قبل أيام وعن طريق الصدفة وجدت خطاي تسوقني أمام تلك المكتبة و أستشعرت الاستحياء وبعض أهلنا الغبش الذين تجمعوا أمام تلك المكتبة قد تعالت أصواتهم بالنقد لبعض الكتابات والتي أخال انها لم تنل رضاهم وبالمناسبة هذا الموقف تكرر من قبل بالقرب من مكتبات أخرى ..ترى هل هناك كتابات تثير الحنق ؟ ؟؟ وجدت هذا السؤال يجول بخاطري وان هي إلا عدة ساعات حتى وقع تحت يدي موضوع كتبه مثقف عربي وهو يصف عالمنا هذا ب (عالم النخبة) .بعد الاسترسال فى القراءة وجدتني اشعر بالحنق والغضب فالكاتب على ما يبدو يقصد ان هذا العالم لا يوجد مكان فيه للفقراء والمساكين ..
حديث هذا الرجل كان سببا وراء الكثير من حالات التوتر والصراع بل الحروب على نطاق العالم هل تراه يفهم هذا ؟؟
إذا انتهج العالم سياسة الأغنى والأفقر والساسة والرعية فسوف تكون تلك كارثة فعلية لأن عالم الصفوة او النخبة يجعل المفاضلة بين البشر تخضع لامتلاك الثروات وليس للمعايير الأكثر أهمية مثل المثابرة والعمل والاهم الأخلاق ...الم اقل لكم إن الأمر كارثة فعلية ؟
أمثال تلك النوعية من الكتابات تعتبر مستفزة وقد يسفر عنها الكثير من ردود الأفعال بل ان هنالك صحف على نطاق العالم تهتم بالإثارة والفضائح وما هو على شاكلة تلك وقد ساعد علي نشوئها الناشر والصحفي وليم راندولف هيرست 1863- 1951 ).
شخصيا أصدقكم القول لا يثيرني اِنتِقاد مسئول أو كتابة تتطرق للظروف الاقتصادية أو غيره ولكن الكتابة التى أراها مستفزة حقا هى تلك التى تظهر الانسان السودانى لا قوة له ولا حيلة لإيماني التام بان مجتمعنا فيه مبدعين فى شتى ضروب الفن والابداع بل والعلم ولكن بعضهم ليس من عشاق حب الظهور وبعضهم لم تساعده ظروفه وحواء السودان أنجبت الطيب صالح وعبد الله الطيب واخرين لا يسع المكان للتحدث عنهم وكما قيل الذي ليس له خير في أهله لا خير فيه لغيره .. !!!
يبقى القلم أمانه وله دوره الكبير ايجابيا كان أو سلبيا وتبقى الكلمة سلاح ذو حدين ..
