هلال مختلف
كمال الهدي
19 February, 2022
19 February, 2022
تأمُلات
. أكثر ما كنت أتخوف منه بعد أن تقرر لعب مباراة الهلال والأهلي بدون جمهور هو أن نكون قد هزمنا لاعبينا معنوياً قبل أن يخوضوا اللقاء بسبب تركيز إعلامنا وجماهير النادي المبالغ فيه على قضية حضور الجماهير.
. لهذا وقبل أن ينظر أي منا حول عمل المدرب والفشل في تحقيق الفوز فلنسأل أنفسنا عن ما دعانا لأن نظهر الأمر وكأن لاعبي الهلال لا يؤدون إلا عند سماع الهتافات وصراخ الجماهير!
. لا أحد ينكر حقيقة أن الجماهير في أي مكان هي ملح كرة القدم، وأن وجودها يحفز اللاعبين.
. لكن ذلك لا يعني أن يعجز لاعبو فريق ينافس على بطولة قارية في تقديم الحد المعقول من الأداء ويقاتلوا من أجل تحقيق الفوز في غياب جمهورهم.
. وأصلاً لاعبو الأندية الكبيرة ما عادوا يتأثرون كثيراً بصيحات الجماهير، ولهذا تجدهم ينتزعون الكؤوس من منافسيهم في بلدان هؤلاء المنافسين.
. بدأت بهذه المقدمة الضرورية لأنني أري أن لاعبي الهلال هزموا الفكرة السلبية التي عشعشت في أذهان بعض جماهيرهم وإدارييهم وصحفييهم..
. فقد واجهوا منافساً قارياً كبير الإسم بكل ثبات وهدوء وهم يبارونه بدون جماهيرهم.
. ولا ينسب ذلك للاعبين وحدهم، إنما يجب أن يشكر عليه مدربهم الذي عرف كيف يغير من أسلوب لعبهم بإمتلاك الكرة لفترات أطول علي خلاف ما ظللنا نشاهده في السنوات الفائتة.
. ولاعبو الفريق الذين يستحوذون علي الكرة لابد أن تتعزز ثقتهم بأنفسهم.
. وهذا في رأيي أحد أهم أسباب ثبات لاعبي الهلال أمام الأهلي وتقزيمهم لهم خلال فترات عديدة من اللقاء بالرغم من غياب الجماهير.
. فكيف يصر بعضنا حتى هذا اليوم على حكمهم بفشل المدرب!
. الهلال صار يضغط على الخصم ويلعب كرة ممرحلة نرى فيها الكثير من التمريرات المتقنة في وسط الملعب ويتقدمون بالكرة بثقة ودون تردد، فهل هذا عمل مدربين أم صدفة يا أهلة!
. صحيح أن هناك سلبيات عديدة مثل الفشل المستمر في استغلال الركنيات والكرات الثابتة الأخرى.
. وهو أمر يخص المدرب ويحتاج منه لعمل شاق ومستمر، لكنه يتعلق باللاعبين أيضاً ومدى استعدادهم للإستيعاب السريع وقدرتهم على التنفيذ.
. فلماذا نتجاهل دائماً مشاكل لاعبنا الذي يبدأ في تعلم كل شيء في عمر متقدم ونريد من المدرب أن يغير كل شيء بين عشية وضحاها!
. إن كنت أنت نفسك عزيزي الزميل أو المشجع غير قادر على تغيير طريقة تفكيرك الرافضة لفكرة التخصصية، فلماذا تتوقع من غيرك لاعباً كان أو مدرباً أن يحقق لك كل رغباتك في أقصر وقت!
. ما لم نتعلم أننا جميعاً شركاء في الفشل لن نحقق النجاح في أي ضرب من الضروب في هذا السودان.
. ثمة مشكلة أخرى يعاني منها الهلال هي الضعف الشديد في إنهاء الهجمات وقلة التركيز وفقدان الكرة بسهولة داخل الصندوق.
. ولو لا هذه العلة لما خرج الأهلي القاهري بالنقطة من ملعب الهلال.
. لكنها مشكلة تحتاج لعودة محمد عبد الرحمن لمستواه المعهود الذي تراجع كثيراً في الآونة الأخيرة، بالإضافة للعمل والاجتهاد والتدرب المستمر لبقية المهاجمين.
. كما أن تزايد الانسجام بين اللاعبين الجدد والقدامى من شأنه أن يقلل من علة اهدار السوانح.
. عموماً هي أمور تحتاج لبعض الوقت.
. ومشكلتنا أننا إن بدانا من الصفر نرفع سقف توقعاتنا سريعاً ونفترض أن هذه هي سنة المنافسة الجادة على اللقب.
. أول أمس اثناء متابعتي لمباراة برشلونة ونابولي لاحظت للكم الهائل من فرص برشلونة الضائعة.
. وقد أهدر وافدهم الجديد توريس بمفرده عدداً من الفرص لو كنت انا كاتب هذا المقال صاحب قرار هناك لربما زجرته وأخرجته من الملعب.
. لكن ماذا قال عنه مدربه شافي أحد أفضل ثلاثة لاعبي وسط أشاهدهم في حياتي؟
. قال شافي أن توريس سيسجل كثيراً وضرب له مثلاً بسواريز الذي لم يسجل لبرشلونة سوى هدفين في أول عشر مباريات قبل أن يصبح هدافهم المرعب، عاماً بأن سواريز جاء لبرشلونة لاعباً كبيراً ومعروفاً ولم يكن يافعاً.
. فإن كانوا يجدون العذر للاعب أكاديميات مؤسس بشكل جيد مثل توريس، فما الذي يجعلنا نحن (ناس قريعتي راحت ديل) نتعجل النتائج!
. لماذا نغض الطرف عن كل مشاكلنا ونتجاهل أدوارنا السلبية كشعب وننتظر الفرح من لاعبي الكرة ومدربيهم وكأنهم لا يعايشون معنا هذا الواقع البائس!!
. هلال بقوا يشجعوه ناس أردول من داخل الملعب في غياب الأولتراس بحكم (مؤامرة) جوبا لابد أن نمد حبال الصبر قبل أن نراه كما نحب ونشتهي، هذا إن بقي لنا وطن أصلاً مع تمدد هذه الشرذمة وصمتنا على ما يجري.
kamalalhidai@hotmail.com
//////////////////////
. أكثر ما كنت أتخوف منه بعد أن تقرر لعب مباراة الهلال والأهلي بدون جمهور هو أن نكون قد هزمنا لاعبينا معنوياً قبل أن يخوضوا اللقاء بسبب تركيز إعلامنا وجماهير النادي المبالغ فيه على قضية حضور الجماهير.
. لهذا وقبل أن ينظر أي منا حول عمل المدرب والفشل في تحقيق الفوز فلنسأل أنفسنا عن ما دعانا لأن نظهر الأمر وكأن لاعبي الهلال لا يؤدون إلا عند سماع الهتافات وصراخ الجماهير!
. لا أحد ينكر حقيقة أن الجماهير في أي مكان هي ملح كرة القدم، وأن وجودها يحفز اللاعبين.
. لكن ذلك لا يعني أن يعجز لاعبو فريق ينافس على بطولة قارية في تقديم الحد المعقول من الأداء ويقاتلوا من أجل تحقيق الفوز في غياب جمهورهم.
. وأصلاً لاعبو الأندية الكبيرة ما عادوا يتأثرون كثيراً بصيحات الجماهير، ولهذا تجدهم ينتزعون الكؤوس من منافسيهم في بلدان هؤلاء المنافسين.
. بدأت بهذه المقدمة الضرورية لأنني أري أن لاعبي الهلال هزموا الفكرة السلبية التي عشعشت في أذهان بعض جماهيرهم وإدارييهم وصحفييهم..
. فقد واجهوا منافساً قارياً كبير الإسم بكل ثبات وهدوء وهم يبارونه بدون جماهيرهم.
. ولا ينسب ذلك للاعبين وحدهم، إنما يجب أن يشكر عليه مدربهم الذي عرف كيف يغير من أسلوب لعبهم بإمتلاك الكرة لفترات أطول علي خلاف ما ظللنا نشاهده في السنوات الفائتة.
. ولاعبو الفريق الذين يستحوذون علي الكرة لابد أن تتعزز ثقتهم بأنفسهم.
. وهذا في رأيي أحد أهم أسباب ثبات لاعبي الهلال أمام الأهلي وتقزيمهم لهم خلال فترات عديدة من اللقاء بالرغم من غياب الجماهير.
. فكيف يصر بعضنا حتى هذا اليوم على حكمهم بفشل المدرب!
. الهلال صار يضغط على الخصم ويلعب كرة ممرحلة نرى فيها الكثير من التمريرات المتقنة في وسط الملعب ويتقدمون بالكرة بثقة ودون تردد، فهل هذا عمل مدربين أم صدفة يا أهلة!
. صحيح أن هناك سلبيات عديدة مثل الفشل المستمر في استغلال الركنيات والكرات الثابتة الأخرى.
. وهو أمر يخص المدرب ويحتاج منه لعمل شاق ومستمر، لكنه يتعلق باللاعبين أيضاً ومدى استعدادهم للإستيعاب السريع وقدرتهم على التنفيذ.
. فلماذا نتجاهل دائماً مشاكل لاعبنا الذي يبدأ في تعلم كل شيء في عمر متقدم ونريد من المدرب أن يغير كل شيء بين عشية وضحاها!
. إن كنت أنت نفسك عزيزي الزميل أو المشجع غير قادر على تغيير طريقة تفكيرك الرافضة لفكرة التخصصية، فلماذا تتوقع من غيرك لاعباً كان أو مدرباً أن يحقق لك كل رغباتك في أقصر وقت!
. ما لم نتعلم أننا جميعاً شركاء في الفشل لن نحقق النجاح في أي ضرب من الضروب في هذا السودان.
. ثمة مشكلة أخرى يعاني منها الهلال هي الضعف الشديد في إنهاء الهجمات وقلة التركيز وفقدان الكرة بسهولة داخل الصندوق.
. ولو لا هذه العلة لما خرج الأهلي القاهري بالنقطة من ملعب الهلال.
. لكنها مشكلة تحتاج لعودة محمد عبد الرحمن لمستواه المعهود الذي تراجع كثيراً في الآونة الأخيرة، بالإضافة للعمل والاجتهاد والتدرب المستمر لبقية المهاجمين.
. كما أن تزايد الانسجام بين اللاعبين الجدد والقدامى من شأنه أن يقلل من علة اهدار السوانح.
. عموماً هي أمور تحتاج لبعض الوقت.
. ومشكلتنا أننا إن بدانا من الصفر نرفع سقف توقعاتنا سريعاً ونفترض أن هذه هي سنة المنافسة الجادة على اللقب.
. أول أمس اثناء متابعتي لمباراة برشلونة ونابولي لاحظت للكم الهائل من فرص برشلونة الضائعة.
. وقد أهدر وافدهم الجديد توريس بمفرده عدداً من الفرص لو كنت انا كاتب هذا المقال صاحب قرار هناك لربما زجرته وأخرجته من الملعب.
. لكن ماذا قال عنه مدربه شافي أحد أفضل ثلاثة لاعبي وسط أشاهدهم في حياتي؟
. قال شافي أن توريس سيسجل كثيراً وضرب له مثلاً بسواريز الذي لم يسجل لبرشلونة سوى هدفين في أول عشر مباريات قبل أن يصبح هدافهم المرعب، عاماً بأن سواريز جاء لبرشلونة لاعباً كبيراً ومعروفاً ولم يكن يافعاً.
. فإن كانوا يجدون العذر للاعب أكاديميات مؤسس بشكل جيد مثل توريس، فما الذي يجعلنا نحن (ناس قريعتي راحت ديل) نتعجل النتائج!
. لماذا نغض الطرف عن كل مشاكلنا ونتجاهل أدوارنا السلبية كشعب وننتظر الفرح من لاعبي الكرة ومدربيهم وكأنهم لا يعايشون معنا هذا الواقع البائس!!
. هلال بقوا يشجعوه ناس أردول من داخل الملعب في غياب الأولتراس بحكم (مؤامرة) جوبا لابد أن نمد حبال الصبر قبل أن نراه كما نحب ونشتهي، هذا إن بقي لنا وطن أصلاً مع تمدد هذه الشرذمة وصمتنا على ما يجري.
kamalalhidai@hotmail.com
//////////////////////