هل قاربت تركيا الإخوانية على النهاية
د. عمرو محمد عباس محجوب
21 March, 2025
21 March, 2025
لتركيا تاريخ طويل في السودان فقد أسقطت السلطنة الزرقاء في ١٨٢١ وعاث فيها الدفتردار تقتيلا وخرابا بعد حريق إسماعيل باشا في شندي ومدت أطراف دولتها في كل السودان وحقيقة أوجدت ماسمي السودان اداريا ووطنا. وادى ما مارسته من ظلم وقمع وفساد واستبداد إلى تجمع السودانيين تحت راية المهدي واسقطت دولتهم في ١٨٨٥. ثم لجأ اليها الكيزان بعد سقوط دولتهم في ثورة ديسمبر ٢٠١٨، ورغم انهم كانوا قد غادروا التنظيم الدولي للإخوان ومقره تركيا إلا انه احتضنهم عندما عادوا خائبين.
بعد ان أسقطت تركيا دولة الاسد في سوريا واستعانت بالمجموعات الجهادية الارهابية من اخوان مسلمين ودواعش وقاعدة ونصبت احمد الجولاني رئيساً،واستعدت لتقبض الثمن من رفع للعقوبات الأمريكية والسيطرة على منطقة قوى سوريا الديمقراطية وتوقف اعتداءات الكيان الصهيوني. كل هذا كان اضغاث أحلام. تركيا تقف مع اسرائيل وضد غزة دبلوماسيا وتفتح طرق مواصلاتها لتموينها وإمدادها بالنفط وأصبح نظام الجولاني صديقا للكيان.
تتكون تركيا الحديثة من ٤٠٪ أتراك و٢٥٪ أكراد و ٣٥٪ علويين (احد جماعات الشيعة الأثني عشرية) مجاورين لعلوي سوريا. سماح تركيا لقوات الجهاديين بالتعدي بشكل فظيع وحيواني على العلويين (عدد القتلى بين ١٠-١٥ الف من المدنيين) احدث ردود فعل غاضبة بين علويي تركيا والتحريض ضد موقف تركيا المساند للكيان من حزب الرفاه المؤيد لفلسطين (وهم أتراك سنيين).
يتكون النظام الحزبي بشكل عام من حزب اردوغان الاخواني الإسلامي ولكن انفصل عنه حزب الرفاة وأخذ منه المجموعات المؤيدة لفلسطين، حزب الشعب الجمهوري وهو حزب علماني اتاتوركي موالي لأمريكا واسرائيل كما حزب اردوغان ويؤيد غالب العلويين هذا الحزب كما يوجد احزاب تركية تختلف مواقفها من القضية الفلسطينية.
المواجهات الأخيرة بين الحكومة وامام أوغلو رئيس بلدية إستنبول والتظاهرات الشعبية التي اندلعت هو جزء من تفاعل مختلف قطاعات تركيا مع احداث سوريا وفشلها في احداث تغيير لصالح تركيا، تصاعد الأزمة الاقتصادية وتدهور البورصة والعملة والفساد المستشري وسط عائلة اردوغان، احداث الساحل السوري وسط علوي سوريا وعدم تدخل الدولة التركية لمنعها وغيرها من تراكمات سياسات اردوغان عبر اكثر من عقدين من الزمان.
وقفت ايران وروسيا ضد الانقلاب العسكري على اردوغان، لكنها لن تمد اي يد للعون بعد خيانته لها في سوريا، امريكا واوربا موقفها مع اسرائيل وتعلم ان الغريمين هم موالين لها لذلك لن تتدخل. اسرائيل تعربد في سوريا لصناعة صورة نصر بعد هزيمتها في غزة وجنوب لبنان وأزماتها الداخلية. الدول العربية السنية تعتبر تدخل اردوغان في سوريا تعديا عليها لذلك لن تساعده. ان سقوط اردوغان سيعني انكفاء تركيا داخليا وعدائها للإخوان والدواعش والقاعدة وتصفية قواعدها داخل تركيا.
omem99@gmail.com
بعد ان أسقطت تركيا دولة الاسد في سوريا واستعانت بالمجموعات الجهادية الارهابية من اخوان مسلمين ودواعش وقاعدة ونصبت احمد الجولاني رئيساً،واستعدت لتقبض الثمن من رفع للعقوبات الأمريكية والسيطرة على منطقة قوى سوريا الديمقراطية وتوقف اعتداءات الكيان الصهيوني. كل هذا كان اضغاث أحلام. تركيا تقف مع اسرائيل وضد غزة دبلوماسيا وتفتح طرق مواصلاتها لتموينها وإمدادها بالنفط وأصبح نظام الجولاني صديقا للكيان.
تتكون تركيا الحديثة من ٤٠٪ أتراك و٢٥٪ أكراد و ٣٥٪ علويين (احد جماعات الشيعة الأثني عشرية) مجاورين لعلوي سوريا. سماح تركيا لقوات الجهاديين بالتعدي بشكل فظيع وحيواني على العلويين (عدد القتلى بين ١٠-١٥ الف من المدنيين) احدث ردود فعل غاضبة بين علويي تركيا والتحريض ضد موقف تركيا المساند للكيان من حزب الرفاه المؤيد لفلسطين (وهم أتراك سنيين).
يتكون النظام الحزبي بشكل عام من حزب اردوغان الاخواني الإسلامي ولكن انفصل عنه حزب الرفاة وأخذ منه المجموعات المؤيدة لفلسطين، حزب الشعب الجمهوري وهو حزب علماني اتاتوركي موالي لأمريكا واسرائيل كما حزب اردوغان ويؤيد غالب العلويين هذا الحزب كما يوجد احزاب تركية تختلف مواقفها من القضية الفلسطينية.
المواجهات الأخيرة بين الحكومة وامام أوغلو رئيس بلدية إستنبول والتظاهرات الشعبية التي اندلعت هو جزء من تفاعل مختلف قطاعات تركيا مع احداث سوريا وفشلها في احداث تغيير لصالح تركيا، تصاعد الأزمة الاقتصادية وتدهور البورصة والعملة والفساد المستشري وسط عائلة اردوغان، احداث الساحل السوري وسط علوي سوريا وعدم تدخل الدولة التركية لمنعها وغيرها من تراكمات سياسات اردوغان عبر اكثر من عقدين من الزمان.
وقفت ايران وروسيا ضد الانقلاب العسكري على اردوغان، لكنها لن تمد اي يد للعون بعد خيانته لها في سوريا، امريكا واوربا موقفها مع اسرائيل وتعلم ان الغريمين هم موالين لها لذلك لن تتدخل. اسرائيل تعربد في سوريا لصناعة صورة نصر بعد هزيمتها في غزة وجنوب لبنان وأزماتها الداخلية. الدول العربية السنية تعتبر تدخل اردوغان في سوريا تعديا عليها لذلك لن تساعده. ان سقوط اردوغان سيعني انكفاء تركيا داخليا وعدائها للإخوان والدواعش والقاعدة وتصفية قواعدها داخل تركيا.
omem99@gmail.com