هذا شرف المسيح !!
رئيس التحرير: طارق الجزولي
18 August, 2022
18 August, 2022
قصة قصيرة
... ما سيُصافحكم أدناهُ هو كلام ساذج أحسُّ الآن بانعطافٍ مُبهم العِلّةِ نحو أن أهديهِ- بالذاتِ- إلى الفنّانينِ الرهيفين عبد الله الشقليني وقُصي همرور...!!
إبراهيم جعفر
(12 ديسمبر 2006...!).
******
حيناً غمرته موجة من "الطيبة العذبة" ذات الصفة التي تجعلها مُشارِكة في معاناة الآخرين.. وبرزت ذكري "ذات الطيبة" التي يخشى قلبه الواجف ألاّ تكون في رضا.. قمة العذاب ألاّ تكون هي في رضا. أما هو فحاله يمكن له أن يسير كما يشاء.
كانت الغرفة، في ذلك الوقت، هادئةً. وهنالك ضياء خفيف– مع بعض الظلال- يصدر عن "اللمبة".
كان الأطفال هادئين...
كان في الماضي ينظر لهؤلاء الأطفال، غالباً، "كآخرين" لا يثيرون حماسه أو أيّ انفعال متجاوب أو عكسيّ. كان يعتبرهم "آخرين" لا يهتم بهم ومصدراً للإزعاج و.... أي كان ينظر إليهم نظرة عملية اعتيادية أو كأيِّ ربِّ أسرة ورجلٍ "عامٍ" من عموم رجال هذه الدنيا.
وكما يحدث في بلاده، كان يزجرهم ويتجنب عجيجهم بكل الحيل. ما باله يترفق– الآن- في الحديث معهم كأنهم أطفال المسيحيين في صباح عيد الميلاد؟!
تمتم ببعض الكلمات غير المفهومة في همس رقيق.. سألته أمه:- قلت شنو؟.. صمت ولم يجب وإن خفق قلبه.. خفق ضياء اللمبة حتى كاد أن يتلاشى، ولكنها عادت أقوي مما كانت ضياءاً ونورا..
الشباك كان مفتوحاً والأطفال كانوا يتناولون العشاء. ردّ أحد اخوته بعنف علي أحد الأطفال. لسبب ما شعر بأنّ ذلك الطفل مظلومٌ إلي حدّ.. تعاطف معه وقال في نفسه:- "ليتهم يفهمون عذاب الطفل مما يجنيه عليه أهله؟"
استمرّت حالة "الطيبة العذبة"...
كان النسيم يهب برفق.. علا صوت ضربات على باب المنزل. دخل أحد رفاق الحي. سلّم عليه بهدوء وقبل أن يقول شيئاً آخر حدّثه، فجأةً، عن شعور الطيبة المتلألئ في قلبه هذا اليوم. اندهش الآخر وصمت.. تخيل حمامة تحمل غصناً وتغني للعالم:-
(فلتغمرك "الطّيبة" يا دنيا الناس). حلم برنين أجراس الكنائس، بالأطفال المسيحيين ذوي الملابس الزاهية على أجسادهم الصغيرة. حلم بعذراءٍ تقبّل تمثال "العذراء".
كان هنالك قربه اثنان يتبادلان حديثاً عادياً في شئون الحياة اليومية. بدا له كأن ليس هناك ما يقلق من شأن "الحياة اليومية" ليضجر هذان منها.. انطلق شهابٌ عبر السماء ليسقط.. لكن.. لم يرَ سقطته، بل جالت عيناه في منظر نجمةٍ تبزغ، فجأةً، من بين السحاب وتشعُّ... "يا للنجمة الطيبة تهدي التائه في الصحراء ". تمتم:- "هنالك كائنات طيبة..!"
المجلّة كانت تجلس ساكنةً على المنضدة يحفُّها صمت السكون ولا يد تمتد إليها. تَتَسَمَّرُ فيها النظرات ثمّ ترتد في لامبالاة.
أما هو.. القلب انتفض.. تذكَّرَ وجهاً يكبر في الخيال. ارتسمت ملامحه بوضوح.. ابتسم له.. أيقن أنه وجهٌ لإحدى العذارى. تبدّى وجه "العذراء" صافياً.. صافياً وملتمعاً.. وطيباً.. طيباً طيبةً آسرةً..
ترى ماذا سمّت لغته كلّ هذا.. هذا الزمن الساكن فيه؟ وانبثقت كلمات مهموسة:- "هذه هي الطيبة المسيحية.. هذا شرف المسيح..!!"
10 ديسمبر 1977م
khalifa618@yahoo.co.uk
... ما سيُصافحكم أدناهُ هو كلام ساذج أحسُّ الآن بانعطافٍ مُبهم العِلّةِ نحو أن أهديهِ- بالذاتِ- إلى الفنّانينِ الرهيفين عبد الله الشقليني وقُصي همرور...!!
إبراهيم جعفر
(12 ديسمبر 2006...!).
******
حيناً غمرته موجة من "الطيبة العذبة" ذات الصفة التي تجعلها مُشارِكة في معاناة الآخرين.. وبرزت ذكري "ذات الطيبة" التي يخشى قلبه الواجف ألاّ تكون في رضا.. قمة العذاب ألاّ تكون هي في رضا. أما هو فحاله يمكن له أن يسير كما يشاء.
كانت الغرفة، في ذلك الوقت، هادئةً. وهنالك ضياء خفيف– مع بعض الظلال- يصدر عن "اللمبة".
كان الأطفال هادئين...
كان في الماضي ينظر لهؤلاء الأطفال، غالباً، "كآخرين" لا يثيرون حماسه أو أيّ انفعال متجاوب أو عكسيّ. كان يعتبرهم "آخرين" لا يهتم بهم ومصدراً للإزعاج و.... أي كان ينظر إليهم نظرة عملية اعتيادية أو كأيِّ ربِّ أسرة ورجلٍ "عامٍ" من عموم رجال هذه الدنيا.
وكما يحدث في بلاده، كان يزجرهم ويتجنب عجيجهم بكل الحيل. ما باله يترفق– الآن- في الحديث معهم كأنهم أطفال المسيحيين في صباح عيد الميلاد؟!
تمتم ببعض الكلمات غير المفهومة في همس رقيق.. سألته أمه:- قلت شنو؟.. صمت ولم يجب وإن خفق قلبه.. خفق ضياء اللمبة حتى كاد أن يتلاشى، ولكنها عادت أقوي مما كانت ضياءاً ونورا..
الشباك كان مفتوحاً والأطفال كانوا يتناولون العشاء. ردّ أحد اخوته بعنف علي أحد الأطفال. لسبب ما شعر بأنّ ذلك الطفل مظلومٌ إلي حدّ.. تعاطف معه وقال في نفسه:- "ليتهم يفهمون عذاب الطفل مما يجنيه عليه أهله؟"
استمرّت حالة "الطيبة العذبة"...
كان النسيم يهب برفق.. علا صوت ضربات على باب المنزل. دخل أحد رفاق الحي. سلّم عليه بهدوء وقبل أن يقول شيئاً آخر حدّثه، فجأةً، عن شعور الطيبة المتلألئ في قلبه هذا اليوم. اندهش الآخر وصمت.. تخيل حمامة تحمل غصناً وتغني للعالم:-
(فلتغمرك "الطّيبة" يا دنيا الناس). حلم برنين أجراس الكنائس، بالأطفال المسيحيين ذوي الملابس الزاهية على أجسادهم الصغيرة. حلم بعذراءٍ تقبّل تمثال "العذراء".
كان هنالك قربه اثنان يتبادلان حديثاً عادياً في شئون الحياة اليومية. بدا له كأن ليس هناك ما يقلق من شأن "الحياة اليومية" ليضجر هذان منها.. انطلق شهابٌ عبر السماء ليسقط.. لكن.. لم يرَ سقطته، بل جالت عيناه في منظر نجمةٍ تبزغ، فجأةً، من بين السحاب وتشعُّ... "يا للنجمة الطيبة تهدي التائه في الصحراء ". تمتم:- "هنالك كائنات طيبة..!"
المجلّة كانت تجلس ساكنةً على المنضدة يحفُّها صمت السكون ولا يد تمتد إليها. تَتَسَمَّرُ فيها النظرات ثمّ ترتد في لامبالاة.
أما هو.. القلب انتفض.. تذكَّرَ وجهاً يكبر في الخيال. ارتسمت ملامحه بوضوح.. ابتسم له.. أيقن أنه وجهٌ لإحدى العذارى. تبدّى وجه "العذراء" صافياً.. صافياً وملتمعاً.. وطيباً.. طيباً طيبةً آسرةً..
ترى ماذا سمّت لغته كلّ هذا.. هذا الزمن الساكن فيه؟ وانبثقت كلمات مهموسة:- "هذه هي الطيبة المسيحية.. هذا شرف المسيح..!!"
10 ديسمبر 1977م
khalifa618@yahoo.co.uk