عكس الريح
moizbakhiet@yahoo.com
أحياناً نستغرق في لحظة حزن نبيلة ونهجع في بهو تأمل طويل تستغرقنا فيه مشاوير الحياة حين يرهقنا التعب وظلم الآخرين. وقد كنت أعيش تلك اللحظة بعدما أكملت قراءة خيط على أحد مواقع الإنترنت أكالت لي صاحبته من الشتائم والسباب والقذف والغيبة والنميمة والكذب والبهتان وإشانة السمعة ما يغسل ذنوبي جميعها ويعيدني كيوم ولدتني أمي، فحمدت الله كثيراً على هذه النعمة وشعرت بأن كل من يمر على ذلك المكان ويقرأ حرفاً فيه تنعتق ذنوبي وتغتسل بالماء والثلج والبرد وأن الله يحبني كل يوم أكثر.
وكنت قبلها وفي سوانح مختلفة أجد بعض الأشخاص يدرجون حسابات باسمي على مواقع التواصل الإجتماعي ويستغلونها أبشع إستغلال فأراسل إدارة تلك المواقع لقفلها متى ما علمت بها ولعل ما خفي عني كان أعظم. هذا غير الكثير مما يتعاطاه البعض بصورة سلبية ويستغلون فيه تقنيات شبكة الإنترنت بصورة سيئة في الوقت الذي يجب أن تكون تلك التقتيات في خدمة الإنسانية لكنها النفس البشرية والتي مهما أصابنا من شرها فهو خير لنا ونعمة ابتلاء نرضاه ونحمد الله كثيراً عليه لأننا حتى وإن لم نؤذِ أحداً فسوف يأتي من يؤذيينا وهكذا هي الحياة أحيانا.
وأنا في هذا الإستغراق الرحيم أتتني رسالة من صديقي عمر إيمان بالمملكة العربية السعودية وكان قد بعث بها لعدد من الأصدقاء لكنها جاءت في لحظة أزالت ما تبقى من عجب عجيب على شياطين الإنس في هذه الدنيا الفانية فأحببت أن يشاركني القاريء الكريم معانيها حتى وإن لم تأت بالجديد لكن الأهم هو الاحساس بها في زمن الفجيعة المريب هذا، وإليكم مضامين الرسالة المحببة:
ثق ثقة عمياء أن من يعلمك أخطاءك يحبك
أسعد إنسان هو من لا ينتظر شيئاً من أحد ، إلا من الواحد الأحد
لا تتعب نفسك على إرضاء الحاسد لأنه لا يرضَ إلاَّ بزوالِ ما تميَّزت به عنه، فخصامه مع الله وليس معك
علامة الخذلان أن تفتش عن عيوب الناس وتنسى عيبك وتحاسبهم على ذنوبهم وتغفل عن ذنبك
بعض البشر مجـرد أفواه ناطقة ينتقدون و يذمـون ليتهم يدركـون ما يقولون
عجبت لمن يغسل وجهه عدة مرات في النهار ولا يغسل قلبه مرة واحدة في السنة
لا تنظر إلى الناس أين و كيف وصلوا بل رتب حياتك وأهدافك ستصل بإذن الله إلى طموحاتك و إنجازاتك
النجاح كالبنيان يشيد على أربع قواعد: الصبر، الإيمان، المثابرة، الإصرار
احتكاكك بالناجحين والإيجابيين يجعلك طالب في مدارس النجاح، واحتكاكك بالفاشلين والسلبيين يجعلك خاضع لمعاهد الفشل الإنسانية
الصديق المزيف كالظل يمشي وراءك عندما تكون في الشمس ويختفي عندما تكون في الظلام
أسـوأ الأصدقاء من يصمت إن جاء ذكرك بالسوء
قـد يرى الناس الجرح الـذي في رأسك ولكنهم لا يشعرون بالألم الذي تعانيه
يحدث أن يكون بعض البشر دوماً معنا لكن حينما نحتاجهم يختفون
من تركك أثناء انهيارك ليس من العدل أن يعود بعد ازدهارك
المعاناة الكُبرى هي حين يسقُط من عينك إنسان لكنه لا يسقط من قلبك
كلمة آسف ليست كلمة مذلة للنفس ، بل هي كلمة تُقال لكي يعرف الشخص الآخر أنك لا تريد أن تخسره
الأخطاء تؤلم بشدة عند وقوعها ، لكن بعد سنوات ، هذه المجموعة من الأخطاء تحمل اسم الخبرة
الإهمال الزائد و الاهتمام الزائد كلاهما يؤديان إلى نفس النتيجة وهي خسارة شخص أحببناه
لا تحكموا على البيوت القديمة من أبوابها فخلف الأبواب القديمة أرواح من ذهب
إن كنت جميلاً فجمالك لن يدوم، و إن كنت ذو منصب و نفوذ فهذه الدنيا تدور .. جمِّل روحك بالخلق والأدب فهي من تصنع لك المستحيل
لا تظهر للمتحدث معرفتك بكل معلومة هو يتحدث عنها فالإنصات نصف الأدب
ثق بأن الصوت الهادئ أقوى من الصراخ وأن التهذيب يهزم الوقاحة وأن التواضع يحطم الغرور
مكة المكرمة لا بحر ، لا مطر ، لا طبيعة لكنها تقتلنا شوقاً كلما ذكرناها
مدخل للخروج:
قالت أنا من خيرتك بأن تجيء مكبلاً
بالعشق أو تمضي وحيداً متعباً
بالصمت والصبر الذي لم يرتكب
إثم الهوى والصبر لا يدرك وبيله
قلت احمليني في هوائك ذرة
واستنشقيني في دواخلك النبيلة
قالت سألتك بالذي سواك
لا تطرق ببابي ثم تهرع راحلاً
فالشوق لا يرحم قتيله
أواه يا من فجرت فينا الحياة
وألهمت طوق الأماني
ظللت بوابة الإيمان بالمقل الكحيلة
يبقى التقى في مشرقيك معزة
يا أصدق الكلمات في نبض الخواطر
حين يسكبها النوى
والتوق أوثر أن أطيله
للقاك في كنف المواسم
والثريات العلية والمواقيت الأصيلة
كل الغصون مخضبات بالندى
في ساعديك وكل سنبلة يراود حلمها
همس اشتياقك وهلة فلعلها تبقى خليلة
لك في انسياب النهر
يا زهو المشارق يا حنينا ضمني
في لحظة سكرى وهاجر في دمي
وبداخلى لا زال يبحث عن سبيله.