هل تقرأون؟!
رئيس التحرير: طارق الجزولي
7 November, 2020
7 November, 2020
مسارب الضي
* اندلعت الحرب في اثيوبيا . أصدر رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد أوامره للجيش بمهاجمة قوات إقليم تيقراى صباح أمس الأربعاء. وأورد في صفحته على فيس بوك (.. تم تخطي الخط الأحمر.. أمرت قوات الدفاع بتنفيذ مهمتها بانقاذ البلاد..).
* وأضافت وكالات الأنباء انه حدثت معارك ضارية بين القوات الاتحادية وقوات الاقليم . وأعلنت حكومة إقليم تيقراي عن إغلاق المجال الجوي وقطع الاتصالات.
* في نفس هذه المساحة بتاريخ 29 أكتوبر، في مقال بعنوان (الخطر في اثيوبيا يستدعي التحرك العاجل)، سبق وحذرت من نذر الحرب التي تلوح في اثيوبيا . واستعرضت بيان حكومة التيقراي الذي اتهمت فيه الحكومة الاتحادية بعدم المشروعية والديكتاتورية وبالتخلي عن استقلال البلاد وسيادتها والتآمر مع رئيس اريتريا اسياس أفورقي لتركيع التيقراي . وأكدت بان بيان حكومة التيقراي يشير (بلا أي لبس إلى ان نذر الحرب تلوح في اثيوبيا..).
* واضفت في ذلك المقال (اثيوبيا دولة جارة، أكبر دولالقرن الافريقى، بها حوالي 100 مليون من السكان، وانزلاقها للحرب سيزعزع كامل شرق افريقيا، بما في ذلك السودان، حيث ستتحول إلى كرة لهب تمتد بنيرانها للجيران وإلى مصدر لانتشار السلاح والارهاب والجريمة العابرة للحدود والهجرة غير النظامية. اضافة الى انه إذا اندلعت الحرب، ولجأ عشر سكان اثيوبيا (10 مليون) للسودان، فنصف هذا العدد يشكل كارثة على بلادنا المختنقة والتي تعاني أصلاً نقصاً في كل الخدمات والسلع الاساسية. فضلاً عن ان إقليم تيقراى أرض مغلقة، وله عداء حاد مع الحكومة الاريترية، مما يحعل منفذه الوحيد على البحر موانئ السودان، وليس بعيداً ان تفكر حكومة الاقليم، خصوصاً مع حضورها الاستخباري الكثيف وتشابك علاقاتها مع عناصر من النظام المعزول بشرق السودان ان تفكر في شق طريقها للموانئ السودانية بالقوة العسكرية.
* واضفت (الأوضاع في اثيوبيا قضية أمن قومي سوداني من الدرجة الأولى، ولا يمكن التفرج عليها، والواجب العاجل اتخاذ الاحتياطيات العسكرية الضرورية لتأمين الحدود السودانية، كما الواجب ان يتحرك رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك بحكم منصبه الحالى كرئيس لدول الايقاد للتوسط بين الفرقاء الاثيوبيين بما يخمد احتمال الحرب - فاما تسوية سلمية تؤمن وحدة اثيوبيا وتلبى مصالح جميع شعوبها أو تقسيم سلمي يحفظ أرواح وأمن واستقرار اثيوبيا والمنطقة).
* وخاطبت رئيس الوزراء حمدوك (ان يوظف قبوله الاقليمي والدولي لانجاح وساطته، فالسعودية معنية بأمن البحر الأحمر وشرق السودان، وكذلك أوروبا معنية بأمن البحر الأحمر الذي تمر به ثلث تجارة النفط شريان الحياة المعاصرة كما معنية بالا تنفجر قنابل الهجرة غير النظامية من شرق أفريقيا على بلدانها، كما الغرب إجمالاً معني بالا تتحول المنطقة إلى مفرخ جديد للارهاب وزعزعة الاستقرار).
* رغم كل ذلك لم يهتم رئيس حكومتنا المدنية ولم يكلف نفسه عناء الاتصال التلفوني برئيس الوزراء الاثيوبي، أقله من باب رد الجميل حيث توسط أبي أحمد ابّان أزمتنا السياسية عقب مجزرة فض الاعتصام . وترك حمدوك فراغاً ملأه رئيس مجلس السيادة البرهان، وإذا كان طبيعياً وايجابياً أن يهتم العسكريون بقضايا الأمن القومي للبلاد، إلا ان توزيع الأدوار المرغوب والمقبول – دستورياً وسياسياً – كان يتطلب أن يركز العسكريون على تأمين حدود البلاد عسكرياً وأمنياً فيما يركز رئيس الوزراء على العمل الدبلوماسي، وهو أجدر به من حيث المقبولية والتأهيل، الأمر الذي تؤكده زيارة البرهان لاثيوبيا عقب زيارته لمصر، دون ان يضع في اعتباره حساسية اثيوبيا الزائدة من مصر.!.
مع كل ما سبق لا أملك إلا ان اتساءل: هل يقرأ مسؤولو حكومتنا المدنية؟ وإذا قرأوا هل يفهمون؟! وإذا فهموا هل يتصرفون؟!.
عن الديمقراطي