هذا ما حدث … بقلم: عادل الباز

 


 

عادل الباز
2 October, 2010

 


احتفال قوش
أم عرس الزين؟     
احترتُ في مناسبة كريمة السيد صلاح قوش فلم أعرف ما إذا كان الأخ صلاح مستشار أمن قومي ولا شيخ طريقة؟. شاهدت بأم عيني حشداً يشبهه ذلك الحشد الذي شهده عرس الزين!!. جاء الجميع من كل لون وزي.. اجتمع أهل المؤتمر الوطني والمعارضة بكافة فصائلها لتحتفي مع قوش بابنته. يا لهذا السودان الذي لا تنقضي عجائبه. جاء الجنوبيون الوحدويون ليحتفلوا مع صلاح  في يوم كأنه عيد للوحدة.. وجاء الانفصاليون مبتهجين للعرس كأنهم استقلوا بدولتهم للتو!! كان الصوفية يجلسون في ركن قصي يلبسون الأخضر كأنها ليلة ذكر عامرة بالدراويش. خارج تلك الخيمة الواسعة وقف السيد صلاح قوش وقد أنهكهه التعب من سيل التهانئ المتدفقة. كان مجلس الوزراء هناك وقادة الجيش والأمن.. ولو أن هناك انقلاباً مخططاً له لما وجد أفضل من تلك المناسبة التي لا تقارن بمناسبة الكوباني التي جرى في فجرها انقلاب الجماعة!! بحثتُ عن مبارك الفاضل يومها فلم أجده.. لا بد أنه غادر قبل أن يفكِّر أحدهم في تدبير انقلاب كما فعل في ليلة الكوباني.
مع الوالي
السيد والي الخرطوم وأركان حربه من قيادات الشرطة لم يجدوا يوماً ليعقدوا لقائهم ذاك إلا يوم السبت وهو يوم نرتاح فيه من اللهث وراء دواوين الدولة وأخبارها التي لا تسر. ذهبنا طائعين ومكرهين للقاء في قاعة بمباني شرطة المرور. عُرضت علينا وئاثق وأفلام مصورة غير قابلة للنشر حول أوضاع الجريمة بالعاصمة والممارسات غير الأخلاقية التي تكافحها شرطة النظام العام عبر أشرطة مصورة. ما لاحظته أن المرارة تعتصر حلق الشرطة.. فما بين أيديهم من معلومات وحقائق وبين ما تنشره الصحافة الصفراء في سعيها المحموم للتوزيع الرخيص!!. بدوا وكأنهم في حربين في آن واحد، فمجهوداتهم التي يبذلونها بالليل تذهب بها الصحافة أدراج الرياح في الصباح!!. أين الخلل في إخفاء الشرطة للحقائق أم في صحافة لا يهمها إلا التربح؟. أم الاثنين معا. علينا البحث عن إجابة للسؤال وعن طرائق للتعامل مع الشرطة لا تخفي الحقائق ولا تضر بالأمن.
وزير المستقبل
على ضفة النيل الأرزق كان موعدنا مع كمال عبد اللطيف الذي يستحق أن نسميه وزير وزارة المستقبل ألا وهي وزارة التنمية البشرية. هو كمال عبد اللطيف أين ما حل نفع.
في ذلك المؤتمر الذي لحقنا به أنا والصديق محمد لطيف بعد أن أكلنا غداء الوالي أو كما اتهمنا الوزير, في ذلك اللقاء كشف كمال عن رؤيته المستقبلية للوزارة وللتدريب، وشرح المجهودات التي يعتزم القيام بها في سبيل بناء قاعدة علمية للنهوض بالإنسان السوداني. وأفضل ما قاله السيد الوزير أن مجهودات وزارته تتعدى الخدمة المدنية للمجتمع كله. مهمة السيد كمال عبد اللطيف كبيرة وهدفها عظيم وليس لدي أدنى شك أنه قادر على إنجاز شوط مهم في تأسيس الرؤية الأساسية والدفع بالمجتمع للإيمان بأهمية التدريب وترقية القدرات. ثم محاولة النهوض به عبر البرامج التي تعد لها الوزارة حاليا. يا كمال سيجر الله بإذنه الخير على يديك النظيفة، فالرجال ذوي الهمم العالية قليلون في هذا الزمان والقادة الذين تتسع صدورهم للآخرين بمحبة أندر من الكبريت الأحمر وأنت حظيت بالاثنين وتستحقّ أن تكون وزيراً للمستقبل.
ناس البرير
أما عرس ناس البرير فكان آية الزمان. العريس هو مامون سعود البرير وهو ابن رجل الأعمال المعروف سعود مامون البرير، وقد سمى الولد على الجد مامون البرير طيب الله ثراه. لقد حظيت في زمان غابر (بالهجيج) في عرس السيد سعود شخصياً حين تزوَّج هنادي سليلة السناهير وكريمة محمد الريح وها أنا أستعد لتكرار المشهد في عرس الابن محمد. كان عقد القران في مسجد حبوبة  العريس محمد السيد سيدة سنهوري أطال الله عمرها. لم أستطع أن ألتقي بأهل العريس والسبب أن المسجد وشارع الستين الفسيح الذي يقع المسجد في ضفته الشرقية قد امتلأ عن آخرهما بالعربات والناس وكأن اليوم يوم حج عظيم. يستحق آل البرير محبة الناس هذه فالثروة التي يعيشون في كنفها منذ جدهم البريقدار لم تجعلهم مترفعين عن مخالطة الناس بل تجدهم عن بكرة أبيهم يزيِّنون المناسبات بحضورهم البهي في كل مناسبة. في العشاء الفاخر بقلعة مامون البرير بالمنشية.. قلت لسعود البرير: (حضرت عرس الأب وها أنا أحضر عرس الابن الله يحضِّرنا عرس الحفيد). في المناسبة سألني أحدهم (إنت ناس البرير بعرسوا من السناهير طواااالي ليه؟) فقلت له السناهير سمحين وناس البرير مريشين وبذا يتلم الغني على السماحة فننتج جيلاً من السمحين المريشين كما حدث، وهذا ما يحتاج له السودان الآن والله أعلم!!!
وعد محمد سنهوري
 نهاية الأسبوع الماضي كان محمد سنهوري على موعد مع أولى خطوات أفراح كريمته (وعد) زينة الحسان التي تقدَّم لخطبتها محمد زكريا سليل أسرة العمراب بحي البوستة.. الحي الأم درماني الشهير. كانت خالتي عائشة جدة العروس رحمة الله عليها من أكرم نساء الأرض، ربَّتْ بناتها على محبة الناس وحسن ضيافتهم وكان أثرها فينا عظيماً إذ دربتنا على حب الهلال وأحمد المصطفى. وعد حفيدة عائشة بنت الشيخ الريح، ورثت وعد عنها كل خلق جميل وأخذت من أمها سماحة نفسها وكرمهما وعن أبيها سعة النفس والأفق والصبر الجميل. هنيئاً للعمراب (بوعد) وللسناهير بنسب العمراب الأماجد.
عريس الصحافة
عريس الإعلام السوداني هذه الأيام هو الهندي عز الدين رئيس تحرير صحيفة «الأهرام اليوم». فاتتني الحفلة وكنت أهيئ نفسي لسهرة صباحي ولكن قاتل الله آلام الظهر فهي لا تتيح لك (السكسكة) آخر الليل. حسين خوجلي الذي (كتل الحفل) ولا أظنه يقدر على (السكسكة) الآن، فلا العمر والحجم يسمحان بذلك!!. يا تُرى هل يعرف هذ ا الجيل معنى لها؟ سأنتدب كاتب المحن وحاطب الليل أستاذنا البوني لتولي الشرح فهو خبير!!
حدثني رئيس تحرير الصحافة الأستاذ النور الذي حضر الحفل ولم يقصِّر أن الحفل كان بديعاً وأنيقاً كأناقة العريس وجامعاً لأطياف المجتمع من أقصى السيار لأقصى اليمين؛ حيث عبد الرحيم أحمد حسين بقميص نص كم!. ألف مبروك للهندي وبيت مال وعيال وربنا يزيد ويبارك.
آخر ما حدث
شفتو أسبوع الصحافيين ورؤساء التحرير كيف؟ شفتو الهنا الأنا فيهو بالليل؟ أما بالنهار فلقد زرت الأسبوع الماضي نيابة الصحافة وتلقيت تهديداً مبطناً بالإيقاف من مجلسها الموقر إذا لم أدفع.. ثم استدعتني الضرائب ثلاث مرات ثم كاد التأمين الاجتماعي أن يعصف بـ»الأحداث».. هذا غير اتصالات الجماعة، ثم الأخطر اتصالات المصيبة الاسمها أبوعبيدة في المطبعة الدولية. أبوعبيدة متصوف لكن (جنو قروش). أما محمد نور فهذا مصيبة كبرى بارك الله في حمد الجاك وياسر فلولاهم لأغلقت الدولية أبوابها. لو خلوني من المساسكة بالنهار من علائل أبروف للمزالق كان قدرنا نسكسك بالليل مع حسين!!
 

 

آراء