ها هي الفرس تهرب من الإسطبل
عمر العمر
2 September, 2022
2 September, 2022
omar_khrtm@icloud.com
• باسترداد الصحافيين نقابتهم تستعيد حركة التقدم أحد مراكز الضغط العالي على قوى التخلف، الفساد والنهب. لنقابة الصحافيين ،بين ثلة من أترابها ، موقعها المميز الفاعل كتيبة مستنيرة مقاتلة في ترسانة الشعب ضد القمع والإرهاب الفكري والمادي . هي إحدى منارات التبصير والتنوير لبث الوعي . هي قبل ذلك مؤسسة لتأمين حقوق أعضائها المادية والمعنوية المهدرة والسليبة ولتنقية بيئة العمل مما لحق بها أو تغشاها من الروث واللوث والانحطاط الثقافي إبان عقود الإظلام الثلاثة السود الطوال العجاف . الصحافيون يفتحون أمام المهنيين كافة باباً واسعا حيويا على درب النضال الجماهيري بغية الإنتصار على كافة أشكال الهيمنة ومصادرة الحقوق ومن ثم استرداد الممارسات الديمقراطية وآلياتها .
• *****
• في احد حواراتي الفكرية مع الراحل نافذ البصيرة محمد ابراهيم نقد اذكر ملياً قوله عند الحديث عن (الهامش الديمقراطي) يجب على الساسة الاعتراف بدور الصحافيين في تحقيق ذلك الإنجاز . الاستاذ نقد - عطّر الله مرقده- أراد في تنويهه بنضال الصحافيين تثمين مساهمات الصحافة في العمل الوطني في كسر استبداد الإنقاذ. بالفعل ساهمت ثلة من الزملاء في حفر ذلك المسار بأقلامٍ و إرادات لم تركع أو تذل أمام الترهيب والترغيب بل قابلت أشكالاً متباينة من الوحشية والتعسف بصمود غلّاب .هؤلاء لم يكتفوا بظاهر مقولة صحافينا الرائد ورئيس تحريرنا البكر حسين شريف( أمة بلا صحافة كقلب بلا لسان) .بل نفذوا إلى جوهرها فالتزموا نبض الأمة وانحازوا إلى خياراتها.
• *****
• حركتنا السياسية بتياراتها المتباينة نشأت تحت أجنحة الصحافة إذ شكّلت المنبر الاول لتعبئة الشعور الوطني ضد الاستعمار . صدور الصحافة على عتبة القرن الأخير سبق بروز مؤتمر الخريجين كوعاء سياسي وماتفتق تحت ظله من تشكيلات حزبية.الصحافة والسياسة وجهان للعمل السياسي الوطني . عديدٌ من الساسة اشتغلوا بالصحافة.ثمة نخبة من الصحافيين يتمتعون بتأثير سياسي أنفذ وقعا من أولئك على الجماهير .حتى الساسة غير المتجانسين مع الصحافيين لم يستطيعوا الهروب من من قوة نفوذ السلطة الرابعة مهما حاولوا مقاومة سلطتها حتى بوسائل غير شريفة أحيانا .
• *****
• البرهان يرى مثل سابقيه من الانقلابين الفُجّر في الصحافة تهديدا أمنيًا على أنظمتهم الظالمة يرقى إلى تصنيفها قضية أمن من الطراز الاول.لذلك مارسوا تجاهها سياسة خشنة قاسية ملتزمين برؤية السير جون مفي الحاكم البريطاني في ثلاثينيات القرن الفائت محذرا من. تاثير الصحافة على الرأي العام (يتحتم علينا اتخاذ سياسة صارمة حيالها قبل ان يفلت الفرس من باب الإسطبل ).جميع الإنقلابيين يخشون سطوة الصحافة على كشف فضائحهم وانحرافاتهم وقدراتها المهولة على تعبئة الجماهير . الصحافة لم تعد فقط مرآة المجتمع إذ كسرت هذا الإطار التقليدي لتصبح شريكا أصيلا في صناعة الحاضر وتشكيل المستقبل . جميع الإنقلابيين المستبدين لم يقرأو ا تفضيل الرئيس الأميركي طوماس جيفرسون (وجود صحف بلا حكومة على حكومة بلا صحف)
• *****
• مشكلة الصحافة مع الأنظمة الاستبدادية انها إبنة الطبقة الوسطى الفاتنة الأكثر جاذبية وسحرا .ذلك ليس فقط بانتماء العاملين فيها إلى هذه الطبقة بل كذلك لأن الصحافة تعبر وتخاطب هذه الطبقة الأوسع نشاطًا ، الأكثر حيوية والأنفذ تأثيرا في المجتمع. هي الطبقة الأسرع تجاوبا مع نداءات التغيير والتقدم والتحرر. هي مشعلة فتيل الثورات الشعبية ووقود نارها. ذلك ليس استثناء اً سودانيا . فتكبيل الصحافة يستهدف كبح جماح الطبقة الوسطى ضد الاستبداد والهيمنة، أو إخماد الثورة في مهدها بل تحسبا لاشتعالها.من المترقب حدوث تغيير على الديباجة الصحافية بعد هروب الفرس من الإسطبل .
• *****
• كما قال استاذنا محجوب محمد صالح- زاده الله منعة ونورا - الحديث عن الصحافة يبدأ بالكلام عن الطباعة.نحن مدينون لنفر من الشاميين و اليونانيين في حقل الطباعة لكن هذا الدين يبلغ درجة الإعزاز بخليفة المهدي عبدالله التعايشي إذ أبدى اهتماما ربما لم يتوقعه البعض بأمر المطبعة الحكومية الموروثة من العهد الاستعماري فوضعها الخليفة تحت إشرافه المباشر. ويطال الامتنان اللورد كرومر في شأن استهلال إصدار صحافة في السودان ،إذ بادر بالإيعاز لذلك . لكنما يمكن القول دونما مزايدة اننا بفضل الاغاريق بتنا نحن في آفاقٍ من الوعي في ضوء انتشار صناعة الصحافة. فقد تنافس عدد من أرباب العمل من الجالية اليونانية على إنشاء دور للطباعة والنشر ،لعل أشهرهم جون كوريوريس و كنتوميخالوس. تلك المنافسة اسماها السكرتير الإداري لورد هارولد آنذاك (حرب الإغريق)
• *****
• استرداد نقابة الصحافيين تمثل بكل المعايير الموضوعية في المنعطف الراهن بمثابة هروب الفرس من الإسطبل . فنجاحها لن يتوقف على انطلاقتها الجموح في البرية بل يطال تحريض أترابها من الفصائل الحرة الأصيلة للحاق بها على مضمار الحرية والتقدم هربا من اسطبل الانقلاب .عيون الجماهير على المحامين ،الأطباء وفئات عمالية للنهوض المبكر.
///////////////////////////
• باسترداد الصحافيين نقابتهم تستعيد حركة التقدم أحد مراكز الضغط العالي على قوى التخلف، الفساد والنهب. لنقابة الصحافيين ،بين ثلة من أترابها ، موقعها المميز الفاعل كتيبة مستنيرة مقاتلة في ترسانة الشعب ضد القمع والإرهاب الفكري والمادي . هي إحدى منارات التبصير والتنوير لبث الوعي . هي قبل ذلك مؤسسة لتأمين حقوق أعضائها المادية والمعنوية المهدرة والسليبة ولتنقية بيئة العمل مما لحق بها أو تغشاها من الروث واللوث والانحطاط الثقافي إبان عقود الإظلام الثلاثة السود الطوال العجاف . الصحافيون يفتحون أمام المهنيين كافة باباً واسعا حيويا على درب النضال الجماهيري بغية الإنتصار على كافة أشكال الهيمنة ومصادرة الحقوق ومن ثم استرداد الممارسات الديمقراطية وآلياتها .
• *****
• في احد حواراتي الفكرية مع الراحل نافذ البصيرة محمد ابراهيم نقد اذكر ملياً قوله عند الحديث عن (الهامش الديمقراطي) يجب على الساسة الاعتراف بدور الصحافيين في تحقيق ذلك الإنجاز . الاستاذ نقد - عطّر الله مرقده- أراد في تنويهه بنضال الصحافيين تثمين مساهمات الصحافة في العمل الوطني في كسر استبداد الإنقاذ. بالفعل ساهمت ثلة من الزملاء في حفر ذلك المسار بأقلامٍ و إرادات لم تركع أو تذل أمام الترهيب والترغيب بل قابلت أشكالاً متباينة من الوحشية والتعسف بصمود غلّاب .هؤلاء لم يكتفوا بظاهر مقولة صحافينا الرائد ورئيس تحريرنا البكر حسين شريف( أمة بلا صحافة كقلب بلا لسان) .بل نفذوا إلى جوهرها فالتزموا نبض الأمة وانحازوا إلى خياراتها.
• *****
• حركتنا السياسية بتياراتها المتباينة نشأت تحت أجنحة الصحافة إذ شكّلت المنبر الاول لتعبئة الشعور الوطني ضد الاستعمار . صدور الصحافة على عتبة القرن الأخير سبق بروز مؤتمر الخريجين كوعاء سياسي وماتفتق تحت ظله من تشكيلات حزبية.الصحافة والسياسة وجهان للعمل السياسي الوطني . عديدٌ من الساسة اشتغلوا بالصحافة.ثمة نخبة من الصحافيين يتمتعون بتأثير سياسي أنفذ وقعا من أولئك على الجماهير .حتى الساسة غير المتجانسين مع الصحافيين لم يستطيعوا الهروب من من قوة نفوذ السلطة الرابعة مهما حاولوا مقاومة سلطتها حتى بوسائل غير شريفة أحيانا .
• *****
• البرهان يرى مثل سابقيه من الانقلابين الفُجّر في الصحافة تهديدا أمنيًا على أنظمتهم الظالمة يرقى إلى تصنيفها قضية أمن من الطراز الاول.لذلك مارسوا تجاهها سياسة خشنة قاسية ملتزمين برؤية السير جون مفي الحاكم البريطاني في ثلاثينيات القرن الفائت محذرا من. تاثير الصحافة على الرأي العام (يتحتم علينا اتخاذ سياسة صارمة حيالها قبل ان يفلت الفرس من باب الإسطبل ).جميع الإنقلابيين يخشون سطوة الصحافة على كشف فضائحهم وانحرافاتهم وقدراتها المهولة على تعبئة الجماهير . الصحافة لم تعد فقط مرآة المجتمع إذ كسرت هذا الإطار التقليدي لتصبح شريكا أصيلا في صناعة الحاضر وتشكيل المستقبل . جميع الإنقلابيين المستبدين لم يقرأو ا تفضيل الرئيس الأميركي طوماس جيفرسون (وجود صحف بلا حكومة على حكومة بلا صحف)
• *****
• مشكلة الصحافة مع الأنظمة الاستبدادية انها إبنة الطبقة الوسطى الفاتنة الأكثر جاذبية وسحرا .ذلك ليس فقط بانتماء العاملين فيها إلى هذه الطبقة بل كذلك لأن الصحافة تعبر وتخاطب هذه الطبقة الأوسع نشاطًا ، الأكثر حيوية والأنفذ تأثيرا في المجتمع. هي الطبقة الأسرع تجاوبا مع نداءات التغيير والتقدم والتحرر. هي مشعلة فتيل الثورات الشعبية ووقود نارها. ذلك ليس استثناء اً سودانيا . فتكبيل الصحافة يستهدف كبح جماح الطبقة الوسطى ضد الاستبداد والهيمنة، أو إخماد الثورة في مهدها بل تحسبا لاشتعالها.من المترقب حدوث تغيير على الديباجة الصحافية بعد هروب الفرس من الإسطبل .
• *****
• كما قال استاذنا محجوب محمد صالح- زاده الله منعة ونورا - الحديث عن الصحافة يبدأ بالكلام عن الطباعة.نحن مدينون لنفر من الشاميين و اليونانيين في حقل الطباعة لكن هذا الدين يبلغ درجة الإعزاز بخليفة المهدي عبدالله التعايشي إذ أبدى اهتماما ربما لم يتوقعه البعض بأمر المطبعة الحكومية الموروثة من العهد الاستعماري فوضعها الخليفة تحت إشرافه المباشر. ويطال الامتنان اللورد كرومر في شأن استهلال إصدار صحافة في السودان ،إذ بادر بالإيعاز لذلك . لكنما يمكن القول دونما مزايدة اننا بفضل الاغاريق بتنا نحن في آفاقٍ من الوعي في ضوء انتشار صناعة الصحافة. فقد تنافس عدد من أرباب العمل من الجالية اليونانية على إنشاء دور للطباعة والنشر ،لعل أشهرهم جون كوريوريس و كنتوميخالوس. تلك المنافسة اسماها السكرتير الإداري لورد هارولد آنذاك (حرب الإغريق)
• *****
• استرداد نقابة الصحافيين تمثل بكل المعايير الموضوعية في المنعطف الراهن بمثابة هروب الفرس من الإسطبل . فنجاحها لن يتوقف على انطلاقتها الجموح في البرية بل يطال تحريض أترابها من الفصائل الحرة الأصيلة للحاق بها على مضمار الحرية والتقدم هربا من اسطبل الانقلاب .عيون الجماهير على المحامين ،الأطباء وفئات عمالية للنهوض المبكر.
///////////////////////////