الأذى وساقوا البلاد نحو الهاويه حتى وقفوا بها على شفيرِها ليس حُباً فيهم أو في عطائهم ولكن إتقاءً لكارثةٍ أكبر ولو كنت أنا مكانهم لذهبتُ من نفسي بعد أن أوَلّي من هو أقدَر.
لقد هبّ الشعب وأدّى دورَهُ وحسَم الأمر ونقل الكُرةَ الى ملعب الحكومه وربما تكون هي الفرصة الأخيره. الشعب مؤمنٌ أن الأوجه على الساحه لا تُبشّر بخير فمن زوّروا ومَن باعوا ومن صمتوا لعامين لا يُرجى منهُم. السياسه وطول البال والبرود والدبلوماسيه لها مواضعها ففي بعض الحالات " يجب أن تُقاتل " وأن يستبين الاخرون أن لك أنياباً ومخالب وأن يخافوا ويرتعبوا ويتواروا ولن يحدث ذلك بغير الغلظه التي أدواتُها وعناصرها الشرطه الفاعله والنيابه المتابِعه والقضاء المُهاب . نحن قد تركنا وراءنا كلّ أسبابَ الغلظه فارتفعت أصواتٌ كانت ترتجف فرَقَاً وذهب بها الأمر الى الإعتصام والمطالبه بإسقاط الحكومه وسط صمت الحكومه نفسها ودعم اللجنه الأمنيه و " النائب الأول " لمجلس السياده وبعض وزراء الفلول.
بالأمس وقفنا جميعاً شعب السودان سيداته ورجاله ولم يكن في بالنا ، كما دائماً ، إلّا السودان. تناسينا أو بالأحرى تغافلنا ودعمنا الحكومه رغم ألمِنا وماخذنا وحافظنا على اللُّحمة الوطنيه المدنيه وبعثناهم إلى الحياه من بعد ضعفهم وهوانهم على الناس. لن نؤاخذهم إلّا بما ستجنيهِ أيديهم إن استمرّ أداءهم الباهت الخائف المرتجف فهل يا تُرى سيُعالجون هوانهم على أنفسهم. نتمنى أن يذهب الذين خانوا والذين زوروا والذين قصّروا والذين أقصوا ولينزووا وليسألوا الله أن يغفر لهم ويدَعون الأمر لأصحاب هذه الثوره من الشباب الذين قاموا بها.
melsayigh@gmail.com